تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: قوميو تركيا يرفضون استغلالهم لتنفيذ «خطط ماكرة»؟!

مصدر الصورة
sns

استبق حزب «الحركة القومية» المعارض في تركيا، لقاء زعيمه دولت بهشلي رئيس الوزراء المكلّف أحمد داود أوغلو، بإعلان رفضه تأييد تشكيل حكومة أقلية تتيح لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم تنظيم انتخابات مبكرة في الخريف. وكرّر القوميون شروطهم، مؤكدين رفضهم استغلالهم لتنفيذ «حسابات سياسية وخطط ماكرة».

وأكد بهشلي أن حزبه «لن يتراجع» عن «رفضه دعم حكومة أقلية، أو حكومة انتخابية»، مضيفاً: «لا ينتظرنّ أحد من حزبنا دعماً، من أجل تنفيذ حساباته السياسية وخططه الماكرة». وأشار إلى أن القوميين «منفتحون على لقاء حزب العدالة والتنمية، مع الاحتفاظ بشروطهم»، مستدركاً: «ولكن قبل ذلك، من حقنا رؤية موقف مستقلّ من داود أوغلو، وأنه أدار ظهره لتوجيهات القصر»، في إشارة إلى أردوغان. لكن شبكة «أن تي في» نقلت عن بهشلي قوله إن تركيا يجب ألا تبقى بلا حكومة، معرباً عن «أمل ضئيل» بتشكيل حكومة ائتلافية.

ميدانياً، قُتل جندي تركي ومسلحَين من «الكردستاني» بهجمات في جنوب شرقي تركيا، فيما أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء بتوقيف الشرطة 39 شخصاً في حملات دهم شنّتها في مدن، بينها إسطنبول وأنقرة وإزمير. وشدد أردوغان على أن الحملة التي تشنها تركيا على المتمردين ليست «موقتة»، إذ خاطب أنصاره قائلاً: «لا تعتقدوا أنهم أقوياء. محكوم عليهم بالفشل. مَن يدعمونهم ويقودونهم سيُهزَمون عاجلاً لا آجلاً»، طبقاً للحياة.

وعنونت صحيفة الأخبار: أردوغان يجدّد أمنيته: نحو نظام رئاسي. أكد أردوغان أمس، إصراره على تجديد مساعيه لتحويل النظام البرلماني إلى رئاسي في دستور جديد للبلاد، مع توجه تركيا نحو انتخابات مبكرة إثر فشل مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية. وبعد إعلان رئيس الحكومة المنتهية ولايته، أحمد داود أوغلو، فشل المشاورات مع «حزب الشعب الجمهوري»، قال أردوغان إن «نظام تركيا تغير، اقتنعتم أو لم تقتنعوا»، مضيفاً: «ما علينا فعله اليوم هو منح هذا الوضع القائم إطاراً قانونياً عبر دستور جديد»، في إشارةٍ إلى تعزيز صلاحياته الرئاسية. ومضى قائلاً: «يطلبون مني ان أكون حيادياً، ولكني كنت واضحاً بأني لن أكون حيادياً».

وأبرزت السفير: مقتل ثلاثة جنود أتراك ومقاتلين كرديين في جنوب تركيا. وأكد الجيش التركي، في بيان، أمس، أن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب ستة في اشتباكات مع مسلحي "حزب العمال الكردستاني" في اقليم هكاري جنوب شرقي البلاد. وكانت مصادر أمنية قالت في وقت سابق، إن أربعة جنود قتلوا وأصيب ستة آخرون. وتمثل اشتباكات أمس أحدث حلقة ضمن المواجهات بين الجيش و"حزب العمال الكردستاني" في جنوب شرقي تركيا الذي يغلب الأكراد على سكانه.

وذكرت صحيفة زمان التركية أن اللقاءات بين تركيا والولايات المتحدة حول اتفاقية قاعدة انجيرليك تحوّلت إلى حكاية كذب. وفي كل مرة كانت أنقرة تطلق تصريحاً حول طبيعة المنطقة التي ستكون خالية من «داعش» على الحدود مع تركيا، كانت واشنطن تُطلق تصريحاً يكذّب ما يقوله الأتراك. التصريحات المتبادلة هذه كانت تشير إلى أزمة ثقة بين العاصمتين.

