تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مصر والسعودية: خلافات لم يحن وقتها بعد!!

مصدر الصورة
SNS

        لفت تقرير في السفير إلى أنه لا جدال بشأن اهمية العلاقات المصرية ـ السعودية، فالرياض يعنيها وجود نظام مصري مستقر وقادر على السيطرة على البلاد، وأي تهديد للاستقرار في مصر تنعكس نتائجه سريعاً على السعودية. في حين ان القاهرة تنظر الى السعودية باعتبارها حليفاً قوياً قادرا على دعم النظام السياسي في الأزمات اقتصاديا وسياسياً. ولا شك أن البلدين تجمعهما الكثير من المواقف والرؤى سواء في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، أو في حل الأزمات المتفجرة في الوطن العربي. ولكن كل ذلك لا ينفي وجود هامش من الاختلاف يحاول الطرفان إخفاءه وعدم طرحه علانية على الأقل في الوقت الحاضر.

زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للقاهرة، كانت مناسبة جيدة لتأكيد توافق البلدين حول مختلف القضايا وغياب أي خلاف، والمؤتمر الصحافي الذي جمع الوزير السعودي بنظيره المصري سامح شكري، تضمن تأكيداً على التطابق، لدرجة تبعث على الشك والتساؤل حول الخلافات الكامنة بين البلدين... ولكن التأكيدات نفسها التي ظل الوزيران يرددانها، عبرت عن التباين بين الطرفين، خاصة أمام أسئلة الصحافين.

وربما يكون الملف السوري هو أكثر ما عبر عن التباين في وجهتي النظر السعودية والمصرية، فالوزير سامح شكري أكد على أهمية الوصول الى حل سياسي في سوريا على أساس مقررات «جنيف 1»، ونفى أن تكون هناك مبادرة مصرية سورية يجري الإعداد لها، وأن هناك مجرّد اتصالات ومشاورات مع روسيا، بينما كان الوزير السعودي أكثر وضوحا عندما قال إن الجميع متفق على إبعاد الرئيس بشار الأسد عن المشهد، وإن الاتصالات مع روسيا هدفها دفع روسيا الى وقف دعمها للأسد.

والحقيقة أنه يمكن الحديث عن ترتيبات مختلفة لأولويات كل من مصر والسعودية بالنظر الى الازمات الاقليمية وطريقة التدخل فيها، وخاصة في ما يتعلق بالملف السوري.

ومعروف ان السعودية تضع «وقف تمدد النفوذ الإيراني» في اليمن وسوريا والعراق كأولوية أمامها، لما يمثله ذلك من خطر محدق على نفوذها في الوطن العربي، بحسب رؤيتها. وقد يكون اللجوء الى قوى إسلامية سنية مثل «الإخوان المسلمين» أمراً مقبولاً، لا بل وضرورياً لوقف هذا «الخطر». كذلك، فإن التحالف مع دول مثل تركيا وقطر قد يكون ضروريا في الصراع ضد الجمهورية الاسلامية. وهذا الترتيب للأولويات جعل السعودية تعمل من وقت الى آخر على إجراء مصالحة بين مصر وقطر، وكذلك بين «الإخوان المسلمين» والنظام المصري.

ولكن لا يبدو ان هذا الترتيب مقبول من الجانب المصري، فالرئيس عبد الفتاح السيسي لا يرغب في صعود نجم «الاخوان» مجدداً، سواء في مصر، او حتى في اليمن وسوريا وليبيا. لذلك فإن اولويته في المرحلة الراهنة تتمثل في غياب «الإخوان المسلمين» من الترتيبات الاقليمية المحتملة. وأوضحت السفير انّ الخلاف كان ليصبح أقل قيمة لو كانت مصر قادرة على تعويض احتياج السعودية لسد الفجوة مع إيران على الأرض. ولكن إحجام مصر عن التدخل في اليمن، بالدرجة المطلوبة من السعودية، وغياب دورها على الأرض في سوريا والعراق، جعلا المملكة أمام خيارات محدودة. ويبدو التباين أكثر وضوحا عند الحديث عن بدائل في اليمن وسوريا، فالرؤية السعودية التي لا تستبعد دوراً لـ «الإخوان» في مواجهة النفوذ الإيراني في كلا البلدين، وتقبل وإن بشكل غير مباشر بدور لـ «الإخوان» في الترتيبات المستقبلية في سوريا واليمن، وهو ما يعني، بعبارة اخرى، امتداداً إقليمياً لـ «الإخوان المسلمين»، بما ينعكس على «إخوان» مصر في صورة دعم غير محدود على المستويين المعنوي والمادي. كما يعني في الحالة السورية بالذات وجود حليف قوي لتركيا وقطر لا يدعم «إخوان» مصر فحسب، بل يشكل ضغطا على الدور الإقليمي لمصر.

