تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقريرsns: تركيا وحربها على الأكراد و«داعش»: النار الإقليمية تتأجج.. وتطالها!!

مصدر الصورة
sns

لم يكن القرار التركي القاضي بالانقلاب على تنظيم «داعش»، بعد سنوات من سياسة «غضّ الطرف» التي كانت تتبعها أنقره تجاهه، مفاجئاً من حيث المبدأ. غير أن الملابسات التي أحاطت باتخاذ القرار، من حيث الأسلوب والتوقيت، كانت غير متوقعة بهذا الشكل. وبرغم أن الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا سيكون الميدان الرئيسي الذي سيشهد أهم تداعيات هذا الانقلاب التركي، إلا أن هذه التداعيات قد تمتد أبعد من ذلك، لا سيما أن آليات تنفيذ القرار، التي من شأنها التأثير على مدى امتداد تداعياته، ما تزال غير واضحة، فهل ستكتفي أنقرة بالقصف الجوي أم ستلجأ إلى التدخل البري؟

ولفتت السفير إلى أن «داعش» يبدو استشعر مسبقاً إمكانية حدوث مثل هذا الانقلاب التركي ضده. وما يدل على ذلك أنه أصدر منذ حوالي ثلاثة أسابيع العدد الأول من مجلة ناطقة باللغة التركية أطلق عليها اسم «قسطنطينية»، استهلها بمقالة وصفت الحكومة التركية بأنها «حكومة طاغوتية». ومثل هذا التوصيف كان متداولاً من قبل في أوساط التنظيم، وهو ليس جديداً، غير أن إخراجه من الكواليس ونشره علنا هو الجديد الذي ينبغي التوقف عنده. ولكن، وفي ظل غياب أي معلومات تفصيلية، ما زال الغموض سيد الموقف حول الآليات التي ستلجأ إليها الحكومة التركية لتنفيذ قرارها بإقامة «منطقة عازلة» تمتد على الشريط الحدودي من مدينة جرابلس حتى مدينة إعزاز، وبعرض حوالي 40 كيلومتراً. فهل ستقتصر العمليات التركية على الغارات الجوية أم سيتم إقحام القوات البرية؟ ففي الحالة الأولى، أي الاقتصار على القصف الجوي، يبدو أن تنظيم «الدولة الإسلامية» سيحافظ على وجوده في المدن التي يسيطر عليها في الشريط الحدودي، مع اقتصار عمله على اتخاذ الاحتياطات والتحصينات التي من شأنها تقليل خسائره بسبب الغارات.

وتشير التجربة إلى أن طائرات التحالف الدولي، لم تنجح في إخراج «داعش» من أي مدينة أو منطقة يسيطر عليها ما لم تساعدها قوات برية على الأرض. أما في الحالة الثانية، فإن الأمر مختلف، لأن نزول قوات الجيش التركي على الأرض يعني أن مواجهة برية ستحدث بين الطرفين وسيسقط جراءها قتلى من الطرفين. وبغض النظر عن إمكانية تحمّل أنقرة لمثل هذه الثمن الدموي، فإن مثل هذا السيناريو سيشرع الأبواب أمام احتمالات في غاية الخطورة. فمن جهة سيكون الجنود الأتراك في حال وصولهم إلى مدينة الباب، على مسافة قريبة من الجيش السوري في محيط مدينة حلب، حيث لا تبعد مدينة الباب عن حلب سوى 35 كيلومتراً. ومن جهة ثانية ثمة احتمال بأن يضطر مسلحو «داعش» تحت ضغط الهجوم البري التركي للانسحاب من المدن السابقة، والاتجاه نحو مدن أكثر أماناً بالنسبة لهم. وبما أن عدد هؤلاء المسلحين يبلغ الآلاف، فإن انتقالهم إلى أي منطقة قد يشكل تهديداً حقيقياً لها نظراً للكتلة القتالية التي يشكلونها.

إلا أن مسارعة «جيش الإسلام» إلى الترحيب بالقرار التركي، وإعلانه «تضامنه ومساندته الكاملة للحكومة التركية، في وجه «الفصيلين الإرهابيين، داعش والكردستاني، وفق بيان نشره المتحدث باسمه إسلام علوش، أمس، طرحت العديد من التساؤلات حول موقف «جيش الإسلام» وعما إذا كان له دور ما ضمن المخطط التركي، وسط توقعات بأن يكون ثمة اتفاق قد تبلور بين تركيا وعلوش إبان زيارة الأخير إلى أنقرة، حول هذا المخطط وقبول علوش أن يكون الحليف الأرضي للطائرات التركية، وهو ما من شأنه أن يقي تركيا من دفع ضريبة الدم، لكنه يضع العلاقة بين علوش و«داعش» على فوهة بركان متفجر.