وأفادت الصحيفة أنّ الخلاف الأكبر بين الطرفين هو حول المنطقة التي ستكون نظيفة من «داعش». وتمتدّ على مسافة مئة كيلومتر وبعمق 45 كيلومتراً بين أعزاز وجرابلس. أنقرة تصف هذه المنطقة وبإصرار على أنها «منطقة آمنة»، لكن الرئيس أوباما تهرّب حتى الآن من وصف هذه المنطقة بالآمنة، لأن تعبير المنطقة الآمنة له أبعاد حقوقية دولية. والمتحدّث باسم الخارجية الأميركية صرّح بأن المنطقة المشار إليها ليست آمنة بل منطقة يفترض أن تكون خالية من مسلحي «داعش».

إن إقامة منطقة آمنة يتطلّب وضعها تحت الحماية الجوية والبرية. ونتحدّث هنا عن 4500 كيلومتر مربع. ويقال في أنقرة إن مسلحي المعارضة سيضمنون حمايتها من البر والطائرات التركية والأميركية من الجو. أما الولايات المتحدة فكان موقفها هو الرفض لهذا الطرح. فهناك شكوك في قدرة المعارضة السورية على حماية هذه المنطقة. وفي حال قامت طائرات نظام الأسد بهجمات جوية فإن الطائرات التركية والأميركية ستتصدى لها. وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة.

خلاف آخر بين واشنطن وأنقرة وهو موضوع «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سوريا الشقيق لـ «حزب العمال الكردستاني». واشنطن ترى أن الطائرات التي تقلع من إنجيرليك ستساهم في دعم مقاتلي الأكراد السوريين الذين تعتبرهم واشنطن القوة الأكثر تأثيراً في محاربة «داعش». أما أنقرة فإنها تريد ألا يدخل المسلحون الأكراد السوريون إلى المنطقة الآمنة، وتقول إنها اتفقت مع الأميركيين على ذلك. لكن واشنطن كذّبت ذلك فوراً.

من جهتها، كشفت صحيفة جمهورييت التركية بعض تفاصيل لقاء حصل بين السفير الأميركي في أنقرة جون باس ونخبة من السياسيين والمثقفين الأكراد. وإذ انتقد الحاضرون الصمت الأميركي على غارات تركيا على «حزب العمال الكردستاني»، أوضح السفير أن الأمر يتطلب حوالي الشهرين لتتراجع العمليات العسكرية، أي إلى حين تكون تركيا قد أصبحت جاهزة لبدء الحرب على «داعش»، مبرراً بأن إقناع تركيا بتغيير موقفها من «داعش» استغرق سنوات. وقال باس إن من المهم ان تأخذ الحركة الكردية موقعها في الحرب ضد «داعش». واعتبر أن تركيا لن تكتفي بالمساهمة الجوية بالحرب ضد «داعش»، بل إنها ستتخذ تدابير برية لمنع التحاق المقاتلين بصفوف هذا التنظيم.

وفي صحيفة طرف، اعتبر مراد بيلغيه أنّ ليس فقط «حزب الحركة القومية» بل أيضا فإن إستراتيجية «حزب العدالة والتنمية» هي إظهار «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي على انه امتداد لـ «حزب العمال الكردستاني». المثير أن «العدالة والتنمية» هو الذي بدأ عملية مفاوضات مع الأكراد يفترض ان تنتهي بالتخلي عن العنف وحل المشكلة، وهو نفسه اليوم يخوض حرباً دامية ضد الأكراد. السبب؟ حاجز العشرة في المئة الانتخابي. فبعدما كان «حزب العدالة والتنمية» يكسب نواباً بالمجان، ها هو يخسرهم بعدما نجح «حزب الشعوب الديموقراطي» بتخطي هذه العتبة في الانتخابات الماضية. من زاوية أردوغان ليس من مشروع أهم من أن يعود إلى السلطة في انتخابات مبكرة.

