تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: فرنسـا: هاوية «11 أيلول الفرنسي» تبدأ من الإليزيه!

مصدر الصورة
sns

                 أفادت السفير في تقريرها أنه اذا كانت هناك من دلالة واضحة للمشاورات التي بدأها الرئيس الفرنسي مع رؤساء الكتل النيابية والأحزاب، فهي أن لا فرصة بتجديد مشهد المسيرة الوطنية، صفاً واحداً خلف الرئيس هولاند، في ساحة الجمهورية، إثر مقتلة «شارلي ايبدو» في كانون الثاني الماضي. كما أن التضامن في مقتلة «شارلي ايبدو» لم يكن ليطرح على النقاش، لأنه لم ينظر اليه كنتيجة للسياسة الخارجية الفرنسية، أو التقديرات الأمنية. فالهجوم على «شارلي ايبدو» لا يشبه هجمات الجمعة الماضية، لأنه يندرج في الحرب السابقة، على الحرب السورية، التي دارت حول الثأر لنشر رسوم كاريكاتيرية للرسول الكريم والإساءة اليه، وهو سجال لم يتوقف منذ بداية الالفية الثالثة.

وتقدّم تصريحات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مؤشراً على أن لا تضامن مع سياسة الرئيس الفرنسي من دون شروط مسبقة، برغم الإجماع على تفعيل الحرب على الإرهاب. فالرئيس السابق، الذي وضع أسس السياسة الفرنسية الحالية تجاه سوريا، ودعم المجموعات المسلحة في الشمال السوري، هو من يشترط الآن على وريثه في تلك السياسة، الرئيس الحالي، أن يقطع معها، و «يعيد النظر بالسياستين الأمنية الخارجية، والتحدث الى الروس، إذ لا ينبغي أن يكون في سوريا أكثر من تحالف لمواجهة داعش».

وعلى هذا المنوال تنسج المعارضة الفرنسية، التي لم تتوقف منذ عام على انتقاد السياسة الفرنسية بالتحالف مع السعودية وقطر وتركيا ومواصلة الحرب ودعم المجموعات المسلحة من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. ويخترق اليمين الفرنسي شبه إجماع أن السياسة الخارجية الفرنسية لم تعد مفهومة في ظل تصاعد خطر البؤرة الجهادية السورية على الأمن القومي الفرنسي، مع إصرار الإدارة الفرنسية على العمل لاستنزاف الجيش السوري الذي يقاتل، هو ايضاً، البؤرة الإرهابية.

وأوضحت السفير أنه ومنذ مطلع العام الحالي، تحولت زيارات الوفود النيابية الفرنسية الى دمشق أحد مظاهر التمرد على الاليزيه، ومحاولة فتح قنوات موازية للعودة الى التعاون الأمني مع دمشق. وخلال أربعة أعوام من الحرب السورية، ساهمت المؤسسة الأمنية والديبلوماسية بالتحضير لما شهدته باريس من هجمات وراكمت القرارات والتحليلات التي قادت باريس الى ليلة الثالث عشر من تشرين الثاني. ولعبت تقديرات الاستخبارات الخارجية الفرنسية دوراً كبيراً في حض قصر الاليزيه على إسقاط النظام السوري، وتسليح بعض الجماعات، ومدّها بالمعلومات الاستخبارية، وتدريبها. وتقول مصادر عربية إن الفرنسيين قد أخلدوا ربما الى تطمينات تركية الى ان فرنسا لن تكون هدفاً لأي هجوم من «داعش»، نقلتها الاستخبارات التركية الى الفرنسيين خلال العام الحالي، بعد هجمات كانون الثاني الماضي ومقتلة «شارلي ايبدو».

ولكن التطمينات والضمانات قد تكون سقطت، مع مقتل الرجل الثاني في «داعش» ابي مسلم التركماني، وهو اليد اليمنى لأبي بكر البغدادي، في غارة شنتها الطائرات الأميركية على موكب تابع له في آب الماضي قرب الموصل.

