تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقريــر الـsns: أوروبــا والدور التركــي المأمــول:

مصدر الصورة
sns

أثارت زيارة أردوغان بروكسيل أمس ولقاؤه مسؤولين في الاتحاد الأوروبي و«الأطلسي»، تكهنات في وسائل إعلام تركية بصفقة محتملة مع الاتحاد من أجل استضافة تركيا مزيداً من اللاجئين السوريين ومنع تدفق مزيد منهم الى أوروبا، في مقابل دعم لوجستي ومالي أوروبي لأنقرة، ومساندتها في فكرة إقامة منطقة عازلة في شمال سورية. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك بعد لقائه أردوغان: «الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة كل المسائل مع تركيا، وتحدثنا عن إمكان (إقامة) منطقة عازلة في سورية». لكن رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الذي التقى أردوغان أيضاً، لفت إلى أن إقامة منطقة آمنة تستوجب «قراراً من مجلس الأمن».

وحدد أردوغان ثلاث نقاط لتسوية «مشكلة اللاجئين»: «الأولى تدريب القوات المتمردة المعتدلة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد في سورية، وتجهيزها، وهذا ما باشرت الولايات المتحدة فعله. النقطة الثانية هي إقامة منطقة آمنة لا بد من حمايتها من الإرهاب، والثالثة تشمل إقامة منطقة حظر جوي». لكن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أعلن أن بلاده «ترفض» إقامة منطقة حظر جوي في سورية، مشدداً على «وجوب احترام سيادة الدول»، طبقاً للحياة.

وأبرزت السفير: أوروبا تقدم عروضها: بماذا سيبيع أردوغان ورقة اللاجئين؟ واوضحت انّ الحالم بالسلطنة الجديدة صار متأكداً، أكثر من أي وقت مضى، أنه يمسك الأوروبيين من اليد التي تؤلمهم. الوقت نضج الآن لاستقبال عرض الأسعار حول صفقة إغلاق الحدود التركية في وجه اللاجئين. الانتخابات التركية العامة، في مطلع تشرين الثاني المقبل، ستحدّد مصير أحلام أردوغان. ستكون المحطة الحاسمة أمام طموحه بغالبية برلمانية، تكفيه لسحب السلطات إلى موقع الرئاسة. هكذا صارت ورقة اللاجئين متعددة الاستخدام على مشارف معركته هذه، خصوصا مع استمرار تدفقات سيلهم إلى أوروبا المتذمّرة والعاجزة عن وقفه. واضافت السفير: المساومة لا تزال مفتوحة الآن. لا يقتصر الأمر على تركيا. الاوروبيون دعوا وزراء داخلية وخارجية دول طريق البلقان إلى قمة خاصة في لوكسمبورغ يوم الخميس. المدعوون لهذه المساومة: لبنان، الاردن، تركيا، إضافة إلى دول البلقان المرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي وعلى رأسها صربيا ومقدونيا.

ونقلت وسائل إعلام غربية أن أوروبا وتركيا توصلتا إلى اتفاق ينص على تعزيز حماية الحدود مقابل استقبال الاتحاد الأوروبي حوالي نصف مليون لاجئ. وقالت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه سونتاغسزايتونغ" الألمانية إن المفوضية الأوروبية وممثلين من الحكومة التركية توصلوا إلى اتفاق الأسبوع الماضي ستتم الموافقة عليه خلال محادثات الاثنين في بروكسل بين أردوغان وقادة الاتحاد الأوروبي. ويتضمن الاتفاق خطة عمل توافق تركيا بموجبها على تعزيز الجهود لضمان حدودها مع الاتحاد الأوروبي من خلال القيام بدوريات مشتركة مع حرس السواحل اليوناني في شرق بحر إيجة بالتنسيق من جهاز حماية الحدود في الاتحاد الأوروبي "Frontex"، بحسب الصحيفة. بالمقابل، توافق دول الاتحاد الأوروبي على استقبال ما يصل إلى نصف مليون شخص لضمان عبورهم البحر بأمان دون تدخل المهربين. وفي حال الاتفاق على الخطة، فإنها ستطرح أمام قادة الاتحاد الأوروبي في القمة المقبلة في منتصف أتشرين الأول.

من جانبها، لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية الى أن "السياسيين نظروا في أوروبا الى أردوغان في السنوات الأخيرة على أنه شخصية منبوذة، بسبب قلقهم من ميوله السلطوية، ولكونه رمزاً لسياسة الاسلاميين الجدد الرجعية، ولرفضه العزف على نغمة واشنطن وحلف الناتو". ورأت أن "الأمر تبدل الآن مع توجه أردوغان إلى بروكسل أمس ليومين من المحادثات، يعي الزعماء الأوروبيون أن الطاولات تبدلت. وفي مواجهة تدفق غير مسبوق للاجئين، وتنامي التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"، والتدخل العسكري الروسي في سوريا، تحتاج أوروبا الى أردوغان اليوم أكثر من اي وقت مضى". وأشارت الصحيفة الى أنه "بعد الفشل في الاتفاق على سياسة حيال تدفق اللاجئين، استنجد زعماء أوروبا المنقسمون بأردوغان الشهر الماضي. وبلغت قيمة عرض المقايضة مليار يورو من المساعدات لتحسين ظروف مخيمات اللجوء في تركيا ولبنان والأردن. لكن العرض فشل في اثارة اهتمام أنقرة. فاستعداد أردوغان لمساعدة أوروبا يعتمد على ما تعرضه أوروبا في المقابل. فهو منتقد كبير للرئيس الأسد ويتقاسم مع الغرب الذعر من الضربات الروسية".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.