تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تعليقات وتحليلات حول قرار روسيا تخفيض عديد قواتها في سورية:

مصدر الصورة
sns

لفتت افتتاحية الوطن العمانية إلى أنه لا تزال هناك أطراف ترفض التخلي عن سلوكياتها وممارساتها المنافية للقيم والمبادئ وأبسط قواعد التعامل السياسي، والمنافية لروح الدبلوماسية في التعاطي مع مختلف الملفات المعقد منها وغير المعقد الخاصة بالأزمة السورية... وما جاء على لسان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بأن “لا سلام دائمًا في سوريا في ظل وجود الرئيس بشار الأسد في السلطة”، هو إملاء واضح لـ”المعارضات” السورية، لافشال وتخريب الحوار بين السوريين، وتدخل سافر فيما لا يحق له التدخل فيه، لأن وضع الرئاسة وشخص الرئيس حق أصيل وخاص بالشعب السوري وحده وليس لأي أحد، والتدخل في هذا الحق هو تعدٍّ على إرادة الشعب السوري في تقرير مستقبله بنفسه...

ورأى زهير ماجد في الوطن أيضاً أنّ روسيا باقية في سوريا في كل الحالات، هي لاتملك خيارا آخر، وليس باستطاعتها إفراغ عسكرها وآلياتها بهذه السهولة، هي ادارة للموجود على انه من الثوابت، فإذا ذهبت طائرة ظلت البقية على دورها... لكن السؤال الذي بوشر بطرحه من منابر مختلفة، متى ينسحب حلفاء موسكو من سوريا، من حزب الله إلى ايران إلى قوى مختلفة أخرى، وكلنا يعرف حجم التنسيق بين تلك الأطراف، وقد كان الملفت للنظر ان حزب الله انطلق للمشاركة المباشرة في الحرب بعد اللقاء المهم بين السيد حسن نصرالله ونائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف في بيروت عام 2013. وأوجز الكاتب أنه لا خوف على سوريا ولا على الحلفاء ولا على الميدان الذي حسم تقريبا مع أن المعارك فيه قد تفتح في اي وقت، وما الهدوء الحالي على الجبهات سوى استجابة لضغوط الكبار الذين على مايبدو يريدون التأسيس لنقلة أخرى سياسية توازي صمت النار.

ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية أنّ سوريا لم تعد ساحة للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، فالاتصالات بين الجانبين لا تنقطع على مختلف المستويات، والتنسيق بينهما قائم حول مختلف التطورات السياسية والعسكرية على الساحة السورية، ويلتزمان بتطبيق قرار وقف الأعمال العدائية بين المتقاتلين الذي لا يزال ثابتاً إلى حد بعيد، كما أنهما يمارسان الضغوط على الأطراف المعنية للانخراط بشكل جدي في المفاوضات... وقرار روسيا سحب الجزء الأساسي من قواتها في سوريا، مع عدم تخليها عن مواصلة حربها على المنظمات الإرهابية ودعمها للقوات النظامية السورية في معاركها ضد هذه المنظمات، يعطي انطباعاً بأن روسيا ليست راغبة في التواجد الدائم في سوريا إلا في إطار ما يحفظ مصالحها ويحقق هدفها في ضرب معاقل الإرهاب، من دون أن تتورط أكثر وتغرق في الرمال السورية، أو توفر ذريعة للآخرين بمزيد من التدخل لتخريب عملية السلام الجارية. وأوجزت الخليج أنّ روسيا والولايات المتحدة مصممتان على ما يبدو على وضع حد للحرب السورية بعدما استنزفت أغراضها وباتت عبئاً لا يحتمل على الجميع. جاء دور العمل السياسي وهو صعب وشاق، وهو الوجه الآخر للعمل العسكري الذي لا بد أن ينكفئ، ويقتصر على المواجهة مع الإرهاب.

