تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الأزمة تراوح مكانها: قطر تستعد لعامين من الحصار..؟!

مصدر الصورة
sns

 

دخلت الأزمة الخليجية مرحلة من الجمود، في ظل فشل الجولات الغربية في إنعاش الوساطة الكويتية، وآخرها جولة وزير الخارجية الفرنسي التي انتهت أمس. في المقابل، بدأت الدوحة تستعد لـ«حصار» يطول عامين، عبر بناء مرفق لـ«الأمن الغذائي» بتكلفة عالية. وأوضحت صحيفة الأخبار أنّ كل شيء لا يزال على حاله في منطقة الخليج. التراشق الإعلامي والسجال السياسي وتقاذف التهم والحملات والحملات المضادة بين رباعي المقاطعة من جانب، وقطر في الجانب المقابل، متواصلة بلا انقطاع.

وكذلك حال الوساطات التي لا تنفك تتوالى، ولا يتغير منها سوى الجهة الوسيطة، وكأن الزيارات إلى العواصم الخليجية لتقديم المبادرات باتت تقليداً بلا طائل هذه الأيام، والجميع مدعوّ لتجريب تلك «الطقوس»، بمن فيهم الرئيس السوداني عمر البشير. وينشط إعلام الطرفين في تفعيل وسائله والنبش في الأرشيف بحثاً عن جديد يبقي وتيرة التصعيد على حالها، بعد أن دخل الخلاف الخليجي مرحلة من الرتابة والجمود منذ أيام. الكلام بات ممجوجاً ومكرراً، ولا يملّ الطرفان تكراره، سواء لناحية الاتهامات الموجهة لقطر، أو أجوبة الدوحة على التصويب الإماراتي والسعودي ضدها؛ لم تقدم الوساطات في الأسبوع الماضي جديداً، إلا أنها، الأميركية منها تحديداً، منعت تصعيد خطوات الرباعي بوجه قطر، ما أدخل ملف الخلاف حالة الجمود التي هي عليها اليوم. مراوحة لا تبدو أنها تصبّ في مصلحة الرياض وأبو ظبي اللتين فقدتا لحظة الاستنفار التي كانت قائمة، في ظل استقطاع القطريين للوقت واستفادتهم من جو الوساطات في تشتيت التصويب عليها، وفي محاولة تنفيذ «هجمات» مضادة.

وأعقبت فرنسا جولة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون المطوّلة إلى المنطقة بمبادرة حملها وزير خارجيتها جان إيف لودريان الذي يجول في العواصم الخليجية لإقناع الأطراف بإعادة «بناء الثقة» ولعب دور «مسهل» للوساطة الكويتية، بحسب الخارجية الفرنسية. وقالت في بيان سبق الزيارة: «يساورنا القلق إزاء التوترات الحالية التي تتعرض لها البلدان التي تجمعنا بها علاقات زخمة وودّية، نناشد (الجميع) تهدئة الأوضاع على وجه السرعة لما في ذلك مصلحة الجميع». ولم تخرج جولة وزير الخارجية الفرنسي بأي جديد، شأنها شأن جولة نظيره الأميركي الأسبوع الماضي، مع تأكيد الزائرين الغربيين عدم وجود مبادرات خاصة، غير المبادرة الكويتية، وتجديد الدعم لجهود أمير الكويت في هذا الصدد، على الرغم من عدم تجاوب الأطراف حتى الآن مع هذه المبادرة.

ويصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير، اليوم، إلى الإمارات لتأكيد دعم الوساطة الكويتية والعمل «لتجاوز هذه المحنة وعودة اللحمة بين الأشقاء في دول الخليج»، بحسب ما أعلنت وزارة الإعلام السودانية. وينتقل البشير غداً إلى السعودية، في زيارة هي الثانية من نوعها منذ اندلاع الخلاف الخليجي.

