تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أردوغان يكرّس الإفلاس!

مصدر الصورة
sns

ما جرى في المؤتمر العام الخامس لـ «حزب العدالة والتنمية» التركي، الذي انعقد قبل أسبوع، لا يمت بصلة إلى روح التجديد التي تأسس على قاعدتها الحزب في العام 2001.. الناظر إلى مؤتمر الحزب الخامس قبل أيام يدرك الفارق بين ثرى الحاضر وثريا الماضي... يدرك أن «حزب العدالة والتنمية» بات، كياناً لا يمت بصلة إلى مرحلتي التأسيس والصعود... لم يكن أحد يتوقع أن تجري الأمور فيه إلى هذه الدرجة من التبعية والتسليم لأردوغان..؟

وأفاد تقرير محمد نور الدين في السفير: خرج المؤتمر العام الخامس لـ «حزب العدالة والتنمية» بنتيجة واحدة، وهي تأكيد قاعدة أن الحزب هو أردوغان وأردوغان هو الحزب. وهو ما يجعل احمد داود اوغلو وكيلاً له في رئاستي الحزب والحكومة، خصوصاً بعد تشكيل اللجنة المركزية الجديدة. السؤال الآن هو ما إذا كان «حزب العدالة والتنمية» قادراً على أن يذهب بهذه التشكيلة بمدربه القديم إلى مباراة الأول من تشرين الثاني المقبل؟!

واوضحت السفير: الحزب الذي أخفق في الانتخابات الماضية قبل ثلاثة أشهر، يذهب الآن بالقيادة نفسها إلى الانتخابات. قد يحسّن الحزب موقعه نقطة أو اثنتين أو أكثر، لكن المسألة الأساسية هي كيف يجدّد شبابه بعدما ترهّل فكره وترهّلت قياداته. الجواب سيبدو مستحيلاً، في ظل ما انتهى إليه المؤتمر الأخير. يبقى أن الحزب يعدّ الوقت فقط في انتظار الاحتضار.

في آخر استطلاعات الرأي لشركات ذات مصداقية، وآخرها شركة «متروبول»، أن «حزب العدالة والتنمية» سيحسن وضعه بمقدار نصف نقطة واحدة فقط، لينال 41.4 في المئة بعدما نال 40.9 في المئة في الانتخابات الماضية، وسيزيد عدد نوابه مقعداً واحداً فقط. «حزب الشعب الجمهوري» سيرتفع نقطتين ليحصل على 27.3 في المئة، وسينال «حزب الحركة القومية» 15.3 في المئة، و«حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي 13 في المئة. أما «حزب السعادة» فسينال 1.7 في المئة. نتائج لن تغيّر شيئاً من انتخابات حزيران الماضي.

وتابعت السفير: بعد شهر ونيّف يواجه «حزب العدالة والتنمية» تحدّياً مهماً، وهو ما إذا كان بإمكانه العودة منفرداً إلى السلطة. وليس من دليل أوضح على تجوّف الحزب من الداخل الانتقادات اليومية التي يخرج بها، مؤسسوه من غول وأرينتش وعائشة بوهويرلر للحال التي وصل إليها من جهة واللجوء إلى خيارات دموية لم تكن في قاموسه مثل جر البلاد إلى حمام الدم والنار بالحرب التي يخوضها ضد الأكراد، والإمعان في تقييد الحريات الصحافية من جهة أخرى. هذا فضلاً عن الانهيار الاقتصادي غير المسبوق، والمغامرات الخارجية التي يريد من خلال مقامرته في سوريا أن يعوّض بعض ما فاته. حتى بعض ما كان له مع روسيا يفقده، مع إعلان موسكو وقف مدّ مشروع أنابيب الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا وانتقاد أردوغان للرئيس بوتين لتعزيز وجود روسيا العسكري في سوريا في ازدواجية موقف، حيث تواصل تركيا، في المقابل، مدّ المعارضة السورية بالإرهابيين من كل العالم وتهجير السوريين وإغراقهم في البحار والسماح لأميركا باستخدام قاعدة «إنجيرليك».

