تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: فجر إيراني في فيينا: دولة عتبة نووية: تسوية تاريخية تطيح «شياطين التفاصيل» الأخيرة!!

مصدر الصورة
sns

            أفادت السفير في تقرير(محمد بلوط) أنّ إشكاليات لوجستية حالت دون إصدار الاتفاق في فيينا، أمس، بين إيران ومجموعة «5+1»، وحالت دون نزول سكان طهران إلى الشوارع للاحتفال بالتوصل إلى اتفاق، وإنهاء سنوات الحصار الاقتصادي الطويلة، وإبقاء الإدارات المحلية بدعوة من وزير الداخلية الإيراني على الاستعداد لتظاهرات الفرح في الشوارع فور إعلان الاتفاق. الاتفاق الذي تمدد ليبلغ مئة صفحة، يخضع لإعادة قراءة وتدقيق في صياغته من قبل جميع الأطراف. الإيرانيون رفضوا في مقدمة الاتفاق إشارة تصف البرنامج النووي الإيراني ما قبل الاتفاق، بـ «الأنشطة غير الشرعية»، أفخاخ لغوية كثيرة كان ينبغي تمحيصها طيلة ليل أمس الأول، ونهار أمس، قبل الموافقة على كل عبارة، تختبئ خلفها معان مزدوجة، أو عدم تطابق في الترجمات الفارسية والإنكليزية.

البحث دار في اللحظات الأخيرة، بعد الموافقة على تزامن رفع العقوبات مع إعلان الاتفاق، على آلية تحرير الأرصدة الإيرانية، وعشرات مليارات الدولارات في المصارف الغربية. الإيرانيون طالبوا بآلية قانونية مرنة لتقصير المهل، فإبلاغ المصارف بالاتفاق لا يجعل من تحرير الأرصدة المجمدة مسألة تلقائية. المفاوضات استؤنفت حتى في قضايا اعتبرت خلال الأيام الأخيرة منتهية، لاسيما عندما بدأ الخبراء يطرحون تفاصيل عملية إجراء تعديلات على قلب مفاعل «آراك» لإنتاج البلوتونيوم. الصينيون سيشرفون على العملية، مع إجراء تعديلات على تصميم الموقع نفسه، ولكن لا تزال التفاصيل العملية غير مكتملة، حتى أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان قالت إن أكثر من مئة عنوان فرعي وتفصيلي لا تزال غير مكتملة وتحتاج إلى توسيع في هذه القضية.

وأوضحت السفير: خلال الاستعراض العام لنقاط الاتفاق طالب الإيرانيون بنقاط تحديد أدق لحقهم باستيراد تكنولوجيا نووية، تسمح لهم بها اتفاقية التعاون مع وكالة الطاقة الدولية، وفق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية التي وقعوا عليها. اعترض الغربيون على نوعية المعدات التي تحدث عنها الإيرانيون، واعتبروها أنها تدخل في مجال الاستخدام المزدوج العسكري والمدني، والتي لن يُسمح للإيرانيين باستيرادها. ودار النقاش حول آلية عمل اللجنة الدولية المشتركة التي ستتألف من ممثلين عن الدول الست (الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن + ألمانيا)، وإذا ما كانت القرارات الصادرة عنها ستكون صالحة إذا ما صدرت بالإجماع أو بالأكثرية. وكان الاتفاق على تشكيلها قد أحلها محل اقتراح فرنسي، بإعادة فرض العقوبات تلقائياً على إيران، بمجرد انتهاكها لالتزاماتها، بناءً على أي تقرير من مفتشي وكالة الطاقة الدولية، ومن دون المرور مجدداً بمجلس الأمن الدولي، حيث من الممكن أن ينتظرها «فيتو» روسي أو صيني.

وبينما كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يعلن «أن الاتفاق سيكون انتصاراً للجميع»، مشيراً إلى أن «لا شيء سيعلن اليوم (أمس) حول الاتفاق النووي، لكن غداً قد يكون ذلك ممكناً»، عاد البيت الأبيض وناطقه جوش ايرنست إلى القول إن المفاوضين في فيينا أحرزوا «تقدماً حقيقياً» في المحادثات المتواصلة حول برنامج إيران النووي، ولكن اذا لم يتم التوصل إلى اتفاق اليوم فإن الاتفاق المؤقت سيظل سارياً. وكان لافتاً الاعلان متأخراً عن سماح الولايات المتحدة لفريق رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن بالانتقال من مبنى السفارة الباكستانية إلى مقر مستقل محاذ لوزارة الخارجية الاميركية. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ لي ينشر تفاؤلاً مبرراً بأنه «لا يمكن لأي اتفاق أن يكون كاملاً»، مضيفاً «أن الظروف باتت مؤاتية للتوصل إلى اتفاق جيد، ولا داعي لمهل جديدة».

