تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لبنان: بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع والأربعين بعد الأربعمئة على التوالي.

مصدر الصورة
sns

ولبنان بلا حكومة منتجة للشهر الثاني على التوالي، أما مجلسه النيابي، فبات يستحق أعلى الأوسمة، لأنه الأكثر بطالة، حتى أن مجلس العام 1972 الذي عاش عشرين سنة بفضل تمديد تلو التمديد، ظل ينتج في عز أيام الحرب الأهلية وخطوط التماس. ولبنان الذي يحتفل، اليوم، للسنة التاسعة على التوالي، بالنصر المخضب على العدو الإسرائيلي، يكاد يُضيّع تلك التضحيات الكبيرة التي دفعها على مدى ثلاثة وثلاثين يوما، مع تعمق الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية، برغم إدراك الجميع أن التأزيم لا يتناسب أبدا ومناخات التسويات التي لا بد وأن تلفح المنطقة، وخصوصا مربع الأزمات اليمنية والسورية والعراقية واللبنانية، ولذلك، لا بأس أن يكون هذا الوقت الإقليمي الضائع مناسبة لتكريس تفاهمات الحد الأدنى محليا، بدل توسع دائرة الانقسام والضياع والاهتراء، وصولا إلى تفكك آخر ما تبقى من مؤسسات، طبقاً للسفير.

ولعل ميزة إطلالة السيد حسن نصرالله عبر الشاشة العملاقة، مساء اليوم، أنها ستكون ثلاثية الأبعاد: البعد الأول، هو المناسبة بحد ذاتها، أي انتصار تموز ــ آب 2006، والتدليل على رمزية وادي الحجير، حيث كان الإسرائيلي يريد أن يتوج تلك الحرب بمجرد التقاط صورة لمجموعة من جنوده وضباطه عند الضفة الشمالية لنهر الليطاني، لكن المقاومين، حولوا هذا الوادي وكل الوديان والدروب المؤدية إليه إلى مقبرة لأكثر من خمسين دبابة «ميركافا»، فكانت ملحمة ربما وَثَّقَها الإسرائيليون بتفاصيلها الدقيقة والمؤلمة أكثر من اللبنانيين أنفسهم.

البعد الثاني، هو التأكيد مجددا على ترابط مواجهة الإرهابَين الإسرائيلي والتكفيري، وصولا إلى القول إننا كما انتصرنا في تموز 2006 سننتصر في نهاية المطاف في حربنا المفتوحة ضد الإرهاب التكفيري بمسمياته كافة. البعد الثالث، هو البعد المحلي، انطلاقا من إعادة التأكيد على وفاء المقاومة لكل شركائها في الانتصار التاريخي، وفي طليعتهم الجيش اللبناني وكل حلفاء المقاومة في الداخل وأبرزهم العماد ميشال عون. ولعل القيمة المضافة لخطاب العام 2015، أنه يأتي غداة التوصل إلى التفاهم النووي الذي اطّلع السيد نصرالله على الكثير من تفاصيل مفاوضاته وقطبه المخفية، خلال اللقاء المطول بوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.

وعلى مسافة أقل من ساعتين من انتهاء خطاب نصرالله، يطل العماد ميشال عون، عبر شاشة «المنار» في لقاء بدا مدروسا بتوقيته ومضمونه، حيث ينتظر أن يلاقي «الجنرال» خطاب «السيد» بإعلان التمسك بالشراكة والتحالف، وفي الوقت نفسه، تسليط الضوء على ثوابت الاستقرار والوحدة والشراكة، من دون التفريط بالخطوات التصاعدية التي ينوي «التيار الوطني الحر» القيام بها في المرحلة المقبلة.

بالمقابل، ذكرت الحياة، أنّ قرار «التيار الوطني الحر» بزعامة عون الانكفاء عن التجمع في الشوارع المحيطة بالسراي الكبيرة في قلب بيروت أثناء انعقاد مجلس الوزراء أمس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، كما فعل محازبوه أول من أمس، احتجاجاً على تأجيل تسريح ثلاثة من كبار الضباط أبرزهم قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعلى مصادرة حقوق المسيحيين كما رددوا في المسيرة السيارة التي انتهت بهم في ساحة الشهداء، لم يمنع من أن يترك تحركهم تداعياته السياسية على السجال الذي طغى على الجلسة التي انتهت من دون أن تتخذ أي قرار يتعلق بجدول الأعمال الذي لا يزال عالقاً. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.