تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: كارثة الحج المُريبة.. من سيتحمل مسؤوليتها؟

مصدر الصورة
sns

لن تغيّر الروايات المتعددة في واقع الكارثة الإنسانية التي وقعت في منى، شيئاً. هي الكارثة الكبرى التي يشهدها موسم الحج في القرن الحادي والعشرين، والتي ذهب ضحيتها مئات الحجاج، بين قتيل وجريح، فيما تعززت الريبة من الكارثة بعد الإعلان عن مئات المفقودين!

وأوضحت السفير أنّ ردّ الفعل الرسميّ السعودي لم يَرْقَ إلى مستوى الكارثة، بالرغم من أنَّ السلطات وعدت بالتحقيق والكشف عن ملابسات الحادثة، مع الإشارة إلى أنّها ستحاسب المسؤولين عنها. حتى الآن، اختُصِرت الحادثة على مدى الأيام الماضية، بالتراشق السعودي ـ الإيراني، وتبادل الاتهامات، بينما تنتظر جثث الحجّاج الـ769، وفق الرقم الرسميّ السعودي، نقلها إلى بلدانها، وذلك فضلاً عن 934 مصاباً، ومئات المفقودين من الحجَّاج الإيرانيين.

لا رواية رسميّة تحكي ما حصل بالضبط وسط مدينة الخِيام البيضاء التي يقيم فيها الحجّاج في منى، حيث يجتمع مئات الآلاف عند جسر الجمرات المؤلف من خمسة طوابق لرمي الجمرات، إلَّا أنَّ معظمها يتّهم السعودية بسوء تنظيم موسم الحج هذه السنة. وتعد حادثة التدافع هذه، أسوأ كارثة يشهدها موسم الحج منذ ربع قرن، وهي تأتي بعد أكثر من أسبوعين على حادثة الرافعة في الحرم المكي التي راح ضحيتها أكثر من مئة قتيل.

بعض الصحف السعودية استثمرت الحادثة لإلقاء اللوم على إيران. لكنّ المغرّد السعودي الشهير «مجتهد» كانت له روايته في هذا الخصوص، إذ قال إنَّ «احتياطات شديدة جداً يشرف عليها محمد بن نايف (ولي العهد) بنفسه لمنع تسريب تسجيلات كاميرات المراقبة والاتصالات التي تفضح مسؤولية الجهاز الأمني بشكل واضح»، مضيفاً في تغريدات، عبر حسابه على موقع «تويتر»، يوم الجمعة الماضي، أنَّ «بعض المراقبين في الكاميرات ترك التقنية الجديدة، ولجأ إلى الصياح باللاسلكي حين وصل الزحام إلى مرحلة حرجة، ومع ذلك لم يتجاوب الأمن إلَّا بعد الكارثة». واللافت في ما قاله «مجتهد» أنَّ «تنامي الازدحام لوحظ في الكاميرات قبل وقوع الكارثة بساعتين، وأرسل التنبيه اللازم للأمن على مدار الساعتين، لكنّه لم يحضر إلَّا بعد وقوع الكارثة».

وفيما أصدر مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ فتواه في هذا السياق، بهدف إبعاد اللوم عن حكَّام المملكة، نقلت قناة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية رواية حجاج إيرانيين نجوا من الحادثة، ووصفوا ردّ الفعل السعودي بأنَّه كان «ضعيفاً جداً ومتأخراً جداً»، وأضافوا أنَّ عمَّال الإنقاذ وصلوا إلى موقع التدافع بعد ساعتين من الحادثة، وبدأوا بجمع الجثث بدلاً من إسعاف الجرحى. ولأن العدد الأكبر من الضحايا والمفقودين كان إيرانيا، تصاعد الجدل بين إيران والسعودية، وطالبت الجمهورية الإسلامية المملكة بالاعتذار، متّهمة إياها بمحاولة التهرّب من تحمّل المسؤولية، في حين اتّهمت الرياض بدورها طهران باستغلال الكارثة لأغراض سياسية.

وطلب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي من السعودية «الاعتذار» من المسلمين بعد حادث التدافع الذي أودى بحياة مئات الحجاج، بينهم 155 إيرانياً، و300 في عداد المفقودين. ووجَّه أعضاء في البرلمان الإيراني اللوم للسعودية «لسوء إدارتها وعدم كفاءتها».  وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني السعودية خلال لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك. وقال: «للأسف، السعودية لا تتعاون بالشكل المطلوب في مجال متابعة أوضاع المفقودين ونقل جثامين الضحايا وكذلك الجرحى»، داعياً الأمين العام إلى أن «ينبّه السعودية لمسؤولياتها القانونية والإنسانية إزاء كارثة منى».

وأبرزت صحيفة الأخبار: آل سعود مذنبون. وتساءلت في مقال نشرته: هل يستأهل آل سعود حُكم الحرمين الشريفين؟ وأوضحت: كارثة الحجاج المسلمين الذين قضوا اختناقاً بالمئات منذ أيام في مِنى... وقبلهم بأسبوع واحد، مأساة مئات الحجاج الآخرين الذين سُحِقوا وتمزقوا أشلاء، وهم يطوفون بالبيت الآمن ويسعون بين الصفا والمروة... وقبل ذلك الحرائق الشاملة في خيام الحجيج، والتزاحم المميت في نفق المعيصم الضيق بمكة، وانهيار أحد الفنادق السعودية على رؤوس ضيوف الرحمن، والرصاص الذي صُبّ على عشرات الآلاف من الحجاج العزل الذين كانوا يتظاهرون ضد إسرائيل وأميركا... كل هذا يعيدنا إلى السؤال القديم/ الجديد: هل يستأهل نظام آل سعود حُكم الحرمين الشريفين؟

          وعنونت الصحيفة مقالاً آخر: إيران تتّشح بالسواد: على السعودية تحمل المسؤولية. وأوضحت أنّ الجمهورية الإسلامية في حالة حداد. أعلامها منكّسة منذ الخميس الماضي.. حالة من الحزن الشديد لم تحجب مستوى الغضب الذي يعصف بإيران الشعبية والرسمية، ولم يؤثر على حالة الغليان التي حوّلت الدوائر المعنية إلى خلايا نحل لمتابعة مصير الحجاج وضمان سلامة الجرحى، ونقل رفات القتلى الـ 160 حاجاً إلى بلادهم. والأنكى كان طبعاً عدم التعاون المتعمد من قبل السلطات السعودية مع نظيرتها الإيرانية. بل وصل الأمر الى حد عدم إعطاء تأشيرات دخول إلى وفد إيراني رفيع المستوى يريد التوجه إلى مكة للاطمئنان إلى سير التحقيقات ومتابعة أوضاع الحجاج، وذلك بحجج واهية، بينها إقفال السفارة السعودية في طهران بسبب عطلة العيد، ما دفع وزارة الخارجية الإيرانية إلى استدعاء القائم بالأعمال السعودي أكثر من مرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.