وتحدثت د. نورهان الشيخ في الأهرام عن دلالات سحب القوات الروسية من سوريا: أولاها، أن روسيا معنية حقيقة بالتسوية السلمية، وتدعم المسار السلمى لتسوية الأزمة السورية التي انهكت سوريا والعالم. ثانيها، إن القرار الروسي قطع الطريق على تدخل أي قوى إقليمية في سوريا بحجة مكافحة الارهاب. ثالثها، إن روسيا حققت أهدافها من الضربات في سوريا. ولفتت إلى أن روسيا لا تنسحب بالكامل من سوريا، فما يتم هو في الواقع خفض لحجم القوات الجوية الروسية وليس سحبا كاملا لها، معتبرة أنّ إن القرار الروسي كان قرارا مدروسا عناية، وجاء في توقيت عظم كثيراً من تداعياته الإيجابية متعددة الأبعاد، وهذا ليس بجديد على قيادة ذكية وثاقبة الرؤية مثل الرئيس بوتين

وفي الدستور الأردنية، كتب عريب الرنتاوي: استفاق العالم من “صدمة” القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب الجزئي من سوريا، فماذا وجد؟ وجد أن القرار قد أنعش الآمال والرهان على أول فرصة حقيقية لحل سياسي للأزمة السورية على حد تعبير جون كيري، الذي قرر صبيحة اليوم التوجه إلى موسكو للتباحث مع القيصر حول “الخطوة التالية”.. وأن مسار التهدئة الذي ظنته المعارضة وبعض رعاتها تكتيكاً يتعين القبول به بشروط ثقيلة، قد بات واحداً من حقائق الميدان السوري، وأنه في طريقه لأن يصبح وقفاً لإطلاق النار، وتوطئة لمزيد من خطوات بناء الثقة. وأن المصالحات الميدانية التي طالما تم التشكيك في جدواها، ستصبح مع الأيام وقادم التطورات، أحد ركائز استراتيجية الحرب على داعش والنصرة والإرهاب، وأنها تتوفر على غطاء دولي، وليست محاولة لسحب البساط من تحت أقدام المعارضة. وأن الحرب على الإرهاب، ستكتسب زخماً إضافياً بعد القرار، لاسيما بعد المعلومات عن تقاسم عمل وظيفي بين واشنطن وموسكو وحلفائهما لمطاردة داعش حيثما ثقفوها. وأن دائرة التوافق الأمريكي – الروسي ستشهد المزيد من الاتساع والتعمق، لتشمل ربما الدخول في ثنايا ودهاليز الحل السياسي والعمل الميداني. وأن الخلاف الروسي السوري، سيضع دمشق على محك لم تعهده من قبل، في علاقتها مع “الحليف الاستراتيجي”، فإما التقدم على طريق الحل السياسي تحت سقف التوافق الأمريكي الروسي، وإما الاستمساك بنظرية “التعديل الوزاري” بوصفها أقصى ما يمكن أن تقدمه دمشق من تنازلات، وتتحمل تبعاً لذلك، عواقب موقفها وحدها.. وأن حلفاء دمشق الإقليميين، لم يبق لهم بدورهم سوى التكيف مع الوقائع الجديدة الناشئة. أما روسيا، وقيصرها الخبير بأسلوب “العلاج بالصدمات”، فقد خرجت من الموقف بصورة أفضل ودور أكبر، وأحسب أنها ستكون في وضع ربما يمكنها من ترجمة ذلك، إلى مكاسب إضافية أبعد من سوريا والإقليم... بدءا من أوكرانيا وانتهاء بأوروبا والأطلسي والغرب عموماً.

وكتب حسين الرواشدة في الدستور أيضاً: لم تتدخل روسيا في سوريا من اجل عيون الاسد، ولا انسحبت ايضا لتقوية موقف المعارضة في جنيف؛ روسيا انجزت المهمة، بما يحقق مصالحها او جزءا منها، ثم تركت للاخرين المنشغلين بالمفاجأة حرية الاختصام والجدل ومحاولة فك اللغز؛ سقط الاسد أو لم يسقط، فسوريا التي نعرفها انتهت، ونحن امام سوريا جديدة، بمواصفات تحقق المصالح الدولية اولا، ومصلحة ايران واسرائيل ثانيا، هل هذا ما ادركته وارادته روسيا؟

واعتبر حمادة فراعنة في الدستور أيضاً أنّ روسيا كانت حاضرة في سوريا منذ بداية الربيع العربي للمراقبة أو للاستشارة، وحينما مالت موازين القوى لصالح المعارضة السورية المسلحة، تدخلت مباشرة في بداية شهر تشرين أول 2015 لمساعدة الجيش السوري وتوفير الغطاء له، ولكنها لم تقاتل نيابة عنه، ولذلك لم يسقط لها ضحايا وعاد مقاتلوها الى وطنهم كاملي الهمة والمعنويات بعد أن أدوا دورهم في مساعدة النظام السوري ونجحوا في ذلك عبر تغيير موازين القوى على الارض لمصلحة الرئيس الاسد... وتدخل روسيا يعكس فهم موسكو لمصالحها ولحماية هذه المصالح، ولكنه لم يكن ضد ارادة الاميركيين والاوروبيين ورغبتهم ، بل تم ذلك بالتفاهم معهم وبرضاهم.

