تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الرهان على الاستفتاء في كردستان العراق..؟!

مصدر الصورة
sns

أفادت صحيفة الأخبار أنّ الموصل على أعتاب العودة إلى حضن بغداد. وإلى أن تقضي القوات العراقية على آخر مسلحي تنظيم «داعش» في «عاصمة الخلافة»، وتحديداً في جيوبهم الأخيرة في المدينة القديمة، فإن الحديث حول «ما بعد الموصل» يتصدّر المشهد، لما للأمر من انعكاسات على مختلف أنحاء البلاد. وتتوقّع مصادر عسكرية أن «تُنجز المهمة مطلع الأسبوع المقبل»، وأن يكون «خطاب النصر» في الرابع من تموز، في اليوم عينه الذي ألقى فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خطاب «إقامة دولة الخلافة». وأضافت الصحيفة أن العبادي وحكومته في المرحلة المقبلة سيكونان أمام تحدياتٍ عدّة، يتمثّل أبرزها في إعادة الإعمار. وهو استحقاقٌ اقتصاديٌّ ــ اجتماعي، سيسهم ــ إن اجتازته الحكومة العتيدة ــ في «تجفيف منابع وأسباب» نشوء حاضنة جديدة لتنظيم «داعش» أو غيره. ويسعى العبادي، من خلال جولاته الإقليمية والدولية (السابقة والمقبلة)، إلى إخراج العراق من أيّ اصطفافٍ إقليمي.

ووفقاً للحياة، خيمت على الانتصار الرمزي الذي حققه الجيش العراقي في الموصل معاناة عشرات آلاف النازحين الذين دمرت منازلهم وفقدوا أقاربهم وأعمالهم، فضلاً عن مأساة النازحين الذين يعيشون في المخيمات، وقدرت الحكومة العراقية عددهم بنحو مليون شخص. وحذرت الأمم المتحدة بغداد من لجوء عشائر فقدت أبناءها إلى عمليات انتقام من عائلات انتمى بعض أفرادها إلى التنظيم «الإرهابي».

وكتب المحلل السياسي رولان بيجاموف في صحيفة إيزفيستيا مقالا عن الاستفتاء المزمع إجراؤه في كردستان العراق؛ موضحا دوره في تغيير ميزان القوى في المنطقة. وأوضح أنّ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أكد إجراء استفتاء على الاستقلال عن العراق في يوم 25 أيلول المقبل؛ غير أن إجراء الاستفتاء في الظروف الحالية للمنطقة يثير أسئلة كثيرة:

فهناك مناطق عديدة في العراق ضمن ما يسمى بالأراضي المتنازع عليها في محافظات كركوك ونينوى وديالى، علما أنها تقع حاليا تحت سيطرة الكرد، رغم أن بغداد تعدُّها تابعة للمركز؛ وأربيل من جانبها تسعى لاستغلال الوضع الراهن والانفصال عن العراق، في مسعى لتوسعة مساحة الإقليم. أما بغداد، فتريد الحفاظ على هذه الأراضي الغنية جدا بالثروة المعدنية والطاقات البشرية بالسبل كافة. فإذا حصل الانفصال فستبقى هذه المناطق سببا للمواجهة، وستصبح تسوية مصيرها غير ممكنة في المستقبل القريب؛ وهنا لا يُستبعد وقوع مواجهات مسلحة بين بغداد وأربيل، حيث يستعد الكرد لأسوا الاحتمالات حاليا، بيد أن بغداد رغم رفضها لهذه المسألة، فإنها تتحلى بالصبر، لأن سيناريو "حرب الجميع ضد الجميع" ليس في مصلحتها.

من جانب آخر، هناك معارضون لهذا الاتجاه في سورية وإيران. فكما هو معلوم، التقت القوات العراقية والسورية في منطقة التنف (الحدودية)، وتمكنت من فتح ممر بري لتوريد الإمدادات الإيرانية إلى دمشق. لذلك، فإن أي نزاع بين بغداد وأربيل سوف يضطر بغداد إلى سحب قواتها من هذه المنطقة، ما سيؤدي إلى غلقه ثانية؛ كما أن تنفيذ نتائج الاستفتاء سيؤدي إلى إعادة تشكيل الأوضاع الإقليمية، حيث سيواجه معارضة شديدة من بغداد وعدد كبير من دول المنطقة، وبسبب رفضه من قبل لاعبين خارجيين ليسوا من أنصار أرجحة "الزورق العراقي" أكثر.

ومن بين هؤلاء اللاعبين روسيا. فموسكو لديها علاقات جيدة مع السلطة المركزية في بغداد ومع سلطة الإقليم. ويتمثل الموقف الروسي في أن موسكو ستعترف باستقلال كردستان حالما تعترف به بغداد. وهذا يعني أن موسكو ستكون الخاسرة من الناحية الجيوسياسية، لأن كردستان ستدور في مدار نفوذ واشنطن. وسوف تستغل واشنطن الموقع الاستراتيجي لكردستان لنشر قواعدها العسكرية على الرغم من عدم وجود منفذ لها على البحر. وهذا سيسمح لواشنطن وحلفائها بكبح قدرات طهران وأنقرة العنيدة التي تدور أحيانا في فلك موسكو. وعلاوة على هذا، سوف تعزز واشنطن تأثيرها في منطقة ما وراء القوقاز. ولن تجني موسكو فوائد من استقلال كردستان، لأنها في أفضل الأحوال قد تحصل على بعض المشروعات في مجال الطاقة. بيد أن حقول النفط في المنطقة قد قسمت بين شركات النفط الأمريكية والأوروبية منذ زمن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.