ولفتت السفير إلى أنه وحتى اللحظة الأخيرة في فيينا من المفاوضات مع الأميركيين، أمسك الإيرانيون بناصية التفاوض إلى أن دقت ساعة الاتفاق. ذلك أن خيار تحديد ساعة الاتفاق بقي إيرانياً ليس في فيينا فحسب، وإنما خلال عقد كامل من الجولات التفاوضية. لم تكن فيينا بالنسبة إلى الإيرانيين والأميركيين على السواء لحظة انتصار العقوبات الاقتصادية وتراجع الإيرانيين عن برنامجهم، ولا انكفاء الأميركيين عن احتواء إيران كلياً، والانصياع لطموحاتها النووية والإقليمية. الأرجح أن الإيرانيين اعتبروا أن برنامجهم قد استكمل قاعدته البشرية والعلمية والتكنولوجية والبنيوية، قبل أن يقرروا أن اللحظة قد حانت لإبرام التسوية عليه، ويرسلوا أبرع تقنييهم وديبلوماسييهم إلى فيينا، لطي صفحة العقوبات. كما استكملوا في العقد الفائت تجميع أوراقهم الإقليمية في العراق وفي سوريا وفي لبنان وأخيراً في اليمن، وهي جميعها أوراق تزن في التسويات الإقليمية وفي قاعدة الاتفاق.

وبالرغم من أن التنازلات التي قدمت قد تكون مؤلمة، ولكن العناصر المكونة لبرنامج نووي متطور قادر على تأمين قاعدة صناعية وطاقية صلبة واستقلال اقتصادي، ودور إقليمي أفضل، هي كلها عناصر تم الحفاظ عليها في الاتفاق الذي جعل إيران رسمياً دولة عتبة نووية، قادرة ضمنياً على إنتاج السلاح النووي، لكنها لن تخطو نحو إنتاجه، كدول كثيرة تعمل في نادي العتبة النووية كاليابان والأرجنتين وكوريا الجنوبية وكندا وأستراليا. كما أن التجميد الذي يلحق بأكثر أقسام البرنامج تقدماً خصوصاً إنتاج البلوتونيوم بالمياه الثقيلة، وتحريم بناء منشآت جديدة، ووقف منشأة «فوردو» عن العمل، ولجم تطوير البحث في طاردات مركزية جديدة، واقتصار البرنامج والتخصيب على نماذج قديمة، هي كلها أثمان لا بد من دفعها، غير أن عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً من تجميد جزئي للبرنامج، لا تحسب في حياة الأمم، ولا تزن فيها.

وأضافت السفير: عبر البرنامج النووي بـ "الأمة" الإيرانية، من نظام الشاه الذي أطلقه مطلع السبعينيات، وأعد كوادره، ومنهم عباس عراقجي، وعلي أكبر صالحي وغيرهما، واستقدم مفاعله التجريبي الأول الأميركي من طراز «وستنكهاوس»، حتى الجمهورية الإسلامية، من دون أن يرتدي البرنامج طابعاً أيديولوجياً، لا امبراطورياً فارسياً محضاً، ولا شيعياً إسلامياً خالصاً. وينبغي انتظار الاتفاق بأكمله لكي تبدأ صياغة صورة متكاملة حول ما ينتظر الإقليم والتسويات، من دون أن تختلط الوقائع بالتكهنات والاستنتاجات حول المزايا الإستراتيجية التي حصلت عليها إيران، والتي ستغير في ميزان القوى. لكن الاتفاق في حده الأدنى، يفتح هدنة طويلة مع الولايات المتحدة في بعض الملفات في العراق أولاً حيث تتواجد تقاطعات مسبقة حول «داعش»، وبدرجة أقل في اليمن وفي سوريا، حيث لا تلوح أي إمكانية للتعاون حتى الآن. وكأي اتفاق سيتعرض اتفاق فيينا لهزات لا تخلو منها عملية تطبيق الاتفاق وأزمات محتملة حول ثغرات في تطبيقه، أو في جولات التفتيش التي قد تحاول إس