وأوضح جمال العلوي أن التطابق في المواقف السورية الروسية لا تستقيم معه أي قرارات تقوم على حدوث تحولات في الموقف الروسي فكما استفادت سورية من الوجود العسكري الروسي بزخمه الميداني المتطور عسكرياً فان روسيا استطاعت البناء على الصمود السوري في خلق معادلات دولية جديدة في المنطقة والعالم، لا تستطيع معها روسيا التفريط بالنصر الذي صنعته سوريه والذي يمر في مرحلة ربع الساعة الاخير. صبراً آل ياسر فان الايام كفيلة بتقديم مقاربات صحيحة تكشف عمق التحولات التي تحدث وتماسك جبهة حلفاء سورية في المقابل حدوث اهتزازات عميقة في التحالف المناهض. وستبقى الدولة الوطنية السورية عصية على التقسيم وسيد قاسيون فوق كل الخطوط الحمر بعد سنوات الجمر التي مرت واثبتت عمق التماسك بين الدولة والجيش والقيادة. والقوات الروسية التي خرجت يمكن لها أن تعود في أي لحظة.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر د. فهد الفانك أنّ إعلان الانسحاب الروسي قرار إعلامي بحت، لعدم وجود قوات روسية برية يمكن سحبها! ومفاوضات جنيف سوف تفشل وتعود الأطراف إلى القتال في الميدان ليحققوا بالقوة ما لم يستطيعوا أن يحققوه بالمفاوضات، وتواصل الطائرات الروسية القيام بما كانت تقوم به.

وكتب محمد خروب في الرأي أيضاً: لا يبدو ان النظام السوري قد اهتزّ أو بدأ رئيسه بترتيب حقائبه، أو ان الحلف الذي يدعمه قد تصدع أو اصابته مشاعر الذعر، وما حدث على أهميته ودلالاته وأبعاده، ولكن دون مبالغة او تحميله اكثر مما يحتمل، لا يعدو كونه إعادة «ترتيب» لاوراق وخطط المرحلة المقبلة، فإما عملية سياسية تستند الى القرارين 2254 و2268 او مواصلة «رقصة الدم» التي ما تزال بعض العواصم والجهات في الاقليم خصوصاً تُراهِن عليها.

ولفت محمد كعوش في الرأي كذلك أنّ الصراع في سوريا وعليها دخل عامه السادس، ولكن رغم كل الخسائر التي لحقت بالقطر العربي السوري، لم تتحقق اهداف المشروع المعد الساعي الى تفكيك الدولة وتقسيم البلاد وحل الجيش. وتابع انّ البعض اشاع ان موسكو فاجأت دمشق بالقرار في محاولة للضغط عليها لتقديم تنازلات. والذين تبنوا هذه الآراء هم خصوم سوريا، لأن قرار بوتن يحمل رسائل الى كل الجهات، وكل الاطراف والاطياف، ولكنها رسائل ايجابية مريحة لاقت الترحيب من معظم الدول المعنية في الصراع.. والحقيقة أن القرار تم بالتنسيق مع دمشق، وتم ابلاغ عدد من الدول المعنية به في وقت سابق. والقرار صدر عشية مؤتمر جنيف من أجل خلق اجواء مريحة ومساعدة داخل المؤتمر. القرار الروسي واضح، كما اهداف موسكو ونواياها، فالقيادة الروسية ترى أن لا لزوم لهذا الفائض من القوة الجوية بأسلحتها النوعية في سوريا اليوم...

وفي النهار اللبنانية، وتحت عنوان: هذا الانسحاب الذي يشبه الهجوم، كتب جهاد الزين: تدخل الحرب السورية مع القرار الروسي بسحب "الجزء الأكبر" من التواجد العسكري في سوريا مرحلة جديدة في مسار طويل جدا لا زلنا في بدايته وربما استغرق عقدا، من محاولة إيجاد حل سياسي. هذه هي "البيئة السلمية للحرب" بعدما كانت قبل الاتفاق الأميركي الإيراني ومنذ العام 2011 بيئةً حربية للحرب. لكن في الحالتين الحرب مستمرة. استحصل قرار بوتين هذا على إعجاب شامل في العالم المعني بالحرب السورية. حركة شطرنجية من الانسحاب الذي هو أقرب إلى الهجوم: كسر نظرية التورّط الروسي والتشبيه بالتجربة السوفياتية في أفغانستان؛ تعويم البعد السياسي على العسكري مع استمرار جهود جنيف؛ إضعاف بل إقفال أي مجال للضغط الداخلي الروسي الشعبي يعتبر سياسة بوتين تبديدا للثروات الروسية في مغامرات عسكرية في وقت تظهر فيه مؤشرات الاقتصاد الروسي غير مطمئنة؛ إعطاء الفرصة لأردوغان بتغيير سياساته المتطرفة دون إهانته.

