تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: طهران: هذا ما لدينا.. اقبلوا به أو ارحلوا!

              على وجه السرعة وبشكل مفاجئ، حضر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران، في زيارة اعتبرت غريبة نوعاً ما، بسبب غياب رئيس هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي، الموجود حالياً في فيينا ضمن الوفد المفاوض كونه المعني بالمشروع النووي. دلالات واضحة إلى وصول المفاوضات النووية إلى نقطة حساسة، اقتضت اتخاذ قرارات على مستويات قيادية، فكانت الزيارة السريعة لطهران، حيث التقى الرئيس حسن روحاني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، تحدث شمخاني مع ضيفه من دون قفازات، شارحاً أسباب عدم ثقة بلاده بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي سرّبت الكثير من المعلومات سابقاً، الأمر الذي أسفر عن تخريب المشروع النووي واغتيال علماء مختصين في علوم الذرة، إضافة إلى خضوع الوكالة للتسييس في تعاطيها مع الملف النووي، وهو ما أفقد القادة الإيرانيين الثقة بها تماماً. في طهران، حاول أمانو تلطيف الأجواء، حيث لمح إلى ضرورة فتح صفحة بناء ثقة متبادلة، مبنية على الشفافية وحسن النيات بوجود إرادة سياسية جادة للحل.

زيارة يوكيا أمانو لإيران لم تأتِ من حرص مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المصالح الإيرانية ولا لحل النقاط العالقة لصالح طهران، فقبيل توجهه من فيينا إلى إيران، اجتمع أمانو بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وهو ما يعني أن هناك رسالة أميركية يحملها إلى الإيرانيين بشأن النقاط العالقة، وخصوصاً في موضوع تفتيش المنشآت العسكرية والـ«(PMD)/ أي الأبعاد العسكرية المحتملة».

وأضافت الأخبار: المفاوض الإيراني، الذي كان يمارس سابقاً ليونة دبلوماسية، تصلّب اليوم في موقفه، إلى درجة أنه جاهز لترك طاولة المحادثات إذا أصر الطرف الآخر على تفتيش منشآته العسكرية أو إجراء مقابلات مع العلماء النوويين. هذا التصلّب نابع من رسم خطوط حمراء من أعلى مستوى في إيران، المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

الجانب الأميركي والأفرقاء كافة في السداسية الدولية فشلوا في ثني الإيراني عن موقفه، فما كان من الأميركي إلا إرسال يوكيا أمانو إلى طهران، على وجه السرعة، لشرح الموقف وتقديم ضمانات، علّها تصل تباعاً إلى أصحاب القرار، عبر محاولة التوضيح أن عمليات التفتيش ضمن البروتوكول الإضافي ستكون واضحة وداخل المنشآت النووية، وأن المطلوب من العلماء بعض المعلومات لزيادة الشفافية، أما المراكز العسكرية، فلن تكون عرضة للتفتيش الشامل، بل عبر دخول ممنهج ومنسق مع الطرف الإيراني، كما أنها لن تشمل الزيارات المفاجئة، في حال الإجابة عن أسئلة الوكالة الدولية، إضافة إلى حلّ الغموض المفترض في تاريخ المشروع النووي.

هذا الكلام طرح في فيينا ولم يلقَ آذاناً صاغية وربما لن يقتنع به القادة في إيران، لأن التراجع في أي من البنود سيجر تنازلات صعبة وقاسية مستقبلاً. وعليه، فإن أمانو أراد وضع خريطة طريق وسطية ترضي الطرفين، ما قد يسمح بإيجاد مخارج للنقاط العالقة، قد تظهر مفاعيلها سلباً أو إيجاباً قبل اجتماع وزراء الخارجية في الأيام المقبلة.

ويقول مصدر دبلوماسي روسي إن «الكلام عن وجود نص جاهز أو اتفاق جاهز مع ملحقاته وأنه لم يبق سوى اتخاذ بعض القرارات السياسية غير صحيح». وأضاف «لا أستطيع القول كم ساعة يتبقى لإنجاز العمل، ولكنْ هناك توجه لدى الجميع لإنجاز العمل خلال أيام قليلة متبقية وربما قبل السابع من تموز... والمتفاوضون لا يتأثرون بالعوامل الخارجية والتأثيرات الخارجية». وتابع المصدر إن «الاتفاق بات ممكناً بنسبة 91% من حيث إنجاز النص وليس من ناحية أهمية وأولوية محتويات البنود»، مشيراً الى أن «نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف سيغادر الى موسكو ويبقى الوفد الروسي ممثلاً بوفد مفاوض. الوزير لافروف لن يأتي الى فيينا لا غداً ولا السبت». وختم بالقول إن «الاتفاق يجعل إيران تلعب دوراً بناءً أكبر في مسائل أزمات المنطقة في سوريا واليمن وغيرهما. إيران دولة جارة لروسيا والاتفاق يفسح المجال لتطوير روابط التعاون الروسي الإيراني على أكثر من صعيد».

وعنونت السفير: مفاوضات النووي الإيراني: لا اختراق. وأفادت أنّ المفاوضات المكثفة في فيينا حول الملف النووي الإيراني تشهد مداً وجزراً، حيث لم يستطع وزراء خارجية إيران ومجموعة «5+1» إحداث «اختراق» يتيح إبرام اتفاق نهائي قريبا، فيما كان الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يتبلغ من الرئيس روحاني، في طهران، ضرورة قيام الوكالة بدورها التقني والقانوني من دون الأخذ بالاعتبار مطالب القوى العظمى. وقال ديبلوماسي غربي: «ما زالت هناك خلافات جوهرية حتى في هذه المرحلة النهائية. المواقف التي عرضها خامنئي تجعل التغلب على الخلافات في الأيام القليلة المقبلة أشد صعوبة، ولا يزال هناك عمل يتعين إنجازه». وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، خلال مؤتمر صحافي في فيينا: «من الواضح أننا لم نصل بعد» إلى اتفاق، مضيفاً: «هناك عراقيل صغيرة وكبيرة نعمل على إزالتها»، وهو ما كرره نظيره البريطاني فيليب هاموند، قائلاً: «لا اعتقد أننا أحرزنا أي نوع من الاختراق حتى الآن». وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بعد انتهاء اليوم السادس من المفاوضات: «أحرزنا تقدماً في بعض المسائل، وما زالت هناك مسائل أخرى».  كما كان وزير الخارجية الصيني وانغ يي متفائلاً، وقال: «نحن واثقون من توصل الأطراف في النهاية إلى اتفاق عادل ومتوازن. اعتقد أن ثمة احتمالاً كبيراً للتوصل إلى اتفاق». وقال كبير المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف ان الاتفاق بات قريباً.

وأبرزت الحياة: مفاوضات فيينا تتأرجح بين تفاؤلٍ وتحفظٍ. ووفقاً للحياة، تأرجحت تصريحات ممثلي إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، بين تفاؤل حذر وأسفٍ لعدم تحقيق «اختراق» في مفاوضات فيينا، فيما تشكو مصادر غربية من «عرقلة» خامنئي إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف. وتزامنت المحادثات في العاصمة النمساوية مع إبلاغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو خلال زيارة لطهران أمس، استياءً من الدور الذي تؤديه الوكالة، فيما نسبت وسائل إعلام إيرانية إلى أمانو، أنه قدّم «اقتراحات لإزالة عراقيل وتسريع التعاون» بين الجانبين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.