تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: «جدار برلين» الخليجي يرتفع.. تحركات دبلوماسية إيرانية بعيدة عن الإعلام لحل الأزمة.. ؟!

مصدر الصورة
sns

مع دخول «العزلة القطرية» أسبوعها الثالث، اليوم، تبدو الأزمة الخليجية عصيّة على الوساطات الإقليمية، التي خرجت هذه المرة عن دائرة «المُصلح» الكويتي، لتشمل الجانب التركي.  «جدار برلين» الخليجي المقام في الخليج ــ على حدّ تعبير أحد الوزراء القطريين ــ ارتفع مستواه، بعض الشيء، خلال اليومين الماضيين، ليتجاوز بنّاؤوه (الثنائي السعودي ــ الإماراتي، والدول التي تدور في فلكه)؛ ففي حين اتخذت البحرين خطوة إضافية، في سياق الإجراءات «العقابية» ضد الإمارة الخليجية، بطلبها من جنود قطريين موجودين على أرضها لخدمتهم ضمن القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، انضم موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى إجراءات العقاب ضد الدوحة، بتوقيفه حسابات قناة «الجزيرة».

ووفقاً لصحيفة الأخبار، يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الثنائي السعودي ــ الإماراتي حملة دبلوماسية لتعزيز العقوبات على الدوحة. وفي هذا السياق، أطلع وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، أعضاءً في الكونغرس الأميركي على الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية المتخذة بحق الجارة القطرية، قائلاً إنها تستهدف «إيقاف دعمها المالي للمنظمات المتطرفة وتدخلاتها في شؤون الدول الأخرى»؛ ودعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، «الأصدقاء» الغربيين إلى وضع «آلية مراقبة» بهدف وقف أنشطة قطر «الداعمة للإرهاب»، وفق ما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية. وتابع قرقاش الذي يقوم بزيارة إلى لندن بهدف تحشيد الدعم الدبلوماسي للحصار الخليجي على قطر وفق الصحيفة، أن بلاده والسعودية ومصر والبحرين لا تثق بقطر، لذا «نحن بحاجة إلى نظام مراقبة، ونحن بحاجة إلى أصدقائنا الغربيين ليلعبوا دوراً في هذا المجال».

وتضع أزمة الخليج تركيا في موقف حساس، لأن أنقرة تعتبر الدوحة أبرز حليف لها في الخليج، لكنها تسعى أيضاً الى توثيق علاقاتها بالسعودية. وفي الوقت نفسه، تسعى تركيا الى الحفاظ على علاقاتها مع إيران، خصم السعودية الرئيسي؛ جدير بالذكر أنّ الوساطة التركية تبدو أمام مسارات مغلقة، خاصة بعدما كشف أردوغان، يوم الجمعة، أنه عرض على الملك السعودي سلمان «إنشاء قاعدة عسكرية تركية في السعودية»، وأتاه الرد، أول من أمس، بلهجة واضحة في رفضها.

ويوماً بعد يوم، تتضح أبعاد جديدة للتصعيد السعودي، تشي بتحالفات جديدة على المستوى الإقليمي، لا سيما على خط الرياض ــ تل أبيب، إذ أشارت صحيفة «تايمز» اللندنية إلى مفاوضات سرية تجري بين الجانبين لفتح قنوات دبلوماسية رسمية، تكون بدايتها باتفاق حول الملاحة الجوية، تُفتح بموجبه أجواء السعودية للطائرات التجارية الإسرائيلية؛ هذه المعلومات، إن تأكدت، فستعني أن السعودية باتت تمتلك أكثر من باب لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل. وعلاوة على الاتفاق الجوي، تأتي موافقة البرلمان المصري على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، والتي تتضمن تنازلاً عن جزيرتي تيران وصنافير، لتفتح الباب أمام انخراط سعودي مباشر في اتفاقية «كامب ديفيد»، وفق ما يؤكد الكثير من المراقبين، وهو أمر لن يتأخر، وسيكون فور توقيع الرئيس السيسي على ما انتهى إليه مجلس النواب الأسبوع الماضي، ونشره في الجريدة الرسمية؛ ووفق «التايمز»، فإن هذه العلاقات قد تبدأ على شكل اتفاقات صغيرة الحجم، ستسمح للشركات الإسرائيلية بالعمل في الخليج، منها على سبيل المثال السماح لشركة «العال» بالتحليق في الأجواء السعودية.

وفيما أكد أمير الكويت، أنه يتطلع لتجاوز التطورات الأخيرة في البيت الخليجي وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة ورأب الصدع بالحوار والتواصل، كشفت الخارجية الإيرانية عن وجود تحركات دبلوماسية إيرانية بعيدة عن الإعلام لحل الأزمة الخليجية، وفقاً لوكالة "أيسنا" الإيرانية. وقال حسين جابري أنصاري نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية: "بعد ما حصل لقطر، وعلى الفور اتبعت طهران دبلوماسية نشيطة، حيث أجرى وزير الخارجية العديد من الاتصالات مع عدد من نظرائه في المنطقة والعالم".وأضاف أن  الهدف من هذه الاتصالات، هو الدعوة إلى التهدئة وضبط النفس وإدارة الأزمة الخليجية بناء على المنطق والعقلانية. وأكد أن طهران "تنظر نظرة بعيدة الأمد"، مضيفا أن العديد من الزيارات المتبادلة تمت وستتم بين إيران ودول المنطقة. وأشار المسؤول الإيراني إلى أنه ليس من الضروري الإعلان عن جميعها، "لأن إيران تؤمن بالعمل من دون ضجيج". إلى ذلك، نفى أنصاري وجود أي مفاوضات بين طهران والرياض على المستوى السياسي بشأن إعادة فتح سفارتي البلدين، مضيفا أن المفاوضات تقتصر على مسألة الحج.

