تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: توافق بشأن مكافحة الإرهاب والأزمة السورية: بوتين والسيسي: تكريس للشراكة الإستراتيجية:

مصدر الصورة
sns

ربما تكون الصدفة وحدها التي جمعت بين الزي المشترك الذي ارتداه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائهما يوم امس، في موسكو. لكن تلك الصدفة البروتوكولية عكست، ولو بشكل غير مقصود، «تشابه العقول»، الذي تحدثت عنه صحيفة «اندبندنت» حين التقى الزعيمان في القاهرة في شباط الماضي.

الرئيسان الروسي والمصري جددا، في رابع لقاء بينهما منذ وصول السيسي الى الحكم في مصر، التأكيد على شراكتهما الإستراتيجية، وأبديا توافقاً بشأن الملفات الإقليمية، وخصوصاً المقترح الروسي بتشكيل جبهة واسعة ضد الإرهاب، من ضمنها سوريا، وضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية على قاعدة وثيقة جنيف.

في الجانب الاقتصادي، قال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي، «لقد تبادلنا الرأي بشأن العلاقات الروسية ـ المصرية التي كانت دوماً تتسم بجو الصداقة والمصالح المتبادلة»، مشيراً انه «في الآونة الأخيرة تطور التعاون الثنائي بصورة اكثر نشاطاً، وما ساعد على ذلك اتصالاتنا الدائمة مع القيادة المصرية، واتصالاتنا الشخصية على مستوى الرئيسين». وأضاف «لقد جرى اليوم حديث مفصل بشأن التعاون الاقتصادي التجاري»، مشيراً الى انه «تم تسجيل زيادة في التبادل التجاري المشترك في العام 2014 بنسبة 86 في المئة، ولو طرأ بعض التخفيض في النصف الاول من السنة الحالية، نتيجة للتقلبات في اسعار صرف العملة، والظروف الاقتصادية العالمية الصعبة».

ولفت بوتين الى انه «تم الاتفاق على ضرورة بذل الجهود لتقليص آثار هذه العوامل الخارجية السلبية لكي نعطي التبادل التجاري حركة مستقلة»، مشيراً في هذا الخصوص الى «خطوات ملموسة تم التوافق بشأنها بغرض تعزيز التعاون الاقتصادي، ومن بينها إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأورو - آسيوي، واستخدام العملة الوطنية، والاستثمارات». وذكّر بوتين بأن «اكثر من 400 شركة برأسمال روسي في مصر وتطوِّر مشاريع عدّة»، لافتاً الى ان «مشاريع مشتركة في مجال الطاقة تشهد تطوّراً»، ومتحدثاً في هذا الاطار عن نشاط ملحوظ للشركات الروسية الضخمة في مجال الطاقة، ومن بينها «غازبروم» و«روسنفط» و«لوك أويل». وأضاف ان «من بين اكبر المشاريع للتعاون الثنائي في مصر، هو بناء اول محطة للطاقة الكهروذرية، بناءً على التقنيات الروسية»، لافتاً الى ان «خبراء من الجانبين ينهيان الجوانب العملية لتطبيق هذا المشروع».

كما تحدث بوتين عن مشروع قناة السويس الجديدة، قائلاً إنه تم التوافق مع الرئيس المصري على اقامة منطقة صناعية هناك، فضلاً عن التعاون الزراعي، حيث كشف تعزيز التبادلات في هذا الاطار، في ضوء العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، لافتاً الى زيادة بنسبة ثمانية في المئة لاستيراد المنتجات الزراعية المصرية في النصف الاول من العام الحالي، في مقابل زيادة نسبة إمدادات القمح الروسي الى مصر بواقع أربعة ملايين طن خلال العام الحالي، ما يمثل 40 في المئة من احتياجات مصر.

ولفت بوتين الى ان المحادثات تناولت امكانية زيادة الاستثمار الروسي في البنية التحتية الخاصة بالقمح، بالاضافة الى التعاون في مجال الطيران المدني، بما في ذلك امكانية تصدير طائرة «سوبرجت 100 – سوخوي» الى مصر، وإعداد الكوادر المختصة. وذكّر بوتين بأنّ «مصر تعد من بين اكثر الاماكن المفضلة للسياح الروس»، مشيراً الى ان «العام 2014، سجل رقماً قياسياً للسياح الروس، بواقع 3.5 ملايين شخص، اي بزيادة قدرها 35 في المئة عن العام 2013».

وأوضح تقرير السفير انه وفي ما يتعلق بالقضايا السياسية، قال بوتين إن «زيادة التنسيق المصري - الروسي يتفق مع المصالح الوطنية للبلدين»، متحدثاً بشكل خاص عن «مكافحة الارهاب، وخصوصاً في ظل انتشار التنظيمات المتشددة، وتحديداً ما يسمّى الدولة الاسلامية». وأضاف «لقد تم التشديد على ضرورة تشكيل جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة، بما في ذلك سوريا».