وتبنى «حزب العمال الكردستاني»، أمس، هجوما بسيارة مفخخة أدى إلى مقتل جنديين تركيين، وإصابة أربعة، في محافظة ديار بكر، أمس الأول، وذلك رداً على سلسلة غارات جوية تركية على مواقع الحزب في شمال العراق. وأعلن الحزب، في بيان، «لم يعد للهدنة أي معنى بعد هذه الضربات الجوية المكثفة للجيش التركي المحتل».

ودافع البيت الأبيض عن حق تركيا في ضرب «الكردستاني». وقال نائب مستشار الأمن القومي بن رودس ان الولايات المتحدة تعتبر الحزب «منظمة إرهابية»، ورأى أن تركيا «من حقها القيام بأعمال ضد أهداف إرهابية». كما رحب رودس بالهجمات التركية على «داعش». وقال «رأينا بالتأكيد تحركاً تركياً أكثر حسماً في سوريا والعراق في الأيام الأخيرة»، ذكرت السفير.

وأبرزت صحيفة الأخبار: أنقرة و«الكردستاني» يئدان «عملية السلام»: عودة إلى السلاح. وبلغت حصيلة حملات الاعتقال في المحافظات نحو 600 موقوف. ووفقاً للصحيفة، يمضي أردوغان و«العمال الكردستاني» في وأد «عملية السلام». الطرفان يستعدّان لحرب جديدة بعد انهيار الهدنة، فيما بقي الكلام عن تشكيل حكومة ائتلافية ثانوياً. ولفتت الصحيفة إلى أنّ انعطافة تركيا الأخيرة بدخولها عسكرياً في «التحالف الدولي» لمحاربة «داعش»، تثير أسئلة عدة تتمحور في معظمها حول مسارات الحملة العسكرية وآلياتها، والأهداف التي تتطلع أنقرة إلى تحقيقها عبرها، لا سيما أن الحملة الاعلامية المواكبة لعمليات القصف ومعظم التصريحات الرسمية في اليومين الماضيين، تدلّ على أن الأكراد هم الهدف الرئيس لهذه الحملة، فيما تكاد الاشارات إلى «داعش» وخطره تكون معدومة في الخطاب الرسمي. وتنامي الحديث عن إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري يعزز هذه الفرضية، إذ إن خريطة المنطقة في الاتفاق الأميركي ــ التركي (من جرابلس إلى مارع بمساحة تقدر بـ 4500 كلم مربع)، توضح أن الغاية منها قضم منطقة نفوذ الأكراد على الحدود، منعاً لإقامة كيان كردي موحد. غير أن إقدام تركيا على خطوة مماثلة تجاه أحد أهم الحلفاء الميدانيين للولايات المتحدة، يثير تساؤلات عدة، لا سيما أن الحملة التركية الراهنة تجري بمباركة واشنطن، ولو أن دبلوماسيين أميركيين حاولوا التنصّل من استهداف أنقرة لمواقع حزب «العمال الكردستاني»، والتأكيد على عدم صلة الاتفاق بين واشنطن وأنقرة بهذه التدابير، وذلك بالتزامن مع تعبير مسعود البرزاني، عن «استيائه» من عمليات أنقرة ضد الحزب الكردي. في هذا الوقت، ازدادت الترجيحات حول مسعى تركي، من خلال المناطق الآمنة المرجوة في الشمال السوري، إلى إيجاد موطئ قدم للائتلاف السوري المعارض، بعد طرد «داعش» منها، إضافة إلى إثارة إمكانية قيام أنقرة بعمليةٍ برّية في الداخل السوري استكمالاً للعمليات الجوية والمدفعية.

وفي تطور داخلي لافت، أعلن زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب «العدالة والتنمية»، ويبدو هذا الاعلان كإجراء وقائي يصبّ في اتجاهين، أولاً لقطع الطريق على التوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وثانياً لمحاولة حجز مكان داخل القرار الحكومي في ظلّ ما تشهده تركيا في هذه المرحلة. ويعزز ذلك ما قاله كليتشدار أوغلو لصحيفة حرييت التركية أمس، عن أن أردوغان «يتلاعب بمستقبل تركيا الذي لا يمكن أن يكون رهينة أقوال شخص واحد».

