تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

برقيات سرية من السفارات السعودية:

                    الهوس. هي الكلمة الوحيدة الكافية للتعبير عن نظرة النظام السعودي تجاه إيران. هوس بكل ما تعنيه الكلمة. لا سياسة خارجية للسعودية، بسحب الوثائق التي سرّبها موقع «ويكيليكس»، سوى عبر شراء الذمم لتلميع صورة المملكة، واللهاث خلف السياسة الإيرانية. لكنه هوس محفوف بالخوف. فلا جرأة لدى آل سعود على دفع أموال لساسة إيرانيين يعيشون في بلادهم، ولا شجاعة تسمح لهم بمحاولة شراء وسائل إعلام. لكن ذلك لا يحول دون اقتراح خطة لزعزعة الحكم الإيراني من الداخل

وذكرت صحيفة الأخبار أنّ الهوس السعودي بصورة المملكة الإعلامية لا يوازيه إلا الهوس بتعقب النشاط الإيراني السياسي والثقافي والإعلامي في أربع رياح الأرض. هذا، باختصار، ما يخلص إليه التنقيب في «الوثائق الإيرانية» من «سعودليكس». هو هوس، بالمعنى المقصود للكلمة، لأن تصفح هذه الوثائق يقود الباحث سريعا إلى الإستنتاج بأن تتبع حركات طهران وسكناتها، كماً ونوعاً، من جانب الممثليات السعودية المنتشرة في دول العالم يتجاوز كل حدود المواكبة الدبلوماسية التقليدية المكلفة إياها السفارات عادةً..... على أنه مهما حاول المرء التعمّي، فلا يفيد ذلك في إخفاء حقيقة أن العنصر المذهبي يمثل علامة فارقة في التقارير الدبلوماسية التي تغطي بها سفارات المملكة الوهابية النشاط الإيراني في الخارج... ويمكن النظر في تنسيق وتوحيد الجهود بين دول المنطقة للحد من التأثيرات التي تحاول إيران إحداثها، وخاصة في ما يتعلق بدول مجلس التعاون، وذلك من خلال التالي:

الإبقاء إعلاميا على حدة الأحداث التي حصلت في إيران لكونه يسبب قلقاً مستمراً للنظام؛ تسليط الضوء على تدخل إيران في الشؤون العربية؛ السعي لكسب قنوات واقلام خبيرة بالشأن الإيراني وعدم الإكتفاء بالإعلام السعودي؛ إيجاد قنوات تحليلية وإخبارية ناطقة بالفارسية موجهة للشعب الإيراني؛ الإستفادة من القنوات السلفية وتوجيه الدعاة إلى إيران لنقل الرسائل إلى داخل إيران إعلامياً وواقعياً؛ تكثيف اللقاءات مع زوار المملكة من المعتمرين والحجاج لنقل صورة عن واقع مشاهدتهم بما يفند مزاعم الإعلام الإيراني؛ الإستعانة بالمعارضة الإيرانية للحصول على المعلومات من داخل إيران بالإضافة لتوظيفهم في مواجهة المخطط الإيراني المرسوم للمنطقة إعلاميا وسياسياً».

ولفتت الأخبار إلى نموذج آخر من الهوس السعودي بـ»الخطر الإيراني»، تجده في برقية صادرة عن سفارة المملكة بالقاهرة (يوم 21/1/2013)، التي تتضمن برنامج عمل مقترحا لتطويق «النفوذ الإيراني» في بلاد النيل. أما في اليمن، حيث «التوسع والإنتشار الإيراني يعد مثار قلق كبير»، فإن مواجهة ذلك تقتضي، من بين جملة أمور، «توجيه الدعم لمواجهة التوسع الإيراني وذلك من خلال التركيز على دعم وسائل الإعلام ودعم إنشاء وسائل إعلام جديدة واستقطاب ودعم الكتاب الذي يعدون الأداة الهامة لمواجهة وتفنيد الأفكار الشيعية...».