ولذلك علينا أن ننتظر ماذا ستكون الخطوة التركية الكبيرة المقبلة إذا كان هذا القرار البوتيني، عكس الرائج، جزءاً من اتفاق ما كبير غير معلن، لاسيما مع واشنطن، يتضمن عددا من "التراجعات" للدول الأساسية في الصراع.. قوة هذا القرار البوتيني الشطرنجية أنه يربح الكثير ولا يخسر شيئا. لم يترك بوتين سوريا. القرار يعني في الميدان ترك منطقة إدلب لتركيا ومعظم الحدود التركية السورية للأكراد عدا بعض المناطق الضيقة لتركيا أقصى شمال حلب وتوسيع رقعة نفوذ النظام في جنوب دمشق مع ترك مناطق معينة لإسرائيل والأردن وعبره السعودية. هذا اعتراف روسي بمناطق نفوذ وإن كان لا يكفي حتى اليوم لاعتماده أساسا واقعيا للفدرالية الآتية لا محالة إلى سوريا الجديدة والتي ثبت عبر التجربة العراقية أنها "ناجحة" في قيام تقسيم أمر واقع داخل دولة واحدة. وقد تكرّست منطقة الساحل السوري وجبالها بكاملها مع امتداداتها إلى دمشق منطقة تحت الحماية الروسية.

المحللون الغربيون عموما أكثر تحفظا منا نحن العرب في الاسترسال بتوقعات جازمة. لكن ما يلفت النظر هو اتفاق كارهي النظام السوري ومحبِّيه على القول أن هدف إعلان انسحاب "الجزء الأكبر" من القوات الروسية هو عملية ضغط على هذا النظام وسحب الذرائع من أمام معارضيه الداخليين والخارجيين في آنٍ معاً. يعني الضغط على كل الأطراف.. وأظن هذه عملية ترويج إيجابية وإن تكن مبالغا بها من جهة تأويلها على العلاقة الروسية مع الرئيس الأسد. على أي حال وبسرعة سيظهر البعد التوافقي لا الصدامي في هذا القرار الروسي عند معظم اللاعبين. عبر قراره الأخير، لا "يتفادى" الرئيس الروسي "الشرق الأوسط" كما دعا إلى ذلك الرئيس أوباما في المقالة المشار إليها، أي إلى تفادي منطقتنا. بالعكس لأن روسيا على حدود هذه المنطقة وجزءٌ من تفاعلاتها الدينية والجيوسياسية. بوتين ينظّم حضوره فيها. والحرب - الهدنة- الحرب السورية طويلة.

وأفادت صحيفة "الغارديان" إن "قرار روسيا بسحب الجزء الأكبر من قواتها كان مفاجئا للجميع، وأدى بأميركا إلى أن تعاني في محاولة فهم تحول روسيا بعد ستة أشهر من حملتها العسكرية في سوريا التي أزعجت خلالها صانعي السياسة الغربية بشدة". وأوضحت الصحيفة البريطانية  أنه "رغم الهدوء النسبي في سوريا لمدة أسبوعين منذ بدء وقف إطلاق النار، فلا يزال الطريق إلى نهاية الحرب طويل". ونقلت عن دبلوماسيين غربيين أملهم "أن يتخلى الرئيس بوتين، بعد أن أظهر أهمية وقوة الدور الروسي في الشرق الأوسط، عن الرئيس الأسد". ولفتت الصحيفة الى ان "هذا سوف يؤدي إلى تقدم كبير في المحادثات في جنيف، إذ كان مصير الأسد حجر عثرة في تلك المفاوضات، إلا أن هناك وجهة نظر أخرى، هي أن روسيا قد نجحت بتدخلها في تدعيم الأسد ووضعت حدا للانتكاسات العسكرية التي عاناها النظام السوري عام 2015".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.