تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الحكومة اليمنية ترفض المصالحة والسعودية تذلّ حلفائها:

           أعادت الحكومة اليمنية، التي تعمل من الرياض، الأزمة إلى المربع الأول، بعد رفضها للمصالحة، فيما اعتبرت أنَّ الهدف من مؤتمر جنيف التشاور لإعادة "الشرعية"، فضلاً عن تنفيذ القرار الأممي الذي ينص على انسحاب الجيش اليمني و "أنصار الله" من المناطق التي سيطروا عليها، وذاك في ظل استمرار مبادرة الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" إلى اقتحام وقصف المواقع السعودية. وأكَّد كل من الرئيس اليمني، المقيم في السعودية، عبد ربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحاح، أنَّ اللقاء في جنيف الأسبوع المقبل، ليس للتفاوض بل للتشاور حول تنفيذ القرار 2216 "على الأرض"، مؤكداً أن الاجتماع الذي سيعقد في المدينة السويسرية، برعاية الأمم المتحدة، لا يهدف للمصالحة. ومن دون الإشارة إلى مؤتمر الرياض الذي عقد منتصف الشهر الماضي، نفى هادي بشكل قاطع أن يكون المؤتمر للمصالحة مع الحوثيين، وقال "على الاطلاق.. أبداً.. نتشاور كيف ينفذ قرار مجلس الأمن 2216".

وفي تصعيد للهجة ضدّ طهران، اعتبر الرئيس اليمني، في مقابلة تلفزيونية، أنَّ دور إيران في اليمن أكبر من دور تنظيم "القاعدة". وقال: "إيران تعمل عندي عملاً أكبر من عمل القاعدة لأن القاعدة بسيطة.. نستطيع أن نصفيها، لكن هذا (إيران) عمل ممنهج ومسيس". وجاء كلام بحاح مكملاً لكلام هادي، إذ جدد القول إنَّ اللقاء في جنيف للتشاور، مشدداً على أنَّ الأولوية لـ"استعادة الدولة" ومن ثم استكمال العملية السياسية على أساس "المرجعيات" المتفق عليها مسبقاً والتي لن يتم التفاوض بشأنها.

وافادت السفير انه ورداً على تصريحات هادي ونائبه، جددت "أنصار الله" تأكيدها على نيَّتها "المشاركة في مؤتمر جنيف، على أساس عدم قبول أي شروط مسبقة من أيّ طرف". وعقب لقاء أجراه وفد من الجماعة مع عدد من المسؤولين الروس، يوم أمس، على رأسهم نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في موسكو، أكد المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام أن "الجماعة لا يمكن أن تقبل أيّ إملاءات أو توصيفات من أي طرف، حول كيف سيكون الحوار"، مشيراً إلى أنَّ "الجانب السعودي ثبت له أنه تورط في اليمن، وهناك محاولات من جهات خارجية لإخراجه من ورطته". وأضاف: "أوضحنا للأصدقاء الروس بعض الأمور الميدانية التي كانت غائبة عنهم، ولمسنا حرص الأصدقاء الروس على انعقاد مؤتمر جنيف في موعده المحدد".

وأعلن الاتحاد الاوروبي تطبيق العقوبات التي لحظها القرار على زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي والنجل الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح، أحمد.

ميدانياً، استمرت غارات "التحالف" العسكري الذي تقوده السعودية على اليمن، فيما سجل استمرار للتوتر على الحدود اليمنية – السعودية، بعدما أرسلت المملكة تعزيزات عسكرية جديدة إلى الحدود. وأكد مصدر عسكري أنَّ الجيش و"اللجان الشعبية" اقتحموا برج المراقبة في موقع الشرفة العسكري السعودي على الحدود مع صعدة شمال اليمن، بعد فرار الجنود السعوديين منه وتدمير آليتين عسكريتين في الموقع.  وأشار إلى أنَّ الجيش و"اللجان" أمطروا بالمدفعية موقع الدود العسكري في جيزان، "موقعين إصابات مباشرة في صفوف جنود العدو السعودي"، لافتاً إلى أنَّ قوّات الإسناد المدفعي والصاروخي "أمطروا معسكر عميش السعودي في ظهران بصليات من صواريخ غراد وكاتيوشا المصنعة محلياً". وأضاف المصدر أنه تم "قصف مواقع الحفيرة ومثعن في منطقة جيزان بالمدفعية وعشرات صورايخ غراد". وأعلن "التحالف" مقتل جنديين سعوديين في قصف صاروخي على عسير، وذلك بعد أيام من مقتل أربعة جنود خلال اشتباكات.