وأبرزت الأخبار: اتفاق الفجر في فيينا إيران والغرب يطويان صفحة «النووي». وذكرت أنّ من المنتظر أن تصدر من فيينا اليوم «محصلة المفاوضات» بين إيران والدول الغربية. بعد تمديد لعدة مرات، وصلت المحدثات إلى خاتمتها. والتأخير كان «طبيعياً، نظراً إلى الأهمية التاريخية للاتفاق. وأوضحت الصحيفة: انتهى اليوم النووي في فيينا كما كان متوقعاً. الإيرانيون يتحدّثون عن انتصار دبلوماسي. أجواء فيينا فجراً كانت تشي بالتوصل إلى اتفاق تاريخي يطوي صفحة الصراع الغربي مع إيران، على خلفية ملفها النووي، رغم التشاؤم الذي عبّرت عنه مصادر المفاوضين بعد ظهر أمس وفي ساعات الليل الأولى، وترجيحها تمديد مهلة المفاوضات مرة جديدة. انتصاف الليل قلب المشهد إلى تفاؤل.

اجتماع ثلاثي ضم كلاً من وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف والولايات المتحدة الأميركية جون كيري والاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، ترافق مع معلومات تؤكد أن الاتفاق سيُعلن خلال ساعات. وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الفرنسي لوران فابيوس كانا يعتزمان مغادرة فيينا، إلا أنهما أجّلا موعد سفرهما، بعد ظهور مؤشرات إيجابية عن قرب اختتام المفاوضات. وليلاً، طُلِب من الأطقم الإعلامية التأهب تمهيداً لاجتماع يضم رؤساء الوفود المشاركة في المفاوضات (إيران والدول الست والاتحاد الأوروبي). بعد ذلك، عقد ممثلو الدول الست اجتماعاً، تمهيداً للقاء أخير مع وزير الخارجية الإيراني.

وأضافت الأخبار: تحدّثت المصادر عن «محصلة مفاوضات» يعلن عنها ظريف وموغريني في مؤتمر صحافي رجّح المفاوضون أن يُعقد صباح اليوم في مقر الأمم المتحدة في فيينا، بحضور وزراء خارجية الدول الست. أجواء التفاؤل عبّر عنها نائب وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، بنشره صورة على حسابه على موقع تويتر، تظهر فيها اليد اليسرى لشخص مجهول يحمل قلماً بطريقة توحي كأنه يستعد للتوقيع. وقال معلقون إن الصورة هي ليد مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي. ورغم ذلك، بقي «انعدام الثقة» مسيطراً على طرفي التفاوض، إلى حد تسريب معلومة تشير إلى ان الفريق الإيراني ترجم مسودة الاتفاق من الإنكليزية إلى الفارسية، ثم أعاد ترجمتها إلى الانكليزية تجنباً لأي تضارب في التفسير مستقبلاً.

وفي ساعة متأخرة، نشرت وكالة «إيتار تاس» الروسية معلومات عن نية الاتحاد الأوروبي تجميد العقوبات على إيران حتى نهاية العام الجاري، متحدّثة عن إمكان صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يثبت الاتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتحت عنوان: الاتفاق النووي.. بانتظار المكاسب، كتب حسن حيدر في الأخبار أنّ حالة من الترقب عاشها الشارع الإيراني بالتوازي مع الطبقة السياسية... ظهرت التحضيرات الإيرانية في إعلان وزارة الداخلية جاهزيتها التامة لأي احتفالات، واتخذت إجراءات «لتسهيل احتفال المواطنين» في الشوارع. أنصار الرئيس حسن روحاني يعتبرون أنفسهم معنيين بالأمر، كما أن معارضي بنود الاتفاق سينظرون إليه من ميزان المحافظة على الخطوط الحمر، التي رسمها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، على مدار السنة الماضية، وهي خطوط وضعها خلال خطاباته ولقاءاته العامة، لتصبح بنوداً ملزمة يجب مراعاتها. لذا، سيحكم الشارع الإيراني، بعد أسابيع من الاتفاق، على فحواه وجدواه، لأن اليوم هو تتويج للجهود الإيرانية المستمرة، على مدى سنوات من المباحثات والمفاوضات، التي أثبتت خلالها طهران جدوى الدبلوماسية وتغلّبت فيها لغة الحوار على قرع طبول الحرب التي كان يريدها ويخشاها ــ في الوقت نفسه ــ الغرب وأميركا.

الاتفاق يبقى الحدث، فالكعكة الاقتصادية الإيرانية من استثمارات ونفط وتسلّح تدغدغ مخيّلة بعض الدول المشاركة في الحوار، والكل يريدون أن يقولوا لإيران: «أنا أسهمت في حلحلة الموضوع»، لحجز مكان له في أسواق طهران، إضافة إلى محاولات لإنجاح مبدأ الحوار ثم تعميمه على ملفات محرّمة في سوريا واليمن، في حين لن تخسر إيران الكثير، في حال إخفاق المفاوضات ــ وهو أمر مستبعد ــ لأن ملفات المنطقة تتداخل مع الجار الإيراني، الذي له كلمة في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط.

