تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تــركيــا: من «البكستنة».. إلى «الأفغنة»!

مصدر الصورة
sns

أعلنت القوات المسلحة التركية، أمس، إسقاط طائرة من دون طيار مجهولة الهوية خرقت الأجواء التركية قادمة من سوريا. بالمقابل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية تعليقاً على البيان التركي، أن جميع الطائرات الروسية العاملة في سوريا عادت بسلام إلى مطار حميميم، بعد تنفيذ مهماتها القتالية.

وفي السفير وتحت عنوان: تركيا: من «البكستنة».. إلى «الأفغنة»! أوضح محمد نور الدين أنّ تفجير أنقرة المزدوج الذي حصل السبت الماضي طرح مدى قابلية أن تتحوّل تركيا الى أفغانستان أخرى، بعدما تحوّلت فعلاً الى باكستان أخرى؛ لقد باتت تركيا لحركات المعارضة السورية بكل فصائلها منذ وقت طويل مثل باكستان لحركات المعارضة الأفغانية.

ولفت الكاتب إلى أنه وبمقارنة بسيطة بين الوضع في تركيا في مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية الأخيرة في السابع من حزيران الماضي وبين مرحلة ما بعدها، يتّضح أن تركيا كانت تشهد منذ سنتين ونصف السنة على الأٌقل واحدة من أكثر الفترات هدوءاً واستقراراً داخلياً تبعاً للتفاهم بين الدولة التركية و«حزب العمال الكردستاني». ولكن فجأة، بعد الانتخابات النيابية، تحوّلت تركيا خلال أقل من ثلاثة أشهر الى بركان وحالة من فوضى سياسية وأمنية وعسكرية، وباتت أقرب لتكون أفغانستان، من أن تكون باكستان التي كانت عليه الى ما قبل الانتخابات النيابية. أسئلة كثيرة تطرح. لماذا انقلب الوضع فجأة من مستقر وعادي الى متوتر ودموي؟ ولماذا المستهدف في تفجيري سوروتش وأنقرة هم الفئة نفسها أي مؤيدي ومناصري «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي؟ الجواب على هذين السؤالين كفيل بفهم ما يجري اليوم في تركيا منذ اربعة أشهر ونيّف، وصولاً الى الأول من تشرين الثاني المقبل، موعد إجراء الانتخابات النيابية المبكرة.

وأوضح الكاتب: لا يختلف أحد أن تحوّل الوضع من مستقر الى دموي مرتبط ارتباطاً وثيقاً برغبة أردوغان بتغيير المعادلة التي نشأت بعد فشل «حزب العدالة والتنمية» للمرة الأولى منذ العام 2002 في أن ينفرد بالسلطة التنفيذية والتشريعية. استراتيجية أردوغان هي أنه بمقدار كسر الصوت الكردي يمكن أن يعود منفرداً الى الحكم، ولذا كانت الحرب على الأكراد، وليس فقط على «حزب العمال الكردستاني» أملاً بتخويف الأكراد، وطمعاً بكسب بعض الأصوات القومية.. وارتباك حكومة حزب العدالة والتنمية في التعاطي مع تفجير أنقرة يُطلق الشبهات في مسؤوليتها عن المجزرة.

وتابع الكاتب: يتهم الأكراد أردوغان شخصياً بأنه وراء العمل التفجيري في انقرة. صحيفة «أوزغور غونديم» التابعة لـ «حزب العمال الكردستاني» عنونت صفحتها الأولى بعد التفجير بـ «أردوغان القاتل». أردوغان لم يعلق على الحادثة سوى بعد أربعة أيام، وكان تعليقه أن «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» و«قوات الحماية الكردية» في سوريا، و«حزب الاتحاد الديموقراطي السوري» هم سواء بالنسبة الى تركيا... فكلهم إرهابيون. حماية «داعش» أو إخراجها من دائرة التركيز هدف أساسي لأردوغان. لا تزال وظيفة هذا التنظيم المتشدد قائمة ما دام يخدم الهدف الأول والأخير لأردوغان وهو إسقاط النظام في سوريا. لكن هذا الوحش لن يتردد في لحظة الانقلاب عليه، التي لم تحن بعد في أن يلتهم أسياده. التقارير التي نشرتها الصحف التركية، امس الاول، كانت مرعبة في القول إن عشرة آلاف من أصل تركي ينتمون اليوم الى «داعش». لقد أدّت سياسات «حزب العدالة والتنمية» الخاطئة والمغامرة الى إدخال تركيا في أتون من الدم والنار والدموع والتراجع الاقتصادي والعزلة الخارجية.. أوليس جديراً بمسؤولي «حزب العدالة والتنمية» أن يتساءلوا مع المعلق البارز التركي سامي كوهين لماذا أصبح لتركيا كل هذا الكمّ من الأعداء؟

