اتجهت أزمات لبنان الى التأجيل، إن على صعيد تراكم النفايات أو على صعيد التجاذبات السياسية، نتيجة العجز عن إيجاد الحلول على كل الصعد، ما رفع درجة الاستنفار الخارجي الدولي والعربي لثني رئيس الحكومة تمام سلام عن التفكير بالاستقالة منعاً لمزيد من التدهور في الأوضاع الداخلية واستفحال الفراغ الدستوري في ظل استمرار الشغور الرئاسي المرشح للاستمرار حقبة أخرى من الزمن. وسرت اتهامات بأن «صفقات وحصص» وراء أزمة النفايات. وأجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اتصالاً بعد ظهر أمس بالرئيس سلام للتداول معه في الأزمة السياسية، مؤكداً تضامن بلاده مع حكومته. وأوضح المكتب الإعلامي لسلام أن هولاند «أشاد بحكمة الرئيس سلام معرباً عن مساندته الكاملة إياه في جهوده الرامية إلى الحؤول دون تسلل الشلل إلى مؤسسة مجلس الوزراء. كما أكد استمرار فرنسا في تطبيق خطة تسليح الجيش والقوى الأمنية في لبنان التي أقرت بموجب الهبة السعودية».
واتصل وزير خارجية مصر سامح شكري بسلام أمس، لتأكيد الدعم الكامل له وللحكومة وضرورة تفعيل عملها. وذكرت الحياة أن شكري تمنى على سلام عدم الاستقالة، فيما أجرى سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد اتصالات مع سائر القوى السياسية داخل الحكومة وخارجها، شملت العماد عون وحزب الله، لدعوتها الى التهدئة والتعاون مع سلام. وأضافت الحياة أن الديبلوماسية المصرية أعربت عن قلقها من أن الوضع الإقليمي المضطرب والمتوتر لا يحتمل انهيار لبنان ومؤسساته في حال استفحل الفراغ باستقالة حكومة سلام ليضيف انسداداً في الأفق في ظل الشغور الرئاسي. وأجرت القاهرة اتصالات مع عواصم أخرى للتنسيق في شأن الوضع اللبناني. وزار كل من وزير التنمية البريطاني ديسموند سوين وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، سلام لهذا الغرض.
وتعثرت الحلول المؤقتة لتراكم النفايات في بيروت وضاحيتها الجنوبية والشمالية.
وذكرت الشرق الأوسط أنه وبينما يرتقب اليوم أن يحسم سلام موقفه من إعلان استقالته جراء خلافات بين أعضاء حكومته حول الصلاحيات بسبب شغور منصب رئاسة الجمهورية، ألقت أزمة تراكم النفايات بظلالها على المأزق الحكومي.
