تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: السعودية تدفع بآلاف المقاتلين لـ«تحرير» صنعاء.. المستنقع: كيف سيكسر اليمن ظهر الخليج ؟!

مصدر الصورة
sns

يستمرّ تدفق الجنود السعوديين والمسلحين الذين درَّبتهم المملكة إلى الأراضي اليمنية، حيث وصل، حديثاً، 50 جندياً سعودياً إلى عدن لـ«إعادة بناء قوات محلية»، فيما دفعت دول «التحالف» بتعزيزات عسكرية، فضلاً عن آلاف المقاتلين إلى محافظتي مأرب والجوف، بهدف شنّ عمليّة برية على صنعاء. ونقلت «رويترز» عن مسؤولين يمنيين قولهم إنَّ نحو 50 جندياً سعودياً وصلوا، يوم أمس، إلى ميناء عدن «للمساعدة في تدريب واعادة بناء قوات محلية».

ومنذ أسابيع عدة، تدفع السعودية بأرتال الدبابات والدروع وقطع المدفعية وكاسحات الألغام والناقلات المحملة بآلاف المقاتلين اليمنيين المدربين، إلى محافظتي مأرب والجوف شمال شرق اليمن، وفق مصادر قبلية أكَّدت لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنَّ «هذه التعزيزات العسكرية الكبيرة لا تزال تتدفَّق إلى الأراضي اليمنية عبر منافذ حدودية سعودية ثلاثة هي العبر وشرورة والوديعة».

في هذا الإطار، نقلت الهيئة عن عضو المجلس السياسي في «أنصار الله» محمد البخيتي قوله، إنَّ قيادات الجماعة على علم بتلك التحضيرات، مضيفاً أنَّ استعدادات «الجيش واللجان الشعبية تتجاوز مجرَّد حفر الخنادق وإقامة التحصينات في المحيط الجغرافي لصنعاء»، وأنَّ «خطوط الدفاع عن العاصمة تقع في مأرب نفسها وعلى حدود محافظتي الجوف وصعدة مع مملكة آل سعود». وشن طيران التحالف سلسلة غارات استهدفت مطار صعدة شمال اليمن، حيث قال سكان إنَّ الطيران قصف ناقلة تحمل مشتقات نفطية. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم أمس، تعليقا موقَّتا لعمليَّاتها الإنسانية في عدن جنوب اليمن، إثر هجوم على موظفيها شنَّه مسلَّحون مجهولون استولوا على تجهيزات وأموال، افادت السفير.

وأبرزت صحيفة الأخبار: محادثات مسقط فشلت واليمن نحو الخيارات الاستراتيجية. وأوضحت أنّ اليمن يستعد لموجة جديدة من تصعيد العدوان السعودي ــ الإماراتي بعد فشل مساعي المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ في التوصل إلى تسوية. وقد غادر المبعوث سلطنة عمان أمس، بينما يستعد وفدا «أنصار الله» وحزب «المؤتمر» لمغادرة مسقط أيضاً خلال ساعات قليلة. ويبدو أنّ ولد شيخ لا يريد أن يكون في مسقط مع بدء العمليات العسكرية في مأرب، ليعود بعدها إلى العاصمة العمانية «من أجل ضمان تنازلات من قبل أنصار الله».  وقالت مصادر مطلعة إنّ ولد الشيخ حمل معه مقترحاً سعودياً، تولى نقله الرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي، يدلّ على رفض قوى العدوان التوصل إلى تسوية. إذ إن البنود أعادت الأمور إلى النقطة الصفر السابقة، وتضمنت نقاطاً تعكس عقلاً غير متوازن، مثل الطلب إلى «أنصار الله» تسليم سلاحهم، حتى الموجود في صعدة إلى قوة غير معلومة، وكذلك حل الجيش اليمني الحالي وإعادة تركيبه بطريقة مختلفة. وأعرب ولد الشيخ لوفد صنعاء عن أسفه لتعنت السعودية، وتفهمه أن المقترحات غير قابلة للتطبيق، طارحاً بعض الأفكار الهادفة إلى تنفيذ هدنات ذات طابع إنساني، وتشمل غالبية الأراضي اليمنية. كذلك تبيّن أنّ سفراء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وروسيا أعربوا عن خيبة أملهم، بينما رفضت الولايات المتحدة ممارسة أية ضغوط حقيقية على الجانب السعودي.

