توغّلت القوات العراقية في شمال الموصل، وواصلت تقدُّمها في المحور الجنوبي، مؤكّدة قتل مسؤول «هيئة الحرب» في تنظيم «داعش»، فيما أوقعت هجمات نفذّها التنظيم في محافظة صلاح الدين عشرات القتلى والجرحى وبينهم إيرانيون كانوا في طريقهم إلى كربلاء. وأفاد مصدر عسكري أمس بأن «الفرقة الـ16 العراقية اقتحمت منطقتي السادة وبعويزة داخل الموصل لجهة الشمال، وتوجّهت صوب معسكر الكندي حيث مقر الفرقة الثانية سابقاً». وأوضح أن «الهجوم بدأ من منطقة الشلالات، وستصل الاشتباكات إلى مشارف حي الحدباء. قواتنا خاضت حرب شوارع ودُمِّر عدد من العربات المفخخة». وفي المحور الشرقي، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس «قتل مسؤول هيئة الحرب في داعش الإرهابي المدعو مهند حامد إبراهيم العكلات، وكنيته أبو عائشة البيلاوي، بضربة جوية، وكان معه عدد من معاونيه من الأجانب في هذا المحور، حيث تخوض القوات معارك ضارية لاستكمال سيطرتها على مزيد من الأحياء». إلى ذلك، أعلن قائد العمليات عبد الأمير رشيد يارالله أمس أن «قطعات الفرقة المدرّعة التاسعة حررت قرى الرزاقية وحويجة الحصان، شمال الزاب من الجهة الجنوبية الغربية، ورفعت العلم الوطني فيها بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات». في طهران اتّهم مساعد رئيس أركان القوات المسلحة العميد مسعود جزائري، الولايات المتحدة بتوظيف عمليات تحرير الموصل في الانتخابات، طبقاً للحياة
وأبرزت صحيفة الأخبار: العبادي والبرزاني يشيدان بالمنجزات الميدانية: لمعركة ثالثة في الحويجة. وأفادت أنّ بغداد مرتاحة على ما يبدو لسير عملياتها العسكرية في محافظة نينوى. ترى في ما حُقّق إنجازاً كبيراً، وهي عازمة على مواصلة تقدّمها بالتعاون مع مختلف القوى العراقية. وفي السياق، جاءت زيارة العبادي لأربيل لتأكيد التعاون وإطلاق معركة استعادة الحويجة. وطبقاً للصحيفة، حطّت طائرة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أوّل من أمس، في مطار أربيل، حيث استقبله رئيس إقليم «كردستان العراق» مسعود البرزاني، للبحث في مستجدات عملية استعادة محافظة نينوى. وذكرت رئاسة الإقليم في بيان أنه «تم خلال اللقاء بحث خطوات العمليات العسكرية لاستعادة الموصل التي بدأت منذ نحو عشرين يوماً، والوضع الميداني لجبهات القتال ضد ما يسمى تنظيم داعش»، لافتةً إلى أنه «تم البحث في الانتصارات المحقّقة من قبل القوات العراقية وقوات البشمركة في محاور الشمال، والشرق، والجنوب لمدينة الموصل».
وتوقع مسؤول أمني كردي كبير، أمس، أن تواجه القوات العراقية مقاومة أكثر شراسة من تنظيم داعش في المرحلة المقبلة من معركة الموصل. وذكر مسرور بارزاني، رئيس المجلس الأمني لحكومة كردستان العراق، أن من بين أساليب داعش استخدام شراك خداعية يمكن أن تفجر أحياء بأكملها. وطبقاً لرويترز، أشار المسؤول الأمني إلى إن التنظيم نشر، خلال عملية تحرير الموصل، التي بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع، طائرات بلا طيار محملة بالمتفجرات واستخدم غازي الكلور والخردل في قذائف مدفعية طويلة المدى، كما أنه استعان بقناصة على مستوى عال.
من جانب، أفاد مصدر من داخل مدينة الموصل، أمس، بقيام تنظيم "داعش" بإعدام عناصره الفارين من منطقة كوكجلي في الساحل الأيسر للمدينة، ذبحا بسكاكين غير حادة. وقال المصدر إن "داعش" أعدم 7 من عناصره الفارين من المعارك في منطقة كوكجلي.
من جهتها، ووفقاً لروسيا اليوم، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في إطار معركة استعادة الموصل من قبضة "داعش". وأشارت أمس، إلى عدم وجود خطة منظمة عند قوات التحالف فيما يتعلق بإجلاء المدنيين من الموصل المحاصرة، وبالدرجة الأولى، غياب ممرات إنسانية تتيح الخروج الآمن للسكان من المدينة. واعتبرت زاخاروفا أن التحالف الدولي يمارس حصارا إعلاميا حول عملياته بالموصل و"لا يقدم أية معلومات صحيحة عما يجري هناك". وأوضحت: "ليس هناك أي وضوح ما إذا كانت قوات التحالف الدولي تتقدم أم تتراجع، وحول مدى فاعلية التكتيك المطبق هناك، وما هي الخسائر التي يتكبدها الطرفان وحول عدد الطلعات الجوية العسكرية ومن نفذها". وأضافت: "يبدو أنه صدر الأمر بإلغاء الدعم الإعلامي لعمليات قوات التحالف في معركة الموصل".
وتساءلت افتتاحية القدس العربي: بماذا تختلف الحكومة العراقية عن تنظيم «الدولة»؟ وذكرت أنه في حربها ضد التنظيم، وكما يرتكب التنظيم جرائمه ضد سكان المنطقة باسم الإسلام، فإن القوات العراقية المقابلة لا تتورّع بدورها عن النهب والسلب والإجرام باسم الإسلام أيضاً؛ من وجهة نظر سكان الموصل والرمادي والفلوجة بماذا تختلف الحكومة العراقية وميليشياتها عن تنظيم «الدولة الإسلامية»؟
