تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أوباما وسلمان: قمة المجاملات السياسية..؟!

مصدر الصورة
sns

اتّسمت القمَّة التي جمعت الرئيس أوباما بالملك السعودي سلمان، يوم أمس، بالإيجابيّة، وفق البيان الختامي الذي أوحى أنَّ اللقاء المنتظر بين الطرفين كان «مثمراً». تناولت المباحثات الأزمات في المنطقة والقضايا الخلافية بين البلدين، على رأسها الاتفاق النووي الإيراني، إلى جانب إيجاد سُبُل لحلّ الأزمة في اليمن، وفي سوريا وفقاً لبيان جنيف الأول، كما شدَّد الطرفان على ضرورة انتخاب رئيس في لبنان. وأعقب القمة الأميركية ـ السعودية مؤتمر صحافي لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أعلن فيه أنَّ لقاء أوباما ـ سلمان كان «إيجابياً ومثمراً»، مضيفاً أنَّه يُعدّ مؤشراً على «عمق العلاقات بين البلدين».

وذكرت السفير أنه وفي مقدمة تلك المباحثات كان الاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة «5+1»، إذ أشار الجبير إلى أنَّ أوباما أكَّد للملك السعودي أنَّ الاتفاق يمنع إيران من تطوير سلاح نووي. وقال إنَّ السعودية تشعر بالارتياح إزاء تطمينات أوباما بشأن الاتفاق «وتعتقد أنه (الاتفاق) سيسهم في الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط»، معرباً، في الوقت ذاته، عن أمله أن يستخدم الإيرانيون أيّ دخل إضافي جرّاء رفع العقوبات، في تمويل التنمية المحلية، «بدلاً من الانخراط في أنشطة مشينة». وأضاف أنَّ سلمان وأوباما بحثا سُبُل حلّ الأزمة في اليمن، فضلاً عن تخفيف المعاناة الإنسانية لليمنيين، مضيفاً أنَّ بلاده تودّ «أن تُشرف الأمم المتحدة على موانئ اليمن لتسهيل دخول المساعدات».

في الشأن السوري، أكَّد الوزير السعودي أنَّ قمّة أوباما ـ سلمان بحثت حلّ الأزمة في سوريا وفقاً لبيان جنيف الأول، معتبراً أنَّ الرئيس السوري «يتحمل مسؤولية ظهور داعش في سوريا والعراق». وشدَّد على أنَّ موقف بلاده بالنسبة إلى سوريا، لم يتغيَّر، وأنَّ «الحل يشمل رحيل الأسد، لأنَّه مسؤول عن قتل أكثر من 300 ألف سوري بينهم أطفال ونساء»، وأشار إلى أنَّ الدعم العسكري الروسي للأسد، «إنْ صحَّ، سيشكّل تهديداً خطيراً». وناقش الجانبان قتال تنظيم «داعش» والتهديد الذي يمثّله في كل من سوريا والعراق، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية في العراق من شأنها أن تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية في البلاد، بحسب الجبير. كما شدَّدا على أهمية انتخاب رئيس في لبنان.

وتمّ بحث التعاون بين أميركا والسعودية في مجالَي الطاقة وحماية البيئة، وفقاً للجبير الذي أشار إلى أنَّ الشراكة الاستراتيجية بين أميركا والسعودية تغطّي كل الجوانب. وفي شأن «القوة العربية المشتركة»، قال الوزير السعودي: «ندعم القوة العربية المشتركة ونتشاور مع مصر والدول العربية بشأنها». وحول الإرهاب، جدّد الجبير موقف بلاده بالقول إنَّ السعودية من أوائل الدول التي حاربت الإرهاب وتمويل الإرهابيين، مؤكداً أنَّ القوانين السعودية تجرّم تمويل التنظيمات الإرهابية، وأنّ الهدف هو وقف تمويل الإرهابيين، بغضّ النظر عن الجهة المُمَولة.

والتصريحات التي سبقت القمة المؤجلة بدت حذرة، خصوصاً لناحية الإيحاء أنَّ العلاقات بين البلدين لا تزال على خير ما يرام. وفيما احتفى أوباما بضيفه بطريقة غير معتادة إذ خرج للترحيب به على أبواب البيت الأبيض، مشيداً بـ «الصداقة القديمة» بين البلدين، يرى محللون أنَّ هذه الزيارة التي كانت مقررة أصلاً في أيار الماضي قبل اعتذار الملك وإيفاد وليَي العهد محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بدلاً منه، تُعتبر وسيلة لإعادة وضع العلاقات على أسس أكثر استقراراً، خصوصاً أن الخلافات بشأن ملفي اليمن وسوريا بدأت تطفو إلى السطح، فضلاً عن علاقات البلدين ما بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، الذي رحبت فيه السعودية بحذر بالغ.