وفي تقرير آخر، بعنوان: «أنصار الله» في الداخل السعودي: لا سقف للتصعيد، ذكرت الأخبار أنّ القوات اليمنية سيطرت خلال اليومين الماضيين على أكثر من 13 موقعاً في محيط مدينة الخوبة في جيزان، وأنه على وقع الأنباء عن فشل المفاوضات في مسقط، يحاول العدوان زيادة الضغط على الجيش و«أنصار الله»، عبر الترويج لقرب «معركة مأرب». يتزامن ذلك مع تصعيد غير مسبوق على الجبهة الحدودية واقتحامات لمواقع في العمق السعودي، تؤكد «أنصار الله» أنها «أول الغيث». وطبقاً للصحيفة، وتتجه الأنظار إلى الجنوب السعودي، تحديداً إلى نجران وجيزان اللتين أصبحتا في مرمى النيران اليمنية بصورةٍ شبه كاملة. ويراهن اليمنيون على أن التطورات على الحدود ستؤتي ثمارها في المسار السياسي للأزمة، بالتزامن مع التأثير على أكثر من صعيد داخل السعودية التي لا تزال تتعاطى مع ما يجري في المناطق الجنوبية بسياسة التعتيم والتكتم.

وتحت عنوان: المستنقع: كيف سيكسر اليمن ظهر الخليج، كتب عامر محسن في الأخبار أيضاً، أنه باستطاعة الإعلام، في الحروب والمعارك، إن هيمنتَ عليه وتحكّمت فيه، أن يشتري لك بعض الوقت، وأن يخفي خسائرك، ويضخّم إنجازاتك، ويعطيك (في الساحة الشعبية، حيث لا تدور المعركة) زخماً اصطناعياً لأيام أو أسابيع، ولكنّه لا يغيّر في النتيجة الحتميّة التي تُحسم بالحديد والإرادة، وعناصر قوّة مادية، باردة، لا تصنعها الدعاية والإعلام المأجور. هذا تماماً ما يجري في اليمن منذ بدء الغزو الخليجي ــ الأميركي في تموز الماضي (والدور الأميركي، الذي يتضمن إدارة المعركة، والاستطلاع، وتزويد الغزاة بالأهداف، وتموين الطائرات جوّاً، هو عسكري ومباشر، وهناك تواطؤ للتقليل منه)، إذ تكشف الأيّام، مع خبوّ سردية «النصر» التي ساقها الإعلام الخليجي، أن السعودية والإمارات قد تورطتا ــ بالمعنى العسكري على الأقل ــ في مأزقٍ لن يسهل الخروج منه، وستكون كلفته وتداعياته أضخم بكثير مما تصوّر الغزاة. الحروب، خاصة في بلادنا، تجري على المدى الطويل، والأشهر القادمة ستكشف معنى أن تحاول غزو منطقة جبلية، تفوق مساحتها مساحة سوريا، تعجّ بالسلاح، ولا يتّفق أهلها وغالبية شعبها إلّا على معاداة آل سعود. وأضاف الكاتب: تواجه اليمنيين تحدياتٍ هائلة، من بينها بناء النظام السياسي، وتحقيق التوافق الوطني، وحلّ مسألة الجنوب، ولكنّ الأكيد هو أن العدوان الأجنبي، والمغامرة العسكرية ومن تورّط فيها، ستعودان وبالاً على الغزاة.

بالمقابل، رأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ تعنت الانقلابيين يقودهم إلى الهاوية، وليس بعيدا ذلك اليوم الذي يعضون فيه أصابع الندم على ما فرطوا فيه، إن لم يغيروا المسار الدموي الذي أغرقوا به اليمن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.