تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: عقوبات أمريكية جديدة على إيران..؟!

مصدر الصورة
sns

أعلنت الخزانة الأمريكية، أمس، فرض عقوبات جديدة على طهران تشمل 12 كيانا و13 فردا، ردا على إجرائها تجربة لصاروخ باليستي. وجاء في بيان الوزارة أن بعض المشمولين بالعقوبات الجديدة ضد طهران، من أفراد وكيانات، موجودون في الإمارات ولبنان والصين. وقالت الوزارة إن العقوبات أظهرت التزام الولايات المتحدة باستخدام مثل تلك الإجراءات ردا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني "وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة". وأضافت أن العقوبات "متسقة تماما" مع التزامات الولايات المتحدة وفقا للاتفاق النووي الموقع مع إيران. وقال مصدر في الخارجية الروسية، إن فرض عقوبات أمريكية جديدة أحادية الجانب ضد إيران أمر غير بناء. وأكد المصدر  أن العقوبات قد تؤدي إلى مشاكل تعيق تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، مضيفا أن فرض العقوبات "قد يؤدي إلى تأزم الوضع"، وفقاً لروسيا اليوم.

 ورفضت طهران منح تأشيرات لفريق مصارعة أمريكي كان ينوي المشاركة في دورة تستضيفها إيران ردا على مرسوم ترامب بحسب ما أعلنت عنه الخارجية الإيرانية. ونقلت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية عن المتحدث باسم الوزارة قوله "بالنظر إلى السياسات المتبعة من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، فقد اضطرت وزارة الخارجية الإيرانية إلى رفض الموافقة على حضور فریق المصارعة الأمريكي في إیران".

ووفقاً للحياة، حوّلت إدارة ترامب تحذيراتها طهران إلى أفعال أمس، إذ شدّدت عقوبات تستهدف برنامجها الصاروخي، بعد أيام على اختبارها صاروخاً باليستياً، وحرصت في الوقت ذاته على تجنّب انتهاك الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست؛ ووضع مسؤولون أميركيون الأمر في إطار «تصعيد أولي رداً على سلوك استفزازي» لطهران و«زعزعتها الاستقرار الإقليمي»، لافتين إلى «مراجعة استراتيجيتنا بالكامل حول إيران» التي باتت أمام خيارين، التراجع عن انتهاك التزاماتها الدولية أو دفع «ثمن للتحريض». وشدد المسؤولون على رفض تصرفات تشكل تهديداً لحركة الملاحة الدولية. ولفت المسؤولون إلى أن العقوبات الجديدة لن تؤثر في صفقة «بوينغ» مع طهران. وتزامن تشدد واشنطن في هذا الملف مع رفع حدة لهجتها في التعامل مع ملفات جوهرية في السياسة الخارجية، إذ دانت «عدوانية روسيا» في شرق أوكرانيا، مشترطةً لإلغاء عقوبات على موسكو، أن تعيد الأخيرة شبه جزيرة القرم إلى كييف، كما حذر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس كوريا الشمالية من ردّ «حاسم وساحق» على أي هجوم نووي تشنه. وغرد ترامب على «تويتر» قائلاً إن طهران «تلعب بالنار»، وأضاف أن الإيرانيين «لا يقدّرون كم كان الرئيس أوباما لطيفاً معهم. (ولكن) ليس أنا!» وأكد أن كل الخيارات «مطروحة على الطاولة».

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف أن بلاده «لا تعبأ بالتهديدات». وكتب على «تويتر»: «لن نبادر إلى حرب، لكن يمكننا دوماً الاعتماد على وسائلنا في الدفاع. لن نستخدم أسلحتنا ضد أحد أبداً، إلا للدفاع عن النفس. دعونا نرى هل في إمكان من يشتكون (من إيران) أن يقولوا الكلام ذاته». وفي نيويورك، أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن تفهمه فرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران، معتبراً أن تجربتها الصاروخية انتهكت قرارات مجلس الأمن. لكنه حذر من الخلط بين التجربة وبين الاتفاق النووي، معتبراً أن «لا تأثير لها في الاتفاق، ونواصل دعم تنفيذه، والولايات المتحدة لا تعتزم التشكيك فيه الآن».

