تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: توافق حول سورية: «القيصر» في ضيافة «المرشد»: نحن لا نطعن حلفاءنا

مصدر الصورة
sns

             كثيرة هي الدلالات التي حملتها زيارة الرئيس بوتين لطهران، وما خرجت به التصريحات الروسية والإيرانية إن على مستوى الشراكة الاستراتيجية، أو في ما يتعلق بمجمل القضايا الإقليمية. وفي خضم تحوّلات إقليمية ودولية كبرى، على خلفية الحرب الكونية ضد تنظيم «داعش»، ودخول العلاقات الإيرانية ـ الاميركية مرحلة «السلام النووي»، والدخول الروسي المباشر على خط الصراع الجيوسياسي في الشرق الاوسط، جاءت زيارة «قيصر» الكرملين لإيران، وهي الاولى منذ العام 2007، لتضع النقاط على الحروف في الكثير من القضايا، بدءاً بمرحلة ما بعد اتفاق فيينا النووي، مروراً بسوريا، وصولاً الى التعاون الاقتصادي سواء على المستوى النفطي أو على مستوى التبادل التجاري، عبر مقترح إقامة منطقة للتجارة الحرة بين الجمهورية الإسلامية والاتحاد الأوراسي.

وعلى المستوى الاستراتيجي، بدت زيارة بوتين لطهران بمثابة الحجر الأساس لتحالف ـ أو «شراكة» بحسب الأدبيات الروسية ـ بين قوّتين دولية وإقليمية تقارعان محاولات الهيمنة الاميركية، وهو ما عبّر عنه بوتين برسائل مباشرة وغير مباشرة للقيادة الإيرانية، أبرزها قرار الكرملين رفع الحظر المفروض على توريد التكنولوجيا النووية لإيران، وتأكيد بوتين أن بلاده «لا تطعن حلفاءها من الظهر» و«لا تعمل ضدهم خلف الكواليس» كما يفعل الآخرون، في إشارة الى الولايات المتحدة.

             وأوضح تقرير السفير أنه وعلاوة على الجانب السياسي، فقد كانت للزيارة جوانب اقتصادية لا تقل أهمية في بعدها الاستراتيجي، وتتمثل في ما صدر من مواقف خلال منتدى الدول المصدّرة للغاز الطبيعي، أو ما يعرف باسم «أوبك ـ غاز»، في دورته الثالثة، وخصوصاً لجهة التأكيد على الثقل الذي تمثله الدول المشاركة في هذا التكتّل على مستوى سياسات الطاقة، وعلى اهمية التكامل الاقتصادي بين هذه المجموعة الإقليمية والتكتلات الاقتصادية الأخرى، كـ«منتدى شانغهاي» و«مجموعة الدول المطلّة على قزوين»، وتجمّع «بريكس»، و«الاتحاد الأوراسي».

وبالإضافة الى الأبعاد الاستراتيجية، فإن زيارة بوتين، التي تأتي في خضم «عاصفة السوخوي» في سوريا، قد أتت لتغلق الباب أمام تأويلات غربية (وكذلك عربية) لبعض التصريحات التي صدرت في الفترة الاخيرة عن مسؤولين إيرانيين، وتراوحت ما بين الانتقادات والتحفظات على المقاربة الروسية للأزمة في سوريا، حيث جاءت اللقاءات التي أجراها الرئيس الروسي في طهران لتؤكد توافقاً تاماً في وجهات النظر الروسية - الإيرانية إزاء هذا الملف، عبَّر عنه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي حين خاطب بوتين قائلاً إن «الإجراءات الروسية في سوريا زادت مصداقيتكم ومصداقية روسيا في المنطقة والعالم»، وأكده الرئيس الروسي حين أشار إلى أن «عمليتنا العسكرية في سوريا تجري بالتنسيق التام مع إيران ولولاها لكان من المستحيل تنفيذها».

وأضافت السفير: في محور زيارة بوتين لطهران ساعتان أمضاهما الرئيس الروسي مع مرشد الجمهورية الإسلامية لتبادل الضمانات وتوضيح المواقف في ملفات ما بعد الاتفاق النووي الإيراني، والانخراط الروسي المتزايد الذي قد يتجه نحو النزول في البر السوري، والتحدث بصوت واحد بشأن الخلافات التي أثارتها تصريحات قادة الحرس الإيراني من شكوك في نيات الروس السياسية حيال الرئيس بشار الأسد، وعدم تطابق مواقف موسكو مع طهران في التمسك ببقاء الأسد في منصبه في منتهى المسار السياسي الذي اتفق عليه في فيينا، في وقت لم تعمّر فيه المبادرة الإيرانية طويلاً، خصوصاً أنها لم تملك عناصر التأييد الكافية للانطلاق، بما فيه من القيادة السورية، والمشاركة في المبادرة الروسية نفسها.

