تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: باريس تعلن حالة طوارئ والحداد العام: الرئيس الأسد: السياسات الفرنسية الخاطئة وراء تمدد الإرهاب.. ماذا قالت الصحف..؟!

مصدر الصورة
sns

ذكرت روسيا اليوم أنّ فرنسا أعلنت حالة الطوارئ والحداد العام أمس لمدة 3 أيام بعيد التفجيرات الدامية التي تبناها تنظيم "داعش" واسفرت عن مقتل 128 شخصا واصابة نحو 200 آخرين بجروح. وفي كلمة ألقاها أمس في ختام الجلسة الطارئة لمجلس الدفاع، وصف الرئيس الفرنسي الهجمات بأنها أعمال حربية جرى التخطيط لها في الخارج بمساعدة من الداخل، داعيا الشعب الفرنسي إلى رص الصفوف، وقال "فرنسا قوية حتى وهي جريحة ودوما تستطيع النهوض". وأشار هولاند إلى إعلان حالة التأهب القصوى في الجيش والأجهزة الأمنية في جميع أنحاء فرنسا، منوها باجتماع طارئ للبرلمان الفرنس سيعقد الاثنين على خلفية اعتداءات باريس. وقالت الشرطة إن 7 إرهابيين فجروا أنفسهم بـ6 مواقع في باريس، فيما قتل إرهابي ثامن برصاص عناصر أمنية.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، كما عقد مجلس الوزراء الفرنسي اجتماعا عاجلا إثر الاعتداءات الدامية. وقال هولاند في بيان "علينا ضمان عدم وصول أحد لارتكاب أي عمل كان والتأكد في الوقت نفسه من ضرورة اعتقال هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم إذا حاولوا مغادرة البلاد". وقرر الرئيس الفرنسي نشر 1500 جندي في باريس بعد التفجيرات الدامية.

في سياق متصل، قرر الرئيس الفرنسي إلغاء مشاركته في قمة مجموعة العشرين المقررة في تركيا اليوم وايفاد وزيري الخارجية والمالية بدلا منه. وأعرب الرئيس التركي أردوغان والذي سيرأس اجتماع قمة الدول العشرين في انطاليا، عن "تعازيه الحارة" إلى فرنسا مطالبا بـ"اجماع للمجتمع الدولي ضد الإرهاب".

وأفادت السفير أنّ الرئيس بشار الأسد حمّل، أمس، السياسات الفرنسية "الخاطئة" مسؤولية تمدد الإرهاب، في تعليق على الاعتداءات التي حدثت أمس في باريس، وتبناها تنظيم "داعش" وأودت بحياة نحو 140 قتيلاً. وقال الرئيس الاسد خلال لقائه وفداً فرنسياً برئاسة عضو الجمعية الوطنية النائب تييري ماريانيان، إن "السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الغربية ولاسيما الفرنسية ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للإرهابيين هي التي ساهمت في تمدد الارهاب ". واعتبر الرئيس الأسد أن "الإرهاب هو ساحة واحدة في العالم وأن التنظيمات الإرهابية لا تعترف بحدود"، مؤكداً أن "الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس لا يمكن فصلها عما وقع في العاصمة اللبنانية بيروت أخيراً، وما يحدث في سوريا منذ خمس سنوات وفي مناطق أخرى". وشدد الأسد على "أهمية اعتماد سياسات جديدة والقيام بإجراءات فاعلة لوقف دعم الإرهابيين لوجستياً وسياسياً وصولاً للقضاء على الارهاب".