وتشكل هذه النقطة المحورية أحد مصادر القلق لدى أوساط أمنية كثيرة لخروج تنظيم «الدولة الإسلامية» عن السيطرة، وهو أحد أسباب الحرب الاميركية عليه، وليس على سواه من الجماعات الإرهابية التي تقودها استخبارات تركية أو سعودية أو قطرية. ويشكل ذلك أحد أخطاء التقديرات الغربية والفرنسية، بالتعاطي مع ظاهرة «داعش» المعقدة، والجماعات الإرهابية العاملة في سوريا، واعتبارها تحت السيطرة، وهو ما تبيّن خطأه بسرعة، خصوصا مع تحول «داعش» الى كيان هرمي مترامي الأطراف، وواسع القدرة على التحرك، وقادر على اختراق المجتمعات التركية والغربية والانتقال من خدمتها الى تهديدها، والعمل على تحقيق أهدافه الخاصة سواء في ليبيا أو اليمن أو العراق أو سوريا، وتهديد مصالحها.

وتابعت السفير بأن فرنسا عملت على إضعاف قوة الدول المركزية العربية، من الشمال الافريقي في ليبيا، الى سوريا، واستنزاف الجيش السوري الذي يشكل وحده الحاجز الأخير أمام تمدد الجماعات الإرهابية، وتحويل سوريا الى بؤرة بديلة من أفغانستان، قريبة من أوروبا لشن هجمات عبر مناطق رخوة أمنياً، وحدود مفتوحة، وبحر مشترك. وثانياً، غامر الفرنسيون برهان مزدوج على هجرة المجموعات الجهادية الى سوريا، بالتخلص من الإرهابيين في المحرقة السورية، والتسريع بإسقاط النظام السوري. وأخطأ الفرنسيون في تقدير قوة الأجيال الجديدة من الإرهابيين وتنظيمهم، وفي معنى قيام دولة «داعش»، إذ إن العصر الجهادي الجديد يستند الى «دولة» وإمكانيات عسكرية ومالية، يقودها تحالف ضباط جيش صدام حسين المنحل، مع نشاط متزايد للدعوة الوهابية يستند هو الآخر، الى شبكة من الجمعيات الإسلامية، والدعاة، أسيء تقدير أخطاره. كما أسيء تقدير جاذبية خطاب الجماعات الجهادية، ولا سيما «داعش»، في مجتمعات «إسلامية» أوروبية مهمشة، ومأزومة، وتعاني شريحة واسعة منها من مشاكل الاندماج، وتتمتع بحساسية المتلقي الفائقة نحو الخطاب الجهادي..

                وأبرزت صحيفة الأخبار: القارة العجوز تستنفر... استباقياً: دعوات إلى «طرد المسلمين» وإحراق مساجد في إسبانيا وهولندا. وأوضحت: فاجعة باريس أعادت اللحمة إلى أوروبا، أمنيّاً على الأقل. مسخ فرانكشتاين الذي يصول ويجول في أوروبا فرض جدول أعمال خاصاً على دول الاتحاد: إجراءات أمنية استباقية يتقدمها إنزال القوات المسلحة إلى المدن، ودعوات عنصرية إلى «طرد المسلمين» بلغت حدّ إحراق مساجد في كلّ من إسبانيا وهولندالن ينجلي ليل الجمعة الذي حلّ ثقيلاً على فرنسا، قريباً، بل يبدو أنه سيخيّم طويلاً على أوروبا بأسرها. حالة هلع غير مسبوقة تعيشها القارة العجوز على خلفية الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس وأودت بحياة 130 شخصاً، بدأت تفضي إلى «هستيريا» أمنية وعنصرية مزدوجة، سترخي بظلالها على السياسات الداخلية والخارجية، من دون إغفال الآثار الثقافية والاجتماعية في القارة التي تضمّ ملايين المهاجرين واللاجئين. وعقب الهجمات الأخيرة، علت أصوات أوروبية مطالبة بوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا. وفي تصريح لافت، أعلنت الحكومة العراقية، يوم أمس، أنها أبلغت فرنسا والولايات المتحدة وإيران معلومات استخبارية تفيد باحتمال تعرضها لهجمات من قبل تنظيم «داعش».