وختم الكاتب بأن الاستطلاعات لا تعطي «حزب العدالة والتنمية» ما يريده. وإذا لم تكن الانتخابات وسيلة لتغيير السياسات فليس على تركيا سوى أن تنتظر المزيد من الفراغ السياسي والعبث الدموي والمزيد من تحوّلها الى أفغانستان أخرى، ليس بسبب تدخل الدول الخارجية التي لا تزال تحتفظ برباطة جأش تجاه أنقرة، بل بسبب السياسات الرعناء لـ «حزب العدالة والتنمية»، والرغبة الجنونية في أن يستمرّ قادته، ما دام الرئيس بشار الاسد في الحكم، في إغراق سوريا في الدم والخراب والفوضى، على ما خرج به فريدون سينيرلي اوغلو، وزير خارجية النظام التركي بعد لقائه مع نظيره السعودي، ليتحوّل النظام في تركيا، ومنذ سنوات، فعلاً لا قولاً الى التهديد الأكبر للاستقرار والسلم في المنطقة، وإلى المغّذي الأول للفتن والحروب الأهلية في الشرق الأوسط وصولاً إلى تركيا نفسها.

وأبرزت صحيفة الأخبار: تركيا تتوعد الجميع بسبب الأكراد. وأشار تقرير الصحيفة إلى تهديد رئيس الوزراء التركي ومن قبله أردوغان ووزير الخارجية، لكل من  واشنطن وموسكو وكل من يقدّم الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري ووحدات الحماية الشعبية التابعة له. ورأت أوساط دبلوماسية التهديد والوعيد التركي جزءاً من الحرب النفسية الدائرة بين أنقرة وكل من واشنطن وموسكو، على خلفية التطورات الأخيرة في سوريا، وخاصة تشكيل ما سُمي «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تضم نحو 12 فصيلاً كردياً وعربياً وتركمانياً وآشورياً في منطقة الحسكة، في سياق الاستعداد لتحرير مدينة الرقة، «عاصمة» تنظيم داعش. وتسعى أنقرة، من خلال تحركها الدبلوماسي، إلى إقناع واشنطن بضرورة الاعتراف لأنقرة بدور أكثر فعالية في معادلات سوريا المستقبلية، خاصة بعد مجيء الروس إلى سوريا، وما قدمته تركيا من تنازلات لحليفتها أميركا، كما للدول الأوروبية.

ويتوقع الكثيرون لحزب العمال الكردستاني وجناحه السياسي، حزب الشعوب الديمقراطي، أن يواجه تحديات مهمة جداً خلال المرحلة القادمة، داخل تركيا وفي علاقاته الإقليمية والدولية. وتدفع هذه الاحتمالات الثنائي أردوغان - داوود أوغلو لاتخاذ تدابير استباقية لمواجهة كل الاحتمالات، وهو ما يفسر التهديدات التي يطلقها الثنائي، أولاً ضد صالح مسلّم، وثانياً ضد كل من يقف إلى جانبه، بمن فيهم الأميركيون والروس والفرنسيون والبريطانيون، وكأنّ تركيا تستعد لحرب عثمانية جديدة مع جميع هذه الدول؛ ولكن عليها قبل ذلك أن تصفّي حساباتها مع الأكراد في الداخل، قبل سوريا والعراق.

وفي زاويته في الحياة، اعتبر جهاد الخازن أنّ "السلطان" اردوغان ركب رأسه ولا يزال؛ في تركيا اليوم تراجع اقتصادي بعد أن قاد حزب العدالة والتنمية البلاد عند تسلّمه الحكم إلى ازدهار اقتصادي غير مسبوق، وتحديات سياسية داخل المنطقة وخارجها. التراجع الاقتصادي تزامن مع أزمة سياسية لا أرى أن حلّها كان مستعصياً، لو أن أردوغان لم يركب رأسه، ويحاول أن يفرض على الأحزاب الأخرى في البرلمان ما وقف الشعب التركي ضده، فقد سحب الغالبية من الحزب الحاكم لتجاوزات أردوغان، وليس لشيء فعله أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء الحالي. تركيا أردوغان تحارب الإرهاب وتشجعه، فحدودها مع سورية مفتوحة للداخل والخارج، بمن في ذلك النساء والأطفال. وحزب العدالة والتنمية قد يخسر مزيداً من الأنصار إذا لم يعدْ أردوغان إلى جادة الصواب وينتهج سياسة لا تفرِّق بين أطياف البلد، بل تجمعهم.

