تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: سيناريو لحرب شاملة بين روسيا وتركيا.. إن لم تنته الأزمة التركية الروسية فالكوارث على الأبواب..!!

مصدر الصورة
sns

عبّر أردوغان، طبقاً لروسيا اليوم، عن أسفه حيال حادث إسقاط القاذفة الروسية، وأعرب عن أمله في ألا يتكرر مثل هذا الحادث. وقال في كلمة القاها خلال اجتماع عقده في بالق أسير أمس: "لقد أحزننا هذا الحادث كثيرا. إنني في الواقع حزين للغاية جراء ما حدث. نحن لم نكن نريد ذلك، ولكن الأمر قد وقع وآمل في ألا يتكرر، وسنبحث هذه المسألة ونجد لها حلا. من المقرر أن تنعقد في باريس في الـ30 من الشهر الجاري قمة المناخ الدولية، وأرى أنها ستمثل فرصة سانحة للقاء الرئيس بوتين بما يخدم ترميم العلاقات مع روسيا". وأضاف: "المجابهات لن تعود بالفرحة على أحد، إذ أن روسيا تحظى بالنسبة إلى بلادنا بنفس الأهمية التي تحظى بها بلادنا بالنسبة إليها، ولا يمكننا إزاحة بعضنا البعض من الأفق. لا ينبغي أن يتعمق هذا الوضع إلى ما هو أكثر من ذلك في العلاقات بين البلدين، بما قد يفضي في المستقبل إلى نتائج أشد أثرا. تركيا لم تكن في أي وقت من دعاة التوتر، ولن تدعو إلى التوتر أبدا. نحن نريد مستقبلا آمنا /للعلاقات بين البلدين/ وسوف نتحرك قدما انطلاقا من ذلك". وتابع: "نحن نقول لروسيا دعونا نبحث هذه القضايا فيما بيننا، ضمن أطر حدودنا، لنجد الحل المناسب"، مشيرا إلى استمرار بلاده في "التعاون مع روسيا على المستوى الدولي، وعبر القنوات الدبلوماسية".

من جانبه، وطبقاً لشبكة أخبار العراق، كشف القيادي العراقي في ائتلاف دولة القانون مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي عن بيع النفط في تركيا كأحد أشكال الدعم التركي لعصابات "داعش" الإرهابية. وذكر الربيعي في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي أن "النوع الأول من الدعم التركي لعصابات داعش الإرهابية، أن تلك العصابات تبيع النفط العراقي والسوري في السوق السوداء التركية بسعر وصل إلى 20 دولارا للبرميل الواحد، أي بنصف السعر العالمي للخام، والنوع الثاني من تسهيلات تركيا لداعش، في أن تركيا تمثل نقطة تجنيد الدواعش الجدد المهاجرين من كل بقاع العالم الأجنبي والعربي، والالتقاء مع قادة الدواعش في اسطنبول تحديداً، لنقلهم عبر الحدود التركية مع العراق إلى الموصل، ومع سوريا إلى الرقة". وأشار الربيعي إلى أن "أعداد عناصر داعش الوافدين من تركيا إلى العراق، بالمئات شهرياً، بعد أن كانت أعدادهم في السابق بالآلاف". واتهم الأمن التركي بغض الطرف عن تسلل وعبور عناصر "داعش" من تركيا إلى شمال العراق وسوريا"، لافتا إلى أن "جرحى عصابات داعش في العمليات العسكرية بالعراق، شمالاً وغرباً، ومن الحرب في سوريا، يتلقون العلاج ويطببون في مستشفيات تركيا".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن واشنطن طالبت أنقرة بتكثيف انتشار قواتها على الحدود مع سوريا بما يمنع تنقل عناصر "داعش" بين البلدين ونزوحهما في نهاية المطاف إلى أوروبا. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن وجهة نظر واشنطن بهذا الصدد تتلخص في ضرورة "إغلاق شريط حدودي مفتوح بطول زهاء 100 كم مع سوريا تستخدمه "داعش" لحركة عناصرها إلى الأراضي السورية ومنها"، ولمغادرتهم عبر هذه الثغرة قاصدين أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع في الإدارة الأميركية قوله: "شروط اللعبة قد تغيرت، ولا بد من إغلاق الحدود، حيث بات خطر المسلحين يحمل طابعا عالميا بعد نزوحهم عن سوريا قاصدين أوروبا عبر الأراضي التركية". وذكر المصدر أن المسؤولين الأتراك تعهدوا ببذل جهود إضافية لضبط الحدود، فيما شدد الجانب الأميركي على ضرورة نشر أنقرة ما لا يقل عن 10 آلاف جندي معززين بالمدفعية والمدرعات لضبط الحدود في المقطع المذكور. ولفتت الصحيفة نقلا عن مصدرها إلى أن واشنطن حذرت الجانب التركي من مغبة التعرض لرد أوروبي "قاس" إذا ما تقاعست في ضبط حدودها واستطاع الإرهابيون تنفيذ هجمات جديدة على أوروبا.