وفي الشق السياسي، لفت السيسي الى ان المحادثات مع بوتين تناولت مختلف الملفات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، معرباً عن سعادته «لما لمسته من تلاقي في الرؤى حول هذه القضايا». وأضاف «ركزنا بشكل خاص على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للأزمة السورية وفق وثيقة جنيف، وأكدنا على محورية القضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط، وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية». وتابع «بحثنا كذلك الاوضاع في العراق واليمن وما يجري على الساحة الليبية، وسبل مواجهة ظاهرة الإرهاب الذي يهددنا جميعاً»، مشيراً الى ان هذه الظاهرة تستدعي تكثيف التعاون والتشاور في ما بيننا، لإيجاد حلول جذرية للأزمات في المنطقة، بشكل يضمن وحدة وسلامة اراضي دولها، واستعادة أمنها واستقرارها».

وعنونت صحيفة الأخبار: بوتين يستقبل السيسي: لمحاربة الإرهاب بمشاركة سورية.. السيسي: أسعدني ما لمسته من تلاق كبير في المصالح والرؤى. ووفقاً للصحيفة، احتضنت موسكو قمة روسية ــ مصرية أظهرت تقاطعاً بين البلدين حيال عدد من الأزمات، خصوصاً الأزمة السورية التي يجب، وفق الرئيس السيسي، «تحقيق تسوية سياسية لها وفق وثيقة جنيف». وأوضحت الأخبار أنّ القمة الروسية ــ المصرية المنعقدة في موسكو أمس بين الرئيسين، بوتين والسيسي، خلُصت إلى سلسلة إعلانات عكست من جهة تقاطعاً في رؤية البلدين لأزمات الشرق الأوسط، وعكست أيضاً حجم التبدّل الطارئ على طبيعة العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجالي التجارة والاقتصاد.

وجدير بالذكر، أنّ الرئيس المصري كان قد التقى في موسكو، أمس، الملك الأردني، عبدالله الثاني، وقال أحد أعضاء الوفد المصري إن «اللقاء تضمن الأزمة السورية وسبل حلها خلال الفترة المقبلة، وذلك بناءً على نتائج لقاءات (الأخير) بالرئيس الروسي، وقد ظهر تغير ملحوظ في لغة الأردن تجاه النظام السوري وضرورة التوحد العربي لمواجهة تنظيم داعش».

وأبرزت الحياة: القاهرة تؤكد أنباء عن شراء حاملتي هليكوبتر. وقال مصدران فرنسيان لوكالة «رويترز» أمس إن باريس تجري محادثات لبيع حاملتي طائرات هليكوبتر طراز «ميسترال» إلى مصر بعد إلغاء صفقة تصديرهما إلى روسيا بسبب العقوبات الغربية. وأكد مصدر مصري مطلع أن القاهرة مهتمة بشراء الحاملتين. وقال إن الأمر كان مثار نقاش بين الرئيسين السيسي وفرنسوا هولاند، خلال زيارة الأخير إلى مصر في 6 آب الجاري، لحضور افتتاح قناة السويس الجديدة. ويتواءم بيع الحاملتين مع الاستراتيجية التي اتبعتها فرنسا أخيراً بتقديم التعاون مع الدول العربية سياسياً واقتصادياً بدلاً من إيران. وقال مصدر فرنسي مطلع على التطورات «هناك بالفعل مناقشات حققت تقدماً نسبياً لشراء الميسترال». وأكد «إنها مع مصر». وأكد مصدر فرنسي ثان إجراء المحادثات لكنه قال إن «التمويل ليس واضحاً».

ورأت افتتاحية الأهرام أنّ القمة المصرية ـ الروسية بين السيسي وبوتين، بموسكو أمس، دشنت فصلا جديدا في العلاقات بين الدولتين، وأرست أطراً فاعلة تكفل استمراريتها علي قاعدة المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة... واذا كان النجاح هو المعيار الأصلح لقياس حصيلة الأفعال، فإنه يمكن القول باطمئنان إن قمة السيسي ـ بوتين أرست ركائز الصداقة المتينة بين الدولتين، وهما تتطلعان صوب مستقبل أفضل وعالم أكثر توازنا وعدلا.

ورأت كلمة الرياض: دلالات الحضور النووي الروسي في المنطقة، أنّ عودة روسيا لبناء مشروعات البنية التحتية في الشرق الأوسط تعكس الحضور السياسي اللافت للأخيرة، خصوصاً إبّان الأزمة التي تعصف بالمنطقة منذ حوالي أربعة أعوام.. لم يكن الدور الأميركي فيها فعالاً بدرجة كبيرة، تزامن ذلك مع نشاط للدبلوماسية الروسية... وينتظر أن يثير تزويد روسيا عدداً من الدول في الشرق الأوسط بمفاعلات نووية ريبة وضيقاً لدول في مقدمتها «إسرائيل» الوحيدة في المنطقة المتقدمة في هذا المجال، ولديها صناعة نووية مدنية وعسكرية، وتخشى من خلال هذا التعاون العربي - الروسي الإخلال بتوازن القوى في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة يمكن أن تقرأ في هذا التعاون بداية لسباق تسلح نووي، لاسيما تزامنه مع قلق الدول الخليجية والعربية من الطموحات الإيرانية النووية والاتفاقية المبرمة بين دول (5+1) من جهة وإيران من جهة أخرى.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.