وكتبت صحيفة أوزغور غونديم: من سوروتش الى انقرة يتواصل مشروع الدولة بغطاء من «داعش». الذين فعلوها في انقرة نعرفهم مما فعلوه في سوروتش. الفاعل معروف لذا كان الغضب في الشارع على أردوغان. لقد أحرق المجرمون قلوبنا لكننا سنحرق القصر (الجمهوري). لقد اظهر الدكتاتور مرة اخرى وجهه الدموي. قبل ساعات من إعلان متوقع لـ «حزب العمال الكردستاني» بوقف النار، اطلق القصر حقده على دعاة السلام. وفيما كان الجمهور ينقل القتلى كان بوليس القصر يهاجم الجرحى. مجزرة انقرة هي رد القصر على نداء السلام.

وكتب جنكيز تشاندار في صحيفة راديكال: المجزرة في أنقرة تختصر بكلمتين: رعب وحزن. من المسؤول عن هذه الدماء؟ مؤيدو أردوغان تحدثوا قبل المجزرة عن دماء ستسيل. إذا وصلنا الى انتخابات الأول من تشرين الثاني فلا بد من أن يدفع الجالسون اليوم في السلطة ثمن مجزرة انقرة. لم تحدث مثل هذه المجزرة من قبل في أنقرة. والفاتورة ستدفع إذا وصلنا الى يوم الانتخابات.

وكتب أرطغرل أوزكوك في صحيفة «حرييت»: كنا نعرف انهم سيصلون الى أنقرة. وفيما نحن نعمل على دخول الشرق الأوسط غرقنا فيه. الشرق الأوسط يدخل الينا تدريجيا بالقنابل والحروب المذهبية والتفجيرات الانتحارية. كنا نتحضر لأداء الصلاة في جوامع الشرق الأوسط فإذا بالشرق الأوسط يؤدي الصلاة على الجنازات في عاصمتنا. هذا ليس فقط واضحا بل جلي للغاية. وقلنا لهم لا تغرقونا في الشرق الأوسط اعيدونا الى أوروبا. القائمة الملعونة تبدأ من الريحانية الى ديار بكر الى سوروتش وأمس الى أنقرة. لقد أضعنا فرصة نتائج انتخابات السابع من حزيران. لا بد من ألا نضيع فرصة انتخابات الأول من تشرين الثاني. نأمل في ان يحترم الحزب الإسلامي «العدالة والتنمية» نتائج الانتخابات، ويقول بالتحالف تماما كما فعل التونسيون ورضخ (زعيم «حزب النهضة» راشد) الغنوشي لحكم الشعب.

ونشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، تقريرا عن تأثير الأكراد على العلاقات الأميركية التركية، معتبرة أن "الأكراد يشوشون على هذه العلاقات". وأشارت الى استدعاء الخارجية التركية للسفيرين الروسي والأميركي، لإبلاغهما غضب أنقرة من "دعم بلديهما العسكري لأكراد سوريا الذين يقاتلون تنظيم "داعش"، مذكرة أن أحمد داوود أوغلو، قال إن الأسلحة التي تعطى لأكراد سوريا قد تجد طريقها إلى حزب العمال الكردستاني، وقد تستعمل ضد تركيا. وتوقعت الصحيفة أن يتصاعد الصراع بين الحكومة التركية والأكراد في المنطقة. فحزب العمال الكردستاني أصبح، لأول مرة، يسيطر على محافظة كاملة شمالي شرقي سوريا، ويستفيد من دعم الجيش الأميركي، وله علاقات طيبة مع روسيا، ويدعي بأنه حليف للمعارضة العربية المعتدلة. ورأت أن تدخل روسيا والولايات المتحدة وإيران في سوريا يضعف نفوذ تركيا هناك، وستكون أنقرة في حرج كبير لو أن أكراد سوريا شنوا حملة، مدعومين جوا بالولايات المتحدة وروسيا، لقطع الطرق بين حلب والحدود التركية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.