تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: ماذا وراء تقاطر الوفود العربية إلى موسكو؟

مصدر الصورة
sns

بعد «أسبوع سورية» الذي شهد توافد زوار إلى العاصمة الروسية للبحث في الأزمة وسبل الخروج منها، جاء «أسبوع العرب في روسيا». وإن كان الملف السوري حاضراً بارزاً فيه، لكنه يبدو مكرساً أكثر لتعزيز التعاون بين موسكو وعواصم عربية وإطلاق مستويات جديدة لها تتناسب مع تطورات الموقف الإقليمي والدولي.

وأوضحت الحياة في تقرير قريب من وجهة النظر السعودية؛ يبدو نشاط الديبلوماسية الروسية خلال الفترة الأخيرة لافتاً، فهو يحمل عناوين عدة أبرزها دفع مسار التسوية السورية وإخراجه من المأزق، كما ظهر خلال النقاشات المكثفة التي أجرتها موسكو مع زوار من السعودية وإيران والمعارضة السورية، واتصالات نشطة مع الأميركيين والأتراك، لكن عيون الروس بدت مسلطة أكثر على استعادة الزخم الذي فقدوه لسنوات في العلاقات مع المنطقة العربية، ما دفع محللين إلى القول أن تحركات روسيا تقوم على خطين متوازيين أحدهما يتمسك بدور فاعل لموسكو في الأزمات الإقليمية وأبرزها حالياً سورية، والثاني محاولة ترتيب الأجندة الروسية في المنطقة، وفتح آفاق جديدة تحسباً لخسارة محتملة في سورية واستجابة لضرورات الواقع الجديد وتوقعاته بعد توقيع الاتفاق «النووي» مع طهران.

في هذا الإطار، تعامل خبراء روس مع الحضور العربي البارز خلال الأسبوع الجاري في موسكو التي يزورها بالتزامن كل من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. وأجندة الزيارات ما زالت مليئة، إذ بات متوقعاً أن الملك السعودي سلمان سيزور روسيا في غضون شهرين، وتسبق ذلك زيارة مقررة الشهر المقبل لأمير قطر. وفي الأثناء تتواصل الجولات النشطة للمسؤولين الروس إلى المنطقة وأبرزهم مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف.

وأضافت الحياة انّ هذا الانفتاح الروسي الواضح على المنطقة شجعه إدراك روسي بأن بلدان المنطقة ترغب في إخراج العلاقات مع موسكو من مرحلة الفتور، ونقلها من دائرة التحفظ عن المواقف والتشكيك بنيات موسكو إلى الحوار حول القضايا العالقة والبناء على الأمور المتفق عليها. ومع الأهمية الكبرى التي توليها موسكو للحوار السياسي، والسعي إلى مراجعة حساباتها وإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، يبدو التوجه الروسي واضحاً لمحاولة تعزيز التعاون التجاري – الاقتصادي واستعادة شركاء تقليديين مثل مصر والعراق أو فتح آفاق جديدة للتعاون مع بلدان صديقة مثل الأردن وتونس، ومحاولة الدخول في شكل نشط إلى أسواق بلدان الخليج العربي وأبرزها السعودية.

ويكفي للتدليل على التوجه الروسي، أن الكرملين خلافاً لعادته بإصدار بيانات مقتضبة حول زيارات الزعماء الأجانب، وزع على وسائل الإعلام تحضيراً لمحادثات الرئيس بوتين مع محمد بن زايد وعبدالله الثاني، بيانين مطولين تناول الأول جوانب العلاقات الروسية – الإماراتية وآفاق تطويرها، خصوصاً على صعيدي الاستثمارات والطاقة، وركز الثاني على المشاريع المشتركة مع الأردن بما في ذلك الخطط لبناء أول محطة كهرونووية في المملكة.