وأوضحت الأخبار في تقرير خاص، بعنوان: الإعلام الفرنسي: إرهاب آتٍ من وراء البحار؟ أنّ مرحلة جديدة دخلتها الدولة الفرنسية بعد الاعتداءات التي ضربت باريس ليل الجمعة. مرحلة وصفت بـ 11 أيلول الفرنسي. يكفي تصفح عناوين الصحف الفرنسية التي صدرت صبيحة السبت عشية الاعتداءات الإرهابية لتلّمس خطورة الوضع. صحيفة «لو باريزيان» عنونت «إنها الحرب...هذه المرة»، فيما اتفقت أغلب الصحف الأخرى على توصيف ما حصل بـ «الإرهاب» الذي يضرب العاصمة الفرنسية. وأضافت الصحيفة أنه منذ اللحظات الأولى لسلسلة الاعتداءات هذه، تعامل الإعلام الفرنسي مع الحدث بمسؤولية بحكم أخلاقيات وقوانين مهنية تحتّم عليه ممارسة رقابة عالية في نقل المعلومة والصور المرافقة... والحديث اليوم في الصحافة الفرنسية يتركز على معرفة هوية الإنتحاريين الإرهابيين... وكان ملفتاً هنا حرص الميديا الفرنسية على التفريق بين الإرهاب والإسلام، وعدم توظيف هذه الإعتداءات الدموية ضد الفرنسيين المتحدرين من أصول مهاجرة، الذين يتحولون عادة الى كبش فداء. وبينما كان الإعلام الفرنسي ومعه الأميركي ــ وحتى «سي. أن. أن» ــ يحرص في تغطيته الأولى للاعتداءات على تقديم مقاربة انسانية، وعلمية، كانت «الجزيرة» و"العربية" تواصلان «هواياتهما» في توظيف كل حدث ومأساة في صالح السياسة التي تخدمانها والتصويب على النظام السوري من النافذة الباريسية هذه المرة.

وذكرت الأخبار في تقرير آخر، انه مع كل حدث إقليمي أو دولي، تسارع إسرائيل إلى محاولة استغلاله لمصلحة أولوياتها السياسية والأمنية. ولهذه الغاية، عملت وتعمل رسمياً وإعلامياً، على الترويج لمفهوم أن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين هي في سلة واحدة مع التنظيمات الإرهابية التي تقتل الأبرياء في سوريا والعراق ولبنان واليمن... وأوروبا؛ وأبرز من تصدى لهذه المهمة نتنياهو الذي وجد ضالّته في ما جرى في فرنسا، فهو صاحب الشعار الذي كرره في مناسبات متعددة، من على منبر الأمم المتحدة، وأمام الكنيست الإسرائيلي، وخلال مناسبات أخرى، ويقول إن هزيمة تنظيم «داعش» وترك إيران ومحورها هما «انتصار في المعركة وخسارة الحرب».

                 وأبرزت الحياة: قاعدة خلفية في بروكسيل سهّلت مجزرة باريس. وطبقاً للصحيفة، برزت أمس ملامح تنسيق أوروبي - دولي واسع لمكافحة الإرهاب ومواجهة خطر متنامٍ يشكّله تنظيم «داعش»، بعد المجزرة التي ارتكبها في باريس ليل الجمعة وأوقعت 129 قتيلاً وحوالى 350 جريحاً. وبعدما تبيّن ان بروكسيل كانت محطة رئيسة للمتورطين بتنفيذ العملية، بتنسيق مع شبكات عابرة للحدود، شكّلت فرنسا وبلجيكا فريق تحقيق مشتركاً، فيما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا «تكثيف تعاونهما» الأمني والعسكري مع باريس، لمكافحة الإرهاب ودحر «داعش». واعلنت تركيا أمس احباط «هجوم كبير» في اسطنبول في يوم هجمات باريس. وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع ان وزير الدفاع الفرنسي ونظيره الأميركي توافقا على اتخاذ «تدابير ملموسة» من أجل «تكثيف» العمليات العسكرية ضد «داعش».

