تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: نتنياهو في موسكو: محاولة التفاف على دور روسيا في سورية..!!

مصدر الصورة
sns

يبدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زيارته اليوم إلى موسكو للقاء الرئيس بوتين، في ظل أنباء عن تزايد التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا. ورغم كلام نتنياهو مؤخراً عن مخاطر الدعم الروسي للنظام السوري، وخصوصاً تزويده بالأسلحة المتطورة، فإن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أنه لا يأمل أن تقود المحادثات إلى تقليص هذا الدعم أو منعه. وبعدما قرر نتنياهو أن يصحب معه إلى موسكو رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتس، ترددت أنباء عن نية إسرائيل إنشاء آلية تنسيق عملياتي مع روسيا على الأقل في المجال الجوي لمنع احتكاكات غير مرغوبة.

ووفقاً للسفير، لاحظ معلقون عسكريون إسرائيليون أن قرار نتنياهو زيارة موسكو في هذا الوقت، مصحوباً برئيس أركانه وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسي هاليفي، يعبر عن ميل ذي مغزى مثير في الشرق الأوسط، أساسه تراجع التدخل الأميركي في المنطقة وتعاظم المكانة الإقليمية لموسكو. وواضح أن روسيا قررت تعزيز مكانتها، عبر دعم ليس فقط النظام السوري وإنما أيضا إيران، فيما يشبه إنشاء تحالف إقليمي جديد مركزه في سوريا. وعبر هذه الرؤية بعثت روسيا بطائرات متطورة وطوافات متقدمة إلى مطار اللاذقية، وهي تنوي تزويد إيران بمنظومات دفاع جوي من طراز «أس 300». وبحسب معلقين إسرائيليين فإن اصطحاب جنرالات إلى اللقاء مع الروس هدفه التوضيح لموسكو مخاطر التحالف مع طهران، والبحث في سبل التعاون لمنع الصدام بين طائرات إسرائيلية وأخرى روسية في المجال الجوي للمنطقة.

وأشار المعلق العسكري في موقع «إسرائيل ديفنس» عمير ربابورات إلى أن إسرائيل تستشعر أن تطورات الموقف الروسي بالتدخل في المنطقة أمر سيء، لكنها تحاول أن تقلل قدر الإمكان من الآثار السيئة عليها. ومقابل التراجع الأميركي في المنطقة تبدو روسيا، عبر نشرها الطائرات الحديثة في مطارات سورية، مصممة على عدم السماح بسقوط النظام السوري، وهي ترمي من وراء ذلك لبث رسالة للعالم مفادها أنها سند قوي لمن يتحالف معها. وهنا يظهر التعاون والمصالح المشتركة أيضاً بين موسكو وطهران، ليس فقط في سوريا وإنما أيضا في إيران. وتتخوف إسرائيل على وجه الخصوص من صفقات السلاح الروسية لإيران، والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.

وسيعرض نتنياهو على بوتين ما تعتبره إسرائيل خطوطاً حمراء في كل ما يتعلق بالنشاط في الأراضي السورية. وبين أمور عدة سيوضح أن إسرائيل تعمل لإحباط كل محاولة من جانب أي جهة للمساس بها، أو بالإسرائيليين انطلاقاً من الأراضي السورية. كما أنها تعمل لمنع انتقال أسلحة كاسرة للتوازن، أو أسلحة كيميائية إلى منظمات معادية. وقال معلقون إسرائيليون إن هاليفي سيعرض على الروس ما يتوفر من معلومات حول النشاطات الإيرانية ضد إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة.

وفي إطار العلاقات الإسرائيلية - الروسية يحاول نتنياهو الاستناد إلى عدة قنوات اتصال قائمة، وإلى عوامل ضغط ليست بالضرورة مؤثرة.... ومع ذلك ورغم الوفد العسكري الكبير الذي يرافق نتنياهو ثمة إقرار في إسرائيل بأن الزيارة تتم في وقت تعاني فيه إسرائيل من تراجع في قيمتها لدى روسيا، سواء بسبب تنامي المصلحة الروسية في التدخل في المنطقة أو بسبب ميل أميركا للتراجع فيها.

وكان مركز أبحاث أميركي قد نشر صوراً أولية لأربع طائرات حربية من طراز «سوخوي 27» روسية، فيما ذكرت مصادر اسرائيلية انها من نوع «سوخوي 30»، تجثم في مطار اللاذقية الدولي. ولاحظت مصادر إسرائيلية أن اختيار الروس نشر هذا النوع من الطائرات، والتي لا تستخدم في مساندة العمليات البرية، تزيد المخاوف من أن الهدف الحقيقي لروسيا ليس محاربة «داعش» وإنما تحصين النظام السوري بالتعاون مع الإيرانيين. وربما لهذا السبب ذكرت عدة مواقع إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي، وعلى خلفية زيارة نتنياهو لموسكو، بدأ في إنشاء آلية فنية لتنسيق النشاط الجوي مع الجيش الروسي، بغرض منع مشاكل تشخيص في المجال الجوي السوري، الذي تعمل فيه أيضا طائرات من دول متعددة، بينها أميركا وروسيا وإسرائيل. وفي إسرائيل تقديرات بأن النشاط العسكري الروسي في سوريا ستختلف وتيرته إذا زادت هجمات المسلحين على القوات الروسية، ولذلك ثمة حاجة لآليات التنسيق بين الجيشين.