وفي حديث لوسائل إعلامية بعد اللقاء مع الوفد الفرنسي، قدّم الرئيس الأسد "التعازي للأسر الفرنسية التي فقدت أعزاء لها بالأمس ونحن أقرب الناس إلى فهم مثل هذا الوضع لأننا عانينا من هذا النوع من الإرهاب على مدى الأعوام الخمسة الماضية في سوريا". وجواباً على سؤال في ما إذا كان لدى أجهزة الاستخبارات السورية أي معلومات تفيد بأن الأشخاص الذين ارتكبوا هذا العمل الإرهابي قدموا من سوريا او كان لهم اتصالات بأشخاص في سوريا، رد الرئيس الأسد "لا ليس لدينا أي معلومات عما حدث لكن المسألة لا تتعلق بأسماء الفاعلين أو من أين أتوا.. كنا قد حذرنا قبل ثلاث سنوات مما سيحدث في اوروبا.. قلنا لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي في سوريا، لان تداعيات ذلك ستتردد في جميع أنحاء العالم.. للأسف لم يهتم المسؤولون الأوروبيون بما كنا نقوله بل زعموا بأننا نهدد كما أنهم لم يتعلموا مما حدث مطلع هذا العام في حادثة شارلي إيبدو.. إن اطلاق التصريحات القائلة بأنهم ضد الإرهاب لا تعني شيئاً.. عليهم أن يحاربوا الإرهاب وعليهم اتباع السياسات الصحيحة".

وحول مسألة طلب أجهزة الاستخبارات الفرنسية التعاون من أجهزة الاستخبارات السورية واستعدادها لمساعدتها في محاربة الإرهاب، أكد الرئيس الأسد أن "المسألة ليست في أن يطلبوا المساعدة.. عليهم فقط أن يكونوا جادين وعندها سنكون مستعدين لمحاربة الإرهاب معهم.. نحن مستعدون لمحاربة الإرهاب مع أي جهة جادة في ذلك لكن الحكومة الفرنسية ليست جادة حتى الآن".

وجوابا على سؤال حول الرسالة التي لديه للرئيس الفرنسي، قال الأسد: "إعمل لمصلحة شعبك فالسؤال الأول الذي يطرحه كل مواطن فرنسي اليوم هو.. هل عادت السياسات الفرنسية خلال الأعوام الخمسة الماضية بأي خير على الشعب الفرنسي.. الجواب فعلياً هو لا.. إذا ما أطلبه منه هو أن يعمل لمصلحة الشعب الفرنسي وإذا أراد أن يفعل ذلك فعليه تغيير سياساته".

وعن الظرف الذي ينبغي ان يتوافر كي تتعاون الحكومة السورية مع الحكومة الفرنسية أو أجهزة الاستخبارات السورية مع نظيرتها الفرنسية قال "لا يمكن التحدث عن تعاون استخباراتي قبل أن يكون هناك تعاون سياسي.. لا يمكن أن تتحدث عن تعاون استخباراتي لمحاربة الإرهاب بينما تصب سياسات الحكومة الفرنسية في اطار دعم الارهاب.. هذا ما قصدته بالجدية"، طبقاً للسفير.

وأبرزت السفير أيضاً: 129 قتيلاً و 353 جريحاً في اعتداءات باريس.."داعش" يتبنّى: فرنسا وحلفاؤها أهداف لنا. وطبقاً للصحيفة، لم تغمض عيون الفرنسيين، ليل الجمعة-السبت، ولم يجف لهم دمع بعد مقتل 129 شخصاً وجرح 353 آخرين بينهم 99 في حالة حرجة بعد تنفيذ انتحاريين من تنظيم داعش" سبعة هجمات تُذكر بأحداث "11 ايلول الأميركي" وتُعتبر الأكثر دموية في أوروبا منذ تفجيرات مدريد في العام 2004.

ولم يكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ينتهي من اتهامه تنظيم "داعش" بتنفيذ الهجمات، حتى خرج التنظيم متباهياً بإنجازاته، متبنياً في بيان حمل عنوان "غزوة باريس المباركة"، الهجمات التي نفّذها "ثمانية انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة ويحملون بنادق رشّاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا منها ملعب (دي فرانس) أثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين.. ومركز (باتاكلون) للمؤتمرات.. وأهدافا أخرى بصورة متزامنة، فتزلزلت باريس تحت أقدامهم وضاقت عليهم شوارعها".