تساءلت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية حول الجهة التي قد تغدر بروسيا في الشرق الأوسط بعد طعنة الظهر التي وجهتها لها إدارة أردوغان بإسقاط القاذفة "سو-24" مؤخرا. وتوجهت الصحيفة في استفساراتها هذه إلى عدد من الخبراء في روسيا؛

أليكسي ماكاركين نائب مركز التكنولوجيات السياسية اعتبر في هذا الصدد، أن أي طرف من الجهات المنخرطة في النزاع السوري قد يطعن روسيا في ظهرها باستثناء الرئيس الأسد، إذ أن الشرق عصي على الفهم حسب قول روسي مأثور. وأشار إلى احتمال أن تتلقى روسيا طعنات من نوع آخر على الساحة السورية، إذ أن خيبة أمل موسكو بأنقرة لا تقتصر على إسقاط الطائرة الحربية فحسب، بل تبرز في أنها كانت تعول على تركيا في أن تصبح جسرا للطاقة تضخ عبره النفط والغاز إلى أوروبا بشبكات من الأنابيب تتفرع برا وبحرا. وتساءل ماكاركين، عما إذا كانت إيران وهي صديق حميم لروسيا وشريك كبير، بمنأى هي الأخرى عن توجيه ضربة اقتصادية لروسيا بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها بالكامل وضخ نفطها إلى السوق بما يفضي إلى هبوط الأسعار وانحسار العائدات الروسية؟

ونقلت "موسكوفسكي كومسوموليتس" عن البروفسور ليونيد سيوكيانين عضو مجلس الخبراء لدى وزارة الداخلية الروسية قوله إن روسيا تتلقى على الساحة السورية طعنات مستمرة، وذلك ممن يقاتلون "داعش" قولا لا فعلا، بل يقدمون له الدعم اللازم، فيما لن تسلم من ضربات ما يسمى بفصائل المعارضة المسلحة التي تصرح بأنها تريد الحل السياسي بينما تستمر في القتال ضد الأسد للإطاحة بنظامه. هؤلاء بدورهم يعطلون العملية السياسية التي تقودها روسيا، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا التفاؤل والأمل في ألا يسقط عدد كبير من الضحايا الروس في هذا البلد، إذ لا يمكن استثناء التعرض للخسائر حينما تدير عملا عسكريا في منطقة قد يتحول أي طرف فيها وفي أي لحظة لعدو لدود يضعك في مرمى نيرانه، فضلا عن "داعش" وعدد لا يحصى من الجماعات والفصائل التي لا تخضع لأي رقيب، ولا رباط لها.

أما إيغور كوروتشينكو رئيس المركز الدولي لبحوث تجارة السلاح العالمية، فأكد أن روسيا بعد نشر منظومة صواريخ "اس-400" في سوريا، فرضت رقابتها على جميع الأجواء السورية التي تعنيها، بما يستثني من الآن فصاعدا استهداف طائراتها. ولفت إلى أن تركيا بعد نشر هذه الصواريخ، لن تجرؤ على المغامرة وارتكاب أي حماقة، وأن الولايات المتحدة هي الأخرى، لن تقدم على استهداف الطائرات الروسية نظرا للمذكرة المبرمة معها بهذا الصدد، كما سيتم توقيع مذكرات مشابهة مع فرنسا وغيرها بين أعضاء الناتو المنخرطين في التحالف الدولي لضرب الإرهاب في سوريا. وأوضح أن توقيع المذكرات أمر جيد، إلا أن الضمان الرئيس الموثوق في حماية الطائرات الروسية وقاعدة "حميميم" يتمثل في صواريخ "اس-400" التي نصبتها موسكو في سوريا مؤخرا. وأشار خلافا لطرح ماكاركين، إلى استحالة إقدام إيران أو العراق على ضرب طائرة روسية في أجواء المنطقة نظرا للعلاقات الحميمة التي تربطهما بروسيا وانعدام المشاكل والخلافات، فيما هناك الكثير من الراغبين بين بلدان الخليج بعدم تفويت أي فرصة لتوجيه الطعنة لروسيا باستفزاز هنا أو هناك. وختم بالقول: هم يكنون لنا كرها لا يقل نهائيا عما تضمره لنا تركيا، فهم يكرهوننا كره العمى، نظرا لأننا أحبطنا لعبتهم بالكامل في المنطقة، وحرمناهم من الأرباح التي يدرها عليهم البزنس الذي يديرونه بما فيه الاتجار بالنفط المنهوب، وهذا يعني أنهم سينتقمون لا محالة. ومنه، أرى أنه يتعين على روسيا إنزال أشد العقوبات بقطر والسعودية وغيرهما إذا ما كشفنا عن معسكرات على أراضيهما تعود لمسلحين متورطين بإراقة الدم الروسي، ولا بد في مثل هذه الحالة ودون أي إشعار مسبق ضرب هذه المعسكرات بمن فيها بلا تردد.

