أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري، أمس، أنه "لا يزال أمامنا عمل شاق"، وذلك قبل بدء اجتماعهما في فيينا للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الإيراني، في وقت شدد الجانب الإيراني على أن نجاح المفاوضات مرهون بـ"قرارات سياسية" يجب على الغرب أن يتخذها.
وقال كيري قبيل بداية محادثاته ظريف، إنه "لا يزال أمامنا عمل شاق وهناك نقاط معقدة جداً، واعتقد أننا جميعا نتطلع إلى بذل الجهود النهائية لمعرفة إمكانية التوصل إلى اتفاق ". وأعرب عن اعتقاده أن " الجميع يود أن يرى اتفاقاً، ولكن علينا أن نعمل حول بعض النقاط المعقدة"، من دون أن ينسى أن يشير للصحافيين قبل مغادرتهم قاعة الاجتماعات إلى أنه "متفائل".
من جهته، اعتبر ظريف أن على المفاوضين "العمل بجد لإحراز تقدم والمضي إلى الأمام"، مضيفاً "نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا لتثمر هذه الجهود. وبطبيعة الحال، فهذا يعتمد على القيام بأشياء كثيرة ونحن سنعمل على ذلك". وأضاف ظريف قبل دخوله للاجتماع مع نظيره الأميركي "سنواصل الإصرار على حقيقة أنه يجب على الجانب الآخر تنفيذ التزاماته والتقيد بها وبخاصة رفع العقوبات. جميع العقوبات، الاقتصادية والمالية، لا بد من إزالتها جميعاً بشكل فوري. كما أن العقوبات، أي عقوبات مجلس الأمن، يجب إنهائها فوراً. هذه قضايا هامة تتطلب قراراً سياسياً هاماً من شركائنا في المفاوضات، وإذا كانوا على استعداد لهذه القرارات الخطيرة أعتقد أنه سيكون في متناول اليد التوصل لاتفاق جيد يستفيد منه الجميع."
وذكرت السفير انه وفي الوقت الذي ستبدأ فيه المرحلة الأخيرة من المفاوضات "الأصعب"، بدأ وزراء الدول المعنية، إيران ودول مجموعة الـ5+1 التوافد إلى فيينا.
ووصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى العاصمة النمساوية، فيما قد يصل وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير غداً الأحد. وأعلنت بروكسل أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني ستصل إلى فيينا غداً أيضاً.
ولدى وصوله للانضمام إلى المحادثات النووية، قال فابيوس إنه "يتعين على إيران أن تلبي ثلاثة شروط للحصول على اتفاق صلب، ألا وهي الحد بشكل دائم من الأبحاث الإيرانية وقدرتها على التطوير وتفتيش صارم للمواقع بما في ذلك العسكرية إذا لزم الأمر والشرط الثالث هو العودة بشكل تلقائي للعقوبات في حالة انتهاكها للشروط."
وقال مصدر ديبلوماسي غربي في هذا الصدد "ستكون أمامنا أيام وليال متوترة ومعقدة. سيتعين الحفاظ على كثير من الهدوء والدم البارد". وأكد المصدر أن تسوية النقاط الأساسية في الملف "تبقى بالغة الصعوبة"، لافتاً إلى أن "خلافات كبيرة لا تزال قائمة حول المواضيع الكبرى بالرغم من إحراز تقدم". وأوضح المصدر أن "الشفافية، عمليات التفتيش، رفع العقوبات والبعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني هي المواضيع الأكثر صعوبة الواجب تسويتها في الأيام المقبلة"، معتبرا أن النتيجة النهائية هي "الآن مسألة خيارات سياسية".
وقال مسؤول أميركي كبير "علمنا على الدوم أنه عندما نقترب من النهاية يصبح الأمر أكثر صعوبة، لأن الرهانات تصبح أكثر أهمية. نترك دائما الأصعب إلى النهاية"، أفادت السفير.
ووفقاً للحياة، دشن كيري وجواد ظريف الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية بجلستي محادثات في العاصمة النمساوية فيينا أمس، لمعالجة المشاكل التي تعترض إبرام اتفاق في المهلة المحددة الثلاثاء. وكان مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، أصر على خطوط حمر، مشترطاً إلغاء كل العقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضها الكونغرس والإدارة الأميركية يوم توقيع الاتفاق. وقال الوزيران: «لا يزال أمامنا عمل شاق لإنجاز الاتفاق». وتحدث كيري عن نقاط «معقدة جداً، على رغم تطلع الجميع إلى بذل الجهود النهائية لمعرفة إمكان التوصل إلى اتفاق». أما ظريف، فاعتبر أن المفاوضين يجب أن يعملوا جدياً لتحقيق تقدم والمضي إلى أمام». وفي شأن احتمال تمديد المحادثات، قال أبرز المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي: «لا حديث الآن عن هذا الأمر، إذ نسعى إلى إبرام اتفاق في المهلة المحددة، وإذا تطلب الوضع سنمدد المفاوضات أياماً وصولاً إلى الاتفاق الشامل».
وعنونت الشرق الأوسط: 3 أيام «صعبة» في انتظار النووي الإيراني بـ6 ملفات عالقة وشروط فرنسية. ووفقاً للصحيفة، تنتظر مفاوضات الملف النووي الإيراني بين طهران والمجموعة الدولية (5+1) ثلاثة أيام صعبة وحاسمة للتوصل إلى اتفاق نووي بعد غد، موعد انتهاء المهلة المحددة. وشهدت فيينا أمس لقاءين مطولين جمعا جون كيري ومحمد جواد ظريف لحل 6 قضايا خلافية عالقة أولها وتيرة رفع العقوبات، فيما استبق فابيوس لقاءاته في فيينا بوضع 3 شروط هي تقييد البرنامج الإيراني بشكل دائم، وفتح طهران منشآتها العسكرية للتفتيش وإعادة تلقائية للعقوبات إذا ما أخلّت طهران بتعهداتها.