وفي تصريحات للصحافيين قبيل بدء اجتماعه مع الملك السعودي، توقَّع أوباما أن «يكون حواراً موضوعياً حول عدد كبير من القضايا، فنحن نتشاطر قلقاً حول اليمن، واستعادة حكومة فاعلة تتسم بشمول المشاركة فيها، وقادرة على تخفيف الوضع الإنساني هناك». وأضاف أوباما: «نحن نشترك في قلقنا من الأزمة في سوريا، وسنحظى بفرصة لبحث كيفية التوصل إلى عملية تحول سياسي داخل سوريا، يمكن أن تنهي الصراع المريع هناك».

من جهته، أوضح سلمان أنَّ العلاقات بين البلدين «ليست نافعة لبلدينا فحسب، بل للعالم أجمع»، داعياً الرئيس الأميركي لزيادة التعاون مع بلاده «ليس في الحقل الاقتصادي فحسب، بل السياسي والعسكري والدفاعي كذلك».

وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» قد طالبت الرئيس الأميركي بأن يذكّر الملك السعودي بواجباته على صعيد احترام حرية الإعلام وحقوق الإنسان. وفي رسالة مفتوحة نشرت عشية الاجتماع بين الجانبين، دعا الأمين العام لـ «مراسلون بلا حدود» كريستوف دولوار أوباما إلى «إعطاء أهمية مركزية في مشاوراته للحصيلة الحزينة على صعيد حقوق الإنسان في المملكة السعودية، وخصوصاً لجهة حرية الإعلام». جدير بالذكر أنَّ السعودية تحتل المرتبة 164 بين 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته المنظمة في 2015.

بالمقابل، أبرزت الحياة: قمة واشنطن: التصدي لأنشطة إيران وتعاون دفاعي غير مسبوق. وكتبت: في قمة كسر فيها أوباما البروتوكول المعتمد وخرج لاستقبال الملك سلمان على مدخل البيت الأبيض، بحث الزعيمان في اجتماع موسع تلاه غداء عمل، في مجمل التطورات الإقليمية وأكدا العمل المشترك باتجاه استقرار المنطقة والتصدي لأنشطة إيران، و«التعاون الوثيق جداً» في محاربة الإرهاب والأمور الدفاعية. وسبقت القمة اجتماعات ماراثونية بين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد تُمهد، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» لصفقة أسلحة بقيمة بليون دولار للسعودية. كما اجتمع الملك مع وزير الخارجية جون كيري الذي استقبله والوفد المرافق في مطار قاعدة أندروز..

          وأبرزت صحيفة الأخبار: الرياض تخطب ودّ واشنطن: نحو شراكة استراتيجية للقرن الـ21.. ظهر جليّاّ أن سلمان يعمل إلى الترويج لإبنه خليفة له. ووفقاً للصحيفة، سعت السعودية لترتيب علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة الاميركية. وحاول ملكها سلمان خطب ودّ أوباما بترحيبه بالاتفاق النووي مع ايران، وابداء الاستعداد لحل سياسي في اليمن. لكنه طرح المقايضة من خلال اصراره على حل في سوريا يطيح الرئيس بشار الاسد، وتبنّي الموقف الخلافي لبنانياً بالدعوة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي التفسيرات المنطقية، يعلن ملك السعودية إقراره بواقع علاقات ايران مع العالم اليوم، ويقرّ بإخفاق حملته العدوانية على اليمن، بإبداء الاستعداد لحل سياسي يحفظ مكاناً لأنصاره هناك. لكنه يعود للبحث عن ثمن لمغامرته المجنونة في سوريا، من خلال الاصرار على استمرار الازمة حتى إطاحة الاسد، فيما يتبنّى في لبنان خيار 14 آذار بتقديم أولوية انتخاب الرئيس على إجراء انتخابات نيابية تعيد تركيب السلطة من جديد.

