تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: دعم أميركي ــ بريطاني من القاهرة... ومسيحيو سيناء: تهجيرٌ داخل الوطن!

مصدر الصورة
sns

زيارتان شهدتهما القاهرة في اليومين الماضيين؛ الأولى لقائد القيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل، والثانية لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، تمحورتا حول «تعزيز التعاون في ملف مكافحة الإرهاب» في توقيتٍ حسّاس تعيشه الساحة المصرية، على وقع ما تشهده مناطق شمال سيناء، وفقاً لصحيفة الأخبار. في اليوم نفسه التي نشرت فيه مجلة «فورين بوليسي» الأميركية تقريراً عن «حاجة مصر الماسّة إلى صديق دولي يقف إلى جوارها لتتمكن من العودة إلى طريق الاستقرار»، حطّ قائد القيادة المركزية الأميركية جوزيف فوتيل في القاهرة، في زيارةٍ جاءت تحت عنوان «تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ومصر».

الزيارة التي تأتي في وقتٍ تشهد فيه مصر تداعيات عمليات تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مناطق شمال سيناء، تبعت تأكيداً من فوتيل أن مصر هي «واحد من أهم شركائنا في المنطقة»، قائلاً إن «هدفنا هو تمكين التعاون العسكري مع حلفائنا لتعزيز استقرار المنطقة»، وفقاً لبيان نشرته السفارة الأميركية لدى مصر. كذلك أعلن فوتيل، في مقابلة تلفزيونية أمس، عودة المساعدات العسكرية الأميركية إلى مصر بصورةٍ كاملة، بعد خضوعها لتعديلات من قبل إدارة باراك أوباما منذ نحو عامين.

«فورين بوليسي» قصدت في تقريرها يوم أمس العلاقة الأميركية ــ المصرية التي يتوقع منها الطرفان الكثير في المستقبل القريب، في ظلّ إدارة ترامب. وأشارت المجلة إلى أن السيسي بحاجة إلى من يساعده بشكل فعلي، مؤكدةً أن مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي «ليست كافية لحلّ الأزمات التي تعانيها مصر». وفيما لفت التقرير إلى أن عدم استقرار مصر يمثل عنصر جذب لمقاتلي تنظيم «داعش»، أكد أن علاقة إدارة ترامب بمصر تؤدي إلى دفع الشرق الاوسط في «الاتجاه الصحيح».

والتقى الرئيس السيسي بفوتيل، أمس، وبحث معه التعاون العسكري الثنائي. وخلال الزيارة التي سبقتها زيارة أخرى في آب الماضي، أشار السيسي إلى «أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، خصوصاً على الصعيد العسكري الذي شهد تعاوناً مثمراً لما فيه مصلحة مشتركة للجانبين والمنطقة»، بحسب بيان الرئاسة المصرية.

في سياقٍ متصل، استقبلت القاهرة، أول من أمس، بوريس جونسون، الذي التقى السيسي بدوره، وبحث معه ملف مكافحة الإرهاب إلى جانب الأزمة السورية والأوضاع في ليبيا واليمن. وقد عبّر السيسي خلال اللقاء عن تطلع مصر إلى «تحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين الدولتين على المستويات كافة، بخاصة تعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة استثمارات الشركات البريطانية في مصر»، مرحّباً بالدعم الذي قدمته بريطانيا لمصر في التوصل إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي»، كذلك عبّر عن التطلع إلى زيادة التعاون، لا سيما في محور تنمية قناة السويس»، وذلك وفقاً لبيان الرئاسة المصرية.

من جانبه، نوّه جونسون بـ«العلاقات الطويلة والمتميزة» بين البلدين، ولفت إلى «الأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها مصر ودورها القيادي في المنطقة»، وأكد دعم بريطانيا الكامل لمصر في جهودها لمواجهة وحصار الإرهاب «الذي يمثل تهديداً عالمياً يتعين القضاء عليه، كما نوّه بجهود مصر في دعم الاستقرار في المنطقة، خصوصاً الأزمة الليبية».

وفي السياق، أبرزت العرب: الغرب يصوب علاقته مع مصر بعد سنوات من الفتور. ووفقاً للصحيفة، تشهد العلاقة بين مصر والدول الغربية الكبرى تطورا لافتا، ترجم في الزيارات المتواترة للمسؤولين الغربيين، والتي تعكس اعترافا بمصر كدولة محورية في المنطقة، يمكنها أن تلعب أدوارا متقدمة في عدد من الملفات أهمها الحرب على الإرهاب. وتزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، القاهرة، الخميس المقبل، حيث تلتقي الرئيس السيسي، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية. الحرارة الظاهرة في العلاقات المصرية الغربية، بقدر ما تعكس توجها لمنح القاهرة هامشا أكبر للحركة في الملفات الإقليمية خلال الفترة المقبلة، بقدر ما تطرح تساؤلات عن مآلات العلاقة بينها وموسكو.

