قال وزير البترول المصري طارق الملا إن شركة أرامكو السعودية أوقفت مدّ مصر بشحنات المواد البترولية إلى إشعار آخر، نافياً، في الوقت نفسه، توجه بلاده إلى إيران للحصول على إمدادات نفطية. وقال الملا للصحفيين خلال مؤتمر نفطي في أبوظبي أمس، "نعم أؤكد (وقف الامدادات النفطية) إلى حين إشعار آخر". وكانت وسائل إعلام قد ذكرت في وقت سابق أن وزير النفط المصري زار طهران الأحد الماضي والتقى بمسؤولين إيرانيين كبار لبحث إمكانية تأمين إمدادات نفطية لبلاده من طهران، وهو ما نفاه الوزير شكلا ومضمونا.
من جهته، أكد طلعت السويدي، رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان المصري، أن القاهرة أمنت احتياجاتها من الوقود للشهرين الحالي والمقبل، عبر طرح مناقصات عالمية منذ أيلول الماضي. وقال السويدي لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس: "لجنة الطاقة عقدت اجتماعا عند إخطار شركة (آرامكو) بتوقف الشحنات... وتقرر طرح مناقصات عالمية لشراء احتياجاتنا من الوقود من السوق العالمي... وقد جرى بالفعل تأمين احتياجات السوق المصري لشهري تشرين الجاري وكانون الأول المقبل". وأوضح السويدي أن "السعودية في كل الأحوال دولة شقيقة ولن تتأثر علاقاتنا بها بسبب أمر كهذا. والميزة التي كنا نحصل عليها في اتفاقنا مع (أرامكو) هي الدفع الآجل بفوائد مخفضة. ولكن الأولوية هي لتلبية احتياجات السوق المصري وألا يحدث نقص في الإمدادات في أي وقت.. وهو ما حققناه بالفعل". من جهة أخرى، تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 17 جنيها مصريا، أمس، في ثاني أيام التداول الحر للعملات بين البنوك، في أعقاب تعويم سعر الصرف نهاية الأسبوع الماضي.
وأبرزت السفير: نفط إماراتي لمصر: شحنات «أرامكو» متوقفة حالياً! وأوضحت أنّ الأنباء التي تحدثت عن زيارة وزير النفط المصري طارق الملا لطهران بما كان يمكن أن تشكله من تحولات سياسية أقلها تحسين العلاقات بين قطبين أساسيين في المنطقة: مصر وإيران، تبددت. ولم يعرف ما اذا كانت الزيارة قائمة فعلاً، وبالتالي لماذا ألغيت أو أجلت، إذ إن الوزير المصري ظهر عوضاً عن ذلك في أبوظبي، فيما جرى الإعلان عن بديل إماراتي للنفط السعودي الذي كان يتوقعه المصريون وتأجل «حتى إشعار آخر»! وتعاقدت مصر مع اثنتين من شركات البترول في الإمارات خلال زيارة وزير البترول طارق الملا الحالية أبو ظبي، حيث ستقومان بتصدير عدد من شحنات المواد البترولية لمصر، وذلك بجانب شحنات البترول القادمة من العراق لسد احتياجات مصر من المواد البترولية خلال الفترة المقبلة.
وأبرزت العرب الإماراتية: مصر تلوح بورقة إيران لترتيب علاقتها بالسعودية. وكتبت: محللون: القاهرة لا يمكنها التضحية بالعلاقة مع الرياض لأن ما يحكمها ليس مجرد شحنات من النفط بل يمتد إلى قضايا كثيرة ترتبط بالأمن القومي للبلدين. وأضافت الصحيفة أنّ مصر تعمل على منع المزيد من التوتر في علاقتها بدول الخليج، وخاصة بالسعودية، لكنها تلوح بورقة الالتجاء إلى إيران للحصول على شحنات نفطية أوقفت أرامكو السعودية شحنها إلى مصر لشهرين. وسربت أوساط ووسائل إعلام مصرية خبر زيارة وزير البترول طارق الملا إلى إيران خلال الأيام الماضية لتأكيد “التقارب” مع طهران، لكن الوزير نفى أي نية له للذهاب إلى إيران. وقال مراقبون إن تسريب خبر الزيارة ثم العودة إلى نفيه بشدة كان الهدف منهما إبلاغ رسالة مصرية مفادها أن القاهرة تريد الاستمرار في تعاملاتها النفطية مع دول الخليج، لكنها قادرة على إيجاد بدائل؛ المراقبون لم يستبعدوا أن يكون هذا “التلويح” مقصودا من قبل القاهرة بشكل أو بآخر، وأنها أرادت إبلاغ الرياض بأن الأمر قد يكون واردا إذا تزايدت الضغوط.
