تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تـركيـا.. والاتحاد الأوروبـي:

مصدر الصورة
sns

افتتح أردوغان، أمس، مشروع نقل مياه الشرب والري الزراعي من بلاده إلى جمهورية شمال قبرص التركية. وقال خلال مراسم افتتاح مشروع "القرن": "البارحة حققنا نجاحاً كبيرًا في السماء، بإطلاق القمر الإصطناعي "توركسات 4B" للاتصالات، واليوم نحقق نجاحًا مماثلاً في البحر، من خلال نقل المياه من تركيا إلى جمهورية شمال قبرص التركية، عبر خط أنابيب يمر من تحت البحر الأبيض المتوسط". وفي المقابل، قال رئيس جمهوية شمال قبرص، "إن الماء الذي سينقل عبر مشروع القرن سيزيد الإنتاج، وسيحقق التنمية الاقتصادية في جمهورية شمال قبرص التركية"، طبقاً للسفير.

ولفتت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية إلى أنّ "عرض الاتحاد الأوروبي منح 3 مليارات يورو لتركيا وإلغاء التأشيرة للمواطنين الأتراك لدخول منطقة شنغن، ووعدها بإحياء ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، مقابل المساعدة في وقف تدفق اللاجئين، لا يأتي بنتيجة"، مستدلةً على ذلك بتصريح وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، أنه "من الوهم الاعتقاد بأن بلاده ستبقي اللاجئين عندها مقابل الأموال". ولفتت الصحيفة الى إن "تركيا استقبلت مليونين من اللاجئين أغلبهم من سوريا، ولأن الحدود بين الدولتين طويلة وغير مراقبة تماما، يستحيل وقف تدفق اللاجئين عبرها"، لمشيرة إلى أن "تركيا استقبلت اللاجئين برعاية واهتمام منقطعي النظير، ولكن ليس من مصلحتها منع الذين يرغبون في الذهاب إلى أوروبا، لأن أعداد اللاجئين الكبيرة أصبحت تثير انقسامات سياسية قبيل انتخابات الشهر المقبل". وأوضحت "الاندبندنت" إنه "لا يوجد عمليا ما يمنع اللاجئين من مواصلة التدفق على أوروبا، في غياب موقف والتزام صارمين بمعالجة الأزمة"، معتبرةً أن "الحل في ضمان التكفل باللاجئين الذين هربوا فعلا من الحرب، وإعادة المهاجرين الذين لا يملكون صفة اللاجئ إلى بلدانهم".

وفي مقاله؛ خلاص تركيا بخلاصها من أردوغان، في الحياة، اعتبر مصطفى كركوتي أنّ القلق الراهن في أوروبا من تبعات سياسة أردوغان يتصاعد في كل يوم. فقد بات كثيرون يرون في سلسلة التفجيرات الإرهابية (وآخرها في أنقرة) والمواجهة مع الأكراد، عوامل لا تهدد فحسب استقرار تركيا كإحدى دول الإقليم الكبرى، بل استقرار الجنوب الأوروبي أيضاً... فالمشهد التركي يزداد تعقيداً مع اتساع الحرب ضد فئة من الأكراد فيما «تصادق» أنقرة فئة أخرى، والادعاء بأنها تقصف أهدافاً «داعشية» بينما تهاجم قوات تابعة لميليشيات حزب العمال الكردستاني... وتساؤلات كثيرة تُطرح في أوروبا حول نوايا أردوغان الحقيقية منذ نقضه اتفاق وقف إطلاق النار مع عبدالله أوجلان. وتركيا متهمة عموماً بأنها ممر آمن لما لا يقل عن 75 في المائة من إرهابيي «داعش» القادمين إلى المنطقة من دول أخرى غير العراق وسورية، كما يُتهم مسؤولوها بغض الطرف عن جرائم «داعش» بحق ثروة الآثار في البلدين والإتجار بها فوق الأراضي التركية قبل أن تصل إلى محطتها الأوروبية.

