تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: حوار جنيف يصطدم بشروط هادي!!

            وضعت الحكومة اليمنية المستقيلة عراقيل جديدة أمام مؤتمر جنيف الخاص بالأزمة اليمنية، حيث اشترطت للحور المؤتمر الأممي تحقيق مطالب يرفضها الطرف الآخر في العملية السياسية مثل الاعتراف بـ «شرعيتها» وانسحاب «أنصار الله» من كل المحافظات وحضور ممثّل عن دول مجلس التعاون الخليجي، من دون الأخذ في الاعتبار نتائج هذه العرقلة على المشهد اليمني القاتم، حيث يُترك المدنيون لمواجهة مصيرهم في ظلّ الحرب المستمرة للشهر الثاني على التوالي.

ومع ورود أنباء عن تمكّن قوات من الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» من السيطرة على مواقع عسكرية حدودية، رفعت السعودية حالة التأهب القصوى على الشريط الحدودي الجنوبي مع اليمن. ويأتي هذا الإعلان، بعدما أكّدت «انصار الله» إسقاطها طائرة حربية سعودية من طراز «أف 16» في بلدة بني خيران في مديرية بني الحارث في شمال العاصمة صنعاء، ونشرت صوراً لها، فيما لم يصدر أيّ بيان عن قيادة «التحالف» بشأن المقاتلة الثالثة التي تسقط منذ بدء العملية العسكرية.

ولفتت السفير إلى أنّ التطور الآخر، تمثّل باستهداف الجيش و «اللجان الشعبية» مبنى حرس الحدود السعودي في الطواف في جيزان جنوب السعودية بحوالي 80 صاروخاً. كما أدى تبادل لإطلاق النار بالمدفعية الثقيلة بين القوات السعودية ومقاتلين يمنيين إلى تدمير جزء من معبر حرض الحدودي بين البلدين، وهو أكبر معبر للركاب والبضائع. الى ذلك، تعرّضت محافظة ريمة، للمرة الأولى يوم أمس، لقصف طائرات «التحالف»، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات.

وعلى مستوى الحراك الديبلوماسي، وصل وفد من المسؤولين في «انصار» إلى مسقط لبحث تطورات الأزمة مع الحكومة العُمانية التي نقلت رسائل في السابق بين «أنصار الله» والسعودية. ولا تزال الشكوك تحوم بشأن عقد مؤتمر جنيف، في ظلّ تردّد الحكومة المستقيلة، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في حضور محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي من المقرر أن تبدأ في جنيف يوم الخميس المقبل، إذ إنها تشترط التزام «انصار الله» بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بسحب قواتها من المدن اليمنية الرئيسية، وتقول إنّ «المباحثات تحتاج إلى وقت أطول»، وإن «الترتيبات الخاصة بهذه المحادثات ضعيفة».

المشهد في الدوحة يتطابق مع تطلعات حكومة هادي، خصوصاً بعد اتفاق مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، خلال انعقاد الدورة الـ24 لاجتماع مجلس الوزراء المشترك، على حل الأزمة اليمنية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216، والمبادرة الخليجية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.

وأبرزت صحيفة الأخبار: الرياض تنشئ جيشاً في حضرموت وتجهض «جنيف». وأفادت أنه لم يعد ممكناً تصور المدى الذي قد تصل إليه القيادة السعودية الجديدة، للتعويض عن فشلها الذريع في إحراز الانتصار الموعود في اليمن بعد شهرين من القصف، الذي كلّفها سمعتها وأمنها وقدراتها الردعية. وأفادت أنه في تطوّر أذهل الدوائر الدولية وجعلها تلغي مؤتمر جنيف حول اليمن، الذي كان مقرراً في ٢٨ أيار الحالي، فرضت الرياض شروطاً على المشاركة اليمنية، من النوع الذي يعد إهانة للأمم المتحدة لا للشعب اليمني وحده. الشروط، التي وضعتها الرياض أثناء زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، فاقت كل التصورات، ذلك أنها طلبت اختيار المشاركين وإدارة المؤتمر وتوجيه دفّته وتحديد نتائجه قبل انعقاده. أمر أرغم الأمين العام للأمم المتحدة ــ صاحب الدعوة ـــ إلى إرجاء المؤتمر، بسبب شعوره بالإهانة المتكررة. بان كي مون كان قد طالب مراراً بوقف إطلاق النار في اليمن، وأعرب عن استيائه من عدم التجاوب، واليوم يواجه تعنّتاً سعودياً دفعه إلى تجميد مبادرته، بينما بدأت الكارثة الإنسانية تعضّ الجسم اليمني، برغم تدفّق بعض المساعدات، التي كان جزء منها يقصف بعد وصوله إلى المستودعات. وهكذا بات مؤتمر جنيف في حكم المؤجل، بعد إيقاف الفريق المعني بتنظيمه، من السفر إلى جنيف. الفريق كان سيسافر ليل الأحد، وألغى حجوزاته في اللحظة الأخيرة.