ولا يخفي مسؤولون روس أن الاهتمام الخاص ببلدان المنطقة يستند، إضافة إلى البعد الجيوسياسي على ضوء التطورات الجارية، إلى رغبة روسية في تعويض النقص الخطر في التبادل التجاري مع أوروبا وبلدان غربية، بسبب العقوبات المتبادلة بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية، ويكفي أن واردات روسيا من المواد الغذائية ارتفعت من مصر والمغرب وتونس بمعدل الثلث خلال النصف الأول من السنة.. ناهيك عن قطاعات أخرى لا تقل أهمية بالنسبة إلى موسكو بينها التعاون في مجال الطاقة النووية، وإضافة إلى الأردن تبدو مصر والسعودية والإمارات وبلدان أخرى مرشحة لهذا المجال، وفي المجال العسكري دخلت روسيا مراحل متقدمة في النقاش حول تقنيات لم تكن مطروقة في السابق، فهي بدأت تتحدث عن بيع غواصات إلى المغرب، وعن اهتمام سعودي بتقنيات روسية متطورة. إضافة إلى السعي لتوسيع التعاون العسكري مع بلدان مثل العراق ومصر والجزائر.

وأبرزت السفير: السيسي وملك الأردن وولي عهد أبو ظبي ضيوفاً على بوتين: ماذا وراء تقاطر الوفود العربية إلى موسكو؟ وكتبت: ثلاثة زعماء عرب حلّوا، بالامس، ضيوفاً على «القيصر» الروسي وتقاطروا الى موسكو، حيث يقام معرض للصناعة العسكرية الروسية، وعلى هامشه اجريت مشاورات بشأن الازمة السورية والتهديد الذي يمثله تنظيم «داعش» على الامن الاقليمي والدولي. ويأتي هذا التوافد العربي المثير للانتباه الى موسكو، في سياق زيارات عدّة قامت بها وفود حكومات اقليمية للعاصمة الروسية، فيما يتوقع ان يعقبه وصول مسؤولين ايرانيين لاختتام مفاوضات حول شراء طهران انظمة الدفاع الروسية «اس 300». وحضر الرئيس بوتين عرضا جويا أقيم في جوكوفسكي بالقرب من موسكو. وجلس الرئيس الروسي خلال العرض بين الملك عبد الله الثاني والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بينما انطلقت الطائرات الروسية الصنع فوق رؤوسهم وحلقت في تشكيل استعراضي.

وأضافت السفير أنه ليس من المتوقع أن تعقد سوى القليل من الصفقات خلال المعرض العسكري من جانب شركات يسيطر عليها الكرملين، لكن مصادر ديبلوماسية عدّة اشارت الى ان جدول اعمال المشاورات التي يعقدها بوتين مع الملك الاردني وولي عهد ابو ظبي والرئيس المصري يشمل قضايا اقليمية من بينها الازمة السورية وتهديدات «داعش»، في اطار المسعى الروسي لتشكيل تحالف اقليمي ضد التنظيم المتشدد. وبرغم اهمية حضور الملك الاردني وولي عهد ابو ظبي الى العاصمة الروسية، الا ان زيارة السيسي استحوذت على الاهتمام الاكبر، بالنظر الى الدخول المصري المباشر على خط الازمة السورية، من خلال استضافة القاهرة اجتماعات بعض الفصائل السورية المعارضة من جهة، والتباين الذي تبدى في الفترة الاخيرة بين المقاربتين المصرية والسعودية ازاء الصراع في سوريا، فضلاً عن وصول العلاقات المصرية - الروسية الى درجة التقارب الاستراتيجي، للمرة الاولى منذ العهد الناصري. ولذلك، فمن الصعب حصر أهمية زيارة السيسي لروسيا في اطار تعزيز العلاقات بين البلدين، فقد جرت مناقشة كل جوانب العلاقات الثنائية في الزيارات المتبادلة السابقة، كما أن التعاون الاقتصادي والتنموي في شتى المجالات يمكن أن يسيّره الوزراء والمسؤولون المختصون كل في مجاله. وبالتالي، لا يمكن بحال من الأحوال فصل الزيارة عن الحراك السياسي الذي تقوده الديبلوماسية الروسية لحل الازمة السورية.