وكتب رفعت قاسوموف في موقع روسيا اليوم، أنه وفي ظل التدهور الدراماتيكي الذي تشهده العلاقات بين موسكو وأنقرة بسبب إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل سلاح الجو التركي يلوح في الأفق احتمال تشكيل تحالف تركي أوكراني ضد موسكو. وتدل مؤشرات عديدة إلى أن السلطات الأوكرانية الحالية تسعى إلى الاستفادة من التطورات الأخيرة، حيث بدأت كييف بتوجيه رسائل واضحة لأنقرة مفادها أن الطرفين بإمكانهما التوحد في مواجهة عدو مشترك يمثله "الدب الروسي". واضاف الكاتب: احتمال ظهور التحالف المثلث المناهض لروسيا والذي سيضم كلا من كييف وأنقرة و"داعش" على خلفية مجريات الأحداث الأخيرة يشكل تهديدا ملموسا بالنسبة لموسكو ويضعها في حالة معقدة جدا، لاسيما في حال تقديم حلف شمال الأطلسي دعما سياسيا لهذا التحالف، وفي هذا الوضع يجب على بوتين وفريقه إيجاد سبيل للحفاظ على وجه البلاد إثر الاستفزازات التي يبادر إليها منافسو موسكو من جهة، ومنع وقوع تصعيد لاحق لحدة التوتر في العلاقات الروسية التركية من أجل عرقلة التقارب بين أنقرة وكييف من جهة أخرى.

    ونقل موقع: politonline.ru، تحت عنوان: سيناريو لحرب شاملة بين روسيا وتركيا، أنّ الحديث عن إمكانية بدء حرب شاملة بين روسيا وتركيا لم يعد يقتصر على أصحاب نظرية المؤامرة ومحللي الآرائك والكنبات والخبراء الموثوقين في السياسة الدولية، فعلى سبيل المثال أعلن أن تركيا ستخترق المجال الجوي لسوريا، لكن في حال وجه الطراد "موسكو" أو "إس – 400" ضربة للمخترق فستبدأ الحرب. لكن إذا ما أردنا النظر في إمكانية "صعبة التصديق" بتصعيد النزاع ليصل إلى "حرب ساخنة"، فكيف ستبدو حينئذ الحرب؟ وما نتائجها وكيف يجب أن تدار؟ ونقل الموقع آراء عدد من الخبراء؛

يؤمن ميخائيل ألكسندروف، وهو خبير بارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية، أن روسيا في هذه الحالة ستكون مضطرة لاستخدام الأسلحة النووية فورا لأنه "سيكون المصير الوجودي للأمة على المحك". وأضاف "سيكون حينها من الخطأ عدم استخدام روسيا للأسلحة النووية، لأن الغرب وتركيا سيحاولون جرنا إلى حرب تشبه حرب شبه جزيرة القرم، حيث سيجري تصعيد بطيء، وستبدأ العمليات العسكرية في منطقة القوقاز وتدمير تجمعاتنا في سوريا، الغرب بالطبع سيساعد تركيا وسينقل مجموعات (قتالية) إلى هناك وسينشر بعضا من الطيران الحديث.. ستكون حينئذ حرب استنزاف وإنهاك". وتابع: "من وجهة نظري، إذا ما اشتعلت الحرب مع تركيا فيجب أن تكون قوية وواسعة وسريعة، يجب علينا حينئذ البدء فورا بضربات نووية توجه إلى البنية التحتية الأساسية للمواقع العسكرية في تركيا، ليس في المدن حيث يعيش السكان بل على المقرات والمراكز الرئيسية للاتصالات ومستودعات الذخيرة والمطارات والموانئ وذلك خلال الساعات القليلة الأولى من الحرب، يجب علينا تدمير البنية التحتية العسكرية بأكملها في تركيا". وأضاف "حتى أننا في هذه الحالة لن نحتاج لضرب الصواريخ البالستية (لكن قد يكون من اللازم استخدام بضع صواريخ باليستية لتدمير الدفاع الجوي التركي)، وهنا سيكون كافيا الصاروخ "إسكندر إم" برؤوس نووية، وبعد تدمير البنية التحتية العسكرية سنتجه فورا لاحتلال مناطق المضائق".

