تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لبنان: عون يُحرج الحوار: أنا المسيحي الأول!

مصدر الصورة
sns

نجح العماد ميشال عون في «اختبار تجديد الشباب في الشارع»، وأثبت أنه ظاهرة سياسية ـ شعبية قادرة على تجديد خلاياها، برغم مرور أكثر من ربع قرن على ولادتها، مستفيدا من قدرته على شد عصب شارعه عاطفيا وسياسيا من جهة، ومن وجود «أسباب موجبة»، لبنانيا ومسيحيا، لم يعد بمقدور أحد تجاهلها من جهة ثانية. وذكرت صحيفة السفير أنه ومع التجمع الحاشد لـ «التيار الوطني الحر» في ساحة الشهداء، أمس، يفترض أن تكون رسائل «الجنرال» السياسية قد وصلت إلى «أصحاب العلاقة»، غير أن هذا المشهد السلمي الديموقراطي الحضاري لا يمكن تقييمه بمعزل عما سبقه من حراك مدني توّج قبل أقل من أسبوع بتظاهرة التاسع والعشرين من آب في الساحة نفسها، ومن حراك برتقالي طيلة الأسابيع الماضية بعنوان «الحقوق المسيحية»، مثلما لا يمكن عزله عن محطة التاسع من ايلول الجاري.

لقد اعتقد كثيرون أن ميشال عون لن يجمع أكثر مما تجمع في استقباله «بطلا» عائدا من المنفى في ربيع العام 2005 في ساحة الشهداء، وأكثر مما استقطب من أصوات الناخبين المسيحيين بعد أسابيع قليلة، برغم التهويل الذي تعرض له جمهوره وبرغم محاولات حصاره بـ «الحلف الرباعي» وقبلها بمنع عودته الى لبنان.. لكنه أثبت أنه «تسونامي» قادر على إحداث مفاجآت في المسرح السياسي اللبناني. أمس تحديدا، وبرغم عمر «الجنرال» الثمانيني وتجربة انخراط «تياره البرتقالي» في مؤسسات السلطة، حكومة ومجلسا نيابيا، منذ عشر سنوات حتى الآن، وبرغم تموضعه السياسي حليفا لـ «حزب الله» ومعه للنظام السوري، وبرغم التصدعات في بيته الداخلي، وبرغم «الفيتوات» التي يتعرض لها في الرئاسة والحكومة والمؤسسات، نجح العونيون في استعادة زخمهم الشعبي، مستفيدين من الزخم الذي يمثله ميشال عون في وجدان فئة وازنة من المسيحيين.

وأضافت السفير: لعل النقطة المشتركة التي يمكن التأسيس عليها هي قدرة الحراكين العوني والمدني على رسم مسار مشترك نحو الانتخابات النيابية، خصوصا أنه قد برز أمس تحول واضح في شعارات «التيار الوطني الحر» مقارنة مع التظاهرات العونية السابقة، اذ بينما كان يتم التركيز سابقا على «حقوق المسيحيين»، كان المطلب السياسي الأساس في تحرك أمس هو وضع قانون انتخابي على أساس النسبية، وهو أحد أبرز مطالب الحراك المدني وخصوصا المجموعات اليسارية فيه، وسيتبلور أكثر من خلال توجيه دعوة الى «التيار الوطني الحر» وكل تيار سياسي آخر يعطي الأولوية للانتخابات النيابية، إلى النزول إلى الشارع في تظاهرة التاسع من أيلول التي دعا اليها الحراك المدني.

وعنونت صحيفة الأخبار: التحدّي الأوضح: الانتخابات الآن! وطبقاً للصحيفة، نجح التيار الوطني الحر في اختبار الشارع أمس. بخلاف التوقعات، طوى العونيون الأزمات التي ولدتها انتخاباتهم الداخلية التي انتهت بتزكية الوزير جبران باسيل رئيساً، فاكتمل نصابهم السياسي في ساحة الشهداء، وتمكنوا من الحشد، رغم أن الفارق الزمني بين الدعوة إلى التظاهر وموعده لم يكن كبيراً. وبعكس ترويج خصومهم، حضر أبناء التيار بكثافة في الساحة، في تجربة هي الاولى منذ أكثر من 8 سنوات. وغير بعيد عن الصورة التي حصلوا عليها أمس، كان المضمون لافتاً أيضاً. خطاب رئيس التيار جبران باسيل خرج من الإطار الطائفي إلى الإطار الوطني، راسماً خارطة طريق سياسية واضحة، تعني جميع اللبنانيين لا العونيين وحدهم، ولا المسيحيين حصراً: العودة إلى صناديق الاقتراع، من خلال الانتخابات، الرئاسية مباشرة من الشعب، والنيابية وفق قانون قائم على النظام النسبي. مطلب العونيين في ساحة الشهداء يمكن تلخيصه بكلمتين: الانتخابات الآن.

وأبرزت الحياة: أنصار عون يحتشدون وراء مطالبه في ساحة الشهداء. وطبقاً للصحيفة، حشد عون أنصاره أمس، خلال التظاهرة التي دعا إليها في ساحة الشهداء، فلبى آلاف منهم دعوته الى الشارع ورددوا مطالبه التي أعلنها قبل اسابيع، وأبرزها انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، أو إقرار قانون انتخاب جديد على قاعدة النسبية، لتصحيح التمثيل المسيحي وإنتاج برلمان جديد ينتخب الرئيس.  ورأى مراقبون أن احتشاد محازبي عون يشكل رافعة لموقفه ومطالبه بالشراكة خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس البرلمان نبيه بري الأربعاء المقبل للبحث في سبل الخروج من الأزمة السياسية، واعتبر قادة «التيار الوطني الحر»، أن تجديد قدرته على اجتذاب الجمهور يذكر بالحشود التي ناصرت عون عام 1989 عندما أطلق حركته حين كان رئيساً لحكومة انتقالية ومرشحاً للرئاسة، كما هو اليوم.

وتوجه رئيس التيار الوزير باسيل إلى المحتشدين قائلاً: «اعتقدوا أنهم يطردوننا من ساحة كل اللبنانيين. نحن هنا من أجل رد الساحة لكل اللبنانيين، كلن يعني كلن». وعدّد القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان.

أضاف: «نريد رئيس جمهورية نظيفاً، رئيساً حراً ينتخبه شعبه ويمتلك قراره بالقوة الشعبية والدستورية. ومجلساً نيابياً لا يمدد لنفسه ولا ينتهك حدود صلاحيته بل يمثل كل اللبنانيين، ينتخب على أساس نسبي ويعطي فرصة للشباب ويقفل الدكاكين والإقطاعات جميعها. ومجلس وزراء يتقاسم المسؤولية، لا يخالف القوانين والدساتير ولا يوقع هو ورئيسه بدلاً من رئيس الجمهورية بغيابه. نحن اللبنانيين من ينتخب الرئيس اللبناني وعبثاً تحاول الدول الخارجية ودول الوصاية». واهتاج الجمهور المحتشد في ساحة الشهداء عند ظهور العماد عون من وراء الشاشة، فخاطبه مردداً العبارة التي كان يقولها في مهرجانات عام 88-89 «يا شعب لبنان العظيم»، مرات عدة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.