ولفتت السفير إلى أنه وخلال الشهرين الماضيين، استقبلت القيادة الروسية وفد «الائتلاف السوري» المعارض، كما تستعد موسكو لجولات تفاوض جديدة مع المعارضة السورية، فيما جرت مشاورات رفيعة المستوى بين المسؤولين في روسيا ووزراء خارجية سوريا والسعودية وايران. وبدا الجهد الروسي في حل الأزمة السورية واضحاً، منذ توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ، وخلال الفترة الماضية، سار هذا الحراك الديبلوماسي بخطى سريعة، حتى ثارت التوقعات بقرب حل الأزمة السورية بناء على توافق روسي - أميركي، لولا تمسك الفرقاء بالمواقف المتباينة من مستقبل الرئيس السوري. وتتزايد اهمية زيارة السيسي لموسكو، بتزامنها مع زيارتي الملك الاردني وولي عهد ابو ظبي.

وكان ملفتاً ان السيسي استهل زيارته للعاصمة الروسية بإجراء محادثات مع الشيخ محمد بن زايد، مباشرة عقب مراسم الاستقبال الرسمية. ولم يعد خافيا التباين بين الموقفين المصري والخليجي بقيادة السعودية في ما يتعلق بالملف السوري، فبينما ترى السعودية، ومن خلفها دول خليجية اخرى، أن أي حل في سوريا يبدأ بإبعاد الرئيس بشار الاسد عن المشهد السياسي، ترى مصر متفقة مع روسيا أن مواجهة خطر الإرهاب وخاصة «داعش» هو الأولوية، وترى ان للأسد دورا في تلك المواجهة، بل تعتبر أن اي غياب مفاجئ للأسد عن المشهد السياسي يهدد بانهيار سوريا وتكرار مشهد التشرذم الليبي.

لذلك، ووفقاً للسفير، فإنه من البديهي أن تبذل روسيا جهدا لإقناع الأطراف الإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية ببعض المرونة في الموقف من الأسد، وهي رسالة عبرت عنها موسكو بوضوح خلال زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخرا. ويبدو أن روسيا تسعى الى دعم مصري - اردني لتليين مواقف الخليجيين، الذين يعتبرون حلفاء للقاهرة وعمّان.

وأبرزت صحيفة العرب: حرب اليمن قربت روسيا من الدول العربية المعتدلة.. موسكو تقر بالخطر الإيراني وتتبنى سياسة أكثر اتزانا في منطقة الشرق الأوسط. وطبقاً للصحيفة، فإن زيارة وليّ عهد أبوظبي إلى موسكو ولقاءه أمس بوتين يعكسان اقتراب الكرملين أكثر من أيّ وقت مضى من الموقف الخليجي تجاه قضايا الشرق وخاصة فيما يتعلق بالخلاف الخليجي الإيراني.

ويؤكد المسؤولون الروس للقادة العرب المعتدلين على أن روسيا كانت تعمل خلال السنوات الأخيرة على منع توجيه ضربة غربية لإيران، لكن ذلك لم يكن ليمثل غطاء روسيا للتمدد الإيراني في محيطها الإقليمي، وخاصة ما تعلق بإثارة الفتن الطائفية وابتزاز دول الجوار والتدخل في شؤونها الداخلية. وبدأت القيادة الروسية في تغيير موقفها بشكل ملموس من السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط بعد حرب اليمن، والتي مكّنت من إظهار طهران كقوة عدوانية لا تخفي استعدادها للتدخل في شؤون جيرانها. وكشف مصدر إعلامي مقرب من مركز القرار في موسكو أن لقاءات بوتين مع القادة العرب تركزت على أن روسيا تراقب بحذر الموقف الإيراني الذي يستثير الجيران العرب وأن دوائر القرار الروسية بدأت تقر بالخطر الإيراني.

