تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: هل تنقلب تركيا على أردوغان؟!

مصدر الصورة
sns

انطلقت في أنقرة يوم أمس، المشاورات من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة ائتلافية، بعد تأخيرٍ دفع المعارضة إلى توجيه انتقادات واسعة للرئيس أردوغان، متهمة إياه بتعمّد إحباط تشكيل حكومة، والذهاب صوب انتخابات مبكرة، يحاول فيها استعادة الغالبية البرلمانية. وشهد اليوم الأول من المشاورات، لقاءً بين رئيس الحكومة المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، يتبعه اليوم لقاء مع زعيم حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، ويليه غداً لقاءٌ مع زعيم حزب «الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين دميرتاش. وتتسم المشاورات الجارية بالصعوبة، وخصوصاً أن داود أوغلو سيجري مباحثات مع حزبي المعارضة الأساسيين (الشعب الجمهوري والحركة القومية)، اللذين وضعا شروطاً يصعب على حزب «العدالة والتنمية» قبولها، وخصوصاً تلك المتعلقة بتقويض صلاحيات أردوغان، وتغيير السياسة الخارجية لتركيا، وإعادة فتح التحقيقات في قضايا فساد، طبقاً لصحيفة الأخبار.

وفي الحياة، تساءل داود الشريان؛ هل تنقلب تركيا على أردوغان؟ ولفت الكاتب إلى التراشق الخطابي غير ديبلوماسي بين الرئيس أردوغان، وسلفه عبدالله غل في حفلة إفطار دعت إليها جمعية «الصداقة» التركية، السبت الماضي. وتساءل الشريان: هل ما حصل محاولة لتغيير السياسة التركية تجاه مصر وسورية والمنطقة؟ أم دعوة حزبية إلى تغيير أردوغان وما يمثّل؟ أم هي مجرد مناكفة بين السّلف والخلف؟ يصعب تبسيط الموضوع واختصاره بمناكفة بين سلف وخلف، في هذه الظروف التي يواجه فيها حزب «العدالة والتنمية» منافسة شديدة. القضية أبعد من ذلك، وأكثر عمقاً، وتؤشر إلى أزمة عنوانها ضرورة مراجعة السياسة الخارجية لتركيا. واضاف الكاتب: لا شك في أن خطاب غل، ودعوته إلى مراجعة سياسة أنقرة في المنطقة تعبير عن تململ، وضجر من سياسة أردوغان تجاه مصر وسورية والمنطقة، ودليل على أن تفرُّد الأخير بسياسة تركيا لم يعد مقبولاً، حتى لدى بعض المقرّبين إليه. وختم الكاتب بالقول: الأكيد أن أردوغان يسيطر على أدق التفاصيل في حزب «العدالة والتنمية»، ورجال الأعمال يقفون معه، ومؤسسات أخرى تركية مهمة، لكن العودة بتركيا إلى الاستبداد باتت صعبة، وما حدث ربما يفضي إلى تطورات تتجاوز النقد والكلام.

وأوضحت افتتاحية الخليج: أنّ أردوغان لم يتمكن أن يتحمل الرئيس السابق ورفيق دربه الذي أسس معه حزب «العدالة والتنمية» عبدالله غل.. ففقد أعصابه ووجه إليه انتقادات لاذعة لا تليق أن تصدر عن رئيس دولة تجاه رئيس سابق، بينهما «خبز وملح» وعلاقات صداقة قديمة وأفكار ومبادئ مشتركة، خصوصاً أن المناسبة كانت تفترض الكثير من الاحترام والود والتآخي والمحبة والتسامح، وهي حفل إفطار أقامته «جمعية الصداقة» التركية.. مناسبة من المفترض برجل يدّعي أنه يحمل قيمها أن يحترم هذه القيم، أقله أمام الحاضرين. وأردفت الخليج:  نصائح غل لم ترق لأردوغان الذي خرج عن سويته ووجه كلاماً لاذعاً لرئيسه السابق تصل إلى حد الإهانة ووصفه ب«الجبان والخائن» عندما وجه إليه الكلام قائلاً «تركنا وراءنا الخونة والجبناء والمترددين والمتمسكين بمصالحهم الشخصية في عالم السياسة، وأكملنا طريقنا السياسي من دون تغيير، أما هم فباتوا خارج السياسة». وعقّبت الصحيفة: موقف أردوغان تجاه غل فيه شيء من الغل الشخصي المخبوء في صدره والذي عبر عنه بهذه الحدة والنزق. كما أنه يعبر عن شعور بالعظمة التي تحمل في ثناياها صفات سلاطين بني عثمان عندما كان السلطان هو الآمر الناهي الذي لا يرد له أمر، وكلامه كلام السيد المطاع. كذلك فإن كلام أردوغان يؤكد ما كان يتردد عن انقلابه على كل رفاقه والتخلص منهم واحداً واحداً كي تظل الساحة ساحته وحده، يعبث بها كما يريد ويدخل بلاده في مزيد من الأزمات الداخلية والإقليمية. عندما يضيق صدر المسؤول بالنصيحة، ولا يصحح أخطاء يرتكبها وسياسات عرجاء يطبقها بل يتمسك بها، فهذا يعني أنه بدأ العد العكسي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.