تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: مصـر وروسيا والطائرة المنكوبة.. الأمن يحذّر السيسي: الشارع يزداد غضباً:

مصدر الصورة
sns

ذكرت صحيفة الأخبار أنه ظهر واضحاً خلال الأيام الماضية أن النظام المصري لم يعد يكترث كثيراً بالضغوط الدولية فيما يتعلق بوضع حقوق الإنسان، خاصة أن المجلس القومي المعين بعد عزل الرئيس محمد مرسي في 3 تموز 2013 لم يعد يملك سوى بيانات الإدانة، في ظل رفض الحكومة والرئاسة الاستجابة لأيٍّ من توصياته، بل دفاع عدد من أعضائه عن جزء كبير من الإجراءات الحكومية الاستثنائية. وسط ذلك كله، جاء خبر إخفاق المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا حول سد النهضة مجدداً، ليضع الحكومة والرئيس عبد الفتاح السيسي أمام طائلة الإحراج الشعبي المتزايد.

وبرغم التحذيرات التي رفعت إلى السيسي في الأيام الماضية عن هذه الإجراءات، ومطالبته بوضع حد للأجهزة الأمنية والانتهاكات التي تمارسها، فإنه لم يصدر أي تعليمات في هذا الصدد. ورصدت الأجهزة المكلفة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد حالة الغضب. وبعد أقل من 24 ساعة على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه نتيجة اعتقال الصحافي المصري، حسام بهجت، على خلفية نشره تحقيقاً صحافياً عن تفاصيل قضية الضباط المتهمين بمحاولة التخطيط لانقلاب عسكري، أفرجت النيابة العسكرية عن حسام يوم أمس، برغم القرار الصادر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، أي قبل يومين من المدة المذكورة.

في سياق آخر، وضمن حالة رصد الغضب الشعبي، لن تكون الأنباء المتعلقة بتعرقل مفاوضات سد النهضة ذات وقع جيد على الجمهور المصري الذي لم يلمس آثار هذا السد بعد. فقد أخفقت اجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة في الوصول إلى نتيجة بعدما استضافتها القاهرة على مدار يومين، برغم تأكيد وزير الموارد المائية والري، حسام المغازي، في افتتاح جلسات عملها، أنها «اجتماعات مفصلية في العلاقة بين الدول الثلاث». وانتهت الاجتماعات بعد منتصف ليل الاثنين بانسحاب مبكر لرئيس الوفد السوداني بحجة أنه يريد أن يلحق طائرته، وببيان منفرد من القاهرة بإعلان الاتفاق على جولة جديدة من المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري في الخرطوم، بالإضافة إلى اجتماع آخر بين وزراء الري والخارجية في البلدين في القاهرة لمناقشة «الشواغل المصرية» قبل نهاية الشهر أيضاً. وفي حال فشل الاجتماع سيصار إلى عودة تصعيد الأزمة على المستوى الرئاسي مجدداً.

وأبرزت الحياة: مخاوف من أزمة اقتصادية بسبب كارثة الطائرة الروسية. وحسب إحصاءات الجهاز المركزي للمحاسبات، فإن مصر استقبلت العام الماضي 9.9 مليون سائح، بينهم نحو 2.8 مليون سائح من روسيا وحدها و6.31 مليون من أوروبا الغربية. لكن تعليق الطيران إلى شرم الشيخ سيقضي على فرص استقبالها سياحاً أجانب من الدول التي اتخذت هذا القرار. وتعاني مصر تراجعاً حاداً في احتياط النقد الأجنبي سبب انخفاضاً غير مسبوق في سعر الجنيه، ما رتب ارتفاعاً في الأسعار بنسب كبيرة، إذ يميل ميزان المدفوعات بدرجة كبيرة إلى مصلحة الاستيراد. وأتت حادثة الطائرة الروسية وما رافقها من أزمة في قطاع السياحة وسط ترقب الأسواق لسياسات عامر وأثرها في سعر الدولار الذي وصل إلى 8 جنيهات في عطاءات البنك الرسمية وتخطى 8.5 جنيهات في السوق الموازية.. وعقد السيسي اجتماعات عدة مع وزراء وقيادات في الجيش من أجل البحث في أزمة ارتفاع الأسعار التي سببت استياء شعبياً.