ويكمل الخبير العسكري القول إن "الغرب (في هذه الحالة) لن يكون لديه الوقت لفعل أي شيء وستكون البلدان الأوروبية في رعب يجعلها لا تجرؤ على التدخل، وسيضع الأميركيين أمام خيارين اثنين: إما أنهم سيبدأون حربا نووية استراتيجية معنا من أجل تركيا، أو أن لن يفعلوا ذلك"، ويضيف: أنهم سيختارون الحياة بالطبع، وستبدأ المفاوضات حينها، (سيقولون لنا) "لماذا دمرتم تركيا؟ وفي ظل ذلك سيحتل الأكراد المناطق التابعة لهم، أرمينيا تحتل ما يحق لها، وينفصل العلويون" في تركيا. وقال: "ستكون النتيجة أن تصبح منطقة المضائق من حصتنا، والباقي يظل في أملاك تركيا... هذه ليست خطة ماكرة من معتدٍ، لكنه سيناريو أنتم طلبتم أن يوضع عند السؤال "ما العمل في حال بدأت الأعمال العسكرية؟".

بدوره تحدث سيرغي بيرماكوف نائب مدير مركز تاوري للمعلومات التحليلية لموقع Politonline.ru عن إمكانية افتراض سيناريو حرب غير نووية، حيث قال "نأمل أن نتمكن من تجنب الصراع على أرض الواقع، سلاحنا النووي خيار أخير، وفيما يتعلق بالحرب الإقليمية هناك في الإقليم أدوات غير عسكرية، هناك الكثير من اللاعبين الذين هم ضد تركيا، وفي حالة نشوب صراع مسلح فسيكفي الأكراد "لتدمير المنطقة"، الأمر الذي يعني أن الحرب لتركيا تعني بدء اللعبة ليست فقط بمبلغ قيمته صفر، بل بمبلغ بقيمة سلبية". وأضاف "تركيا عسكريا دولة قوية نوعا ما، لكن ليس بما يكفي لطرح تحد عسكري حقيقي لروسيا، فنحن نملك أسطولا بحريا قادرا على توجيه ضربات بعيدة المدى، وليس فقط من حوض البحر الأسود... والذي يربح في الحرب الحديثة هو مَن يمكنه استخدام مزيج من أنواع القوى ومَن يستخدم نظام قيادة وسيطرة قتالية ومعلوماتية، وروسيا في هذه الحالة متفوقة، فلديها نظامها الخاص للملاحة عبر الأقمار الصناعية ولديها نظام تحكم هجومي ومعلوماتي يخبر بالوضع على مسرح العمليات العسكرية بشكل مباشر".

وأضاف "بالطبع، سوف يُستخدم الطيران الحربي، فهو منشور حاليا ليس فقط على أراضي بلادنا، ولكن هناك قاعدة في سوريا، وهذا يعني أن زمن التحليق للوصول إلى المواقع على أراضي تركيا أصبحت بالفعل أقل، وهكذا تركيا في وضع غير مجدي بسبب أنها لن تكون لديها جبهة واحدة مفتوحة، بل تهديد عسكري مباشر من عدة جبهات". ويكمل بيرماكوف القول: "أما بخصوص حلف الناتو، فتركيا عضو كامل فيه، وهذا يعني أن المادة الخامسة للحلف تنطبق بالتأكيد عليها، لكن نظرا لقوة روسيا وإحجام الدول الأوروبية التدخل في النزاع (والقرارات هناك تتخذ بتوافق الآراء) فسيكون واجبا على جميع دوله أن تتفق بشكل لا لبس فيه على المعتدي الذي يجب أن يعمل ضده الحلف، عندها يجب أن يكون العدوان مباشرا، أي ضربة مباشرة ضد تركيا من بلدنا، ونحن لن نفعل ذلك". وأضاف "إذا ما أثارت تركيا النزاع وبدأت به، فهنا لن يكون من المؤكد أن يطبق الناتو المادة الخامسة، فالعدوان شيء والاعتداء شيء آخر، وعندما يكون البلد نفسه سبب النزاع ويجر بذلك حلف شمال الأطلسي فسيحاول الحلف التملص منه، فلا أحد على الإطلاق يريد أن يدخل في صراع مباشر مع روسيا، وذلك واضح لماذا، لأن التصعيد هنا يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية".

