تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن هادي يبدأ تشكيل «جيشه»..؟!

مصدر الصورة
sns

ذكرت السفير أنه وبعدما وعد الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي بتشكيل «جيش» ينضم إليه المسلحون الذين تلقوا تدريباتهم في السعودية، أعلن مسؤول عسكري يمني ضمّ 4800 مقاتل من جنوب البلاد إلى صفوف ما قال إنه «الجيش اليمني»، موضحاً أنَّ أولئك شاركوا في انتزاع السيطرة على مدينة عدن، بمؤازرة قوات إماراتية وسعودية. ونقلت «فرانس برس» عن العقيد فاضل محمد حسن قوله إنَّ «عدد أفراد هذا اللواء حالياً هو 4800 مقاتل من جنود وضباط وصف ضباط»، موضحاً أنَّ «غالبية الأفراد هم من المقاومة الشعبية من أبناء محافظة عدن».

واللافت أنَّه أطلق على هذه الوحدات اسم «لواء حزم سلمان»، في إشارة إلى الملك السعودي سلمان الذي استقبل في مقر إقامته في مدينة طنجة المغربية، أمس الأول، عبد ربه منصور هادي، بحضور الولي الثاني للعهد محمد بن سلمان. وقالت وكالة الأنباء السعودية ـ «واس» إنَّه جرى خلال المباحثات استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، إذ جدَّد الملك السعودي، خلال اللقاء، «التأكيد على دعم المملكة الكامل للجمهورية اليمنية وحكومتها الشرعية، وحرصها الدائم على أمن واستقرار اليمن، ومساعدة شعبه». من جهته، أعرب هادي عن شكره وتقديره للملك سلمان، على ما تقدمه المملكة من عون ومساندة لليمن، حكومة وشعباً.

وفي مؤشر جديد على توسعه، نفَّذ تنظيم «القاعدة» أحكاماً بالجلد على عشرة رجال أمام عشرات الأشخاص في الشحر، وهي بلدة ساحلية في محافظة حضرموت، بعدما أدينوا بتهمة «الكفر وتعاطي الكحول والمخدرات».

وفي السفير أيضاً وتحت عنوان: جيزان مقابل عدن، اعتبر عبد الله زغيب أنه ومع هذا التدخل المباشر، بدا أن الحوثي اقترب من استثمار خيارات «حافة الهاوية» الخاصة به، مع فارق القوة والنار، وإنما مع قدرة وازنة بالمردود الإعلامي وربما السياسي في وقت لاحق، فقد وجد «تحالف صنعاء» نفسه أمام خيارات ثلاثة:

الخيار الأول ـ الاستمرار في إدارة الجبهات، والدفع بقواته الأساسية والاحتياطية المنتشرة في المحافظات الشمالية، «المتفوّقة عدداً وعتاداً»، نحو حرب طويلة الأمد تقوم على مبدأ القضم، للسيطرة على عدن قبل كل شيء، وسحب الورقة الثقيلة هذه من يد الرياض. وهذا الخيار يتطلب المغامرة بصرف المجهود الحربي شبه الكامل لصنعاء في مواجهة عدو متفوّق بالحرب الجوية، وبالتالي ترك الجبهة الداخلية شبه مفتوحة أمام توغل بري آخر محتمل إنما باتجاه معاقل الحوثيين انطلاقاً من صحراء حضرموت.  الخيار الثاني ـ إطباق الحصار على عدن، ومنع التحالف العربي من استثمار مطارها ومينائها، وإظهار «حياة طبيعية» في الأراضي التي خرج منها الجيش و«انصار الله»، وبالتالي استثمار إضافي لنظرية «الاحتلال الشمالي» في مقابل «المقاومة الجنوبية». وهنا، فإن الحصار يتطلب استنزافاً يومياً لمدينة عدن بما فيها من مدنيين عبر القصف والتفجير وتشغيل «الخلايا التخريبية». وبرغم ان «انصار الله» لم يظهروا «وداً وسماحة» مع المواطنين في حرب عدن قبل خروجهم منها، إلا أن تراكم «الفواتير الأساسية» واقترانها بمعضلة الشمال والجنوب، ضغطت على صناع القرار في صنعاء، وبدت الكمائن العسكرية القريبة من المدينة ومداخلها خياراً أكثر عقلانية.

الخيار الثالث ـ يفترض الخيار هذا الإبقاء على قدر مقبول من «رصيد القوة» في حفلة استنزافها الدائرة من شمال البلاد الى جنوبها. وهنا، فإن الحوثيين ومعهم صالح يحاولون الإبقاء على ما تيسر ايضاً من خيارات طالما أن احتمالات تمدّد الحرب واستمرارها، مشرعة امام كل المهل والمدد الزمنية الممكنة، وفي موازاة عملية سياسية معقدة تتطلّب تدوير زوايا في الإقليم قبل الداخل، خاصة في لعبة الأوزان الكبرى بين إيران ومنافسيها في الخليج العربي وشرقي المتوسط. لذا، بدا أن أمام صنعاء فرصة لاستثمار خيار «جذري» إنما قابل للطي وإعادة التدوير اذا ما اقتضت الضرورة السياسية والعسكرية. وهنا فإن التوغّل داخل الأراضي السعودية واستهداف قواعدها الحدودية وقصف القريب من مدنها خاصة جيزان، بدا الخيار الأفضل في مقابل «نكسة عدن».

«حرب جيزان» والمقبل من تصعيد نحو أبها، كما هدّد الجيش اليمني، تعيد رسم صورة للمعركة الدائرة، مبنية من الخيوط المشكلة لبداياتها. فالتدخل السعودي، وبعيداً عن رواية كونه استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، يُعدّ محاولة لإعادة التوازن في منطقة الخليج، وتحديداً الى واقع ما قبل «الربيع العربي»، كونه يعتبر تاريخاً فاصلاً في قراءة وتحليل الحدث في المنطقة منذ سنوات، وكذلك الروزنامة الطارئة الأخرى التي خلقها الاتفاق النووي بين ايران والغرب. وعلى هذا المنوال، فإن «الردع السعودي» والامن القومي الخاص بالمملكة، كان المحرك الاول لعضلتها العسكرية في اليمن. هكذا يحاول الحوثي وربما حلفاؤه، إعادة الخلاف إلى أصله، متجاوزين «التفصيلات المحلية» برغم ثقلها وتأصلها على المستوى المجتمعي والوطني، حيث إن إدخال الارض السعودية في معركة مهما صغرت او كبرت مع الأرض اليمنية، يفرض إعادة دراسة للأزمة باعتبارها أزمة أمن قومي وإقليمي. وربما يرى الحوثي نافذة من هذا التصعيد، نحو عملية طيّ لطرفي القراءة، وتقريب الصورة أكثر ما بين مسببات الصراع ومخرجاته.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.