أعلن نائب بارز أمس، مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. وحذر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني من أن تأخير المصادقة على الاتفاق «يؤذي» إيران، لكن لجنة برلمانية كُلِّفت درسه، رأت فيه «نقاط ضعف خطرة تتعلق بالأمن»، وإن أقرّت بأنه سيُطبّق. وأعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان علاء الدين بروجردي مصادقة هذا المجلس على الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن البرلمان يدرس مشروع قانون لردم ثغرات فيه. وقبل ساعات من التئام البرلمان، فرّقت الشرطة الإيرانية متظاهرين اعتصموا 6 أيام أمام مبنى مجلس الشورى في طهران، احتجاجاً على الاتفاق النووي، طبقاً للحياة.
من جانب آخر، وطبقاً لصحيفة الأخبار، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن إيران لا يمكن أن تتغاضى عن دماء أبنائها. وخلال مراسم استقبال جثامين الحجاج الذين قضوا في مشعر منى، قال روحاني «تعاملنا حتى الآن بمنطق الأخوة والمشاعر، وأحياناً بلغة الدبلوماسية، لكننا سنستخدم لغة الاقتدار، إذا اقتضت الضرورة ذلك»، مشدداً على «ضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتحديد أسباب الكارثة لاتخاذ التدابير اللازمة، وتفادي مثيلاتها في المستقبل». وقد وصلت فجر أمس الدفعة الثانية من جثامين الحجاج الإيرانيين إلى طهران، وتضم 114 من ضحايا كارثة منى. من جهته، أعلن القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري استعداد قوات الحرس لتوجيه رد سريع وعنيف على النظام السعودي، وإرغامه على تحمّل مسؤوليته تجاه كارثة مشعر منى.
وتساءلت افتتاحية الخليج الإماراتية: هل تعقل إيران؟ أما آن لإيران أن تكف عن التدخل في شؤون جيرانها وتلتزم بالقوانين الدولية التي تؤكد ضرورة احترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية؟ وأضافت الصحيفة أنّ العبث بأمن دول الخليج، من خلال اتباع أساليب التدخل مباشرة أو بالوكالة كما يحصل في اليمن والبحرين وغيرهما يعرض أمن المنطقة كلها للخطر الذي لن ينجو منه أحد، خصوصاً أنها مستهدفة وفي عين العاصفة. إن إصرار إيران على احتلال جزرنا الثلاث دليل على تمسكها بمخالفة القانون الدولي وكل الأعراف القانونية والإنسانية وعلاقات حسن الجوار المفترضة، وإبقاء المنطقة في حالة توتر دائم، وأوضاع متفجرة قابلة للاشتعال في أي لحظة.