وأيا يكن الحال فإن في إسرائيل من ينظر إلى النشاط الروسي المتزايد في سوريا على أنه ينطوي على فرص ومخاطر في الوقت ذاته. وكتب في هذا التوجه، المعلق العسكري في موقع «يديعوت احرونوت» رون بن يشاي أن الوجود الروسي سيحاول منع احتمالات الصدام بين سوريا وإيران مع إسرائيل. وقال إن هذا هو السبب الحقيقي لزيارة نتنياهو لموسكو، حيث أنه يرغب في تعزيز الاستقرار على الحدود الشمالية.

وأبرزت صحيفة الأخبار تقريراً بعنوان: إسرائيل أمام تحوّل استراتيجي روسي: هذه مخاوفنا. ووفقاً للصحيفة، يصل نتنياهو اليوم في زيارة خاطفة إلى موسكو في مسعى منه للحد من المفاعيل السلبية للتدخل الروسي العسكري في سوريا. وينطوي قرار الزيارة وتركيبة الوفد الإسرائيلي على إقرار بأن تل ابيب باتت أمام تحول وواقع جديد في سوريا، سيلقي بظلاله على مجمل المقاربة الاسرائيلية للساحة السورية والمنطقة... وتدرك تل ابيب، أنّ هذا المسار سوف تترتب عليه تداعيات على مسار التطورات الميدانية لمصلحة النظام السوري وحزب الله ومحور المقاومة. وأكثر ما يفترض أنه حضر في وعي صانع القرار السياسي والامني في تل ابيب، مفاعيل الحضور الروسي على المعادلات القائمة مع اسرائيل، ومدى استفادة محور المقاومة منه سواء لجهة تحصين موقع النظام، أو المظلة التي سيوفرها لتواصل وتسارع وتيرة مراكمة القدرة النوعية والكمية.. على الاقل هذا ما يؤرق القيادة الاسرائيلية.

وأوضح مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء الاسرائيلي، يوسي كوهين، أن السبب الذي دفع نتنياهو للسفر الى موسكو هو الخشية من أن «تنتج روسيا في المنطقة واقعاً جديداً لم يكن قائماً في المنطقة منذ عشرات السنوات». ولفتت مصادر سياسية الى أن هدف اصطحاب قادة عسكريين أن يستمع الروس الى مخاوف اسرائيل من الجهة المهنية الاكثر ارتباطاً بالموضوع. وكشفت ايضاً عن أن اسرائيل تشعر بالقلق من أنه في حال حصول احتكاك بين الجانبين الاسرائيلي والروسي سيؤدي ذلك الى نشوب أزمة تحرص اسرائيل على تجنبها.

وذكر موقع «واللا» العبري أن نتنياهو سيقدم أمام الرئيس الروسي الخطوط الحمراء الاسرائيلية ازاء الساحة السورية بما يشمل شنّ عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من سوريا، ونقل اسلحة كاسرة للتوازن الى حزب الله أو انزلاقها الى منظمات ارهابية.

وتحت عنوان: لهذه الأسباب لن ينجح نتنياهو في موسكو، رأى يحيى دبوق في الأخبار أنّ الأوضاع في سوريا تتجه لتكون أكثر تعقيداً من ناحية إسرائيل. دخول العامل الروسي العسكري المباشر، وبالحجم المقدّر أن يصل اليه، من شأنه التأثير سلباً على خيارات تل أبيب وإمكاناتها تجاه الساحة السورية وتموضع أعدائها فيها، وزيارة نتنياهو لموسكو، تأتي في سياق معالجة هذا التعقيد. الزيارة المنسقة مسبقاً مع الولايات المتحدة، جاءت بطبيعة الحال بعد تقديرات وضع عسكرية وسياسية وعلى أعلى المستويات، خلصت الى ضرورة الاتصال بالروس، ومحاولة إيجاد «قواعد تنسيق» من نوع ما، منعاً لوقوع الأسوأ بين الجانبين، وتحديداً في مرحلة إنهاء الجاهزية والاستعداد الروسيين، للتدخل العسكري في سوريا.