وبدا واضحاً ان ما صدر عن الزعيمين الروسي والإيراني قد وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بهذه المسألة، بالقول إنه لا يحق لأحد ان يفرض شيئاً على الشعب السوري. وتصدت الزيارة لمهمة تبادل تطمينات كان لا بد منها للطرفين بعد التفاهم على الملف النووي الإيراني. وفي لحظة تزايد النفوذ الروسي في سوريا، لا يبدي الإيرانيون اعتراضاً على نزول الروس في البر السوري، الذي يفترض المزيد من المنافسة على تحديد جهة الحل والإمساك بواجهة المتوسط الشرقي، وتطوير العمليات العسكرية في سوريا. وثمة تقديرات إيرانية بأن الاجتماع بين الزعيمين أتاح إيضاح هذه النقاط، فضلاً عن اعتقاد إيراني بأنّ الروس لن يكرروا أخطاء أفغانستان بالذهاب بعيداً في عملية برية.

            وطبقاً للسفير، عكست التصريحات المتبادلة بين خامنئي وبوتين أن الجانبين توصلا الى تفاهمات بشأن مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك. ورحب خامنئي «بتوسيع التعاون الثنائي والإقليمي والدولي» بين إيران وروسيا، «مثنياً» على «التواجد المؤثر لموسكو في القضايا الإقليمية لاسيما سوریة». كما أعرب عن شكره للجهود الروسية في المفاوضات النووية. كما أشاد بالدور الروسي في مواجهة «المخططات الأميركية» قائلاً إن مواقف بوتين كانت «جیدة جداً ومبدعة». وتوجه خامنئي الى بوتين بالقول: «الأميركيون یحاولون دائماً دفع منافسیهم الی موضع الانفعال، لكنكم أفشلتم هذه السياسة». ورأى خامنئي أن «قرارات وإجراءات روسيا في الموضوع السوري أسهمت في زیادة المصداقیة الإقلیمیة والعالمیة لروسیا والرئیس بوتین شخصیاً».

وحذر خامنئي من ان «الاميركيين یحاولون، ضمن مخطط طویل الأمد، السیطرة علی سوریا، ومن ثم توسیع سیطرتهم للتعویض عن الفراغ التاریخي لعدم السیطرة علی غرب آسیا»، مشدداً على ان «هذا المخطط يشكل تهدیداً لجمیع الشعوب والبلدان لاسیما لروسیا وإیران». وأشار خامنئي الى ان «الأميركيين ومن یتبعونهم في القضیة السوریة بصدد تحقیق أهدافهم التي لم تتحقق بالطرق العسکریة في المیدان السیاسي وخلف طاولة المحادثات، ویجب التصدي لذلك بذکاء وفاعلیة».

واعتبر خامنئي أن «إصرار الأميرکیین علی رحیل بشار الأسد، أي الرئیس القانوني والمنتخب من الشعب السوري، هو من مواقع ضعف السیاسات المعلنة من قبل واشنطن»، مذكراً بأن الأسد «فاز في انتخابات عامة بأصوات غالبیة الشعب السوري من مختلف الرؤی السیاسیة والمذهبیة والعرقیة.. ولایحق لأميرکا تجاهل صوت الشعب السوري وانتخابه»، ومنتقداً «المساعدات الأميركية المباشرة وغير المباشرة للمجموعات (المسلحة) بما في ذلك (داعش)». وأکد خامنئي أنه «لهذا السبب فإننا لا نجري، ولن نجري، مباحثات ثنائیة مع اميركا، لا بشأن سوریا، ولا بشأن أي موضوع آخر في ما عدا القضیة النوویة».

وشدد خامنئي على الأهمية البالغة لحل الازمة السورية بشكل صحيح، محذراً من انه «اذا لم يتم قمع الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم والفظائع في سوريا، فإن نطاق نشاطاتهم المخربة ستمتد الى آسيا الوسطى والمناطق الأخرى أيضاً».

