تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق: تدخل أميركي مرتقب في الأنبار يمهد لـ«جيش التوازن»!!

             اعتبرت صحيفة الأخبار أنه لا يمكن فصل ما حصل في الرمادي عما روّجت له الإدارة الأميركية أخيراً عن تقسيم العراق. وجدت واشنطن في سقوط الرمادي فرصةً «تاريخية» لها في العودة إلى بلاد الرافدين مجدداً هذه المرة عبر قوات برية تكون مدخلاً إلى تحقيق مشروعها التقسيمي. وأفادت الصحيفة: لم يكن سقوط الرمادي المدوي والتطورات الدراماتيكية التي أعقبتها محض صدفة أو جزء من عمليات الكر والفر التي تشهدها ساحات المواجهة في العراق مع تنظيم «داعش» منذ نحو عام كامل، بل يبدو أنها كانت انطلاقة لمسلسل التقسيم بحلقاته المعدودة عند مؤلفها وكاتبها، وفرصة سانحة لتبرير التدخل البري الأميركي وتحقيق كل الأحلام الأميركية التي قوضها وعرقلها على الأقل مشروع «الحشد الشعبي» وفتوى المرجعية الشهيرة.

ففي الوقت الذي لم تحرك فيه القوات العراقية من جيش وشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب، فضلاً عن عشرات آلاف من المقاتلين والمتطوعين في «الحشد» و«فصائل المقاومة» ساكناً، لم يسجل أي تعرض أو هجوم مضاد لـ«داعش» الذي باشر بـ«الإجراءات الإدارية» لضم الرمادي إلى ولاياته الأخرى، بحسب مصدر محلي في المدينة. وكشف مصدر مقرب من مجلس محافظة الأنبار عن تفاصيل اتفاق أميركي مع مجلس المحافظة وشيوخ عشائر يقضي بتدخل بري (يجري ترتيب آلياته) يفضي إلى تشكيل جيش «ثلاثي» قائم على ميليشيات «شيعية» و«سنية» و«كردية».

وأكد المصدر أن أعضاء مجلس المحافظة ناقشوا أخيراً مشروعاً يهدف إلى دخول قوات برية أميركية إلى محافظة الأنبار بعد حملة لتهيئة الرأي العام المحلي والعربي وحتى العالمي لذلك، مبيناً أن المشروع أثار انقساماً حاداً بين أعضاء المجلس، لكنه سرعان ما انتهى بموافقة الجميع وإن كان على مضض بعد محاولة البعض تحقيق مزايدات من خلال إعلانه رفض أي «احتلال» لأرض الأنبار.. المصدر توقع أن ينفذ الدخول البري إلى المحافظة في مدة زمنية لا تتجاوز الثلاثة أشهر المقبلة أو بعد انتهاء شهر رمضان بأيام قليلة نظراً إلى تسارع الانهيارات الأمنية والأحداث، لافتاً إلى أنه ستبدأ مرحلة بناء جيش قائم على «توازن شيعي سني كردي» بعد تنفيذ خطوة التدخل البري «الذي سيكون مفاجئاً ومدروساً إلى درجة تجعل الجميع أمام الأمر الواقع».

ويشير المصدر الأنباري (الذي يقيم حالياً في بغداد) الى أن أميركا ستسرع من وتيرة الانهيار في صفوف الجيش والقوات الأمنية العراقية وتتعمد الحديث عن ذلك كما بدا واضحاً في تصريحات الرئيس أوباما الذي أشار إلى القائد الميداني الذي انسحب والقوة التي معه من دون إجبارهم من قبل «داعش» وهو تصريح، بحسب المصدر، الأول من نوعه لمسؤول أميركي بحجم أوباما.

ويشير المصدر إلى أن أميركا وكبار السيناتورات من أمثال جون ماكين وغيرهم سيركزون في تصريحاتهم المقبلة على أمرين، وهما فشل الحملة الجوية كما صرح ماكين أخيراً والخطر المزعوم الذي يداهم بغداد وسفارة الولايات المتحدة، فيما ستغض الإدارة الأميركية النظر عن تمدد قوى «الحشد الشعبي» والفصائل «الشيعية» والسماح لها بمزيد من التحركات والتنقلات كما جرى في الأنبار.

في هذه الأثناء، دافع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس، عن الضربات الجوية لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده بلاده ضد «داعش»، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية ستوصي بتغيير شكل الدعم إذا اقتضت الحاجة وذلك في معرض رده على سؤال لشبكة «سي أن أن» حول الدعوات المتزايدة من المشرعين الجمهوريين لإرسال قوات أميركية برية مقاتلة إلى العراق. ولفت إلى أن القوات العراقية لم تظهر أي إرادة في قتال «داعش» خلال سقوط الرمادي قبل أسبوع، وأن القوات الأميركية تحاول تشجيعها على الاشتباك المباشر بشكل أكبر، أفادت الأخبار.

ولفتت افتتاحية القدس العربي إلى اعتراف مستشار رئيس العراق أن كتائب «الحشد الشعبي» في محافظة ديالى قامت باختطاف عدد من حرس الرئيس وطلبت فدية لقاء إطلاق سراحهم، معتبرة أنّ هذه الواقعة الغرائبية لا تكشف هوان مركز الرئيس العراقي فحسب، بل تكشف هوان العراق نفسه... وتساءلت: هل سيتمكن العراقيون يوماً ما من وقف دائرة القتل هذه أم أنها ستظل تدور إلى أبد الآبدين؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.