وأفادت صحيفة "زمان" التركية أن الإمبراطورية الروسيّة كانت أَلَد أَعْداء الدولة العثمانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين اللذين يعدان فترة انهيار الدولة العثمانيّة. وعقب سقوط الدولة كانت تركيا بعيدة عن روسيا، وشهدت العلاقات بينهما حالة من الفتُور، لكن لم تحدث أيّة حروب بين الدولتين. ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، في مطلع تسعينيّات القرن الماضي، بدأت العلاقات التركية الروسية تشهد "فصل الربيع". وخلال 25 عامًا أُقيمت علاقات وثيقة للغاية بين الدولتين في جميع المجالات تقريبًا، على رأسها السياسيّة والثقافيّة والاقتصاديّة. والعلاقات التي تحوّلت إلى بنية مؤسسيّة عن طريق مجلس التعاون رفيع المستوى الذي يعمل مثل مجلس الوزراء المشترك بين البلدين، جعلت الدولتين في وضعيّة فاعلين مكملين لبعضهما البعض في المنطقة من الناحية التجارية. إذ بدأت روسيا تلبي احتياجاتها من المواد الغذائية من تركيا، فيما شرعت تركيا تلبي احتياجاتها من الغاز الطبيعي والنفط من روسيا.

وأوضحت "زمان" التركية غير أن انتهاك طائرة حربية روسية للمجال الجوي التركي، في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يوشك على هدم العلاقات الوثيقة التي أُنشئت بشق الأنفس وصعوبات بالغة. ووصلت الاتهامات المتبادلة بين أردوغان وبوتين إلى أبعاد خطيرة. حيث تعرّض الأتراك الذين يعيشون في روسيا لمعاملات عنصرية، واعتقال بعض رجال الأعمال الأتراك الذين ذهبوا إلى هناك للعمل. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من ألفي شركة تركية في روسيا لديها استثمارات تفوق 10 مليارات دولار. كما أن هناك نحو 60 ألف تركي يعملون بشكل فعّال في روسيا. فضلا عن أن شركات البناء والإنشاءات التركية أقامت أعمالاً بنحو 60 مليار دولار. وكان الأتراك يواصلون معيشتهم في روسيا باعتبارهم أكثر الجاليات أمنًا وحريةً في العالم. إلا أنّ أزمة الطائرة أدّت إلى انكسارات حادة للغاية في نظرة المواطن العادي تجاه الأتراك. وينبغي هنا أن نسجل الهتافات التي كانت ترددها المجموعات المحتشدة أمام السفارة التركية في موسكو احتجاجًا على ما حدث، وتأكيدهم على أنهم لن ينسوا ذلك أبدًا.

وأضافت الصحيفة ولقد هدّد المتحدث باسم الكرملين تركيا بصورة واضحة للغاية بقوله: "إن إسقاط المقاتلات الروسية لن يبقى أمرًا بلا رد". غير أن ذلك الرد لا يزال يكتنفه الغموض. إلى جانب ذلك فإنزال السفينة "موسكو" إحدى أكبر السفن الحربية الروسية إلى البحر المتوسط بعد مرورها من مضيق البوسفور، ونشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخيّة (إس-400) في سوريا، يزيد من حجم المخاطر العسكريّة في هذا الصدد. ومن الممكن أن تقوم روسيا بإسقاط مقاتلة تركية تنتهك المجال الجوي السوري حتى وإن كان ذلك بشكل غير متعمد. زد على ذلك أن أنقرة التي لم تحصل على الدعم الكافي من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" وقد تبقى وحيدةً في مواجهة إحدى أكبر القوى النووية في العالم. وينبغي هنا الإشارة إلى أن العلاقات التجارية التي تُعد قاطرة العلاقات التركية الروسية ستتأثر بصورة كبيرة للغاية بأزمة الطائرة؛ ذلك أن تبعية تركيا لروسيا في الغاز الطبيعي والنفط ليس أمرًا هيّنًا ويمكن تعويضه بهذه السهولة، فتركيا تستورد20 في المئة من النفط و60 في المئة من الغاز الطبيعي من روسيا. وكانت روسيا تقوم بتعويض الشحنات الإضافية نظرًا لأن إيران لم تكن قادرة على إرسال الشحنات الكافية في أشهر الشتاء. وهذا يعني أن روسيا ستقوم بإعادة النظر في استثماراتها الموجودة في تركيا مثل مشروع "التيار التركي" الذي سيقوم بتسويق الغاز الروسي في أوروبا عبر تركيا، ومحطة الطاقة النووية ـ المشروع الضخم المقدر بــ20 مليار دولار، وكذلك بنك (Denizbank) التركي. وأعلن ميدفيديف أنهم بدأوا في أعمال تتعلق بحزمة عقوبات تشمل وقف برنامج التعاون الاقتصادي، والقيود على المعاملات المالية، والقيود على التجارة الخارجية، وتغيير الضرائب الجمركية، والتدابير التي سيتم اتخاذها في مجالي السياحة والنقل. ومن المتوقع أن تكون السياحة والمنسوجات والأغذية من أكثر القطاعات التجارية التركية التي ستتأثر سلبًا بتراجع علاقات الدولتين، أفادت زمان".

