أعلنت الخارجية الروسية أمس، أن نهج الإدارة الأمريكية الجديد تجاه كوبا هو العودة إلى البلاغة الخطابية للحرب الباردة. وأعربت في بيان لها عن أسفها إزاء قرار الرئيس ترامب إلغاء سياسة تطبيع العلاقات مع كوبا وفرض قيود جديدة على هافانا. وجاء في البيان: "باعتقادنا، لا يشك أحد في أن التعامل المتغطرس مع كوبا لا آفاق له، وتدل على ذلك تطورات الأحداث في نصف القرن الأخيرة". وأكدت موسكو دعمها لهافانا في هذه المسألة، متابعة: "نعارض قيودا وحصارات وعقوبات وخطوطا فاصلة، وندعو إلى الحوار والتعاون وإنشاء الجسور والتعامل دون إملاء ومحاولات التدخل من الخارج في شؤون دول سيادية"، بحسب روسيا اليوم.
ونشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا لمحللها السياسي مكسيم يوسين عن ردة فعل ألمانيا والنمسا على تشديد واشنطن العقوبات ضد روسيا. ولفت الكاتب إلى نشر موقع الخارجية الألمانية بيانا مشتركا لوزير خارجية المانيا ومستشار النمسا، ينتقدان فيه بشدة حليفهما الرئيس – الولايات المتحدة، بسبب إقرار الكونغرس بالإجماع تقريبا مشروع قانون بتشديد العقوبات الأمريكية على روسيا. ويؤكد الكاتب أهمية هذه الانتقادات للأسباب التالية:
أولا، لم يسبق أن انتقد مسؤول رفيع المستوى من دول الاتحاد الأوروبي بهذه الشدة نهج ساسة الولايات المتحدة تجاه روسيا. ثانيا، إن ألمانيا الزعيمة الرسمية للاتحاد الأوروبي والنمسا المشتركة معها عمليا تدخلان في الصراع السياسي الداخلي للولايات المتحدة، بدعمهما لطرف معين، والمقصود إدارة ترامب، التي حاولت على لسان وزير الخارجية ريكس تيلرسون تحذير الكونغرس من مغبة إقرار المشروع بصيغته الأولية، ولكنها لم تنجح؛ ثالثا، تلقت موسكو إشارة مشجعة من ألمانيا (التي يرتبط بها بالدرجة الأولى تنفيذ مشروع "السيل الشمالي-2") بأنها مستعدة للدفاع عنه، حتى وإن تطلب ذلك النزاع العلني مع مجلس الشيوخ الأمريكي؛ رابعا، إن أوروبا، التي أساءت إليها القرارات الأخيرة لواشنطن، وخاصة الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، توضح لترامب وللكونغرس أنها لا تنوي دعم جميع مبادراتهما في السياسة الخارجية، وسوف تنطلق من مصالحها ومبادئها. وينهي مكسيم يوسين مقاله بالقول إن العلاقات عبر الأطلسي على ما يبدو، دخلت على وجه العموم مرحلة جديدة، وأن مسألة روسيا فاجأت الكثيرين وأصبحت أحد المؤشرات للتغيرات المقبلة.