وعثر على جواز سفر سوري قرب جثة أحد منفذي اعتداءات باريس، مساء الجمعة، ويجري التحقق منه، بحسب ما اعلنت مصادر الشرطة السبت. وقد عثر على هذا الجواز "على مقربة من جثة احد المهاجمين"، كما اكد احد هذه المصادر. وعثر على هذه الوثيقة، كما قال مصدر آخر، خلال عمليات استقصاء تلت المجزرة في مسرح باتاكلان في باريس. واوضحت هذه المصادر ان "الخيط السوري" هو احدى فرضيات عمل المحققين الذين يتأكدون من هذه العناصر بالتنسيق مع اجهزة استخبارات اجنبية ولاسيما الاوروبية منها.

وأعلنت خلية الأزمة على مستوى سفارة الجزائر في باريس، أن جزائريين قتلا في اعتداءات باريس، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الجزائرية. كما ذكرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية نقلا عن ثلاثة مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم القول إن أميركية واحدة كانت ضمن ضحايا اعتداءات باريس.

ولفتت السفير إلى أنه وبعد الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس الجمعة، أعلن الرئيس هولاند أنه قرّر فرض حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد و"إغلاق الحدود". ويدلّ القراران الاستثنائيان على حجم الكارثة التي ضربت فرنسا، ويهدفان لطمأنة الرأي العام الفرنسي المتخوّف من تكرّر العمليات الإرهابية داخل الحدود الفرنسية. وأعلنت شبكة "سكاي نيوز عربية" أن باريس أوقفت تأشيرات "شنغن" لكنّها ستسمح للرعايا الأوروبيين فقط بالسفر إلى باريس.

وعنونت الحياة: باريس «تحت الحصار»... وتتوعد «داعش» بحرب «دون رحمة». وطبقاً للصحيفة، تضامن العالم الحر مع فرنسا ضد الارهاب وتوعّد الرئيس فرنسوا هولاند بـ «حرب بلا رحمة» على «الحرب في قلب باريس» التي شنّها تنظيم «داعش» ليل الجمعة، حاصداً 129 قتيلاً على الأقل بينهم بريطانيون وتونسيان وبلجيكيان وبرتغالي وحوالى 352 جريح، تواجدوا في ستة مواقع هي مسرح «باتاكلان» و«ستاد دو فرانس» الرياضي ومطاعم ومقاهٍ مكتظة شرق العاصمة. وبدت باريس «تحت الحصار» بعدما تم نشر 1500 جندي إضافي في باريس ينضمون إلى ٣٠ ألف رجل أمن يتولون حماية 5 آلاف موقع حساس في إطار خطة «فيجيبيرات». وهدد «داعش» الذي تبنّى الاعتداءات، في بيان أن الفرنسيين على «رأس لائحة أهدافه»، وقال «ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان، وستخافون من مجرّد الخروج إلى الأسواق».

ورأى محللون أن اعتداءات باريس هي الأسوأ في أوروبا منذ تفجيرات قطار مدريد عام 2004 التي خلّفت 191 قتيلاً، و"تظهر امتلاك التنظيم شبكة متطورة في القارة الأوروبية، وليس مجرّد متعاطفين ينفّذون عمليات فردية". وأكد هولاند أن «داعش» نفّذ الاعتداءات بـ «مساعدة داخلية»، قبل أن يتعرّف المحققون إلى جثة فرنسي «له صلات بمتشددين إسلاميين» وفق أجهزة الاستخبارات، مرجّحة أن يكون أحد مهاجمي مسرح «باتاكلان»، حيث سقط العدد الأكبر من القتلى (87 على الأقل).

تزامن ذلك مع اعتقال الشرطة البريطانية فرنسياً في الـ41 من العمر من منطقة فاندوم وسط باريس، وفي حوزته مسدساً في مطار غاتويك الذي كان أخلي لفترة إثر الاشتباه برزمة.

ووصف المحققون الفرنسيون انتحاريي اعتداءات باريس بأنهم «متمرّسون ومدرّبون جيداً». كما وصفهم شهود بأنهم «شبان واثقون من أنفسهم».

