تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قمة أوفا: روسيا في قلب النظام العالمي الوليد!!

مصدر الصورة
sns

               يجتمع حشد كبير من زعماء دول العالم في مدينة أوفا الروسية، تجمعهم الرغبة بالتعاون لتحقيق الأمن المشترك والتنمية المستقلة. وترى موسكو أن مساهمتها بإدماج المشاريع العالمية والإقليمية المختلفة التي تصب في خدمة هذا الهدف لا تدفن الطموح الغربي بعزلها فحسب، بل «تبشر بولادة عالم جديد لا يهيمن عليه الغرب»، بحسب فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع في البرلمان الروسي

ووفقاً لصحيفة الأخبار، فقد جمعت أوفا يوم أمس زعماء مجموعتَي دول «بريكس» ومنظمة شنغهاي للتعاون، في حدث هو الأول من نوعه. وعلى جدول أعمال القمة التي تتواصل فعالياتها حتى 10 تموز الجاري، النظر في الطلبين الرسميين اللذين تقدمت بهما باكستان والهند للانضمام إلى منظمة شانغهاي، علماً بأن إيران كانت قد تقدمت أيضاً بطلب انضمام هو قيد الدرس حالياً، لكن بتّه رهن برفع عقوبات مجلس الأمن عنها. وستشهد القمة أيضاً الإعلان الرسمي عن إنشاء «بنك التنمية الجديد»، برأسمال قدره 100 مليار دولار، فضلاً عن إطلاق صندوق الاحتياطات النقدية، برأسمال يبلغ أيضاً 100 مليار دولار.

وأوضحت الأخبار أنّ الحدث الأبرز في قمة أوفا قد يكون مباشرة الهند وباكستان، المتناحرتين والمسلحتين نووياً، عملية الانضمام إلى منظمة شانغهاي للتعاون، التكتل الأمني الذي تقوده الصين وروسيا، ويضم الجمهوريات السوفياتية السابقة، طاجيكستان وأوزبكستان وقازاخستان وقرغيزستان، إلى جانب الهند وباكستان وإيران وأفغانستان ومنغوليا كمراقبين. وبحسب تشنغ قوبنغ، نائب وزير الخارجية الصيني، فـ«تزايد تأثير المنظمة ونموها، يدفعان بعدد أكبر من دول المنطقة لإثارة مسألة الانضمام إليها... ضم الهند وباكستان سيلعب دوراً مهماً في نمو المنظمة، وسيلعب دوراً بناءً في العمل على تحسين علاقة البلدين الثنائية».

وكان الرئيس الصيني، شي جينبنغ، في طليعة الزعماء الذين استقبلهم يوم أمس الرئيس بوتين. وبحث الزعيمان آليات ومشاريع تعاون محددة لإدماج الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده روسيا في إطار «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديدة»، المشروع التاريخي الذي تقوده الصين لربط الاقتصادات، من أقصى شرق آسيا حتى قلب أوروبا، بشبكة من المواصلات البرية والبحرية ومشاريع الطاقة.

ونقلت وكالة نوفوستي عن مدير قسم أوروبا وآسيا الوسطى في وزارة الخارجية الصينية، غوي تسونيو، إعلانه عقب مفاوضات الزعيمين الصيني والروسي، أن البلدين اتفقا على إجراءات محددة لتمويل المشاريع المشتركة الضخمة، والتي تشمل مجالات الطاقة والطيران والفضاء، بالإضافة الى تنمية الشرق الأقصى الروسي. وقال تسينيو «إن الطرفين يتطلعان إلى التقنيات العالية كمجال واعد للتعاون... روسيا تسارع نموها الاقتصادي، والجانب الصيني مستعد للاستثمار في الاقتصاد الروسي في جميع قطاعاته»، بما في ذلك «تحديث السكك الحديدية الموجودة». كما أعلن الدبلوماسي الصيني أن الزعيمين ناقشا إمكان مشاركة شركات صينية في عمليات التنقيب عن الموارد الطبيعية في المنطقة القطبية لروسيا.