وأضاف الكاتب: معروف كيف أن أردوغان كان يقاوم، حتى إلى حين، الدعوات للانضمام إلى قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، وكان يطالب بدلاً من ذلك بإقامة مناطق عازلة براً، ومحظورة جواً، في العمق السوري على طول حدود تركيا الجنوبية.. وإذا ما أتيح لأردوغان أن يتمادى في سياسة المواجهة مع الأكراد أينما كانوا، فهو قد يستعيد جزءاً من شعبيته، وقد يستعيد الغالبية المفقودة في البرلمان في الانتخابات المقبلة. لكنه من المؤكد أن يعرِّض استقرار تركيا وتماسكها الاجتماعي للخطر، ومعها ما تشكله بلاده كمنطقة عازلة تحول بين أوروبا ومحيط تركيا بما يمثله من فقر وحروب ولاجئين ونزاعات وشعوب باحثة عن مناطق أمن واستقرار.

وأكد الكاتب أنّ على أردوغان أن يدرك أن نسيج تركيا، لا يختلف إلا بتفاصيل بسيطة عن نسيج جوارها، إن لم يكن أكثر حدة. فبالإضافة إلى «ثلث» تركيا الكردي، هناك إرث تقسيمات سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الأولى وسلخ فرنسا الانتداب في 1938 لإنطاكية، أو لواء الإسكندرون، بغالبيتها العلوية، من سورية ومنحها لتركيا في إطار صفقة خائبة ضد التمدد النازي. وحذّر الكاتب: إن سياسة أردوغان تبشر بفتح جروح محلية اعتقد كثيرون باندمالها خلال أقل من قرنٍ مضى، ويبدو الآن أن لا خلاص منها إلا بخلاص تركيا من حاكمها نفسه.

واعتبر سامر الياس في مقاله: اللاجئون ورقة أردوغان الرابحة في وجه أوروبا، في موقع روسيا اليوم، أنّ الجانب التركي أفلح في استغلال وضع أوروبا المحرج ونال اقرارا باعتبار تركيا من "الأوطان الآمنة"، وهذا يعني حسب منظمة العفو الدولية غض الطرف عن الانتهاكات الخطيرة في حقوق الانسان، والقمع بحق الصحفيين والمحامين، والاضطهاد السياسي. وقد ينجح أردوغان في كسب الكثير من زيارة ميركل اليوم، التي تتحمل الثمن الأكبر جراء أزمة اللاجئين. فقد تراجعت شعبية حزبها على خلفية سياسة الأبواب المفتوحة، وتجد بعض الولايات في جنوب ووسط ألمانيا نفسها عاجزة عن تأمين أماكن الاقامة لسيل اللاجئين الذي تضاعف منذ بداية أيلول ويتوقع أن يصل إلى نحو مليون ونصف المليون لاجئ حتى نهاية العام الحالي، جلهم في ألمانيا.

وأضاف الكاتب: يبدو أن اضطرار ميركل لخرق الأعراف الأوروبية وزيارة بلد على أبواب انتخابات برلمانية مفصلية يكشف عن موقفها الصعب، والمخاطر التي تتهدد الاتحاد الأوروبي كوحدة سياسية، وقد تؤدي إلى انتهاء العمل باتفاقية "شنغن" لحرية تحرك الأفراد والبضائع، خاصة مع اضطرار المجر إلى بناء جدران مع جاراتها لوقف تدفق اللاجئين الذين مازالوا يغامرون بحياتهم بعبور البحر بقوارب مطاطية، ليواصل من نجا منهم رحلة الهجرة إلى الشمال البارد. وفي المقابل فإن معاناة اللاجئين لا تمثل في نظر كثيرين إلا ورقة ضغط للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية، باستغلال أناس غامروا بكل شيء بعد احتراق أوطانهم بلهيب حروب لا يعرف متى ستضع أوزارها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.