وغداة الليلة الدامية استفاقت باريس على هول وذعر، إثر إعلان الرئيس هولاند حال الطوارئ للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وأوضح وزير الداخلية أن القرار يفرض حماية خاصة على المنشآت العامة ومنع التظاهرات والتجمعات لمدة أسبوع، ويسمح للمحافظين بإعلان حظر تجول في مناطقهم إذا بدا ذلك ضرورياً لضبط الأمن. وستقفل صالات العرض والمقاهي والمتاحف موقتاً. وعلّق النشاط الرياضي في العاصمة الفرنسية خلال نهاية الأسبوع. وعززت أيضاً إجراءات الأمن في محطات القطار والمطارات والشوارع والأماكن العامة. كما أعلن أن أجهزة مكافحة الهجمات الجرثومية أو تلك التي تُستخدم فيها مواد مشعّة معبأة بالكامل.

ولا يزال هناك تضارب حول عدد منفّذي الاعتداءات. وأكد زعيم المعارضة نيكولا ساركوزي ضرورة تعديل السياستين الأمنية والخارجية للبلاد، في حين شدد رئيس الوزراء السابق ألان جوبيه على أن فرنسا يجب أن تبقى موحّدة في وجه «هذا التحدّي القاتل».

واعتبر غسان شربل في الحياة أنّ «غزوة باريس» أخطر من «غزوتي نيويورك وواشنطن». وقتل الناس بعد التحديق في عيونهم المذعورة أشد هولاً من ارتطام طائرة ببرج. مذبحة باريس أفظع من 11 سبتمبر (أيلول) الأميركي. إنها عمليات إعدام وحشية ميدانية قابلة للتكرار في هذه العاصمة أو تلك. لا تحتاج إلى طائرات أو طيارين. يكفي وجود حفنة من ذئاب الظلام تشرب من نهر الكراهية المطلقة. وأضاف الكاتب: «غزوة باريس» هي الأخطر، لأنها تبني على الجروح التي أحدثتها الغزوات السابقة وتهيل عليها كميات هائلة من الملح والكبريت...أبو بكر البغدادي أخطر من أسامة بن لادن. و «داعش» أخطر من «القاعدة». ارتكب العالم إثماً فظيعاً حين سمح لآلة القتل السوداء بأن تتحصن في أجزاء واسعة من العراق وسورية. حين اختار أوباما سياسة النأي بالنفس. وحين انتظر بوتين فرص الصيد في بحيرة الدم السورية. وما يصدق عليهما يصدق على كثيرين.

وتابع شربل: لا تزعم أن بلادك بعيدة. ولا تتوهم أن عاصمتك محصنة. هذه حرب لا تشبه ما عشناه أو قرأنا عنه. إنها حرب عالمية ترمي إلى الاصطدام بالعالم. بكل من لا يعتنق هذه الملامح الصارمة المقفلة. بكل من لا يشرب من النبع نفسه. إنها ترمي إلى إعادة بلدان إلى الكهوف. وتحويل جاليات وأقليات إلى عبوات. إنها مشروع اغتيال واسع لحق الاختلاف وفرص التعايش والتقدم. إن الأمر لا يتعلق بسورية والعراق ومنطقة الرأس المقطوع. العالم بأسره مهدد. هذه ليست مبالغة. إنه مهدد في أمنه واستقراره وسلامته وسياحته واقتصاده وتعايشه وشروط تقدمه. والعلاج يتخطى بالتأكيد مصير التنازع بين النظام السوري ومعارضيه وبين حيدر العبادي ورفيقه اللدود نوري المالكي. لا يواجه قرار إطلاق حرب عالمية إلا بقرار من القماشة نفسها.

وحذّر شربل بأن على العالم أن يستيقظ الآن وقبل فوات الأوان. على الأمم المتحدة أن تنقذ أمن العالم واستقراره. على مجلس الأمن أن يتخذ قرار إطلاق حرب عالمية ضد الإرهاب. وعلى الدول الكبرى أن تتولى تنفيذ هذا القرار. تحتاج هذه الحرب إلى أساطيل وطائرات. وتحتاج أيضاً إلى دعم مالي وإعلامي. لا بد للعالم العربي والإسلامي من أن يساهم في إنقاذ نفسه.... وفي موازاة هذه الحرب، لا بد من إغلاق منابر الكراهية للآخر. لا بد من مواجهة فكرية شاملة. لا بد من مراجعة عميقة. تجب استعادة الجامعات والمدارس والمساجد والشاشات والمواقع الإلكترونية من قبضة مروجي التكفير وإلغاء الآخر. اعتبار الحرب شأناً يعني الآخرين أفضل وصفة للخسارة.