وفي حدث بارز أيضاً، أعلن رئيس «بنك التنمية الجديد» (المعروف أيضاً بـ«بنك بريكس») المنتخب حديثاً، كوندابور فامان كاماتخا، أمس أن البنك سيستطيع تقديم أولى القروض في شهر نيسان من العام المقبل.. ويهدف البنك إلى تمويل مشاريع البنية التحتية ومشاريع التنمية المستدامة لدول «بريكس» والدول النامية خصوصاً. أما صندوق الاحتياطات النقدية الذي ستعلن القمة بدء عمله، فهدفه مساعدة الدول الأعضاء في أوقات الطوارئ، وتجنيب الدول النامية ضغوط السيولة القصيرة الأمد، وتعزيز شبكة الأمان المالية العالمية.

وتُعقد قمة مجموعة «بريكس»، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، اليوم، وتليها غداً قمة منظمة شنغهاي للتعاون. وعقد بوتين أمس لقاءات ثنائية مع زعماء الهند وجنوب أفريقيا وطاجيكستان وبيلاروس، فضلاً عن الصين، الذين يشاركون في قمتي «بريكس» ومنظمة شنغهاي. وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، في وقت سابق إن بوتين سيعقد على هامش قمتَي أوفا في الأيام المقبلة 11 لقاءً ثنائياً مع زعماء الدول المشاركين. وستتركز مباحثات القمة الروسية الهندية على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتحضير لعقد القمة الثنائية في موسكو في نهاية العام الحالي، بحسب أوشاكوف الذي أشار إلى أن الهند تبدي اهتماماً بإقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وأنه سيتم تشكيل فريق لدراسة عقد اتفاق تجارة حرة بين الاتحاد والهند. وذلك فيما ستتركز مباحثات بوتين مع رئيس جنوب أفريقيا، جيكوب زوما، على تعاون البلدين في إطار تشكيلات دولية كـ«مجموعة العشرين» والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة التجارة العالمية، كما على التعاون مع الاتحاد الأفريقي ومجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية.

وأبرزت الحياة: بوتين يتحالف مع «نصف البشرية» ضد عزل روسيا. ووفقاً للصحيفة، شهدت مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكيريا الذاتية الحكم في روسيا امس، انطلاق اعمال قمتي مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، في أوسع استعراض سياسي تستضيفه موسكو منذ اندلاع المواجهة مع الغرب بسبب أزمة اوكرانيا. وأكد الرئيس بوتين أن تحالف بلاده مع «دول تضم نصف البشرية» يهدف الى تعزيز الاستقرار والأمن في العالم. وأكد مسؤول في الكرملين ان استضافة القمتين معاً «رسالة تحدٍ ضد محاولات عزلنا او اضعافنا». وافتتح بوتين أمس الشق غير الرسمي لأعمال القمتين بعقد لقاءات ثنائية مع قادة الصين والهند ورؤساء افغانستان ومنغوليا وباكستان وإيران والبرازيل، إضافة الى عدد من قادة جمهوريات سوفياتية سابقة. ووصف بوتين الصين بأنها «شريك استراتيجي»، وقال إن «توحيد جهود موسكو وبكين كفيل بمواجهة كل الصعوبات في طريقنا». ووفقاً للحياة، ينتظر ان تخرج القمتان بوثائق مشتركة لتعزيز التعاون بين بلدان المجموعتين ووضع خطط طويلة الأمد للتنسيق على المستوى الدولي، اذ ستقر قمة «شنغهاي» 14 وثيقة الى جانب تبني استراتيجية لتطوير المنظمة تمتد حتى العام 2025 وتتناول قضايا الأمن الإقليمي والرد السريع على التحديات والتهديدات المحدقة والتعاون الاقتصادي. وأولت موسكو أهمية خاصة لتوحيد مواقف حلفائها حيال أزمة اوكرانيا في محاولة لتخفيف الضغوط الغربية عليها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.