ورأى داود الشريان في الحياة، أنّ ردود فعل الدول الغربية على كارثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وسعيها إلى فرض مزيد من الاحتياطات الأمنية في المطارات، ذكّرتنا بالإجراءات التي اتخذتها تلك الدول لتأمين مطارات العالم بعد أحداث 11 أيلول. كأن العواصم الغربية تتوقع انتقاماً روسياً في سورية، يفوق في دمويته ما تفعله موسكو الآن. لهذا فإن الدول الغربية تستعد لمواجهة موجة جديدة من الإرهاب، ولسان حالها: إذا كانت «عملية تحرير أفغانستان الدائمة» أفضت إلى تفجيرات نيويورك، فإن الغزو الروسي لسورية سيفضي إلى رد فعل أشد. وأضاف الكاتب: الأكيد أن الحملات الإعلامية ضد الدول الغربية، والحديث عن مؤامرة على دولنا، لن توقف التدخُّلات والإجراءات المحتملة. ولجم هذا التدخل لن يتحقق بتشديد إجراءات الأمن في مطاراتنا فحسب، بل لا بد من معاودة النظر في خطابنا الديني والإعلامي والسياسي، واستبدال إقصاء جماعة «الإخوان المسلمين» ووصمها بالإرهاب، برؤية سياسية أكثر واقعية وحكمة. ومن دون قدرة على فعل التجاوز، سنخسر سيادتنا على دول بأكملها.

وجزمت افتتاحية الأهرام أنّ هناك مؤامرة على مصر. وسألت: هل تتعرض مصر الآن لمؤامرة؟، الإجابة بالفم الملآن: نعم.. وها هي القرائن والدلائل والشواهد ماثلة أمام كل من له عينان ويري، طيب.. ومن هم الذين وراء تلك المؤامرة يا ترى؟ إنهم هؤلاء الذين جاءت ثورة 30/6 فأحبطت مخططاتهم، وبصراحة، ودون لف ولا دوران، فإن هؤلاء المتآمرين هم بعض الدول الأوروبية، ومعهم دول إقليمية، ولا يريدون لمصر أن تنهض، لأن نهوضها ـ في تصورهم الخبيث ـ سيكون على حساب مصالحهم.

وفي موقع روسيا اليوم، لفت حبيب فوعاني في مقاله: الرقص على أشلاء ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة، إلى تعجّب الخبراء المصريون لإصرار لندن وواشنطن على استبعاد فرضية حصول العطل الفني وإهمال الفرضية الثانية – العامل الإنساني. وتساءل: لماذا استباق التحقيقات، والإصرار على تفسير الأمر بأنه عملية إرهابية؟ هل لأن هذه الرغبة بذلك تظهر دائما، كما تقول صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عندما تسقط طائرة ما لأسباب غامضة! ولماذا لم تقم الهيئات الاستخبارية البريطانية والأمريكية بتقاسم جزء من معلوماتها مع أجهزة الأمن الروسية إلا يوم الاثنين في الـ9 من تشرين الثاني، وسربتها بدلا من ذلك على الفور إلى وسائل الإعلام؟ أم أن مشاعر تشفي "لندنستان" من روسيا، لحربها ضد الإرهابيين في سوريا، ومن مصر لعلاقاتها الجيدة مع روسيا، تبيح كل المحرمات، بما في ذلك الرقص على مزمار الإرهابيين! وختم الكاتب بالقول: يبدو أن الأمر أكبر من عملية إرهابية نفذها "داعش"، ومن الممكن أن تكون جهات استخبارية قد تورطت فيها، وإلى أن يتوقف الرقص على أشلاء ضحايا الطائرة المنكوبة، أصدر الرئيس بوتين مرسوما بمنع سفر مواطنيه إلى بلاد الكنانة.