وأبرزت السفير: أنقرة تنصح مواطنيها بتجنّب السفر إلى موسكو.. بوتين يفرض اجراءات عقابية ضد تركيا.. وأردوغان "حزين". وطبقاً للصحيفة، أعرب أردوغان عن "حزنه" لإسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية-التركية، متمنياً ألا تتكرّر الحادثة. في المقابل، وقع الرئيس بوتين مرسوماً يتبنى سلسلة اجراءات اقتصادية عقابية رداً على اسقاط الطيران التركي الثلاثاء لمقاتلة روسية قرب الحدود السورية. وأورد نص المرسوم الذي نشره الكرملين ان هذه الاجراءات التي اعدتها الحكومة الروسية و"الهادفة الى ضمان الامن القومي وامن المواطنين الروس" تشمل حظر الرحلات بين روسيا وتركيا ومنع أرباب العمل الروس من توظيف اتراك، وإعادة العمل بنظام تأشيرة الدخول بين البلدين. وأوضح الكرملين على موقعه الإلكتروني أن الإجراءات ستؤثر على الواردات من بعض البضائع التركية وعلى عمليات الشركات التركية في روسيا والاستعانة بأتراك في شركات روسية. وكان المتحدث باسم الرئيس الروسي قال إن بوتين مستنفر تماماً لمواجهة ما يعتبره الكرملين تهديداً غير مسبوق من تركيا.

وفي تعليقات تعكس مدى غضب الكرملين بسبب هذا الحادث وصف المتحدث ديميتري بيسكوف تصرف سلاح الجو التركي بأنه "جنون مطبق"، وقال إن تعامل أنقرة مع الأزمة بعد وقوعها ذكره "بمسرح العبث". وقال بيسكوف إن الأزمة دفعت بوتين الذي يجهز وزراؤه إجراءات اقتصادية انتقامية ضد تركيا "للاستنفار" بطريقة الجيوش في أوقات الأزمات. وأضاف "الرئيس مستنفر.. مستنفر تمامًا.. مستنفر للحد الذي يقتضيه الموقف. هذا الظرف غير مسبوق. هذا التحدي لروسيا غير مسبوق. لذا وبشكل طبيعي سيكون رد الفعل على قدر هذا التهديد".

وأبرزت الحياة: الكرملين يصعَّد ضد «الجنون التركي» والحل السياسي في سورية. وطبقاً للصحيفة، صعّد الكرملين «الحرب الكلامية» ضد أنقرة ووصف تصرُّف سلاح الجو التركي بأنه «جنون» وسط مؤشرات إلى ربط موسكو المسار السياسي في سورية بتقدّم العمليات العسكرية، وعبّر أردوغان عن «حزنه» لإسقاط طائرة «السوخوي» الروسية، وأمل بألا يتكرر هذا الحادث «أبداً»، وسط مساعٍ لعقد لقاء يجمعه والرئيس بوتين على هامش قمة المناخ في باريس غداً. وأفيد في طهران بوجود جهود إيرانية لـ «التهدئة» بين موسكو وأنقرة. وصعّد بيسكوف اللهجة مع تركيا، معتبراً إسقاطها القاذفة الروسية «تحدياً غير مسبوق» و«جنوناً». وزاد أن موسكو لا يمكن أن تتساهل مع الحادث، مشيراً إلى أن الرئيس التركي «أدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ورطة بسبب تصرفاته».