وكتبت صحيفة «حرييت» التركية أنّ إعلان روسيا بصورة واضحة أنها ستزيد الدعم العسكري للنظام السوري فتح أمام توتر في العلاقات بين أنقرة وموسكو.  وتابعت أنقرة عن كثب الأنباء عن توسيع القاعدة الروسية في اللاذقية لتكون قادرة على استقبال طائرات روسية ضخمة. وأعدت فرق العمل التابعة لأردوغان وداود اوغلو تقارير جاء فيها إن السياسات التي تتبعها موسكو في سوريا ستعقّد الوضع هناك والمشكلات الإقليمية المرتبطة بها. وهذه السياسات سوف تؤثر سلباً على تركيا. وقد أبلغت أنقرة موسكو انزعاجها من المواقف الروسية الجديدة. وفي الكواليس إن أنقرة، في حال استمرار تزايد الدعم الروسي لنظام (الرئيس بشار) الأسد سوف تلجأ إلى إلغاء بعض اللقاءات الثنائية مع روسيا التي كانت أعلنت تأجيل مشروع مد خطوط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر تركيا، ويعرف باسم «تورك ستريم».

وفي «حرييت» أيضاً، أنّ تركيا ترشح دماً، وهي تحت تهديد الحرب الأهلية. وأضافت الصحيفة أنّ الإجراءات التي توصف بالفاشية تتصاعد يومياً، وداخل حدودها بدأت تظهر مشاهد كوباني. ومدينة الجزيرة، حيث دارت المعارك بين الجيش التركي والأكراد، نموذج على ذلك. ما جرى في الجزيرة لا يبشر بانتخابات نيابية سليمة، لا يبدو أنها ستغيّر من الخريطة الحالية. وما جرى في مؤتمر حزب الشخص الواحد يشير إلى أن هذا الطريق قد انتهى وأفقه مسدود.

وكتب محمد تزكان في «ميللييت»: بهذه الحال الروحية نكون وصلنا إلى عتبة التقسيم. ليس التقسيم الجغرافي ولا على الخريطة. لكن ما يحدث في الجنازات والدعوات القومية العنصرية لطرد العمال الأكراد من أماكن العمل، لا يتيح أبداً محاربة الإرهابيين والإرهاب. لقد وصلت تركيا إلى حال روحية متردية. فيا للعاقبة. وانظروا إلى هذه المراكب التي تقل اللاجئين. هؤلاء لم يأتوا البارحة من سوريا. إنهم هنا منذ ثلاث سنوات. لم يعد باستطاعتهم العيش في تركيا. يريدون الذهاب إلى الغرب للعمل والتعلم وللراحة وللعيش. لكن لنسأل من السبب في وصول مليوني لاجئ سوري إلى تركيا؟ هل النظام السوري فقط؟ أليس لسياسة تركيا لإسقاط الأسد دور مهم في ظهور قضية اللاجئين؟ أليس لسياسة الحدود المفتوحة دور؟ وليس من يسأل من انتم وإلى أين؟

وأوضح الكاتب: لقد أفلست سياسة أنقرة السورية. اللاجئون، في الشوارع والمحطات، بلا طعام ولا علاج. مكدسون في البيوت يواجهون الموت، ويبحثون عن طريق إلى أوروبا. أما روسيا فتعلن أنها ستقدم كل أنواع الدعم للأسد. أفلست سياسة أنقرة الكردية وتحولت المناطق الكردية إلى ساحة لإطلاق القذائف الصاروخية ومستودعات الأسلحة. وأفلست سياسة أنقرة الاقتصادية. البطالة 12 في المئة، وبين الشباب 18 في المئة. وأفلست سياسة أنقرة القضائية. وأفلست سياسة أنقرة الأوروبية. لا مفاوضات ولم يعد أحد يتذكر حتى اسم الاتحاد الأوروبي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.