ووفقاً للأخبار، جاء خطاب الرئيس الفار عبدربه منصور هادي الذي وجهه، الجمعة الماضي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليكشف مستوى التردي في لغته الدبلوماسية السعودية، التي تملي على هادي ما يفعل ويقول، في الوقت الذي تسعى فيه إلى استبداله برئيس الوزراء ونائب الرئيس خالد البحاح... الخطاب يظهر غطرسة من يشعر بأنه يستطيع توجيه الأوامر إلى الأمم المتحدة وفرض أجندته عليها تحت غطاء التشاور معها.

من جانبه، اعتبر مهند عبيد في الأخبار أنّ العدوان على اليمن تحوّل إلى حبلٍ يلتف على عنق الرياض التي باتت بأمسّ الحاجة لإيجاد مخرج من هذا المأزق. «مؤتمر الرياض» لم يأتِ بجديد، فيما تمكنت «أنصار الله» من جني العديد من المكتسبات خلال الحرب داخلياً وخارجياً، وها هي اليوم تشعل الحدود السعودية وتعد بالمزيد... ويبدو أن النار السعودية فوق رؤوس اليمنيين لم تبلغ ذروتها بعد. منسوب حمّام الدم اليمني سيبقى إلى ارتفاع، إذ إن المملكة حسمت خيارها، هي تريد للحرب أن تستعر أكثر، على الأقل حتى نهاية هذا الشهر، موعد لقاء جنيف بين الفرقاء اليمنيين. واضاف الكاتب: جنيف لن تكون الحل الموعود، لكنها ستكون الطريق لفتح ثغرة في جدار التعنت السعودي في الحرب على اليمن.. أما ما يدور في ذهن الرياض حول حضرموت فليس في غفلة عن «أنصار الله»، حيث يؤكد قيادي في «أنصار الله»، أن السعودية تسعى إلى تهيئة الأرضية في حضرموت لإنشاء مقرّ للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، في سيناريو شبيه بما جرى في عدن حين انتقل إليها من صنعاء قبل أشهر. هذا الأمر لن يتحقق وفق القيادي في «أنصار الله». وختم الكاتب تقريره بالقول: مع تقدم الأيام، تبدو «أنصار الله» أكثر ثقة في النفس. يرى قياديوها وعناصرها أن الأمور تسير لمصلحتهم على الأرض رغم المجازر السعودية المؤلمة. هم يعلمون أن السعودية خسرت الحرب والإعلان الرسمي سيأتي عاجلاً أو آجلاً. بوادر الهزيمة السعودية تتجلى، وفق المصدر القيادي، الذي يكشف عن رسائل غير مباشرة تصل إلى الجماعة من حين إلى آخر من أمراء آل سعود، «يعبرون فيها عن مواقفهم من عهد الملك سلمان».

بالمقابل، افادت الحياة أنّ مدينة تعز تعرّضت لأعنف قصف حوثي، وشهدت اشتباكات استُخدمت خلالها المدفعية والدبابات. وتواصلت المواجهات بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الجيش الموالية لهم وبين أنصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في محافظات أبين وشبوة ومأرب وتعز والضالع، في حين كثّف طيران التحالف غاراته على مواقع عسكرية ومخازن للسلاح في صنعاء ومحيطها. وقصف للمرة الأولى منذ بدء الغارات مواقع حكومية يسيطر عليها الحوثيون في محافظة ريمة (شرق الحديدة). وجاءت هذه التطورات غداة مغادرة وفد حوثي إلى مسقط، في سياق مساعٍ تبذلها سلطنة عُمان للتوصل إلى حلول سلمية للأزمة اليمنية، في حين دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في كلمة لمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية، إلى إنهاء الاحتراب الداخلي واستكمال الحوار بين القوى اليمنية. وحض أنصاره على التصدي لعمليات قوات التحالف.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.