وتوقفت صحيفة الحياة عند تطورات مساء أمس: وذكرت انّ الخلافات تؤخر إعلان الاتفاق. ونقلت قول جواد ظريف أمس، أن المفاوضات بين بلاده والدول الست المعنية بملفها النووي ستتواصل في فيينا اليوم، مبدداً تكهنات باتفاق وشيك، فيما أعلن حاكم طهران حسين هاشمي اكتمال الاستعدادات للاحتفال باتفاق محتمل.  وكرّرت إسرائيل تنديدها باتفاق محتمل، إذ قال وزير الطاقة يوفال شتاينتز: «ما يجري صوغه، ولو تمكّنا من تحسينه في شكل طفيف خلال السنة الماضية، هو اتفاق سيء، مليء بثغرات. إنهم (الغربيين) يبيعون مستقبل العالم، في سبيل إنجاز ديبلوماسي مشكوك فيه الآن». وأعلن مكتب نتنياهو فتح حساب على موقع «تويتر» باللغة الفارسية، يخاطب الإيرانيين. وأضاف أن مضمون الحساب سيكون مشابهاً لحسابين آخرين لرئيس الحكومة، باللغتين العبرية والإنكليزية، من أجل انخراط مباشر مع الشعب الإيراني. وفي أول تغريدة على الحساب الجديد، انتقد نتنياهو المفاوضات بين طهران والدول الست، معتبراً أن اتفاقاً نووياً محتملاً سيفاقم «القمع» في إيران ويمهد لامتلاكها «قنابل نووية وبلايين الدولارات من أجل الإرهاب».

وكتبت افتتاحية القدس العربي، أنه بأي مقياس، وسواء كنت صديقا ام عدوا لأطرافه، وكيفما نظرت اليه، انه اتفاق تاريخي بات في متناول اليد بين طهران والقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. اتفاق يغير الشرق الأوسط إلى الأبد، ويعيد صياغة تحالفات دولية وعداوات واولويات تقليدية، كما يغير صورة إيران امام العالم، ويعيد تحديد مكانتها في هذا الإقليم الحيوي المتفجر بالصراعات كدولة عظمى، وعضو في نادي الكبار بعد ان اكتسبت شرعية لبرنامجها النووي، وسط محيط متشظ على أسس عرقية وطائفية. ولعل الرفع المتدرج للعقوبات الاقتصادية، وما يعنيه من انتهاء تجميد الارصدة وضخها في اقتصاد طهران المنهك يعني دعما مهما للنظام داخليا واقليميا.

ومن حق إيران ان تحتفل بثمرة صبرها وصمودها لسنوات في مفاوضات صعبة، وهو ما يجب ان يكون درسا لآخرين سارعوا بتقديم التنازلات، وفقدوا اوراق قوتهم مبكرا، حتى ان الخصم اصبح لا يريد سوى المفاوضات من أجل المفاوضات. اما أقليميا فان الاتفاق يعني أبعد من البرنامج النووي، ورفع العقوبات، اذ انه بمثابة اعلان ضمني عن تعاون يلامس حدود الشراكة الاستراتيجية بين إيران والغرب في عدد من الملفات، لعل مكافحة الإرهاب واحدة منها. فبعد ان تحققت توقعاتها بفشل التحالف الدولي في محاربة تنظيم «الدولة»، تعتبر طهران نفسها مؤهلة لقيادة الجهد الدولي والاقليمي لمحاربة الإرهاب، ومنعه من اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط، في مقابل اطلاق يديها اقليميا، وخاصة سوريا والعراق ولبنان.

وأضافت القدس العربي أنّ النتيجة الحتمية للاتفاق هي تقاطع مصالح اسرائيل مع بعض الدول العربية التي ستعتبر أن «إيران النووية» أصبحت تمثل الخطر الاكبر على نفوذها وربما وجودها نفسه، وبالتالي سيتشكل «تحالف الامر الواقع» بين الجانبين.. وربما تدخل المنطقة في سباق جديد للتسلح تستفيد منه ميزانيات الدول المصدرة للسلاح... وبينما تزداد الحلول العسكرية صعوبة ان لم يكن استحالة في ملفات مثل سوريا واليمن، وتتكرس التعقيدات في بلاد اخرى، يطرح السؤال نفسه: هل حان الوقت لبدء حوار استراتيجي عربي ـ إيراني، يقبل بحقائق القوة الجديدة في المنطقة بدلا من الاستمرار في هذا النفق المظلم.