من جهته، قال بوتين إن إيران «بلد مستقل وصامد ویتمتع بآفاق زاهرة للغایة». وأضاف «إننا نعتبرکم حلیفاً موثوقاً به ویعوّل علیه فی المنطقة والعالم». وتابع «علی النقیض من البعض، نحن ملتزمون بألا نطعن شرکاءنا من الخلف، وألا نقْدم علی أي إجراء خلف الکوالیس ضد أصدقائنا، وإن کانت لدینا خلافات فيمكن أن نتوصل الی تفاهم من خلال الحوار». واعتبر بوتين أن مواقف روسيا وإيران تجاه سوريا «متقاربة جداً»، مشیراً الی الأهمیة البالغة للتعاون في هذا المجال. وأضاف «أننا نؤکد ان تسویة الازمة السوریة تتم فقط بالطرق السیاسیة وقبول صوت الشعب السوري ومطلب جمیع الأعراق والمجموعات السوریة، ولا یحق لأي أحد فرض رأیه علی الشعب السوري، وأن یقرر عنه هیکلیة الحکم ومصیر الرئیس السوري». وتوجه بوتين الى خامنئي بالقول «كما تفضلتم فإنّ الاميرکیین یریدون تحقیق اهدافهم التي لم تتحقق في ساحات القتال في سوریا، خلف طاولة المفاوضات... ونحن نرصد هذه القضیة».

               وأردفت السفير أنّ التطمينات المتبادلة من قبل الطرفين عكست غلبة الخيارات الجيو - استراتيجية على ما عداها من مصالح اقتصادية مباشرة. اذ قدم الإيرانيون تطمينات بألا تتحول إيران، ما بعد اتفاق فيينا النووي، الى منافس للغاز الروسي في الأسواق الاوروبية، وقدموا عروضاً بتصريف الغاز الروسي من قزوين حتى محطات تصديره على الخليج، نحو الاسواق الاوروبية. كما رفع الروس أي حظر على تبادل اليورانيوم المخصب مع إيران، لتسهيل تنفيذ الاتفاق النووي الذي كان المرشد الاعلى يشترط تحقيق هذا التبادل، بالإضافة الى الحفاظ على منشأة أراك العاملة بالمياه الثقيلة.

الى ذلك، أكد بوتين أن العملية العسكرية في سوريا ستستمر حتى تتم معاقبة الإرهابيين الذين تسببوا بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء. وفي ما بدا رداً على انتقادات بشأن صواريخ «كروز» التي تطلقها روسيا من بحر قزوين، قال بوتين، خلال محادثات مع نظيره التركماني قربان قولي بيردي محمدوف، إنه يتفهم قلق الدول الصديقة لموسكو في المنطقة بسبب استخدام الجيش الروسي أجواء منطقة قزوين في محاربة الإرهابيين في سوريا.

وكان لافتاً أن بوتين استبق زيارته الى ايران باتخاذ قرار برفع الحظر على تصدير التكنولوجيا النووية للجمهورية الاسلامية، في رسالة سياسية بالغة الوضوح. كما أجازت روسيا «استيراد اليورانيوم المخصب من ايران، بكمية تفوق 300 كيلوغرام، مقابل تسليم ايران اليورانيوم الطبيعي». كما قال السفير الإيراني لدى موسكو مهدي صانعي إن روسيا بدأت إجراءات تزويد طهران بنظام صواريخ «إس 300» المضادة للصواريخ والطائرات.

الى ذلك، قال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن روسيا تعتزم العمل على تنفيذ خطة الأعمال المتعلقة ببرنامج إيران النووي، كما أنها ستساعد طهران في تخصيب اليورانيوم لأغراض علمية. وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على مواصلة التنسيق في مجال مواجهة الإرهاب وتسوية الأزمة في سوريا في إطار القانون الدولي، من أجل تحقيق القرارات الخاصة بإطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا. وجدد بوتين القول أن لا بديل عن حل سياسي للأزمة السورية، قائلا ان «العملية الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا تعطي ثمارها... وإيران تقيم نتائجها إيجاباً». وشدد على أنه «لا يوجد أي إمكانية لحل مشاكل سوريا حلاً طويل الأمد سوى بمفاوضات سياسية».