      ومن الجزائر، بدأ أمس وزير الخارجية الإيراني، جولته الأفريقية التي ستقوده أيضاً إلى تونس وموريتانيا. وبينما تأتي الزيارة إلى الجزائر في وقت تستمر فيه الخلافات الخليجية ــ الخليجية بصورة قد تؤثر على توازنات إقليمية، فإنّ البلدين بدَوَا متفقين ودعَوَا إلى «الحوار».

ووفقاً للحياة، أفادت مصادر اقتصادية في طهران أن لدى الدوحة وأنقرة رغبة مشتركة في عبور الشاحنات التركية عبر الأراضي الإيرانية وصولاً الى ميناء الدير، وهو أقرب نقطة إلى السواحل القطرية، لنقل البضائع والتجهيزات العسكرية التي يحتاجها المستشارون او الجنود الأتراك في قطر، استناداً إلى موافقة البرلمان التركي. وتستبعد أوساط إيرانية دخول طهران في حلف مع الدوحة وأنقرة لمواجهة بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وتطالب هذه الأوساط الحكومة بالوقوف على الحياد من هذه الأزمة، حتى وإن كانت طهران جزءاً من المشكلة. لكن مصادر متشددة ترى ضرورة استغلال النزاع الخليجي لمصلحتها، لكن هذه الرغبة تصطدم بموقف حكومة روحاني التي تحاول تهدئة الأمور والانفتاح على الدول الخليجية. إلى ذلك، ودع أمس 1.8 مليون من سكان قطر (300 ألف مواطن و1.5 مليون أجنبي)، منفذهم البري الوحيد الذي يربطهم بالعالم، إثر انتهاء مهلة الـ١٤ يوماً التي حددتها السعودية لمغادرة القطريين الأراضي السعودية قبل إغلاق منفذ سلوى الحدودي بين البلدين.

ورأت كلمة الرياض أنّ النظام القطري مارس على مدى 20 عاماً سياسات متناقضة تجاه الجميع أشقاء كانوا أم أعداء وحتى الأصدقاء؛ هذه السياسات ورغم تناقضاتها التي تصل إلى حد الجنون إلا أنها تلتقي عند محور واحد كان وما زال مشكلة سلطات الدوحة، وهو محور جنون العظمة والاستعلاء، وهو الذي أوقع البلاد في مشكلات لا حصر لها مع عشرات الدول.

وأبرزت القدس العربي القريبة من قطر: القوات التركية تصل الدوحة.. وبوادر توتر بالعلاقات بين أنقرة والرياض.. مؤشرات على فشل وساطة أنقرة... والمنامة تطلب مغادرة جنود قطريين أراضيها. وعنونت تقريراً آخر: مستشار أردوغان يُلوح بـ«ربيع سعودي» والرياض تصعد ضد أنقرة وبوادر فشل الوساطة التركية في الأزمة الخليجية.

ورأت افتتاحية القدس العربي: من «أزمة خليجية» إلى تصدع إقليمي، أنّ الوساطة التي تقوم بها تركيا لحلّ «الأزمة الخليجية»، أفضت تدريجياً، إلى بوادر خلاف سعودي ـ تركيّ بعد ما لقيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من صدود في ردود الرياض على اقتراحاته؛ التصعيد السعودي لم يلغ مفعول الوساطة التركيّة فحسب بل أظهر عداء واضحاً لأنقرة نفسها، وهو أمر تم نسخه ولصقه مع الدول العربية والإسلامية الوازنة كما حصل مع المغرب الذي قوبلت دعوته لحلّ الأزمة سلميّا إلى ظهور مفاجئ لتقارير إخبارية في قنوات محسوبة على الرياض وأبو ظبي تصف المغرب بالدولة المحتلّة وتنظر إلى جبهة تحرير بوليساريو كحكومة للجمهورية الصحراوية. واوجزت الصحيفة أنّ الثلم الذي بدأ عمليّاً بمحاولة إخضاع قطر، تحوّل عمليّاً، كما رأينا في الحالة التركية والمغربية، وفي انعكاسات ذلك على مجمل البلدان العربية، إلى صدع إقليمي كبير، وبدلاً من التوحّد ضد إيران، كما تريد السعودية، أو حفترة المنطقة العربية، كما تريد الإمارات، فإننا نتجّه، في المنطقة العربية، و«الشرق الأوسط»، إلى تصدع كبير يفتح الطريق أمام إيران وإسرائيل.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.