وفي الرأي الأردنية، تساءل محمد خروب؛ ماذا ستفعل «العرب» بعد الاتفاق النووي؟ وقال: انتهت لعبة «الانتظار» العربي الطويل الان، ولم يعد بمقدور عرب «اليوم» الاستمرار في اللعب ضمن قواعد سقطت بفعل هذا الاتفاق الذي يصعب (إن لم يكن يستحيل) وصفه بغير انه اتفاق «تاريخي»، سيترك اثاره على المنطقة بأسرها، ويعيد ترتيب معادلة التحالفات (والعداوات) بين دولها، فضلاً عن الاحتمال الماثل بقيام محاور جديدة، ذات اهداف وعناوين مختلفة عن تلك التي دأب بعض العرب، على رفعها وايهام انفسهم والشعوب، بأهميتها وأولويتها فإذا بها «زَبَد» سرعان ما تبخّر. واعتبر الكاتب أنه من غير الحكمة وبخاصة في مرحلة ما بعد التوقيع على الاتفاق، مواصلة العمل بخطاب إعلامي وسياسي ودبلوماسي قديم ومفلس وعديم الجدوى، وسيكون من الغباء التركيز على ما قدمته طهران من «تنازلات» وما «أَرْغَمَها» الغرب على تجرّعه من «السمّ» النووي.... لأن ما حققته طهران على ارض الواقع الملموس والمُعتَرَف به غربياً كثير ومهم. ورأى الكاتب أنه يجدر بالعرب جميعاً أن يعيدوا قراءة «الملفات الايرانية» بروية وصبر وعقول باردة، تأخذ بأسباب المنطق والمصلحة القومية، بعيداً عن مواصلة «الإتِجار» ببضاعة الطائفية والمذهبية الكاسدة والفاسدة ذات الكُلفة الباهظة.

وفي الدستور الأردنية، وتحت عنوان: ما بعد فيينا؟! اعتبر عريب الرنتاوي أنّ ثمة فيض من الأسئلة والتساؤلات حول مرحلة ما بعد الاتفاق، يتقدمها من حيث الأهمية والإلحاحية، سؤالان رئيسان: الأول، كيف سينعكس إبرام الاتفاق على سلوك إيران وسياساتها الخارجية؟ والثاني، وهو مرتبط بالأول، ومتوقف عليه، كيف سينعكس الاتفاق على الأزمات المفتوحة في الإقليم، بدءاً من لبنان وانتهاء باليمن، مروراً بسوريا والعراق والحرب على الإرهاب.

في الإجابة على السؤال الأول، رجح الكاتب أن طهران ستسعى في تقديم نفسها ورسم أدوارها، بوصفها جزءاً وشريكاً في الحلول السياسية لأزمات المنطقة، لا بوصفها فريقاً و”صانع مشاكل” وجزءاً من المشاكل أو سبباً فيها.. ستتحرر البلاد من هاجس العدو الخارجي المتربص، وستواجه إيران أسئلة الإصلاح والتحوّل الديمقراطي ومنظومة حقوق الانسان، الأفراد والجماعات، وهذه ديناميكيات، لا يمكن التنبؤ مسبقاً، بكيف ستتطور أو كيف سيتعامل النظام معها، وما الأثر الذي ستتركه على نظام “ولاية الفقيه”. أما بالنسبة للسؤال الثاني، فإن جوابه مؤسس على الوجهة التي ستسلكها إيران بعد الاتفاق، والتي نتوقع أن تتميز بالجنوح للتسويات والاعتدال والحلول الوسط.. ومن المتوقع أن تكون لذلك انعكاساته الإيجابية، فورية أو على المدى المتوسط، على معظم أزمات المنطقة... لبنان قد ينتخب رئيساً قبل نهاية العام.. اليمن قد ينتقل من “تهدئة مغدورة” إلى بداية عملية سياسية تفضي إلى إنهاء الحرب القذرة ووضع الجميع على سكة المساومات والمصالحات.. والمؤكد أن تعاوناً أمريكياً – إيرانياً، سيكون في متناول الأيدي بخصوص العراق.. أما سوريا، فإن بازار المبادرات والمقترحات والموفدين، سيفتتح على نحو غير مسبوق... ما كان مستحيلاً قبل الاتفاق، قد لا يظل كذلك بعده.. لكن تعقيدات المنطقة واحتدام حدة صراعاتها، لا تدفع المراقب على إبداء قدر كبير من التفاؤل، بل وتملي بعض التحوط والحذر في إطلاق التكهنات المتفائلة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.