وأبرزت القدس العربي: القضية السورية تجمع السيسي وبن زايد والملك عبد الله الثاني ببوتين في موسكو. ووفقاً للقدس، استضاف الرئيس بوتين، أمس الثلاثاء، الملك الأردني وولي عهد أبو ظبي الشيخ في موسكو، لبحث الأزمة السورية على هامش معرض للصناعة العسكرية الروسية. وجاء لقاء بوتين بالملك عبد الله وولي عهد أبو ظبي قبيل وصول الرئيس السيسي إلى العاصمة الروسية، خاصة وأن المحور الأردني ـ الإماراتي ـ المصري يدفع باتجاه «حل سياسي» للأزمة السورية وتشكيل تحالف لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن العقبة دائما وأبدا كانت ولا تزال هي الاتفاق على مصير الرئيس السوري، حيث تصر كل من إيران وموسكو على بقاء الأسد للمرحلة الانتقالية.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية، أمس، عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن الخلاف الرئيسي مع إيران فيما يتعلق بسوريا هو مستقبل الرئيس السوري، حيث ترى طهران أنه «يُبقي سوريا متماسكة»، بينما ترى لندن أن رجلا لطخت يده بالدماء لا يجب أن يبقى في السلطة. وفيما اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن إحلال السلام في سوريا يمر عبر «تحييد» الرئيس السوري عن العملية السياسية، أثار ذلك، رد فعل شديد اللهجة من سورية التي نددت بـ"التدخل السافر" في شؤونها.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي شهدتها عدة عواصم تنبئ بإمكانية الوصول إلى حل سياسي في سوريا، لأنه من دون هذا الحل لا مستقبل لأي تحالف لمقاتلة «الدولة الإسلامية». وتابعت الصحيفة أنه من غير الواضح إن كانت أمريكا وروسيا وإيران والسعودية واللاعبون الدوليون الآخرون، لديهم الإصرار الكافي لوضع نهاية للصراع في سوريا، ومن ثم ستستمر الصعوبات في وجود فعالية موحدة ضد التنظيم. واعتبرت الصحيفة أن خطط أوباما، لتجهيز وتدريب قوات برية سورية قد فشلت، كما أن الجماعات المعارضة السورية المسلحة التي تقف ضد التنظيم لا تزال غير منظمة، وغالباً ما تندلع بينها اشتباكات متفرقة.

ورأت افتتاحية القدس العربي أنّ تركيز المتحدث باسم الرئاسة المصرية، على الطابع الاقتصادي لزيارة السيسي إلى روسيا، لا يمكن أن يفسر وحده هذا الإلحاح على اللقاءات الرئاسية المستمرة بين الرئيسين المصري والروسي فطبيعة الأوضاع التي يمرّ بها العالم العربي، وتحاول روسيا ومصر لعب أدوار رئيسية فيها يجعل من التفسيرات الاقتصادية البحتة أسلوباً للتجهيل والتعمية، فالاقتصاد هو الحلوى التي تغلّف الصفقات السياسية.

وادعت الصحيفة أنّ نقطة التوافق الرئيسية بين الطرفين الروسي والمصري هي خط مجابهة جماعة «الإخوان» المصريين بالتحديد، كون هذه السياسة العامة تلتقي مع الخطّ الرسمي الروسي الذي يرى في المجتمعات الإسلامية المحيطة بروسيا، وفي دائرة الشرق الأوسط الواسعة، حواضن تهديد تاريخية لموسكو. وتوسيع هذا الاتفاق ليشمل المنطقة العربية والمناطق المشتعلة أمر فيه نظر، فموسكو كما القاهرة، الراغبتان في تطوير هذا الحلف السياسي وتفعيله لا تستطيعان، كل من جهته، تجاهل التغيّرات المستجدة الحاصلة، ويقف على رأسها التدخل العسكري السعودي في اليمن، والتدخلان العسكريان الأمريكي والتركي في العراق وسوريا، والاتفاق النووي الإيراني، وتعاظم خطر «الدولة الإسلامية» في مصر وليبيا. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.