ووفقاً للشرق الأوسط، بدا أمس، في اليوم الثالث للعملية العسكرية التي أطلقتها تركيا لاستهداف تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني التركي المحظور، أن الحملة تتحول إلى حرب فعلية مع التنظيم الكردي ومناوشات من طرف واحد مع تنظيم داعش الذي لم ترد أي تقارير تفيد برده على النيران التركية.

وعنونت الحياة: واشنطن تدعو أنقرة إلى التمييز بين داعش والكردستاني. ووفقاً للصحيفة، أكد البيت الأبيض أمس «اتصالات جارية مع تركيا حول مواجهة داعش»، مشيراً إلى أنه يرى «تحركاً تركياً أكثر بأساً في سورية والعراق». لكن الإدارة الأميركية حرصت على تأكيد «تمايز» في المعركة ضد داعش من جهة، وحزب العمل الكردستاني من جهة أخرى، ودعت الى «وقف التصعيد» على الجبهة الكردية، كما أبدت حذراً أكبر في الحديث عن «مناطق عازلة» على الحدود التركية - السورية. وطبقاً للحياة، أتى ذلك في وقت تراجعت حدة الضربات الجوية التركية على مواقع «داعش» و»الكردستاني» في شمال سورية والعراق، لمصلحة حملات أمنية داخل تركيا، تخللها دهم منازل وتوقيف مشبوهين بالانتماء الى التنظيمين، فيما اتهمت صحف موالية للحكومة التركية «حزب الشعوب الديمقراطي» بنقل سلاح الى الكردستاني ودعم الإرهاب، تزامناً مع اطلاق حملة تدعو الى حل الحزب الكردي. في المقابل، صعدت المعارضة اتهاماتها للرئيس أردوغان «بافتعال حرب» على الحدود من أجل تعزيز حظوظ «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في انتخابات مبكرة غير مستبعدة.

وأكدت مصادر غربية في واشنطن أن التنسيق الأميركي- التركي يحمل رسالة الى النظام السوري فحواها أن «لا تغيير في الموقف الغربي حياله ولا انخراط معه بعد الاتفاق الإيراني، بل هناك رفع لمستوى التنسيق التركي مع دول التحالف». ورحّب المبعوث الأميركي في الحرب ضد «داعش» الجنرال جون آلن، بالدور التركي ورأى فيه «منعطفاً مهماً» في الحرب ضد التنظيم، لكنه أكد أن التعاون بين الجانبين «لا يشمل إقامة مناطق عازلة في سورية تحظى بحماية جوية»، مضيفاً ان «هذه الفكرة لم تعد على الطاولة وليست جزءاً من محادثتنا مع تركيا».

وفي افتتاحية الحياة، رأى غسان شربل أنّ أردوغان رجل المواقف التي تذهب بعيداً لكنه أيضاً رجل الانعطافات. أيقظت هجمات «داعش» جمر الأكراد في سورية وكذلك في تركيا. استدار لمنع ولادة «إقليم كردي في سورية» إذ يكفيه سم وجود إقليم كردي في العراق. شم في نتائج معركة كوباني رائحة عدوه الثاني عبد الله أوجلان. أرسل طائراته لتقصف «داعش» وحزب العمال الكردستاني في الوقت نفسه. وفتح أمام الطائرات الأميركية قواعد تركية لاستخدامها. واضح أننا أمام صفحة جديدة في الأزمة السورية. وفي لعبة حجز المواقع والأدوار والأوراق خصوصاً بعد الاتفاق النووي. يريد أردوغان منع اندراج المناطق الكردية في سورية في كيان متصل الحلقات. يريد أيضاً إقامة «جزر آمنة» يسكنها أعداء الأسد. أعطى أوباما القواعد ويسعى للالتفاف على خطوطه الحمر. ماذا يفعل هذا الرجل؟ تذكرت حين وضعت العنوان أنه يصلح أيضاً لمقال عن علي عبد الله صالح. وربما لمقال عن ميشال عون. أعان الله أهل الشرق الأوسط.