وفي السياق، عنونت العرب الإماراتية: العراق ميدان صدام قادم بين الولايات المتحدة وإيران. وأضافت: رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يقول إن السفارة الأميركية تجهل مثلنا توجهات الرئيس ترامب. وذكرت أنّ الحكومة العراقية لم تكن بانتظار إضافة أعباء جديدة على محاربة داعش بعد صعود ترامب، لكن إمكانية تحول العراق إلى ساحة صدام بين الولايات المتحدة وإيران وضعت بغداد في حالة طوارئ مبكرة.

واعتبر  د. خطار أبودياب في صحيفة العرب أنّ تضمين اعتداءات الحوثيين ضد السعودية والإمارات العربية المتحدة في بيان التحذير الذي صدر عن البيت الأبيض يعكس تركيز الإدارة الأميركية على تصرفات إيران وسلوكها الإقليمي. وحسب مصادر مطلعة في واشنطن، يمكن تلخيص خطة ترامب حول إيران على الشكل الآتي: تريد الإدارة متابعة تكثيف المراقبة الدقيقة لكل شاردة وواردة، فإذا قامت إيران بانتهاك الاتفاق، سيسقط الاتفاق ويتم القفز إلى المحاسبة؛ رفض تطوير برنامج الصواريخ الباليستية. ولذا سيكون الرد على التجربة الأخيرة عبر حزمة عقوبات كانت قيد الإعداد؛ مراقبة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار الإقليمي، ورفض التدخل السافر في شؤون الدول الأخرى؛ التنبه لنشاطات دعم الإرهاب.  وأضاف الكاتب: عند أول تطبيق عملي، يتضح أن لهجة الإدارة الجديدة تعكس تحولاً بنسبة 180 درجة عن إدارة باراك أوباما..

وكتب عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: تعود العلاقات بين طهران وواشنطن ثانية إلى النفق المظلم؟ موجة من التصعيد الخطير وعودة للتهديد بالإبقاء على “كافة الخيارات على الطاولة”، وحديث عن “اللعب بالنار”، وغير ذلك من مفردات سُحبت من التداول منذ التوقيع على الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي؛ لا أحد يعرف أين ستنتهي هذه الموجة من التصعيد أو كيف، ومن السابق لأوانه التكهن بانعكاساتها على أزمات المنطقة المفتوحة والنازفة.... نحن امام عملية إعادة خلط كاملة للأوراق، وتغيير لقواعد الاشتباك، ستكون له نتائجه المباشرة، على خريطة التحالفات والائتلافات الإقليمية في المنطقة، وستكون له آثار فورية على أولويات اللاعبين الرئيسين فيها.. وسيستمر الحال على هذا المنوال، إلى أن تستقر خيارات إدارة ترامب على أرضية صلبة، وهو أمر ليس من المتوقع أن يحدث، أو أن يحدث قريباً على أقل تقدير.

ورأت افتتاحية القدس العربي أنّ تجربة إيران إطلاق صاروخ باليستي يوم الأحد الماضي فتحت باباً سيصعب على طهران سدّه في إطار العلاقة مع إدارة ترامب الذي اعتبر أن الجمهورية الإسلامية «تلعب بالنار» وأن سلفه كان «لطيفا تجاههم»، وأكّد أن هذا لا ينطبق عليه؛ العالم الذي بدأ الاعتياد على اللغة الفظّة لترامب بدأ أيضاً يستعد لحقبة من إمكانيات تأجج صراعات سياسية وعسكرية بكافة اتجاهات خارطة الكرة الأرضية بسبب تصريحات وقرارات إدارة ترامب السريعة والصادمة والتي لا توفّر أحداً... وإذا أضفنا الترحيب الإسرائيلي بتأجيج التوتّر مع إيران فإن العرب سيقفون على رقعة شطرنج معقّدة، الأرباح فيها بحجم الخسائر. واضافت الصحيفة: تأجيج الصراع ضد الإسلام سيؤذي الإيرانيين وسيؤذي العرب بالمحصّلة... وبالتالي فإن العرب لن يندفعوا للدفاع عن جارتهم اللدود، وبالمقابل فإن رضاهم عن تأجيج النار العنصرية الأمريكية ضد الإسلام بحجّة أنها ستنال من إيران قد ينقلب عليهم لأن النار قد تحرقهم كما ستحرق غيرهم، كما أن بعض فوائدها قد تصبّ في الطاحونة الإسرائيلية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.