وأوضحت الأخبار: قمة سعودية أميركية مفصلية عقدها أوباما وسلمان أمس، أصرّت الرياض على إعطائها الصفة "التأسيسية" لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، تستعيد العقد التأسيسي الأول بين الرئيس فرانكلين روزفلت والملك المؤسس عبد العزيز آل سعود. ظهر ذلك من خلال عدة مؤشرات؛ أولها تعمد السعوديين الإشارة إلى أن سلمان تعمد أن تكون زيارته الرسمية الخارجية الأولى لأميركا لتأكيد عمق العلاقة بين البلدين. وثانيها إصرار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على وصف القمة بالتاريخية. وثالثها تأكيد الجبير أن القمة أرست قواعد "لعلاقة استراتيجية للقرن الحادي والعشرين". بل أكثر من ذلك. ظهر جليّاّ أن سلمان يعمل للترويج لابنه محمد بن سلمان خليفة له في العرش السعودي، إن لم نقل عقد صفقة لضمان نتيجة كهذه. ظهر ذلك من خلال إعلان الجبير أن الرؤية السعودية لتلك العلاقة الاستراتيجية قدّمها ولي ولي العهد السعودي نيابة عن والده الملك للرئيس أوباما.

وتابعت الأخبار: قمة من أولى نتائجها المباشرة، على ما ظهر أمس، مرونة سعودية حيال إيران، تجلت في إعلان الجبير قبول السعودية بالاتفاق النووي الإيراني باعتباره عامل استقرار للمنطقة، ولكن في مقابل تصلب حيال سوريا، تجلى في تكرار الجبير أن موقف المملكة منها لم يتغير، ومحوره أن لا مكان للرئيس السوري في مستقبل هذا البلد، ولا حتى في المرحلة الانتقالية. أما في اليمن، فبدا أن السعودية تهرب من مأزقها عبر التأكيد على رغبتها في حل إنساني للمعضلة الانسانية في هذا البلد عبر تخفيف الحصار، برعاية الأمم المتحدة، مع الإشارة إلى أن أسس الحل السياسي تقوم على القرارات الدولية ذات الصلة وعلى مخرجات الحوار الوطني. وأصدرت الولايات المتحدة والسعودية بياناً مشتركاً عقب انتهاء القمة، تناول العلاقات المشتركة بين البلدين وأهم القضايا التي تم بحثها خلال الاجتماع.

إلى ذلك، استبقت الصحافة الأميركية انعقاد القمة بالإشارة إلى أن البنتاغون يضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تسليح مع السعودية بمليار دولار. وأكد الجبير أمس توقيع الصفقة، مشيراً الى أنها "طبيعية" وتشمل ذخائر وقطع غيار.

وتساءلت افتتاحية القدس العربي: هل لدى أوباما ما يقدمه حقا للعاهل السعودي؟ واعتبرت أنّ من الأسئلة الاهم في هذا اللقاء ان كان اوباما سيقدم للملك حقا تطمينات امنية واقليمية أكثر من تلك التي حملها بالفعل وزير خارجيته جون كيري الى الرياض وباقي العواصم الخليجية، وأهمها بيع المزيد من الاسلحة، رغم أن هذا يعد مكافأة لواشنطن أكثر منه للحلفاء الخليجيين في رأي البعض؟ ومن حق المراقب العربي ان يخشى ان المبالغة الامريكية في الاحتفاء بالعاهل السعودي قد تكون وسيلة دبلوماسية للإجابة بالنفي، ثم عمل الشيء الوحيد الذي تجيده واشنطن عندما يتعلق الأمر بذلك الجزء من العالم الا وهو بيع مزيد من الاسلحة... ومع فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق او سوريا، قد لا يكون بمقدورها ان تقوم بعمل افضل في مواجهته في السعودية او الكويت. وبالطبع لن تقتصر مشاعر المرارة السعودية في هذا اللقاء على الاتفاق النووي وتبعاته المحتملة، بل ستمتد الى الوضع في سوريا حيث تعتبر الرياض ان الفشل المريع للإدارة الامريكية في مواجهة نظام بشار الأسد ساهم في بقائه في السلطة حتى الآن. ومن غير الوارد هنا ايضا ان يحصل جديد، خاصة ان أوباما، وهو على اعتاب عامه الاخير في البيت الأبيض، ليس سوى «بطة عرجاء»، ناهيك عن انه، وباعترافه، لا يملك استراتيجية متماسكة للتعامل مع الوضع هناك. وسيكون اليمن حاضرا بلا شك مع قلق امريكي حقيقي بسبب الوضع الانساني الكارثي بعد اكثر من خمسة شهور من القصف دون بارقة امل على حل سياسي. فهل لدى اوباما ما يقدمه حقا سواء للسعودية او العرب؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.