تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: احتجاجات تسبق تعيينه ولياً للعهد بصلاحيات وسلطات "قيصرية".. محمد بن سلمان: اتفاق مع ترامب على حل النزاع مع قطر.. ارتياح في إسرائيل.. ومجتهد: خلال أيام يتنازل سلمان لابنه..؟!

مصدر الصورة
sns

رحبت صحيفة “هآرتس″ الإسرائيلية بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية، وقالت انه زار “إسرائيل” عام 2015 ويلتقي بشكل دوري مع المسؤولين الإسرائيليين، فيما علقت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلية على تولي بن سلمان ولاية العهد السعودية، قائلة إن التغييرات الأخيرة في النظام السعودي من شأنها أن تحظى بترحيب ورضاء تل أبيب. وقالت الصحيفة “ان بن سلمان الذي سيصبح عمره 32 عاما، في شهر آب  المقبل كان يقود المملكة فعليا، وان والده المريض الملك سلمان سيتنازل عن العرش. وقالت الصحيفة أن بن سلمان الذي وصفته بـ”الغلام” هو بشرى جيدة لإسرائيل، كون مواقفه الحازمة تجاه إيران جعلت منه شريكًا استراتيجيًا هامًا، فضلا عن مواقفه ضد إيران وداعش والإخوان المسلمين وحزب الله. وكشفت الصحيفة عن لقاءات منتظمة قال إنها تجري في الأردن بين ضباط سعوديين وإسرائيليين، مشيرة إلى أن هذه الاجتماعات تتطلب في الأساس موافقة بن سلمان كونه وزير الدفاع السعودي. كما اشارت الى ان لقاءات منتظمة تعقد بين ضباط سعوديين وإسرائيليين في إطار غرفة الحرب المشتركة للأردن، والسعودية والولايات المتحدة لتنسيق ألانشطة.

واتفق الرئيس ترامب مع محمد بن سلمان، على وقف دعم الإرهاب وتمويله وحل النزاع مع قطر، وذلك خلال اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء. وهنأ ترامب بن سلمان بولايته للعهد. واتفق ترامب وولي محمد بن سلمان على أهمية وقف دعم الإرهاب وتمويله، بالإضافة إلى البحث عن حل للنزاع مع قطر، كما اتفقا على العمل لعقد سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأكد ترامب في الإتصال الهاتفي تطلعه لترسيخ علاقات الشراكة الأمريكية السعودية. كما شدد الطرفان على ضرورة العمل على نشر الاستقرار والرفاه في المنطقة.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أن الولايات المتحدة تأمل أن تقدم السعودية والإمارات والبحرين ومصر قائمة "مطالب معقولة" لقطر من أجل تسوية الأزمة الحالية في المنطقة. وقال تيلرسون، في بيان أمس: "فيما يتعلق بالخلاف المستمر بين دول منطقة الخليج، نعلم أنه تم إعداد وتنسيق قائمة تشمل مطالب من قبل السعودية والإمارات ومصر والبحرين، ونأمل في أن يتم تسليم قائمة المطالب هذه لقطر في وقت قريب، وفي أنها ستكون معقولة وقابلة لتنفيذها". وأكد تيلرسون أن الولايات المتحدة تدعم "جهود الوساطة، التي تبذلها الكويت"، مضيفا: "ننتظر بفارغ الصبر حل هذه القضية".

      وأكد المغرد السعودي الشهير "مجتهد" أنه كما توقع قبل أيام، أنّ أزمة قطر شجعت ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على إقالة محمد بن نايف، مباركا لـ"كل من يتمنى زوال آل سعود". وجزم أنه "خلال أيام يتنازل الملك سلمان للولد محمد". وشدد على أن "هناك غضب داخل آل سعود واتصالات ساخنة لكن لم يتبين إن كان سيتمخض عنها تمرد على هذه القرارات أو ستُـحتوى"، كاشفا أن "الرئيس ترامب شخصيا على علم، لكن المؤسسات الأميركية ودول أوروبا وخاصة ألمانيا متفاجئون وقد تصدر تعليقات بهذا المعنى".