وفي السفير، وتحت عنوان: 14 عاماً على تأسيس «العدالة والتنمية»: من نجاح شامل.. إلى إفلاس كامل، ذكر محمد نور الدين أنّ كثيرين لم ينتبهوا إلى أن يوم أمس كان الذكرى الرابعة عشرة لتأسيس «حزب العدالة والتنمية» في تركيا في العام 2001. ومما أورد الكاتب: لقد ضربت تركيا بعرض الحائط كل مبادئ علاقات حسن الجوار واحترام السيادة الداخلية للدول الأخرى. وكل ما يمكن أن نسأله هل تقبل أنقرة أن تبادر أي دولة إقليمية أو دولية إلى التذرع بقمع الدولة التركية للأكراد، أو باضطهاد العلويين، لتتدخل في الشؤون الداخلية لتركيا وتموّل وتسلّح الجماعات المعارضة، بل تقيم مناطق عازلة داخل تركيا وتدعو إلى رحيل أردوغان وداود اوغلو بطريقة سلمية أو عنفية، وتحدد خريطة طريق لتغيير النظام القائم؟ نسوق هذه الأسئلة لنقول إن سلوكيات مشابهة لأي دولة لا يمكن القبول بها من جهة، ولا يمكن أن تبقى بلا محاسبة ولو بعد عقود. فالتاريخ قد يُمهِل، لحسابات القدرة والقوة، لكنه لن يغفر لهؤلاء المتخفّين بزي ديني «معتدل» أنهم كانوا في أساس تدمير الكيانات السياسية لدول عديدة في المنطقة من سوريا إلى العراق فليبيا، بل حتى مصر. وكانوا في أساس تمزيق المجتمعات بالعزف على الخطابات المذهبية والعرقية.

أما «حكاية» تركيا مع الاتحاد الأوروبي فكانت الأكثر تراجعاً، حيث جمود مطلق في المفاوضات منذ العام 2005 مع استبدال أردوغان، في لحظة الحلم بتزعم العالم الإسلامي، معايير كوبنهاغن بما سمّاه «معايير أنقرة»، وما أدراك ما معايير أنقرة! وختم الكاتب بالقول: 14 عاماً على تأسيس «حزب العدالة والتنمية» في تركيا. 14 عاماً على تجربة مظلمة في تاريخ المنطقة والعالم الإسلامي. تجربة أسست لمعايير التفرقة والفتنة والعدوان والتسلط والشخصانية. تجربة لن تعرف نهاية قبل أن تدمّر تركيا والمنطقة كلها.

وفي الدستور الأردنية، رأى عريب الرنتاوي أنّ الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون وبالاً على السوريين خصوصاً في مناطق الشمال، فالعودة المظفرة والمنفردة لحكم تركيا، تستوجب العسكرة والتجييش، و”خلق المناطق الآمنة والعازلة”، واستعراض القوة وفرد العضلات. أردوغان بحاجة لمفردات جديدة يضيفها إلى قاموس حملته الانتخابية القادمة، بعد أن ملّ الشعب التركي من مفرداته القديمة، وثبت بالملموس أنها ليس ناجعة تماماً لضمان التفرد في السلطة وتحقيق الأحلام الإمبراطورية. نعرف الآن، أن القاعدة الحاكمة لسلوك الرئيس التركي وحزبه هي: الغاية تبرر الوسيلة، برغم الرطانة الممجوجة والمملة عن القيم والمبادئ والإيمانيات، من استدعاء الأطلسي والولايات المتحدة في حربه على سوريا، إلى دعمه المفضوح والسافر لـداعش ومختلف الجماعات الإرهابية لضرب دمشق وتحقيق أحلامه وأطماعه في سوريا، وصولاً إلى إشعال حرب داخلية، ضد مكون رئيس من شعبه، طالما أنها ستجلب إلى صناديق حزبه، المزيد من الأصوات والمقاعد البرلمانية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.