تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: إجتياح بري لقوات سعودية باتجاه حضرموت

مصدر الصورة
sns

أفادت صحيفة الأخبار أنه وللمرة الأولى منذ بدء العدوان السعودي على اليمن، دخلت قوات برّية تابعة للتحالف الأراضي اليمنية بصورةٍ رسمية، يوم أمس، في ظلّ تغطية إعلامية كاملة من وسائل إعلام قريبة من التحالف. وأفادت الصحيفة أن قوات سعودية ويمنية (تدرّبت في السعودية) يقودها اللواء محمد علي المقدشي، والعميد هاشم الأحمر واللواء علي محسن الأحمر، توجهت من محافظة شرورة السعودية إلى منطقة العبر في محافظة حضرموت عبر منفذ الوديعة، بغرض فتح جبهة في محافظتي شبوة (جنوب) ومأرب (شرق)، لمؤازرة المجموعات المسلحة التابعة لحزب «الإصلاح» ولـ «القاعدة» في مواجهة الجيش و«اللجان الشعبية».

وقال مصدر يمني إن أكثر من 130 مدرعة تابعة للقوات السعودية والاماراتية دخلت من شرورة، لافتاً إلى الاستعدادات لدى قوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، لمواجهتها سواء في مأرب أو على مشارف شبوة، برغم توقعاتهم بإسناد جوّي من قبل طيران التحالف قد يصل إلى أسلوب «الأرض المحروقة» اعتمده العدوان في عدن ولحج أخيراً، لضمان تقدم المسلحين.

الخطوة الرسمية التي تأخرت خمسة أشهر جاءت في وقتٍ ازداد فيه الحديث عن قرب الحسم الميداني، لتعزيز إمكانية إنهاء الصراع وإطلاق العملية السياسية. ومنذ بداية العدوان السعودي على اليمن، أثيرت التساؤلات حول إمكانية الاقدام على تدخل عسكري برّي، يضع قوات التحالف في مواجهة الجيش و«أنصار الله» في الميدان، عوضاً عن الاكتفاء بالعمليات الجوية التي تواصلت بلا مكاسب واضحة للتحالف. ولفتت الأخبار إلى الاتفاق الجديد بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهادي، الذي يسمح بإرسال قوات بحرية مصرية لحماية موانئ الجنوب وتدريب ضباط يمنيين، بالإضافة إلى اتفاق على تدريب القاهرة عناصر من الجيش اليمني الموالي لهادي، لحماية باب المندب.

من جهةٍ أخرى، وللمرة الأولى منذ بدء العدوان، هبطت طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية في مطار عدن الدولي، بعد نحو أربعة أشهر من توقف الرحلات. وبحسب مدير المطار، طارق عبده، فإن الطائرة تقل لاجئين يمنيين حطت في مطار عدن الدولي آتية من جيبوتي. وأكدت مصادر أخرى أن طائرة تابعة للصليب الأحمر تحمل 30 مقاتلاً جنوبياً جرى أسرهم في معارك سابقة ونقلهم إلى صنعاء، هبطت أيضاً في عدن يوم أمس. على أن يجري مبادلتهم بسبعة أسرى من «أنصار الله» محتجزين في عدن، في أول تبادل للأسرى يجري بوساطة منظمة دولية. وفيما واصل طيران التحالف غاراته على المحافظات اليمنية أمس، استهدف الجيش و«اللجان الشعبية» موقع الجمارك في محافظة جيزان السعودية، ما أدى إلى فرار جماعي للجنود السعوديين. وشنت القوات السعودية قصفاً مدفعياً على مواقع في وادي جارة السعودي التي يسيطر عليها الجيش اليمني بعد فشل الجيش السعودي في استعادتها. كذلك، استهدف القصف من الجانب اليمني موقع المعزاب العسكري السعودي في جيزان، ما أدى إلى فرار الجنود وتدمير آليات عسكرية، بالإضافة إلى استهداف مقر حرس الحدود في نجران، أفادت الأخبار.