                  وأبرزت الحياة السعودية: خامنئي يخص بوتين باستقبال لافت... ويتوافقان في المسألة السورية. وأفادت أنه وبالتزامن مع زيارته لطهران امس، أصدر بوتين قراراً برفع حظر عن نقل التكنولوجيا النووية المتعلقة بتطوير منشاة آراك وأجهزة الطرد المركزي التي تعمل على تخصيب اليورانيوم، فيما أعلن السفير الإيراني في موسكو بدء إجراءات تسليم بلاده منظومة صورايخ «اس 300» المتطورة. وحظي بوتين باستقبال لافت في طهران، اذ توجه فور وصوله اليها أمس، للقاء مرشد «الجهورية الإسلامية» علي خامنئي، حاملاً معه صندوقاً من الخشب المعتّق يحتوي احدى أقدم النسخ الخطية للقرآن الكريم، هدية للمرشد. وخلافاً للبروتوكول المتبع في إيران، فإن استقبال خامنئي لبوتين سبق لقاء الأخير مع نظيره الإيراني حسن روحاني.

وفي اللقاء الذي استغرق ساعتين، اعرب الجانبان عن تطابق وجهات نظرهما في القضايا العالمية. وأشاد المرشد الإيراني بدور الرئيس الروسي في التطورات الإقليمية والدولية، وحمل في المقابل على الولايات المتحدة معتبراً أن خطتها البعيدة المدى «تلحق الضرر بشعوب ودول المنطقة وبالتحديد ايران وروسيا»، مشدداً على «وجوب احباط هذه الخطة بحذر وبتعاون اوثق بين البلدين». ووصف خامنئي بوتين الذي زار طهران للمشاركة في منتدى الدول المصدّرة للغاز، بأنه «شخصية مرموقة في عالم اليوم»، مبدياً تقديره للجهود التي بذلتها روسيا في التوصل الى الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى. واستدرك قائلاً: «لكننا لا نثق بالأميركيين وننظر إلى سلوك الإدارة الأميركية بحذر».

              وأبرزت صحيفة الأخبار: زيارة تاريخية لبوتين إلى طهران: رسائل متعددة الاتجاهات. وأوضحت الصحيفة: زيارة تاريخية بكل المعايير أجراها بوتين أمس لطهران، حملت في طياتها رسائل كثيرة عبّر عنها الاستقبال الإيراني اللافت، وأيضاً التجاوب الروسي الذي عكس في تفاصيله، مدى اهتمام الرئيس الروسي بتوطيد علاقته مع الجانب الإيراني، آخذاً المباركة في ذلك المرشد الأعلى، الذي يحدّد الخطوط العريضة والحمراء لكل ما يتعلق بالسياسة الخارجية. لم تكن زيارة بوتين للجمهورية الإسلامية عادية، على مستويات مختلفة وكثيرة، فقد حظيت بخصوصية كبيرة، إن كان على مستوى الاستقبال الإيراني أو على مستوى أداء الرئيس الروسي نفسه، الذي وجه، من خلال أدائه، رسائل متعددة الاتجاهات، تتمحور كلها حول حقيقة واحدة: روسيا تتجه لتعزيز التحالف مع إيران.

سجل بوتين عدّة اختراقات للبروتوكول المتعارف عليه في أثناء الزيارات الدبلوماسية، كان أبرزها بتوجهه مباشرة للقاء المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، قبل لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني لإجراء مراسم الاستقبال، كما هي العادة. بدأت الخصوصية الكبيرة التي حظيت بها هذه الزيارة، بوصول أسطول جوي روسي كان على متنه موكب الحماية الروسي وعدد كبير من الصحافيين والمرافقين، إضافة إلى صندوق أخضر كبير حمله رجلان إلى سيارات الموكب، فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة عن محتوياته. انطلق الموكب من مطار مهراباد غرب العاصمة إلى وسطها، حيث مقر إقامة المرشد الأعلى. الإجراءات الأمنية سمحت للرئيس الروسي بالوصول سريعاً، بعيداً عن زحمة السير الخانقة في العاصمة، فأغلقت الشوارع في ساعات مرور المواكب الرئاسية. هناك أُنزل الصندوق وأدخل إلى قاعة اللقاء ليكشف سرّه، بعدما أُخرجت منه نسخة خطية قديمة جداً من القرآن الكريم، حملها بوتين من موسكو إلى طهران ليقدمها إلى خامنئي. هدية رمزية حملت دلالات كبيرة على عمق معرفة الرجل الروسي بالعقلية والاهتمام الإيراني، وأوحت بأن روسيا التي تحتضن عدداً كبيراً من المسلمين، حاضرة للتعاون مع القوى الإسلامية لمواجهة الإرهاب.

