تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقريرالـsns: نتنياهو: بات لدى إسرائيل حدود مشتركة مع روسيا؟!

مصدر الصورة
sns

قال رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه باتت لدى إسرائيل حدود مشتركة مع الجانب الروسي بعد تدخل موسكو العسكري المباشر في سوريا. وأشار الى أن هذا الواقع يدفع تل أبيب الى الامتناع عن إصدار مواقف مُدينة لروسيا، في مسعى منها للامتناع عن المواجهة معها.

وفي مقابلة مع شبكة «سي ان ان» الإخبارية الأميركية، بثت أمس، شدّد نتنياهو على أنه لا يرغب في العودة الى الأيام التي كانت فيها روسيا وإسرائيل في موقع خصومة، لافتاً الى أنه زار موسكو أخيراً كي يوضح للقادة الروس أنه «يجب علينا تجنب وقوع أي اشتباك بين القوات الروسية والقوات الإسرائيلية» بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا.

وأشار نتنياهو الى أن العلاقة مع روسيا يسودها «الاحترام المتبادل»، لكن هذا لا يعني «أن مصالحنا متوافقة، فالعلاقة مع روسيا ليست ولن تكون كما هي العلاقة مع الولايات المتحدة. لقد حددت أهدافي في سوريا وهي حماية أمن شعبي وبلدي، ولروسيا أهداف مختلفة هناك، لكن لا يجب التعارض بينها». وقال إنّ «إسرائيل وروسيا ستتحدثان قريباً في هذا الشأن»، في إشارة منه إلى زيارة مقرّرة لتل أبيب لنائب رئيس أركان الجيش الروسي، نيكولاي بوغدنوفسكي، يوم غد الثلاثاء.

وسئل عما إذا كان دخول روسيا في الحرب السورية سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة، فأجاب نتنياهو: «لا أعرف، وأعتقد أننا سنعرف ذلك بمرور الوقت». إلا أن القناة عادت وسألت عن سبب امتناع إسرائيل وصمتها عن انتقاد موسكو، بل وأيضاً امتناعها عن إدانة روسيا جراء غزوها شبه جزيرة القرم، أشار نتنياهو الى أن لإسرائيل ما يكفي من المشاكل، وهي ليست معنية بفتح جبهة جديدة. أما ما يعني الانتشار الروسي في سوريا، فأضاف: «ندرك أنّه باتت لدينا حدود مشتركة الآن مع روسيا، وإسرائيل بلد صغير وقوي، وعلينا أن نتأكد بأننا لن نواجه بعضنا بعضاً». مع ذلك، أشار نتنياهو إلى أن الانتشار الروسي في سوريا لن يمنع إسرائيل من مواصلة القيام بعمل عسكري من حين لآخر، و«إذا أراد أحد استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة نوعية إلى حزب الله، فسوف نتحرك»، أفادت صحيفة الأخبار.

ووفقاً لصحيفة «هآرتس» العبرية، اختلطت الأوراق في المنطقة بفعل عاملين لم تتوقعهما القيادة الإسرائيلية. الأول منهما هو تعزيز القوات الروسية في سوريا والثاني هو انطلاق ما يبشّر بانتفاضة فلسطينية وربما تطورات على الأرض وفي الحلبة الدولية تُجعل الأرض الفلسطينية في دائرة ما يجري في المنطقة عموماً. ومن المؤكد أن المخاوف الإسرائيلية من الوجود الروسي تزداد قوة ولم تفلح الادعاءات بشأن تفاهمات حوله في تبديدها. كما أن ما خالته إسرائيل عجزاً لدى السلطة الفلسطينية ويأساً لدى الجمهور الفلسطيني ينقلب إلى حصان جامح يصعب السيطرة عليه.

ومن الواضح أنه بعد أيام من اتضاح صورة أن الروس لم يأتوا للمنطقة لالتقاط الصور بل جاءوا لتأكيد أن لهم مصالح جوهرية فيها ظهرت بكامل واقعيتها، فحقيقة أن وجودهم يشكل قيداً على حرية العمل التي كانت تتمتع بها إسرائيل. والأمر لا يتعلق فقط بحرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي ولا حتى بحرية عمل سلاح البحرية الإسرائيلية. صارت الخشية تزداد من احتمال نشوء محور شر جديد تتواجد فيه هذه المرة، وخلافاً للتقديرات الإسرائيلية، روسيا بقوتها.

وما يزيد الطين بلة من وجهة نظر إسرائيلية أن التحالف الجديد الذي ينشأ ليس فقط يتجاوز آمال التفاهم التي تمسّك بها نتنياهو قبل زيارته الأخيرة لموسكو، وربما بعدها، وإنما يساهم في بلورة نظام إقليمي جديد. وهذا النظام في جوهره، من وجهة النظر الإسرائيلية، سيئ لأنه في الأصل لا يترك مجالاً لأميركا. وتُبدي محافل إسرائيلية كثيرة غضبها من تراجع الدور الأميركي في المنطقة ودخول كل من روسيا وإيران على الخط في محاولة لملئه. وربما أن بعض الجهات في إسرائيل تذهب إلى أبعد من الغضب على الموقف الأميركي للتحدّث عن واقع جديد في غير مصلحة إسرائيل.

وتضيف هآرتس: يتعاظم هذا القلق عند الإسرائيليين وهم يرون الأوروبيين يصعّدون ليس فقط اللهجة وإنما يُقدمون على خطوات ملموسة ضد الاستيطان. وتتحسّر جهات إسرائيلية مختلفة على فقدان أميركا لقدرتها على التأثير في الموقف الأوروبي... كما أنها تعتمد بشكل جوهري على الموقف الأميركي لمنع تمرير قرارات ضدها ولمصلحة الفلسطينيين في مجلس الأمن الدولي. وزاد الأمر تعقيداً ما نشر مؤخراً حول رفض إدارة أوباما التعهد باستخدام حق النقض - الفيتو ضد أي مشروع قرار في مجلس الأمن يقرر إعلان دولة فلسطينية على أراضي 67. وختمت الصحيفة: نتنياهو يعقد اجتماعات أمنية وسياسية، ولكنه لا يجد سبيلاً لتهدئة الهبّة الجارية سوى المزيد من استخدام العنف. وقد سرّب لصحيفته «إسرائيل اليوم» خبراً مفاده أن التهديد بانتفاضة ثالثة سيقود إلى «السور الواقي 2». وهو يعني بذلك العودة إلى احتلال مدن الضفة الغربية. ربما أن نتنياهو لفرط هوسه نسي أن السلطة الفلسطينية ذاتها تهدّد بحلّ نفسها وإعلان فلسطين «دولة تحت الاحتلال». وفي هذه الحال يمكن القول إن خطوات نتنياهو تقرّب إعلان ذلك.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.