      وبدأت الارتدادات وردود الأفعال على خطة سلمان تسليم السلطة لابنه محمد الذي يشغل منصب ولي ولي العهد ووزير الدفاع بالظهور قبل تعيين محمد ولياً للعهد. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي رسالة وقعها عدد من أبناء وأحفاد عبد العزيز آل سعود وجهت الى الملك السعودي، حيث يعلن الموقعون اعتراضهم علنا على تسليم السلطات الفعلية في المملكة الى الامير محمد وهم يُعلمون الملك سلمان  بأنهم لن ينفذوا هذا الأمر الملكي. وذيلت الرسالة بأسماء عدد كبير من  أحفاد عبد العزيز واقترنت بتوقيع مقرن بن عبد العزيز. ومن أبرز الموقعين؛ مقرن بن عبد العزيز؛ بندر بن سلطان؛ متعب بن عبد الله؛تركي الفيصل؛ الوليد بن طلال، اضافة الى عدد كبير من الأمراء الشباب أحفاد عبد العزيز.

      وأصدر الملك السعودي سلمان، فجر أمس، أمراً ملكياً بإعفاء الأمير محمد بن نايف، من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية. كما أصدر أمرًا ملكيًا بتعيين ابنه محمد بن سلمان ولياً للعهد، وتعيينه كذلك نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع، مع ما كلف به من مهام أخرى. وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن سلمان أصدر عددا من الأوامر الملكية الأخرى تضمنت مزيداً من التعيينات.

      وفي تقرير بعنوان: صعود محمد بن سلمان والمغزى من تعديل الفقرة "ب"، أفادت روسيا اليوم، أنه ورغم أن تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد كان متوقعا في سياق التطورات بالسعودية، إلا أن ذلك لا يغير من كونه حدثا كبيرا بتداعيات محتملة. وفي هذا السياق، رأت مجلة فوربس الأمريكية أن ما حدث اليوم من المحتمل أن يدخل عائلة آل سعود " إلى فترة من عدم اليقين لم تر العائلة المالكة السعودية مثيلا لها منذ 1965 وعزل الملك سعود". ويمكن القول إن وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد البداية الفعلية لانتقال الحكم في السعودية من جيل أبناء ابن سعود المؤسس إلى جيل الأحفاد. وأوضح التقرير أنّ هذه العملية كان مهد لها العاهل السعودي السابق الملك عبد الله عام 2006 من خلال إقامته لـ"نظام هيئة البيعة"، التي أوكلت إليها مهمة اختيار الملك وولي العهد مستقبلا، ما يعني إضعاف التراتبية العمرية التي كانت متبعة في تولي الحكم وتطعيمها بـ"الجدارة"، والتمهيد لتحول آلية انتقال السلطة من الشكل الأفقي إلى الرأسي.

هي الفقرة ذاتها من المادة الخامسة للنظام الأساسي للحكم في السعودية الصادر عام 1992 في عهد الملك فهد، تم تعديلها مع تنحية ولي العهد محمد بن نايف، واستبداله بولي ولي العهد السابق محمد بن سلمان، وكانت تنص على: "يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم"؛ وعدلت لتنص على: "يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكاً وولياً للعهد من فرع واحد.

وبايع الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، محمد بن سلمان، فيما رحبت بريطانيا باختيار بن سلمان وليا للعهد في السعودية.