وفيما، بوتين استبق زيارته طهران برفع الحظر المفروض على بيع وتسليم معدات تكنولوجية مرتبطة بالطاقة النووية، وأعلن السفير الإيراني لدى موسكو مهدي صانعي أن موسكو بدأت إجراءات تزويد إيران بنظام صواريخ "اس-300"، لكن الخرق الآخر الذي سجّله خلال الزيارة، تمثل بتأخره ساعة عن اجتماع قمة منتدى الدول المصدرة للغاز المنعقدة في طهران، بسبب لقائه المطوّل والاستثنائي مع خامنئي، الذي امتد على مدى ساعتين يمكن وصفهما بالتاريخيّتين، خصوصاً أنّ هذه المدة تُعَدّ سابقة في إطار لقاءات المرشد الأعلى مع زعماء الدول. بعد اللقاء، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا وإيران لديهما "وجهة نظر واحدة بينهما، في مواجهة الطابع غير المقبول لمحاولات خارجية لإملاء فرضيات حول تسوية سياسية في سوريا"، وتؤكدان أن أي تغيير في القيادة يجب أن يأتي عبر انتخابات. وأضاف أن الاجتماع كان "بنّاءً جداً"، جرى خلاله "تبادل موسع للآراء بأدق التفاصيل". كذلك نقلت لقطات تلفزيون تصريح بوتين خلال الاجتماع بأن "لا أحد يمكنه، أو يجب أن يفرض من الخارج على الشعب السوري، أي شكل من أشكال الحكم لدولته أو القول من ينبغي أن يتولى قيادتها. الشعب السوري فقط هو من يقرّر" ذلك.

في غضون كل ذلك، انتظر الجميع وصول بوتين إلى قصر المؤتمرات شمالي طهران، حيث تعقد قمة الدول المصدرة للغاز... فاحت من القمة الاقتصادية رائحة السياسية، من خلال لقاءات ثنائية بعيداً عن هموم الغاز. أما مكافحة الإرهاب فقد كانت أولوية، تربعت على جدول أعمال اللقاءات التي دارت خلف أبواب مغلقة في الجناح المخصص لاستقبال الرؤساء في المبنى الملاصق لقصر المؤتمرات. لقاءات ستكون لنتائج مباحثاتها آثار على صعيد المنطقة، خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

       وفي النهار اللبنانية، وتحت عنوان: المصحف والسيف، كتب امين قمورية: بوتين كسر مع المرشد جليد القرنين الماضيين. الصراع الدولي على خريطة الغاز والطاقة قربت المسافات بينهما. المسألة النووية أعادت الحرارة الى العلاقة الثنائية. النيران السورية وطدت التعاون بينهما وجعلتهما شريكين في "حرب مقدسة". القيصر اليوم للمرة الثانية في ضيافة المرشد حاملاً في يده مصحفاً هدية لحليفه، وفي اليد الأخرى شاهراً سيفاً يلوح به للارهاب الذي أفزع العالم باسم الاسلام. وأوضح الكاتب: قبل اجتماع طهران الثاني، راهن كثر في عواصم عدة غربية وأطلسية وخليجية، على ان تعيد العسكرة الروسية في سوريا، علاقة موسكو بطهران الى سابق عهدها في القرنين الماضيين. ثمة من كان يعتقد ان المساكنة بين القيصر والمرشد في الديار الشامية "غير شرعية" ولا يمكنها ان تعيش وتستمر. وأضاف قمورية: اذا كان من الخطأ التسليم بوحدة الرؤية بين الرجلين، فانه من التسرع الرهان على تباين بينهما. ولعل تكرار الاجتماع في هذه اللحظة الحرجة بالذات يشير الى الحاجة المتبادلة الى ابقاء التوافق بينهما ليس فقط ادراكاً لمقولة أكلت يوم أكل الثور الأبيض، بل لأن لعبة السيف باسم المصحف تعدت كل الحدود وفاضت خارج الساحات المحلية و"تعولمت" وتنوع طابخوها وغاياتهم، ما قد يفرض على بعض اللاعبين نتائج نهائية حتى قبل الشروع في التسويات.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.