وفي طهران، قالت مصادر مطلعة أن إيران دعت الحكومة التركية إلی ضبط النفس وعدم التصعيد مع روسيا. وأردفت أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أجری اتصالين هاتفيين مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والتركي فريدون سنيرلي أوغلو، لتهدئة الأمور بينهما، و«سمع كلاماً روسيّاً في غاية الاستياء من السلوك التركي، إذ إن بوتين منزعج كثيراً من سلوك أردوغان الذي دعا إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي (بعد إسقاط الطائرة الروسية) بدل العمل لتطويق الحادث». وتابعت المصادر أن ظريف «سمع، في المقابل، كلاماً يتضمن ليونة في الموقف التركي الذي أكد عدم رغبته في التصعيد، لأن تطوّر الأحداث لا يصبّ في مصلحة البلدين».

وفي سياق آخر، أبرزت الحياة: بوادر خلاف بين أردوغان والجيش. وذكرت أنه وبعد يومين من الجهود الديبلوماسية التي لم تثمر، قررت أنقرة وضع خطة للتصعيد التدريجي مع موسكو، يبدأ تنفيذها الأسبوع المقبل، في حال أصر الرئيس بوتين على رفض لقاء أردوغان في باريس غداً أو الثلاثاء على هامش قمة المناخ. وتتضمن الخطة الرد بالمثل على العقوبات الاقتصادية الروسية، وطلبت الخارجية التركية من الأتراك عدم السفر إلى موسكو إلا للضرورة القصوى، بعد تعرُّض 30 رجل أعمال تركياً للإهانة والحبس في مطار موسكو، ثم طردهم بحجّة «عدم استكمال متطلبات تأشيرة الدخول». وتراهن أنقرة على أن موسكو لن تستطيع وقف ضخ الغاز أو النفط إليها، بسبب حاجة الروس إلى المال، بينما سيرتدّ وقف التجارة بين البلدين سلباً على موسكو في شكل أكبر. وظهرت بوادر خلاف بين القصر الرئاسي التركي وقيادة الأركان، على خلفية التعامل مع الأزمة، بعد تسريب الجيش إلى صحف مقربة أنباء تفيد بأن إسقاطه الطائرة الروسية جاء بناء على تعليمات مسبقة وأكيدة من الحكومة، وأن القيادة السياسية هي التي تتحمل نتائجه، وذلك بعد تسريبات إلى صحف قريبة من الحكومة حاولت اتهام «عناصر» داخل الجيش بافتعال الأزمة مع روسيا لإحراج أردوغان. وذكر مصدر عسكري رفيع المستوى رفض كشف هويته في حديث إلى صحيفة «سوزجو» أن قيادة سلاح الجو التركي تعلم هوية كل المقاتلات في الأجواء المحيطة، وهو ما يتعارض مع قول الرئيس التركي «لو علمنا أن الطائرة روسية لتصرفنا في شكل مختلف». كما انتقد المصدر استعجال الرئاسة إعلان «إسقاط طائرة روسية» بعد الحادثة فوراً، مؤكداً أن الجيش حاول «إصلاح هذا الخطأ المتهور» ببيانه الذي صدر لاحقاً، مشيراً إلى إسقاط طائرة «مجهولة الهوية». وزاد: «لو يتعلم هؤلاء السياسيون الصمت لاستطعنا ربما حل المسألة في شكل أسرع». وأضافت الحياة أنه وبعد مدة قصيرة من الفرحة والزهو بإسقاط طائرة روسية و«توجيه صفعة إلى بوتين في سورية» وفق الإعلام الموالي، بدأ الحديث يتغيّر نحو استدراك أن ما حصل سيقوي يد روسيا في سورية، وسيؤدي إلى إضعاف حجج تركيا للتدخل، ما دفع وزيرة الاتحاد الأوروبي في الحكومة السابقة بيريل داداغلو إلى القول: «بوتين نصب لنا فخاً ودفعنا إلى إسقاط طائرته لأن النتائج تشير إلى أنه المستفيد من الأمر».