      وأبرزت روسيا اليوم أيضاً: "محمد بن سلمان" وليا للعهد بصلاحيات وسلطات "قيصرية". وذكرت أنه بين ليلة وضحاها، قفز الأمير الشاب محمد بن سلمان من ولي ولي العهد، إلى ولي مباشر للعهد بتأييد 31 من أصل 34 عضوا بهيئة البيعة؛ أمير المناصب الكبيرة المتعددة، الأكثر حظوة بين آلاف الأمراء المنحدرين من سلالة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود؛ ولا يشغل بن سلمان منصب وزير الدفاع فقط، بل هو أيضا رئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص للملك، كما أنه عضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

وقال مصدر دبلوماسي غربي "إنه الرجل القوي في المملكة" مشيرا إلى أنه "يشرف على كل ما هو هام في البلاد ويمتلك صلاحيات قيصرية غير محدودة"؛ وكرئيس للديوان الملكي، يحظى الأمير محمد بـ"موقع ذي نفوذ هائل"، بحسب ما قاله الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية بروس ريديل مدير معهد بروكينغز في واشنطن؛ حصل على جوائز عدة، منها جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013 المقدمة من مجلة "فوربس الشرق الأوسط"، وذلك بصفته رئيسا لمجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب؛ وحصل على لقب "السياسي الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط"، في استطلاع أجراه راديو "سوا"، وشارك به أكثر من 5 ملايين شخص.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، "يتمتع الأمير بسلطة لم ينلها أي أميرٍ سعودي من قبل". العام 2016، عنونت مجلة "ذو إيكونومست" البريطانية مقابلة أجرتها معه: "أمير شاب على عجلة من أمره". ووصفته بأنه "الرجل الذي يكتسب قوة خلف عرش والده"؛ ويصف من قابلوا الأمير الشاب، بأنه يمتلك شخصية قيادية "ويستطيع التأثير على الآخرين بحضوره" الطاغي، بل ويصفه البعض بأنه "يمتلك صفات الكاريزما القيادية بصورة طبيعية"؛ ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن ابن سلمان يحظى بدعم الغرب الذي يعتبر الرياض حليفا استراتيجيا مهما، إذ يتلمسون رغبة لديه بتحويل السعودية إلى دولة أكثر حرية اجتماعيا واقتصاديا، لكن آخرين يرون في المقابل أنه لن يحدث تغييرا بسياسات السعودية الداخلية، وخاصة المتعلقة بالحريات وحقوق النساء والإنسان عامة.

وارتفع مؤشر السوق السعودي بنحو 290 نقطة أي بنحو 4.2% إلى مستوى 7243 نقطة، وسط تداولات نشطة بلغت قيمتها نحو 4 مليارات ريال بعد ساعتين من افتتاح السوق.

من جهة الدوحة، فقد كان لافتاً قيام الأمير تميم بتهنئة بن سلمان، وإشارته إلى «العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين». وأعلن الإعلام الرسمي في قطر أن تميم بن حمد أرسل «برقية تهنئة» إلى القيادة السعودية لمناسبة اختيار بن سلمان ولياً للعهد، معبراً فيها عن أمنياته بمزيد من التطور «للعلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين».

كما أعربت الخارجية القطرية عن ترحيب البلاد بموقف الخارجية الأمريكية بشأن "الحصار" ضد دولة قطر. وأكد مدير المكتب الإعلامي بالخارجية القطرية موقف الدوحة الاستراتيجي الداعم لحل الأزمة عبر حوار حضاري قائم على الأسس السليمة المتعارف عليها في المجتمع الدولي. وعبر عن دعم دولة قطر للوساطة، التي يقودها أمير دولة الكويت، من أجل حل الأزمة في إطار مجلس التعاون. وبعث أمير دولة قطر رسالة خطية إلى الرئيس بوتين، أمس، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات المتعلقة بالأزمة الخليجية.

ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية: اسمها وعنوانها الكذب، أنه إذا حدثت قطر بما لا يليق، فلا تصدقها. إذا احتكمت إلى عقلك والمنطق، فلن تصدقها. هذه الدولة الصغيرة تحولت، للأسف، إلى كيان من الكذب المطوق بالتطرف، والفتنة، والإرهاب، كما لو كانت هوايتها صناعة الكذب، وكما لو كان اسمها الكذب، وعنوانها الكذب؛ الدولة الصغيرة التي اسمها الكذب، وعنوانها الكذب، في تأجيج خراب ما سمي الربيع العربي، فيما هي تمنع أية رائحة، أو نسمة ربيع عن شعبها المقهور؛ وورد في الأثر: آية المنافق ثلاث.. إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.