ورأى جورج سمعان في الحياة أيضاً أنّ الأزمة السورية دخلت طوراً جديداً. لم تعد الأولوية لمواجهة «الدولة الإسلامية» ثم النظر في التسوية. التدخل العسكري التركي سيعزز الحرب على «داعش»، والتوجه الأميركي نحو توفير الحماية للعناصر السورية التي أخضعتها لتدريبات خاصة، يواكبهما حراك سياسي. خطان متوازيان فلا أولوية لواحد على الآخر. روسيا لم تتوقف مساعيها وهي اقتنعت بالعودة إلى جنيف الأولى، والمبعوث الدولي استعاد نشاطه. وثمة فصائل إسلامية مقاتلة تسعى إلى تلميع صورتها لدى الغرب.

وفي السفير، وتحت عنوان: سوريا ورهانات أردوغان، اعتبر مصطفى اللباد أنّ تركيا دخلت مرحلة جديدة في حراكها الإقليمي بعد إعلانها عن انخراط عسكري مكشوف في سوريا. ورأى أنه يمكن رؤية رهانات أردوغان الراهنة في مجموعة من العناصر المحلية والإقليمية والدولية: أولا التشبث بحلم تحويل النظام السياسي التركي البرلماني إلى جمهورية يكون هو رئيسها. ثانيا لجم الطموحات الكردية في سوريا وإرجاع عملية السلام في تركيا مع «حزب العمال الكردستاني» إلى الوراء، ثالثا موازنة الحضور الإيراني في المنطقة بعد إنجاز الاتفاق النووي الشامل مع الدول الست الكبرى، رابعا تمتين التحالف التركي ـ الأميركي في المنطقة بعد فترة طويلة من الفتور. ورأى الكاتب أنّ العمليات العسكرية التركية قد تحقق نجاحات ما ضد «داعش» في سوريا، لكن نظرا إلى أهداف أردوغان المتعارضة والضخمة حيال سوريا والأكراد فيها وتركيا والتوازن الإقليمي مع إيران؛ وقبل كل ذلــــك رغباته العارمة في نظــــام سياسي جديد في تركيا، فمن المنطقي أن المكاسب السياسية التي ينتظرها أردوغان من العمليات العسكرية الجديدة يصعب للغـاية أن تتحـقق جميعا بالشكل الذي يريد وعلى كل الجبهات!

وفي الرأي الأردنية، اعتبر محمد كعوش أنّ هناك من يعتقد صادقا وجازما ان التصعيد العسكري التركي في حربه الوهمية ضد داعش، هو مجرد خطوة استباقية لتغيير غربي محتمل في الاهداف والمواقف، هدفها تصدير الازمة التركية الداخلية الى الخارج، وبالتالي خلط الاوراق للتشويش على النوايا الاوروبية، وتوجهها الايجابي القريب نحو الحل السياسي في سوريا. وأضاف الكاتب أن التطورات المتسارعة باتجاه مزيد من التصعيد تثير فينا القلق وتبعث على الريبة والخيبة، وتقودنا الى الشك بنوايا واهداف الذين يديرون لعبة النار التائهة في البلاد العربية المشتعلة، والذين اقتربوا من النار اكثر حتى وقعوا فيها، وهذا يعني ان الامور تحتاج الى مزيد من الوقت حتى تصل الى مرحلة الانفراج والتهدئة، رغم التوجهات الدولية الجديدة.

وفي الوطن العمانية، اعتبر خميس التوبي أنّ ما تقوم به حكومة العدالة والتنمية اليوم من انتهاكات سافرة للأراضي السورية ليس جديدًا، وإنما هو استمرار للانتهاكات منذ اليوم الأول لتفجير المؤامرة ضد سوريا، ولكنه يأتي في إطار حسابات الداخل التي فرضت أهمية القيام بمراجعة المواقف والخطط، وضرورة تبديل الاستراتيجية، وتغيير بعض العناوين لتعديل المزاج في الداخل التركي، وتسجيل بعض النقاط على حساب الخصوم، وتعديل موازين الميدان في سوريا لصالح معسكر التآمر والعدوان... ومن الواضح أن أردوغان ما كان له أن يُقدِم على نبش عش الدبابير لولا المكانة التي يحظى بها لدى الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وليقينه أيضًا أن الكثير من الدول العربية وخاصة الخليجية المعادية لإيران مؤيدة وداعمة له في سياساته ضد سوريا.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.