وتساءلت صحيفة العرب: هل أمسك المغرب بالخيط التركي لداعش؟ ونقلت قول محللين متخصصين في شؤون الإرهاب إن الخلية التركية التي أعلن المغرب عن اعتقالها قد تكون الحلقة المفقودة في قضية القدرات اللوجيستية والتنظيمية لتنظيم الدولة الإسلامية. وأشار المحللون إلى أنها المرة الأولى التي تضع فيها أجهزة الاستخبارات يدها على رابط حيّر الدول والذي يجعل تركيا معبرا آمنا وقاعدة خلفية للتنظيم من دون التمكن من رصد تركي واحد له علاقة بالعمليات. وقالت وزارة الداخلية المغربية إن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص للاشتباه بأنهم اخترقوا أجهزة اتصالات وإن اثنين منهم تركيان يشتبه بأنهما على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية. وأوضحت الصحيفة أنه ورغم أن تركيا تعدّ ضفة الإرهاب المنطلق من شمال أفريقيا وأوروبا نحو سوريا والعراق، فإن أجهزة الاستخبارات الغربية والعربية عجزت إلى اليوم في العثور على الرابط التركي الموجود حتما. وتوقّع خبراء في الحركات المتشددة أن يطيح نجاح المغرب في كشف هذه الخلية بخلايا أخرى تخصصت في تسهيل عمل شبكات التسفير التي تنقل متشددين من دول مغاربية أخرى باتجاه تركيا سواء بشكل مباشر أو عن طريق أوروبا.

وفي الخليج الإماراتية، وتحت عنوان: أزمة السوخوي وما بعدها، اعتبر عبدالله السناوي اننا أمام اختبار خشن لأوزان القوى، قبل أي ذهاب جدي للتفاوض وفق الجدول الزمني المعلن.... في اختبارات السياسة هناك اعتبارات تغلب أخرى، فما الذي دعا تركيا إلى المجازفة بتلك المصالح الاستراتيجية والاقتصادية؟ الأغلب أنها أرادت، بتحريض أمريكي مباشر، ودعم صريح من حلف «الناتو»، أن تكسر هيبة السلاح الروسي، وأن تؤكد في الوقت نفسه قدرتها العسكرية على التدخل البري المحدود داخل الأراضي السورية، فيما يُعرف ب«المنطقة الآمنة»، لقلب موازين القوة على الأرض قبل جولات التفاوض المتوقعة. بصياغة أخرى، فاقت اعتباراتها الاستراتيجية في إدارة الأزمة السورية أي اعتبارات أخرى. وتابع الكاتب: إسقاط السوخوي رسالة استراتيجية متعمدة في لحظة استثنائية، والرد سوف يكون من نفس النوع. أين بالضبط سترد موسكو؟

وأجاب الكاتب: الرد داخل سوريا بالعمل على الإضرار الفادح بالمصالح والرهانات والاستراتيجيات التركية، لا شيء سوف تحصده أنقرة بالرضا الدبلوماسي، ولا دور عسكرياً ممكناً داخل الأراضي السورية من دون تكاليف باهظة. هذا أخطر أنواع العقاب الروسي. إنه تحجيم الدورين العسكري والدبلوماسي لتركيا لأقصى حد ممكن. تكثيف الغارات الروسية فوق المنطقة المفترضة للنفوذ التركي في اليوم التالي لاستهداف طائرتها توجه استراتيجي ليس عشوائياً، بل انتقام ممنهج لا خطابي. لن تكون هناك منطقة آمنة تركية. وأضاف الكاتب: التوجه الفرنسي الصريح للتعاون العسكري مع روسيا في ضرب مواقع «داعش» تطور جوهري يؤكد الثقة في جديتها بالحرب على الإرهاب، ويشكك في الوقت نفسه بأي استراتيجية أمريكية.

من المتوقع أن تضغط موسكو إعلامياً ودبلوماسياً بورقة الدعم التركي لـ«داعش» لوضع أنقرة في قفص الاتهام أمام الضمير الإنساني المروع. وأنقرة لن تتردد في النفي؛ غير أن الوقائع تخذلها، وحججها لن تسعفها، فقد أوغلت إلى حدود يصعب إنكارها. وفي الفجوة الواسعة بين الاتهام والنفي قد ترتفع فرص الرئيس السوري «بشار الأسد» على البقاء في موقعه لفترة مقبلة أكثر مما كان متوقعاً. الذين هللوا لإسقاط الطائرة الروسية لا يدركون حجم الحماقة التي اُرتكبت. حيث يطلبون رحيل «الأسد» فإنهم يثبتونه. القضية ليست السوخوي ولا مستقبل «الأسد» بقدر ما هي صراع ضارٍ على النفوذ والقوة في الإقليم المشتعل بالنيران.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.