ووفقاً للحياة، نفى بحاح أنباء عن إرسال وفد من الحكومة الشرعية إلى عُمان «للتفاوض مع قادة الحوثيين وتسوية الخلاف»، مؤكداً، أن «مؤتمر جنيف قد يُقنع الميليشيات الحوثية وأتباع علي صالح بتطبيق القرار الدولي 2216». وأشاد مجلس الوزراء السعودي بتمكن القوات المسلحة من صد محاولات لاختراق مدينتي جازان ونجران وأكد القدرة على إحباط محاولات لاختراق الحدود. وليل أمس أعلنت قيادة القوات المشتركة عن تعرض بعض المراكز الحدودية في ظهران الجنوب بمنطقة عسير أمس، لقذائف عسكرية من داخل الأراضي اليمنية. وواصل طيران قوات التحالف غاراته على مواقع الحوثيين والمعسكرات التابعة لهم في أكثر من محافظة.

بالمقابل، ووفقاً للأخبار، فإنه وفيما تعزّز خسائر العدوان انسداد أفق السعودية وضعف حيلتها، يبدو أن الرياض لا تجد سبيلاً للتنفيس عن ضغطها المتزايد إلا في الاساءة إلى حلفائها اليمنيين، أو بالأحرى، في إذلالهم. كل يومٍ يمرّ من العدوان السعودي يحمل خسارةً جديدة لحسابات آل سعود. أرادت الرياض أن يكون حوار جنيف المرتقب بين حكومة تسيّرها من جهة، و"متمردين مهزومين"، من جهة أخرى. غير أن حكومتها اليمنية تتصدع، وباتت مختلفة في ما بينها على مؤتمر جنيف. كذلك الأمر بالنسبة لحلفها الإقليمي الذي يتهاوى، فيما تزداد الخلافات بين الدوحة وأبوظبي والرياض والقاهرة. في ضوء هذا الواقع، تلجأ السعودية إلى «معاقبة أزلامها» اليمنيين على قلة نصرتها وخذلانهم، وعجزهم عن قيادتها نحو الانتصارفي هذا الوقت، يبدو أن صبر الرياض قد بدأ بالنفاد. هي تريد إحراز انتصار بأي ثمن حتى ولو كان بالتحالف مع «القاعدة». ‫السعوديون وبعد أشهر من القصف الأعمى والتدمير الممنهج الذي قد يورّطهم في دعاوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لكونهم لم يوفروا الإنسان والبنى المدنية والمعالم الأثرية، ما زالوا يراهنون على استسلام «أنصار الله» والجيش اليمني. وفي المقابل، لاحظ خبراء عسكريون أن القذائف والصواريخ السعودية الثقيلة توشك على النفاد، مستدلّين على ذلك بعدم انفجار الكثير منها في صعدة وفي صنعاء. وفسّروا بأن ترسانة السعودية الصدئة دخلت المعركة بعد نفاد الصواريخ الجديدة. أما وصول شحنات فيحتاج إلى بعض الوقت، ولا سيما أن واشنطن لم تعد ترى منفعة لها من استمرار القتال.

وأضافت الأخبار أنّ الأمم المتحدة باتت أيضاً تشعر بضيقٍ من السعودية ومن تصرفاتها «غير المتّزنة». لقد حدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موعد «مؤتمر جنيف» في ١٤ من الشهر الحالي، من دون أن يشير في البيان الذي أصدره السبت الماضي إلى قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦ كمرجعية وحيدة للمؤتمر، بحسب رغبة الرياض. إنما أشار إلى كل القرارات الدولية والاتفاقات المتعلّقة باليمن. الرياض تريد من «جنيف» أن يطبق القرار الأخير وحسب لأنه يعوّضها في جنيف ما فشلت عن نيله في صنعاء. كذلك، لوحظ أن بان المستاء من السعودية لأسباب عدة، خفض تسمية «جنيف» من «مؤتمر» إلى «مباحثات» يمنية برعاية الأمم المتحدة. وفي ذلك دلالة على تقليص مستوى التوقعات رغم أن الوضع الإنساني في اليمن تجاوز شفير الكارثة منذ وقتٍ بعيد. لكن الأمين العام مستاء أيضاً من تصرفات السعودية، لأسباب مادية. فالسعودية تعهدت، تسديد كل النداء الإنساني لليمن بقيمة ٢٧٤ مليون دولار، لكن المبلغ لم يُدفع حتى اليوم بعد مرور أشهر على التعهد به.

وكتبت افتتاحية الوطن السعودية: اليمنيون في جنيف.. مصالحة أم تشاور؟ سنكون سعداء لو ألقى الحوثيون وحليفهم أسلحتهم، وانسحبوا من المناطق التي استولوا عليها، وإن لم يفعلوا ذلك فسيستمر التحالف في القيام بواجبه حتى يلقوا أسلحتهم رغما عن إرادتهم. حينها يكون التحالف حقق كامل أهدافه. فما الذي تخبئه جنيف بخصوص اليمن؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.