أدى القصف العنيف لطيران "التحالف" العربي الذي تقوده السعودية على صنعاء، إلى سقوط قتلى في صفوف المدنيين، في وقت قدمت مسقط احتجاجاً رسمياً على قصف مقر سفيرها في العاصمة اليمنية، داعية الأمم المتحدة إلى التحرك لوقف الحرب على اليمن. وبحسب وكالة "فرانس برس"، فقد قتل عشرة مدنيين وخمسة عناصر من الحوثيين في صنعاء، خلال غارات جوية ليلية عنيفة شنها "التحالف"، بحسب ما اعلن عناصر انقاذ وشهود. وأكد أحد عناصر الانقاذ أن "عشرة أفراد من عائلة واحدة قتلوا في حي الفليحي، في صنعاء القديمة"، فيما قال سكان ان اربعة منازل لعائلة واحدة تهدمت جراء سقوط قنبلة عليها وأن أضراراً لحقت ب 15 منزلاً آخر".
ولقي خمسة عناصر من الحوثيين ايضاً مصرعهم في غارة على احد مواقعهم شرق العاصمة، كما ذكر شهود، فيما كثف طيران "التحالف" غاراته على عدد كبير من المنشآت في المدينة في حي الحصبة (شمال)، بحسب سكان.
وفي هذا الحي، استهدف مقر وزارة الداخلية ومعسكر للشرطة، ومقر اقامة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأحد مقار حزبه "المؤتمر الشعبي العام". وفي شارع الزبيري وسط صنعاء، استهدف طيران "التحالف" مقر ادارة التوجيه المعنوي للجيش للمرة الاولى، كما ذكر سكان. من جهتها، قالت جماعة أنصار الله، إن "35 شخصا قتلوا، وأصيب 120 آخرون، جراء تعرضهم لغارات، شنها طيران التحالف العربي على العاصمة صنعاء".
بالمقابل، وطبقاً للحياة، أكدت مصادر قريبة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أنه سيعود إلى مدينة عدن المحررة في غضون أيام، لمتابعة العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة الشرعية ودحر قوات الحوثيين في كل المدن ومرافق الدولة. كما أفادت مصادر حكومية في عدن بوصول نجل هادي إلى المدينة تمهيداً لعودة الرئيس اليمني. وكان نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح عاد قبل أيام من الرياض إلى عدن، يرافقه سبعة وزراء، لمزاولة نشاط الحكومة من عدن والعمل لتطبيع الأوضاع فيها وتثبيت الأمن، والبدء بالإعمار. وتعزّزت توقعات بأن معركة استعادة صنعاء باتت وشيكة جداً، مع وصول نائب قائد القوات البرية السعودية اللواء الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز إلى مأرب أمس. وهو توقع «حسماً سريعاً» للمعارك. وفي شأن ما تردد عن وساطة روسية لحل الأزمة اليمنية ووقف القتال، قال مستشار الرئيس اليمني عبدالعزيز الجباري إن الحكومة الشرعية لم تتلقَّ أي مبادرة رسمية من موسكو في شأن تسوية النزاع، وإن المبادرة المعلنة حتى الآن هي مبادرة الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن الرقم ٢٢١٦». إلى ذلك، عاودت المدفعية السعودية أمس قصفها مواقع حدودية داخل اليمن، رداً على قذائف حوثية أُطلقت من داخل الأراضي اليمنية وطاولت بعض المواقع الحدودية السعودية.
وعنونت الشرق الأوسط: عسيري رداً على اتهامات مسقط: لم نستهدف منزل أي سفير. وطبقاً للصحيفة، نفت قيادة قوات التحالف استهداف منزل السفير العماني في صنعاء، وأكدت أنها لم تستهدف منزل أي سفير خلال عمليات القصف، ملمحة إلى تورط المتمردين الحوثيين. وقال العميد أحمد عسيري، أن الغارات التي نفذت في صنعاء، أمس، استهدفت مقر وزارة الداخلية، بعد التأكد من أنها باتت مركزًا عسكريًا تدار منه عمليات الميليشيات المتمردة. وشدد على أن «منزل السفير العماني في صنعاء، لم يستهدف من قبل التحالف قطعًا».