وختم الكاتب بالقول: إنها ساعة القرار الكبير. أن يخوض العالم هذه الحرب الآن أفضل من أن يخوضها لاحقاً. على مجلس الأمن بلورة إرادة دولية صارمة وتسخير كل طاقات الدول للدفاع عن التقدم الإنساني. إن ما يهدد العالم العربي والإسلامي اليوم لا يقل عن الخطر الذي شكلته النازية على أوروبا والعالم. إن العالم على مفترق طرق. وقرار إنقاذ التقدم الإنساني يحتاج إلى قامات استثنائية. حرب عالمية على الظلام ترافقها إرادة دولية لإنهاء النزاعات على قاعدة الحوار والعدالة والمشاركة. التأخر في شن الحرب لا يَعِد العالم إلا بـ «غزوات» جديدة.

ورأت كلمة الخليج الإماراتية، أنّ ما حدث في باريس مساء أمس الأول يشبه من حيث أهدافه وتداعياته والمجموعات التي نفذته وخططت له ما حدث في نيويورك يوم 11 سبتمبر 2001... وأحداث باريس تمثل تحولاً نوعياً في استراتيجية الإرهاب ووسائله، رغم أن الهدف هو القتل... ولا أحد بعد اليوم يمكنه الادعاء بأنه خارج دائرة الإرهاب، ولا أحد يستطيع الادعاء بأنه بات محصناً لا يمكن اختراق أمنه. لذا على دول العالم أن تعيد النظر في طريقة تعاملها مع الإرهاب، وأن لا تتذاكى في استخدام المعايير المزدوجة تجاه هذا الخطر والادعاء بوجود إرهاب خبيث وإرهاب حميد، وأن هناك إرهاباً متطرفاً وإرهاباً معتدلاً، أو أن بإمكانها استخدام الإرهاب في المكان الذي تريد طالما هو يحقق لها أهدافها. ولقد قامت الحكومة الفرنسية بهذا الدور المزدوج، وكانت النتيجة هذه الكارثة التي لحقت بالشعب الفرنسي.. إذ مارست خلال السنوات الخمس الماضية سياسة حمقاء في غض الطرف عن التحاق أكثر من ثلاثة آلاف إرهابي، كما تؤكد تقارير استخبارية ، بجماعات الإرهاب في سوريا والعراق عبر الأراضي التركية حيث كانت حكومة أنقرة توفر لهم الملاذ والدعم من دون أن تضع في حسبانها أن هؤلاء سيتحولون إلى قنابل موقوتة في أي لحظة بعد عودتهم، وبإمكانهم أن يحولوا فرنسا إلى جحيم.

وطبقاً للصحيفة، تؤكد تقارير متعددة المصادر أن تركيا كانت وراء موجة الهجرة المفاجئة الأخيرة التي اجتاحت أوروبا، حيث ضمت الآلاف من إرهابيي «داعش» و«جبهة النصرة» الذين انتشروا في القارة الأوروبية، بهدف تحويلها إلى ساحة للإرهاب، بدأت بواكيرها من باريس. وختمت الصحيفة بما اسمته سؤال بريء: لماذا تم إطلاق موجة الهجرة الأخيرة، هكذا ومن دون سابق إنذار، رغم أن الأزمة السورية عمرها خمس سنوات؟ أليس هناك من أراد تفخيخهم بالإرهابيين وإرسالهم إلى أوروبا؟