ونشرت صحيفة الأخبار عدة مواد تحت عنوان: بركات العم ترامب. ورأى فؤاد إبراهيم أنّ أوامر الملك سلمان غير المفاجئة فجر أمس، حسمت سؤال توقيت تنحية محمد بن نايف من كل مناصبه، بعدما كان قرار التنحية محسوماً منذ صيف 2015؛ قرار الملك سلمان عزل محمد بن نايف من منصبه وتعيين نجله محمد بدلاً منه يعد التطوّر الأبرز في عهده منذ توليه العرش في 23 كانون الثاني 2015. هو القرار الثاني على هذا المستوى من الخطورة الذي يتخذه بعد إعفاء ولي العهد الأسبق مقرن بن عبد العزيز في 29 نيسان 2015. لم يكن قراراً مفاجئاً، وليس هناك من يدّعي نبوءة وقوعه، وإنما كان مدار الجدل ينحصر في التوقيت. أما وقد فعلها، فإن الأمور باتت واضحة، ما يسترعي اهتماماً خاصاً لما يأتي:

لأول مرة في تاريخ المملكة السعودية ينجح ملك من أبناء عبد العزيز في تنصيب ابنه ولياً للعهد، فيما فشل الملوك الآخرون؛ إلغاء منصب ولي ولي العهد يؤكد أن استحداث المنصب في عهد الملك عبدالله قطف ثمرته سلمان، حين جعله جسراً لعبور ابنه محمد الى العرش، ثم أطاح المنصب (ولي ولي العهد) حتى يختار محمد بن سلمان من يشاء لمنصب ولي العهد حين يصبح ملكاً، مع شرط عدم كونه من أبنائه أو إخوته أو أبناء إخوته أو أخواته، بالرغم من عدم وجود قيد يمنع الملك من تغيير ما يشاء من مواد النظام الأساسي للحكم كما فعل سلمان وسبقه عبدالله؛ نقل السلطة يتم بتجاوز الجيل الثاني إلى الجيل الثالث، أي إلى الأحفاد، وإن تضمّن مخالفة للبروتوكولات العائلية؛ البيعة لولي العهد الجديد محمد بن سلمان تمّت بدعوة إكراهية لهيئة البيعة (تأسست في تشرين الأول 2006)، لغياب رئيس لها بعد موت الأمير مشعل؛ تقليص دائرة التنافس على السلطة وحصرها في بيت سلمان، أي بإلغاء الثنائية التي حكمت معادلة السلطة منذ موت الملك عبد العزيز حتى عزل محمد بن نايف أمس؛ استعمال «الرشوة» المالية لشراء الصمت الشعبي، وبأثر رجعي، في إطار تمرير قرارات الملك بهدوء؛ سوف تتطلب القرارات الجديدة إعادة تشكيل السلطة مجدداً بإلغاء نظام المجلسين: مجلس الشؤون السياسية والأمنية الذي كان يرأسه محمد بن نايف، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه محمد بن سلمان.