             ورأت افتتاحية القدس العربي أنه إذا كان حجم الهجوم الجمعة يدلّ على ارتفاع القدرات التنظيمية والعسكرية والاستخباراتية للمهاجمين، فإن هذا يعني، وجود فشل أمنيّ كبير مواز وغير مسبوق من السلطات الأمنية الفرنسية، وكانت الإهانة السياسية والأمنية كبيرة بمهاجمة «ستاد دو فرانس» الذي كان يشهد مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا يحضرها رئيس الجمهورية الفرنسية نفسه. غير أن تصعيد مستوى عمليات «الدولة الإسلامية» وتحمّل المسؤولية من قبل السلطات السياسية ليسا إلا جانباً «تقنيّا» من المسألة التي تحتاج، بالأحرى، إلى مراجعة سياسية شاملة، من فرنسا أولا، ومن العالم ثانيا... وردود الفعل السياسية والإعلامية العالمية لا تدلّ أبداً على أن مراجعات كهذه في طريقها للظهور، بل إن بعض الدول، كإسرائيل، والنظام السوري، وروسيا، وإيران والعراق ومصر سارعت إلى اعتبار نفسها حماة للعالم من الإرهاب، وأخذت تنصح فرنسا في سبل القضاء عليه، وبدأت صحف مثل «التايمز» اللندنية مثلاً، في تحريض القرّاء على اللاجئين السوريين، وأخرى على الفلسطينيين، فيما حمّلت وسائل إعلام عربية تركيا، التي تتعرّض هي نفسها لهجمات التنظيم، مسؤولية الهجمات الفرنسية! وختمت الصحيفة بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يحتاج إلا إلى شيئين ليستمر في إجرامه المدمّر: إرهاب الدول الذي يتجاهل حقائق الظلم والاستبداد والفقر والاحتلال، وشعوب مدفوعة إلى أقصى اليأس.

                   وفي روسيا اليوم، لفت أشرف الصباغ: إلى أنّ العلم الفرنسي اجتاح صور مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، في حملة تضامن واسعة مع الشعب الفرنسي عكست موقفا إنسانيا عاما، واتفاقا ضمنيا على معايير إنسانية وأخلاقية تليق بالإنسان العاقل والقادر على تبادل المشاعر الإنسانية الصادقة مع الآخرين بصرف النظر عن عرقهم أو دينهم أو ثقافتهم. وعلى الرغم من تلك الحملة، إلا أن الآراء اختلفت كثيرا، لأننا هنا لا نستطيع أن نتحكم في ذلك العالم الافتراضي الواسع والمراوغ. فهناك قطاعات رفضت حملة التضامن هذه، وقطاعات أظهرت شماتة، وقطاعات أخرى حاولت الربط بين تلك الأحداث المأساوية وبين مواقف الحكومة الفرنسية، سواء من طموحاتها في الدول الأخرى، أو تبعيتها للولايات المتحدة، أو حتى تعاملها بمعايير مزدوجة مع قضايا إنسانية، ومخاطر وتهديدات للبشر.

وأضاف الكاتب: بعيدا عن الشماتة والانحطاط الأخلاقي، وبعيدا أيضا عن ربط ما جرى في باريس، في المرتين الأولى والثانية، بسياساتها وطموحاتها الإقليمية والدولية ومغامرات ساستها ضمن التحالفات العسكرية.. بصرف النظر عن كل ذلك، طرح ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي سؤالا مهما للغاية: ماذا لو قامت صحيفة أو مجلة بنشر صور أو كاريكاتير للسخرية من الحادث المأساوي في باريس؟ ماذا لو ظهرت رسوم ما تصف علاقة الاستخبارات الأمريكية بالأجهزة الأمنية الفرنسية وخلفها أشلاء الضحايا؟ ماذا لو ظهر كاريكاتير يتضمن أقمارا صناعية للتجسس وأسلاك هواتف وهواتف نقالة وأجهزة تنصت على قصر الإليزية، بينما ينظر الرئيس الفرنسي هولاند إلى ليبيا بشراهة؟ وختم بالقول: تساؤلات كثيرة للغاية ظهرت في هذا السياق، ولكنها لم تجد ردودا منطقية لا في إطار الحرية والديمقراطية، ولا حتى في إطار الأخلاق المهنية، ولا في إطار المشاعر الإنسانية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.