إلا أنّ أسباب القلق الاسرائيلي تتجاوز المعلن عنه، وهي لا تقتصر فقط على السلاح «الكاسر للتوازن»... بل تتصل بالحرب السورية نفسها ومصيرها والتحول فيها، باتجاه تثبيت وتعزيز موقع أعدائها. فالتنسيق والتعاون المباشر والميداني، بين الروس والايرانيين والجيش السوري وحزب الله، كما تقدّر تل أبيب للآتي القريب من الايام، مع الامكانات العسكرية والتقنية الهائلة التي قد تتوافر لأعدائها، يجعلان من السلاح الكاسر للتوازن وعبوره الى لبنان مجرد تفصيل صغير لا أكثر، رغم الاهمية الكبيرة التي يوليها الاسرائيليون لهذا التفصيل.

ويلفت دبوق إلى أنّ تل أبيب تدرك جيداً أنّ التدخل العسكري الروسي في سوريا هو أكبر بكثير من قدرتها على مواجهته، خاصة أن الحليف الاميركي الاكبر يبدي «تفهماً» من نوع ما للخطوة الروسية، رغم الخلاف في المقاصد النهائية لهذا التدخل. ومع فقدان واشنطن للحماسة والرغبة في مواجهة موسكو، بل وربما أيضاً مجاراتها، فلا يبقى أمام إسرائيل إلا التعايش مع الواقع الجديد، ومحاولة الحدّ من تداعياته السلبية على أمنها.

وتساءل الكاتب: هل سيتمكن نتنياهو من تحقيق أهداف الزيارة؟ نعم، ولكن. نعم سيسمع من بوتين، ومن مساعديه، ما يريد أن يسمعه منهم: سلة تطمينات ووعود، بما يشمل الاعراب عن الحرص على أن لا ينزلق سلاح نوعي فتاك الى حزب الله، مع الوعد بالبحث عن آلية تنسيق ما، في المجال الجوي السوري، تمنع الاحتكاك بين الجانبين. أما الـ«لكن»، فتدركها تل أبيب جيداً، ومسبقاً. فأسباب قلق الجيش الاسرائيلي بشأن الحد من قدرته على المناورة وشن هجمات ضد أعدائه في سوريا، ليست لأنه لا يوجد تنسيق مع الروس في المجال الجوي السوري، المشكلة تتمثل في الوجود العسكري الروسي نفسه كما هو مخطط، وفي الوسائل القتالية والتقنية المرافقة له، سواء حصل التنسيق أو لم يحصل. وتل أبيب تدرك أيضاً أن التنسيق العسكري مع الروس مطلوب لذاته كي يمنع الاحتكاك غير المرغوب فيه، لكنه يؤدي في ذاته الى ما من شأنه إفشال أي نشاط عسكري إسرائيلي، خاصة أن التنسيق يكشف النيات العدائية مسبقاً أمام الجيش الروسي، الذي يفترض أن يحارب جنباً الى جنب، مع نفس الجهات المستهدفة من الانشطة الاسرائيلية العدائية: الجيش السوري وحزب الله.

ورأى الكاتب انه يفترض بإسرائيل من الآن ولاحقاً، في حال مضيّ الروس قدماً في خططتهم العسكرية في سوريا، أن تكون أكثر حذراً، والى حد كبير وغير مسبوق، في اختيار أهدافها وأسلوب عملها والحرص المسبق والشديد على امتلاك صورة استخبارية ممتازة قبل أن تقوم بأي عمل عدائي فوق الاراضي السورية، مع إدراكها أيضاً أن المناطق التي سينتشر فيها الجيش الروسي ومساحة نشاطه العسكري، باتت من الآن شبه محصّنة أمام الضربات، مع تنسيق أو بلا تنسيق.

وفي صحيفة معاريف الإسرائيلية، قال الكاتب ران ادليست، ان الدلائل تشير الى ان الرئيس بوتين يشق طريقه كي يكون الوحش الحي الجديد في الشرق الاوسط، وان الجيش الروسي يصل الى سورية كي يبقى فيها، رغم ان الأمر لا يشير الى نذير سوء لإسرائيل. وأضاف الكاتب ان مفتاح التدخل الروسي في الشرق الاوسط، يتمثل بالتفوق الاستخباراتي على القوات الموجودة في المنطقة، ومدى استعداد روسيا للتضحية في منطقة النفوذ الجديدة، اذ يبدو ان القوات الروسية تصل الى سورية من اجل البقاء فيها طويلا. واشار الكاتب الى ان مكتب نتنياهو يدع الفرصة تضيع من دون العمل على تخويف اليهود، والقول ان الروس دخلوا الى المنطقة لان الامريكيين غادروها، وبسبب الاتفاق النووي مع ايران. وختم بالقول ان تصفية "داعش" يعد الشرط الاساسي لحديث الكل مع الكل، حول مستقبل الشرق الاوسط، بما في ذلك ايجاد حل للصراع الاسرائيلي-الفلسطيني.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.