ورأت افتتاحية الوطن العمانية أنّ الدول تخطئ فتدفع شعوبها الثمن؛ إنه باختصار وجه الحقيقة في ما أصاب فرنسا من مذبحة عاصفة ليست الأولى ولن تكون على ما يبدو الأخيرة، كما أنها واحدة من نصيب قد يصيب دولا أخرى. إنه العنف الذي تم تصنيعه ليكون البديل لكل ما هو قائم في بعض أقطار العرب... ما حصل في فرنسا ثمرة أخطاء كبرى من المؤكد أن مثلها وأكثر سيحصل في أماكن أخرى. فالذين يؤيدون إسقاط الدولة السورية، وإسقاط رئيسها الضامن لها، ومن ثم فرط الجيش العريي السوري، يقفون سواء خططوا لذلك أو لم يخططوا إلى جانب الإرهاب بكل مكوناته وأسمائه. وأضافت الصحيفة: من الصعب منذ أن ضرب الزلزال الإرهابي المنطقة وضرب بعض أوروبا أن يتراجع عن غاياته إلا إذا عاضدت تلك الدول المشاركة الروسية في سوريا وأسلوبها الماضي في القضاء على الإرهاب بطريقة مدروسة مهما أخذت وقتا. بل إن الروسي واضح تماما في موقفه، فإما ان تكون مع الإرهاب أو ضده... لا يسعدنا كثيرا ما جرى للشعب الفرنسي الذي نعرف أن كثيره من الأصدقاء لنا كعرب... فمتى تتخلص فرنسا من عبء كهذا لتقف مع الحق والعدالة، بل متى تخرج أوروبا من الضغوطات الصهيونية عليها ومن أن تكون دمية بيد الأميركي. لعل الوقت ليس في صالحها أن لم تستعجل في تغيير مواقفها وسياساتها.

ورأت افتتاحية الأهرام أنّ الإرهاب الأسود وجه ضربات غادرة إلى قلب أوروبا، ليثبت ـ مجددا ـ أن أصابعه ستطال كل مكان في العالم، ولن ينجو منه أحد طالما تقاعس البعض عن المساهمة في مكافحته، أو حاول البعض الآخر استغلاله في تنفيذ حسابات سياسية معينة، ظنا منه أن السحر لن ينقلب على الساحر...لقد حاول البعض تشجيع الإرهاب داخل مصر أو التغاضي عنه، متصورين أن مصر يمكن أن تكون ليبيا أو سوريا، وهو وهم كبير، فلو تمكن الإرهاب من مصر لطالت نيرانه كل المنطقة وشهدنا مشاهد إرهابية مذهلة لم يرها العالم من قبل، لكن عناية الرحمن حفظت أرض الكنانة. إن العالم لن يتخلص من هذا الكابوس إلا إذا كانت هناك استراتيجية دولية حقيقية، يشارك فيها الجميع لمواجهة جميع أشكال وصور الإرهاب فى كل أنحاء العالم دون تمييز.

وفي الدستور الأردنية، وتحت عنوان: الإرهاب إذ يمزق أحشاء باريس... و«باريس الشرق»، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ هجمات باريس و”باريس الشرق”، تعيد الاعتبار لأولوية شعار الحرب على الإرهاب، وتلقي على كاهل الدول الكبرى، بمسؤوليات إضافية في ضبط إيقاع حلفائهم الإقليميين، من عرب وغيرهم، الذين كان لهم “قصب السبق” في إخراج هذا المارد من قمقمه، وتغذيته بكل أسباب القوة والاقتدار... وترتب على كاهل عواصم العالم الكبرى، أعباء جسام، لتذليل كل عقبة تقف في طريق البحث عن حلول سياسية لأزمات المنطقة... آن الأوان لمقاربات جذرية، تخرج العالم من “شرك” الصراعات الدينية والمذهبية التي اتضح تماماً أن شراراتها لن تحرق دول الإقليم وشعوبه فحسب، بل وستمس الأمن والاستقرار الدوليين كذلك. وختم بعبارة للجنرال ميشيل عون قالها تعقيباً على تفجيرات الضاحية الإرهابية: كم من عملية إرهابية من هذا النوع، يتعين وقوعها قبل أن نقتنع جميعاً بوجوب الانخراط في الحرب على الإرهاب.. وكم من عملية إرهابية من نوع ما حصل بالأمس في باريس، يتعين وقوعها، قبل أن تقتنع فرنسا وبعض حلفائها، بضرورة إعادة النظر في مواطئ أقدامها في المنطقة، وإجراء ما يتعين إجراؤه من مراجعات، وصولاً لجعل محاربة الإرهاب هدفاً أسمى، يتقدم على ما عداه من حسابات ملتوية وأجندات خفية؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.