وتساءل أشرف الصباغ: معلومات بريطانيا وتصرفاتها في كارثة الطائرة الروسية.. مجرد تسييس أم أكثر من ذلك؟ وأوضح أنّ وسائل الإعلام تسعى إلى معرفة تفاصيل جانبية لتوسيع مساحة تسييس الكارثة، والربط بين المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس بوتين وبين قرار روسيا بتعليق رحلاتها الجوية إلى مصر. غير أن تصريحات كبار المسؤولين البريطانيين التي استبقوا بها نتائج التحقيق، جاءت عبر وسائل الإعلام، ما أثار الكثير من اللغط والتساؤلات حول موقف بريطانيا وتصرفها. وذهب البعض إلى أن هناك قنوات بين موسكو ولندن في مجال تبادل المعلومات، فلماذا لم تستخدم بريطانيا هذه القنوات وفضلت استخدام وسائل الإعلام. الأمر الثاني والذي تدور حوله التساؤلات أيضا، هو محاولات وسائل الإعلام الربط بين المعلومات البريطانية التي تم تقديمها، وبين القرار الروسي، في إشارات وتلميحات واضحة لاعتماد فرضية محددة.. وعلى الرغم من محاولات تسييس "الكارثة"، ودفع تداعياتها في اتجاهات معينة، إلا أن تصريحات لجنة التحقيق، ومن قبلها تصريحات موسكو والقاهرة، لا تزال ترى ضرورة انتظار نتائج التحقيقات، من ضمنها تفادي خلط الأوراق، وعدم تسييس الحادث.

وتابع الكاتب: إن الأولوية الآن لتقرير اللجنة وتحديد الأسباب، والإعلان عنها بصراحة وشفافية، لكي نستطيع أن نفهم ما حدث، ونكون قادرين على استباقه أو تفاديه في المستقبل، ولكي نتمكن من تقليل الخسائر في حال تكرر الحادث بشكل أو بآخر.

مكافحة الإرهاب (سواء أثبتت نتائج التحقيق فرضية الإرهاب أم لا) ليست مجرد نزهة، وإنما معركة واسعة النطاق في مصر والمنطقة والعالم، وفيها أطراف كثيرة قد لا تكون ظاهرة أو واضحة على الخريطة. وفيها أيضا أطراف مستفيدة، وعوامل داخلية وخارجية، وداعمون، ومستثمرون سياسيون للحدث. كما أن كارثة الطائرة الروسية (أيا كانت نتائج التحقيقات) تُدخل مصر إلى منطقة "الدول التي تشكل خطورة على الأمن الإقليمي والدولي" انطلاقا من أن الإرهاب استفحل فيها وأصبح يشكل خطرا على أمن ومصالح ومواطني الدول الأخرى، وهذا أخطر ما في الموضوع الذي يمكن أن يشكل مخاطر ليس فقط على مصر، بل وعلى الدول الأخرى التي تتعامل معها.

وفي الوطن العمانية، وتحت عنوان: الطائرة الروسية.. لماذا الإصرار على العمل الإرهابي؟ اعتبر خميس التوبي أنّ ما يحصل في شأن الحديث عن الحل السياسي للأزمة السورية هو مشابه تمامًا لما يحصل على أرض فلسطين والحديث عن مفاوضات السلام، في لعبة مط الوقت واستغلال عامل الزمن في عملية الاستنزاف والتدمير والقضم والهضم للأرض، ولا غرابة في ذلك، فالمايسترو الذي يقود هذه العملية واحد ألا وهو كيان الاحتلال الصهيوني. وأضاف: إن من عطل مؤامرة استنزاف سوريا وتدميرها هو روسيا الاتحادية ونسفت بذلك مشروع ما يسمى الشرق الأوسط الكبير، فلماذا عملية استهداف المصالح جاءت مزدوجة وموجهة ضد كل من روسيا ومصر؟ وأوضح أنه بغض النظر عن أن الطائرة الروسية سقطت أو أسقطت، فإن تبادل الأدوار والابتزاز السياسي والتجفيف الاقتصادي والتخويف الشعبي الذي تمارسه عواصم الاستعمار القديم ـ الجديد (لندن، باريس، واشنطن) كفيل بكشف ملابسات كثيرة، ويجب أن يدفع إلى الحزم والحسم وعدم التراجع في ضرب بؤر الإرهاب وعصاباته.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.