وبالانتقال إلى خارج الإقليم، يمكن للبرقية الصادرة من السفارة السعودية في بانكوك تقديم صورة إضافية عن الهوس السعودي بتطويق أي نشاط إيراني، حتى لو كان في أقاصي آسيا. وفيها إفادة عن تزايد ملحوظ في توافد الإيرانيين إلى تايلند... أما العلاج السعودي لمواجهة هذا التحدي فيكمن، بحسب البرقية، في «ضرورة تكثيف الأنشطة الدعوية بكافة أشكالها من إقامة المحاضرات والندوات والدورات التعليمية والتوعية وتثقيف الدعاة لمجابهة النشاط الشيعي المتزايد في تايلند وفي جميع دول جنوب آسيا».

وفي برقية أخرى تقترح السفارة السعودية في طهران رفض العرض المقدّم من شركة إيرانية لنسج سجاد الحرمين الشريفين وفي موضوع آخر أنّ المطاردة السعودية لإيران تصل حتى الصين، حيث اجتمع سفراء مجلس التعاون الخليجي مع المدير العام لنزع السلاح بوزارة الخارجية الصينية «لمعرفة نتائج اجتماع بغداد بين 5+1 وطهران بشأن الملف النووي الإيراني».

وتحت عنوان «خطة سرية»، تبعث السفارة السعودية في طهران ببرقية تعود إلى منتصف عام 2013 توضح فيها أن الخارجية الإيرانية استدعت السفير القطري المعتمد لدى طهران، وأُوضح موقف إيران من الوضع في سوريا، وفقاً للآتي: لدى الحكومة الإيرانية القناعة الكاملة بأنه يجب إجراء بعض الإصلاحات التي أعلنها الرئيس بشار الأسد؛ إيران تدعم هذه الإصلاحات وتساندها؛ لدى الحكومة الإيرانية معلومات موثقة بأن الإطاحة والتغيير في سوريا هما خطة أميركية إسرائيلية؛ هناك عناصر في المنطقة تريد أن تؤدي دوراً رئيسياً في تنفيذ هذا المخطط؛ الحكومة الإيرانية تدعم وتساند سوريا رئيساً وحكومة وشعباً؛ سوريا هي خط الدفاع الأول ضد الكيان الصهيوني.

من جانب آخر، فإن وثائق الخارجية السعودية التي سرّبها موقع «ويكيليكس» تُظهر غياب الثقة السعودية بحكام الإمارات. من الأمثلة على ذلك، البرقية التي بعث بها الفيصل إلى الديوان الملكي يوم 19/3/2012، يتحدّث فيها عن إمكان قيام عقد الإمارات صفقة مع إيران، تتولى بموجبها الاولى تهريب الأموال إلى إيران عبر روسيا، وعدم تأييد الخيار العسكري ضد دمشق، وعدم الالتزام بفرض حصار على سوريا.

وأضافت الأخبار، أنّ قيام موقع «ويكيليكس» بنشر وثائق الخارجية السعودية، فتح شهية المسرب السعودي الأبرز المعروف باسم «مجتهد»، الذي كشف معلومات يقول إن بعضها ورد ضمن برقيات صادرة عن سفارات سعودية في العالم. وكان اللافت ما سرّبه «مجتهد» عن قضية جنائية كبيرة تواجه أفراداً من العائلة المالكة وكبريات الشخصيات السعودية والعربية القريبة من الديوان. وغرّد الناشط السعودي الشهير «مجتهد»، على «تويتر»، أن السفارة السعودية في جنيف أبلغت الديوان الملكي السعودي عن بوادر أزمة كبيرة تتمثل في احتمال استدعاء جنائي للسفير السعودي وشخصيات سيادية أخرى.  ووفقاً لمجتهد، يشمل الاستدعاء عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وصالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية وسعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق وأسماء أخرى. والاستدعاء سيكون للتحقيق على خلفية جريمة خطف جرت على الأراضي السويسرية شارك فيها المذكورون بالتنسيق مع السفارة. تجدر الإشارة الى أن أي تعليق لم يصدر عن سويسرا حول هذه القضية، كذلك لم تعلق عليها أيّ من وسائل الاعلام السويسرية بعد.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.