في غضون ذلك، باشرت القوات البحرية والقوات الخاصة القطرية تمرينين مشتركين مع القوات الملكية البريطانية، انطلقا أمس في قطر. وبذلك يصل عدد التمرينات العسكرية التي أجرتها قطر مع دول غربية، في خلال شهر، إلى خمسة، بعد أن أجرت تمرينين مشتركين مع القوات الأميركية، وآخر مع القوات البحرية الفرنسية؛ وبدا لافتاً أمس إعلان غرفة قطر التجارية بدء توافد الشركات العمانية إلى الدوحة بهدف الاستثمار فيها، في أعقاب الزيارة التي قام بها وفد تجاري قطري إلى مسقط الشهر الماضي. ويبدو أن الدوحة بدأت تهتم بملف «الأمن الغذائي»، تحسّباً للتعايش مع أزمة طويلة الأمد، كما هدّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أفادت الأخبار.

وأبرزت العرب الإماراتية: تراجع مبادرات الحل في أزمة قطر يهدد مونديال 2022. وأضافت أنّ الحديث عن سحب تنظيم كأس العالم من قطر، وإن كان غير مؤكد، يفتح على سيناريوهات محتملة تمس أيضا خطط الدول المجاورة لقطر واستعدادها لاستقبال الجمهور. ويتزامن الحديث عن سحب مونديال قطر، بعد فشل المبادرات المختلفة في زحزحة الموقف الخليجي ورفض الحلول الترقيعية، في حين لا توحي الجولة المتواصلة للوزير الفرنسي جان إيف لو دريان، في المنطقة بنتائج مؤثرة.

ووفقاً لروسيا اليوم، وصف وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في السعودية، ثامر السبهان، قطر دون أن يسميها، بأنها أشد كرها للمملكة من إسرائيل. وقارن السبهان، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بين "عداوة" إسرائيل لبلاده، والأزمة التي تعيشها المملكة ودول خليجية أخرى مع الدوحة، قائلا إن السعوديين كانوا يشتكون، في الماضي، من عداوة إسرائيل لهم، ليأتي كل ذلك الكره اليوم من إخوتهم في إشارة لدولة قطر.

      ولفت عبد الباري عطوان في رأي اليوم، إلى أنّ الرئيس ترامب تحدّث إلى محطّة “سي بي إن” الأمريكية، عن سبب اختياره الرّياض كمحطّة أولى في أول زيارة خارجية له بعد تولّيه منصبه. وأشار الكاتب إلى نُقطتين على درجةٍ كبيرة من الخُطورة وردتا في هذا الحديث؛ الأولى: تفاخر ترامب انّه اشترط على السّلطات السّعودية دفع مئات مليارات الدولارات في صفقات أسلحة واستثمارات في الولايات المُتّحدة، مُقابل تلبية دعوتهم بزيارة الرّياض كمحطّة أولى، وعندما قبلوا هذا الشّرط جاء إلى الرياض؛ الثانية: أنّ هُناك عشر دول مُستعدّة لاستضافة قاعدة العيديد الأمريكية في قطر، ودفع جميع نفقات نقلها، وتكاليف تشغيلها، في حال تقرّر نقلها إلى خارج قطر.

ورأى الكاتب أنّ ما أراد ترامب قوله، أنّه لم يذهب إلى الرّياض بسبب مكانتها الدينية، وثُقلها السّياسي الإقليمي والدولي، وإنّما من أجل المال فقط، وكان له ما أراد؛ أمّا بالنّسبة إلى قاعدة العيديد، فإنّ هناك دولتين فقط، يُمكن أن تُرحّب باستضافتها في حال نقلها من قطر؛ السعودية، والإمارات العربية المتحدة؛ وباختصار ترامب يطرح هذه “القاعدة” في المزاد العلني، ويتطلّع لأعلى سعر، ابتداءً من الدولة المُضيفة قطر، التي يريد حِصّة دَسمة من صندوقها السّيادي، مُقابل بقاء القاعدة على أراضيها، أو من خُصومها في الرّياض وأبو ظبي.. وهو سيُواصل عملية ابتزازه لدول الخليج طالما استمر في البيت الأبيض، والتناقضات في مواقف كل من ترامب وكبار أعضاء إدارته، تُجاه الأزمة الخليجية مُجرّد مسرحية لابتزاز الخليجيين من قبل الإدارة الحاليّة؛ ترامب لا يُريد تجويع وحش الإرهاب، لأن دولته هي التي خلقته، وعملت على تسمينه، وما زالت، وإنّما يُريد تجويع الشعوب الخليجية، ونهب أموالها تحت غِطاء هذه الذريعة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.