وتحت عنوان: الأزمة اليمنية: إحياء مفاوضات مسقط، أوضح إبراهيم الأمين في الأخبار أنه وفي تطور متوقع، أن سلطنة عمان ستشهد في الساعات القادمة حراكاً سياسياً كبيراً، هدفه البحث من جديد عن حل لوقف العدوان السعودي على اليمن. وبدأت التحضيرات لذلك يمنياً، من خلال لقاءات مكثفة بين المكونات الاساسية في صنعاء، ضمن مسعى توحيدة الرؤية السياسية، خصوصاً بين «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» لطرحها في المفاوضات التي سوف يديرها مبعوث الامم المتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ. وقد طلب ولد شيخ باسم الامم المتحدة، من الحكومة العمانية، إرسال طائرة مدنية إلى صنعاء، لأجل نقل الوفد القيادي لـ«أنصار الله» إلى مسقط، والذي سيلتحق به وفد «المؤتمر الشعبي» الآتي من خارج اليمن خلال الساعات القادمة. وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ مبعوثة الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، لعبت دوراً بارزاً في الوصول إلى الخطوط العريضة للمبادرة الذي يعمل عليها ولد شيخ. وينطلق الاتحاد الاوروبي من واقع الحاجة الى قرار أممي جديد، لكن تعذر ذلك الآن، وطلب الى روسيا العمل على إقناع الاطراف اليمنية المعارضة بالتعامل بانفتاح مع القرار الدولي القائم رقم 2216.

وعلم في هذا السياق أن الجانب الروسي تولى التواصل مع قيادة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» خلال الاسبوعين الماضيين، وقدّم ضمانات بأن القرار ليس نصاً مقدساً ويمكن إيجاد آليات لتنفيذه بطريقة تراعي مطالب الجميع، وحصل في المقابل على موافقة عامة من «أنصار الله» والمؤتمر الشعبي على التعامل بإيجابية مع هذا القرار، على أن يتم التفاوض على تنفيذ بنوده من قبيل الانسحاب التدريجي من المدن، ووقف إطلاق النار، والقوى المكلفة بحماية المدن بدل الجيش واللجان الشعبية، وكيفية مواجهة تنظيم «القاعدة» وبقية المجموعات المتطرفة، على أن يصار الى بحث أكثر تفصيلاً في بند يقترح إرسال مراقبين دوليين للإشراف على الجانب العسكري والامني من الاتفاق.

وفي هذا السياق، ذكرت الأخبار أن الولايات المتحدة الأميركية ودولة الامارات العربية المتحدة أبدتا موافقة مبدئية على المبادرة التي يعمل عليها ولد شيخ، على أن تتولى واشنطن إقناع السعودية بالسير في المفاوضات السياسية الهادفة الى وقف شامل لإطلاق النار. ومن الواضح أن الاستعداد الاميركي يتزامن مع الجهد الروسي، وذلك ضمن عملية تنسيق جهود البحث عن حلول للأزمتين: السورية واليمنية. وتشير المعطيات الى أن واشنطن وموسكو تراهنان على دور خاص لإيران في هذا المجال، سيما أن طهران أبلغت الجميع أنها جاهزة للحوار مع الرياض ومع غيرها من العواصم في كل القضايا التي تشهد نزاعات. حتى إن عواصم غربية تعتقد أن بمقدور إيران مقاربة المطلب السعودي بربط النزاع السوري بالنزاع اليمني، من خلال مقترحات وأفكار تحمي مصالح حلفائها في دمشق وصنعاء.

وكشف دبلوماسي عربي أيضاً، أن القاهرة استضافت خلال الفترة القريبة الماضية سلسلة لقاءات تخص الازمة اليمنية، وكان البارز فيها ما حمله المبعوث الدولي للأزمة اليمنية، إسماعيل ولد شيخ، من تصوّر لمقترح يكون أساساً لأي اتفاق يقود نحو الحل السياسي للازمة في اليمن، وهو يقوم على عدة بنود.

ورأت افتتاحية القدس العربي أن اليمن عانى آلام الحروب والاستبداد، وجاء استيلاء الحوثيين الأخير على صنعاء وتمددهم إلى باقي اليمن، كتطوّر تاريخي كبير وحاسم لأنه أخرج دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية، من طور الانتظار السلبي إلى طور الفعل، الأمر الذي دفع إلى تغيّر في الحسابات الأمريكية والروسية واليمنية، كما فتح المجال لتحريك الملف السوريّ، وإلى اصطفاف عربيّ جديد. بعد توقّف هائل للزمن، ها إن الساعة اليمنية تدقّ من جديد.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.