ويقول السفير هاني خلاف (مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون العربية): «لا يمكن الحديث عن خلاف استراتيجي، ولكنه مجرد خلاف نسبي أو تباين في وجهات النظر والأولويات... مصر بدأت تطور رؤيتها للوضع في سوريا على أساس أن بقاء نظام الأسد أقل خطرا من صعود جماعات متطرفة في سوريا. لذا فمصر ترى أهمية لوجود بديل لنظام الأسد في سوريا قبل سقوطه، وإلا فإن السيناريوهات الاخرى، قد تترك فراغا لصالح الجماعات المتشددة والتكفيرية». ويرى خلاف انه «إذا تمت إطاحة الأسد من دون وجود بديل جاهز لسد الفراغ فستسقط سوريا في يد داعش، وسيكون هذا السيناريو كارثة على المنطقة كلها». ويرى خلاف أن السعودية تضع الأمر بشكل مختلف، فهي «تريد إسقاط الأسد، ولكنها لا تقدم تصوراً للمستقبل، وهنا جوهر التباين بين البلدين».

بالمقابل، عنونت الحياة: توافق مصري - سعودي لمواجهة التدخلات في المنطقة. ووفقاً للصحيفة، شددت مصر والسعودية على توافقهما في مواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة العربية، خلال الزيارة الأولى لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى القاهرة أمس. وأكد الطرفان أن التدخل الإيراني الصريح في المنطقة وشؤونها مرفوض، وأنهما لن يقفا مكتوفي الإيدي إزاءه. وليل أمس قالت رئاسة الجمهورية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد لوزير الخارجية السعودي حرص مصر على أمن منطقة الخليج. وجاء هذا التأكيد اثناء استقبال السيسي الجبير أمس بحضور وزير الخارجية المصري والسفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان. ولفت الجبير إلى أن السعودية تريد إقامة علاقات طبيعية مع إيران «لكن هذا يتوقف على سلوك طهران». وقال إن الرياض «تدعم أي جهود لاستئناف المفاوضات السياسية في اليمن، وأن الرؤى مع مصر متطابقة في ما يخص استعادة الشرعية في اليمن بعد انقلاب جماعة الحوثيين»، مؤكداً أن «التنسيق بين مصر والسعودية مستمر في شأن سورية واليمن، ولا خلاف على ذلك».

وفي واشنطن ذكرت الحياة أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون موجودة في مسقط بعد السعودية لإجراء محادثات حول الوضع في اليمن، فيما أكدت الحكومة اليمنية أن وفداً حوثياً وصل الى سلطنة عمان للمشاركة في المحادثات. وتسعى واشنطن إلى إنجاح مؤتمر جنيف بعد تأجيله وضمان حل سياسي ينهي النزاع العسكري في اليمن وينبثق من مبادرة مجلس التعاون الخليجي. وذُكر أن باترسون تزور السعودية وعُمان استعجالاً للحل السياسي في اليمن. وتحاول واشنطن الدفع لانعقاد مؤتمر جنيف والوصول الى مرحلة انتقالية سريعة في اليمن منبثقة من «مبادرة جنيف» قبل شهر رمضان، وهي تعطي أهمية كبرى للأمن السعودي وضرورة التعاطي مع أي تهديد لأمن المملكة من المنطقة الحدودية.

سعودياً، أعلن ولي العهد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، أمس، أن الوضع الأمني في البلاد «تحت السيطرة»، وذلك بعد ساعات من حثّ تنظيم «داعش» السعوديين على محاربة نظام الطواغيت والشيعة في المملكة. وقال الأمير محمد، خلال استقباله السفراء المعتمدين لدى السعودية، إن الوضع الأمني في البلاد «تحت السيطرة». وأضاف أن «المملكة واقفة بقوة ضد الإرهاب، ولن تزعزعنا مثل هذه الحوادث»، في إشارة الى التفجيرات والهجمات. وتابع «مررنا بحوادث أكبر، والحمد لله الوضع تحت السيطرة، وإن حدث شيء سيتم التعامل معه في حينه».

ورأى طارق الحميد في الشرق الأوسط أنه ومنذ العملية الإرهابية الأولى التي استهدفت دور عبادة للطائفة الشيعية في السعودية، كان من الواضح أن هناك مخططًا يستهدف السعودية، ووحدتها، واستقرارها. واعتبر أن بيان تنظيم داعش شديد الخطورة، وينم عن عقلية إجرامية تظهر مدى استهداف التنظيم، ومن يقف خلفه، بطرق مختلفة، للسعودية بأمنها واستقرارها، ووحدتها، التي هي أهم مشروع وحدوي بتاريخ منطقتنا البعيد، والقريب.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.