وبالعودة إلى صحيفة الأخبار أيضاً، فقد نشرت تقريراً مطولاً، بعنوان: مسيحيو سيناء: تهجيرٌ داخل الوطن! وأفادت أنّ مأساة السيناويين تتجدد. هذه المرة تصيب المكوّن الأضعف، وهم المسيحيون الذين يعيشون في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة المصرية، وأرغمتهم تهديدات «داعشية»، نشرت أخيراً، وترافقت مع تصاعد وتيرة الاعتداءات والتصفيات الجسدية بحقهم إلى مستويات غير مسبوقة، فنزح المئات منهم إلى مدينة الإسماعيلية الأكثر أمناً، ليصبحوا بذلك مهجرين داخل وطنهم. وأردفت الصحيفة: هكذا يراد لمصر أن تستعيد أحداثاً شبيهة لما جرى في الموصل والرقة، وغيرهما من المدن التي خضعت لسيطرة «داعش»، من استهداف ممنهج للمسيحيين، وغيرهم من الأقليات، في جزء حساس من مصر، التي طالما ترددت عبارة «حالنا أفضل من سوريا والعراق»، على لسان مسؤوليها، وفي مقدمهم السيسي، الذي يخوض حرباً مفتوحة ضد الجماعات التكفيرية في شبه الجزيرة المصرية، منذ قرابة أربعة أعوام، بعد اشتعال الجبهة السيناوية، بعشرات العمليات الإرهابية، منذ سقوط نظام «الإخوان المسلمين» في الثالث من تموز عام 2013.

لكن مأساة مسيحيي سيناء لم تكن وليدة تلك الأحداث المفصلية التي رسمت واقع الحياة السياسية في مصر، فاستهدافهم، كهنة وعلمانيين، بدأ عملياً، بصورة متقطّعة، منذ الأيام الأولى لـ»ثورة 25 يناير» عام 2011..... ولا شك في أن ما يجري حالياً في سيناء من عمليات تهجير للمسيحيين، يتجاوز البعد الطائفي التقليدي، كما أنه يتخطى الأيديولوجيا التكفيرية التي يحملها تنظيم «داعش» وإخوته، ولا سيما أن موجة النزوح غير المسبوقة تلك تترافق مع سلسلة تطوّرات إقليمية، باتت سيناء في عين عاصفتها، وأبرزها أجندات مشبوهة، مصدرها إسرائيل، باتت تلقى صدىً مشجعاً في الولايات المتحدة، ولا سيما بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، بداية بالحديث عن «الوطن البديل» للفلسطينيين في سيناء، ودخول إسرائيل مباشرة على خط العمليات العسكرية في شبه الجزيرة المصرية، في ظل تردد أنباء عن قيام طائرات إسرائيلية من دون طيار بقصف مواقع لجماعة «ولاية سيناء».

وأضافت الصحيفة: من المؤكد أن تكرار تجارب العراق وسوريا وليبيا في مصر، الدولة العربية التي حافظت على تماسكها برغم العواصف الإقليمية المحيطة بها، يندرج في إطار تفكيكي، إن نجح، فالمشروع جاهز، وإن أخفق، فلا شك أنه سيكثف الضغوط الأمنية، وربما السياسية، على النظام المصري، وهي ضغوط لا يمكن بأي شكل من الأشكال مواجهتها، من خلال المقاربة الحالية، في مكافحة الإرهاب، والتي من شأنها، إذا استمرت، أن تجعل مسيحيي سيناء ضحايا تلك المخططات القذرة.

وتساءلت افتتاحية القدس العربي: من المسؤول عن استهداف الأقباط؟ وكتبت: إذا كانت ظاهرة العداء للأقباط ذات جذور قديمة في عالم كانت فيه النظرة الدينية هي السائدة للعلاقات بين البشر، فإن استمرار هذه الظاهرة وانفلات مؤشراتها دليل على ارتباطها بالأزمات الاجتماعية والسياسية المصرية للدولة الوطنية الحديثة وفشلها الخطير في حل إشكاليات الديمقراطية والتنمية والعدالة، وهو فشل يتمّ تصريفه على حساب الوحدة السياسية والاجتماعية للمصريين، ويدفع الأقباط الفقراء منهم ثمنه بأشكال التحقير والازدراء والاضطهاد والتمييز الممنهج والعشوائي ليس من أجهزة الدولة والتنظيمات السلفيّة المتطرّفة بل كذلك من بعض نظرائهم المسلمين، الذين يتشاركون معهم وطأة التهميش والاستبداد والقمع؛ ما يحصل ذو جذور طائفية قديمة لكنّه، في عمقه، وكما قال اللاجئون الهاربون بطرق عفوية متعددة، صراع سياسيّ جذره الاستبداد السياسي والديني بجميع أشكاله.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.