وكتب خليل كوثراني في الأخبار أيضاً: إنه الانقلاب إذن. محمد بن سلمان، ذو الواحد والثلاثين عاماً، رفض فجر أمس أن يخيّب آمال المتوقعين والمراقبين منذ ما يقرب سنتين، أو أن يتأخر عليهم. الأمير الشاب بات في منصب ولي العهد تراتبية، وملكاً بلا منازع أو منافس عملياً. أطاح انقلاب الفجر آخر العقبات وكبراها أمام طموح الفتى الجامح. أزيح محمد بن نايف من منصب ولي العهد، بقرار متوقع، لم يكن مفاجئاً لأحد في الداخل أو الخارج. وتساءل الكاتب: قبالة كل ما يجري، ماذا سيكون موقف محمد بن نايف، ومعه الآن جيش من الأمراء الممتعضين في أجنحة آل سعود، كمتعب بن عبد الله ومقرن وأحمد وطلال أنجال المؤسّس عبد العزيز؟ المرجّح أن هؤلاء جميعاً فقدوا أي أمل بالتمرد، خصوصاً بعد قمة ترامب في الرياض، والصفقات على هامشها. سيضطر هؤلاء إلى حبس الضغائن في صدورهم، ولن يتجرّأ أحدهم على الاعتراض بعد أن تيقّنوا بأن الأميركيين، المقرّرين الأوائل في هذا الملف، حسموا أمرهم بتلقف صفقة محمد بن سلمان للوصول إلى العرش، والمسماة بـ«رؤية 2030» وملحقاتها من صفقات تسليح فلكية الأرقام، بلغت ما يعادل مخزون البنك المركزي، إلا قليلاً، ما يعني أنه لم يعد أمام ابن نايف سوى التعايش مع «خذلان» الأميركيين له، وتنكّرهم لكل جهوده التي سلّفهم إياها في «الحرب على الإرهاب».

في المحصّلة، لم يعد لابن نايف، أي دور سياسي في المملكة، وبقي ابن سلمان محتفظاً بمناصبه جميعها، بما فيها وزارة الدفاع، ومعها قائمة مفتوحة من الأعداء، في الداخل والخارج. مسلسل العداوات الذي تنتجه سياسات ولي العهد الجديد لن تتوقف عند باقي أجنحة آل سعود المقصاة من حظوة السلطة. ثمة فصل آخر من الإقصاء والتهميش والعزل ينتظره الجناح الوهابي المتشدد، ضمن مشروع لتغيير هوية المملكة الثقافية يقوده الرجل. يضاف إلى ما تقدم الحرب التي أشعلها ابن سلمان خليجياً، ضد محور قطر وجماعة «الإخوان المسلمين» الذي حاول ابن نايف احتواءه والتصالح معه مرحلياً. كلها باتت قنابل موقوتة بوجه ملك مستقبلي يصرّ على وراثة مملكة مأزومة داخلياً، كثيرة الأعداء في المنطقة، تكتفي بالرهان على الراعي الأميركي.

ورأت افتتاحية القدس العربي أنه وضمن هذه المقدّمات السياسية والاقتصادية التي ساهمت في ترتيب شؤون خلافة محمد بن سلمان لوالده الملك سلمان، يمكن الانتباه إلى الإشارات المتصاعدة للانتظام في أجندة إدارة ترامب حول تسوية ممكنة للوضع الفلسطيني، وحول توظيف المخاوف الإسرائيلية من إيران في الصراع ضدها، والتشابك الجغرافي ـ السياسي المتولّد عن تسليم تيران وصنافير للرياض؛ ساهمت هذه العوامل جميعها، على ما يظهر، في سلاسة الانتقال الذي كرّس عمليّاً آلية توريث حكم المملكة للأمير الشاب... غير أن هذه السلاسة في الانتقال، وحجم المبايعة الذي حظي به ابن سلمان، لا يغيران من واقعة أن ما حصل هو تغيير جذريّ في نظام الخلافة على العرش السعودي. ولفتت الصحيفة إلى تعرّض المملكة لتحدّيات داخليّة هائلة في رأسها، التراجع المستمرّ لأسعار النفط. كما أنّ الانتقال بالاقتصاد السعودي نحو حداثة تتفاعل مع الاقتصاد العالمي أمر يتناقض مع النظم التقليدية العميقة التي تتحكم بالنظام السعودي؛ صعود الأمير تناظر مع استفحال الأزمة اليمنية من دون أفق واضح للحلّ، ومع صدع كبير في الأسرة الخليجية مع الحصار المطبّق على قطر والذي انعكس توتّراً مع تركيا والمغرب والجزائر وتونس، وساهم في تعقيد أزمات المنطقة في فلسطين وليبيا واليمن وسورية؛ ومن دون سعي حقيقي لتفكيك هذه الإشكاليات الداخلية والخارجية فإن صعوبات كثيرة ستعترض طريق ولي العهد الجديد.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.