تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: كردستان يرفض تسليم المنافذ إلى بغداد والعبادي يوضح.. وواشنطن لا تعترف بالاستفتاء:

مصدر الصورة
sns

أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، مساء أمس، أنّ الولايات المتحدة لا تعترف بالاستفتاء على الاستقلال الذي أجرته حكومة إقليم كردستان، مضيفاً أنّ بلاده تدعو إلى وقف تبادل الاتهامات و«التهديدات بإجراءات متبادلة». وقال تيلرسون بوضوح إنّ «الولايات المتحدة لا تعترف بالاستفتاء الذي أجرته حكومة إقليم كردستان من جانب واحد يوم الإثنين»، مضيفاً أنّ «التصويت والنتائج يفتقدان الشرعية». وقال: «سوف نواصل دعم عراق موحّد واتحادي وديموقراطي ومزدهر»، وفقاً لرويترز.

في المقابل، كشف مصدر في حكومة كردستان العراق، لشبكة "رووداو" الإعلامية، أن الإقليم لن يسلم المنافذ الحدودية البرية التي يسيطر عليها إلى حكومة بغداد. وأعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان، عدم تلقيها أي تعليمات بشأن تسليم المعابر الحدودية إلى القوات العراقية: "لم تصدر أي توصيات بهذا الخصوص".

وحذرت المرجعية الدينية في العراق بزعامة علي السيستاني، أمس، الأكراد من القيام بخطوات تجاه تقسيم البلاد، ستفسح المجال لتدخل أطراف إقليمية ودولية. ودعت المرجعية، على لسان ممثلها في كربلاء أحمد الصافي في خطبة الجمعة، المسؤولين في إقليم كردستان للرجوع إلى المسار الدستوري لحل القضايا الخلافية مع بغداد، فيما دعت الحكومة المركزية للحفاظ على حقوق الكرد وعدم المساس بها. 

وفي السياق، عنونت العرب الإماراتية: موقف المرجعية يربك الأكراد والبرزاني يحرك الوسطاء بحثا عن مخرج. وأضافت أنّ موقف المرجعية الشيعية في العراق بشأن قضية الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق سيكون بمثابة غطاء ديني وسياسي لأي قرارات أو تحرك تقوده حكومة حيدر العبادي ضد الإقليم، وقد يفتح باب خروج البارزاني من ورطته الناجمة عن الاستفتاء وما يستتبعه من صعوبات في إدارة الأزمة الناجمة عنه؛ وفيما يكابر البرزاني علنا برفض التراجع، لكن مصادر سياسية أكدت للصحيفة أنه يحرك الوسطاء بحثا عن مخرج للأزمة مع بغداد ودول الجوار. وقال متابعون للشأن العراقي البرزاني عجز عن إدارة الأزمة مع بغداد رغم النسبة العالية في التصويت والداعمة للانفصال، وهو ما يفتح الباب أمام التنازلات.

وطبقاً للحياة، طالب رئيس الهيئة العامة في «حزب الإتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني ملا بختيار السيستاني بـ «اصدار فتوى تحرم الاقتتال بين الشيعة والأكراد». وقال: «بعدما قررت بغداد اتخاذ إجراءات ضد إقليم كردستان من حقنا ان نلجأ الى سماحة السيد السيستاني ونحن في انتظار أن يصدر فتوى يمنع بموجبها إراقة الدماء بذريعة وحدة العراق». وجاءت هذه المناشدة بعد تهديدات فصائل شيعية من «الحشد الشعبي» باستعادة كركوك والمناطق المتنازع عليها بالقوة.

ودخل أمس منع الرحلات الدولية الذي فرضته سلطات بغداد «من مطارَي إقليم كردستان وإليهما» في السادسة مساءً حيّز التنفيذ لأجل غير مسمى، وفق ما أكد مصدر رسمي لوكالة «فرانس برس». واتخذت حكومة بغداد هذا التدبير بهدف إرغام سلطات الإقليم على الانصياع لطلبها إلغاء الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى يوم الاثنين الماضي.

وقال كبير الباحثين العلميين في مركز دراسة بلدان الشرقين الأوسط والأدنى في معهد الاستشراق، كيريل فيرتيايف لصحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية: "إذا تحدثنا عن تهديدات تركيا، فإن لديها مصالح اقتصادية كبيرة في كردستان العراق. وتركيا هي أكبر شريك تجاري للإقليم حاليا. ولكن حتى لو أن تركيا فرضت عقوبات اقتصادية على الإقليم، فإنها ستكون استعراضية، لأنه ليس من مصلحة القطاع الخاص التركي فقدان هذه السوق الكبيرة لتصريف المنتجات والبضائع التركية. وتعمل في كردستان معظم الشركات التركية المشهورة". وأعرب الخبير عن اعتقاده "بألا مصلحة لقطاع الصناعات التركية في فقدان هذه السوق"؛ أما إيران، فإنها اكتفت بوضع بعض القيود لمراقبة المعابر الحدودية، الأمر، الذي علق عليه فيرتيايف بالقول: إن "العديد من القوى السياسية في كردستان العراق تعتمد على إيران، التي لديها علاقات جيدة مع مسعود بارزاني، ومع ذلك، فقد عارضت طهران إجراء الاستفتاء. وهذا ليس فقط بسبب عدد الكرد الكبير المقيمين في إيران، بل لأنها تخشى أن يصبح الإقليم مركز جذب، كما حصل في الدعم الذي قدمه كرد إيران للاستفتاء. كما أن إيران تخشى من أنه في حال استقلال كردستان، فإن العراق سينهار كدولة لأن التحالف السني–الشيعي غير قابل للبقاء".

وتحت عنوان: المسألة الكردية بعد الاستفتاء، كتب محمد نورالدين في الخليج الإماراتية؛ يعود عمر المسألة الكردية في المشرق إلى ما يقارب المئة عام وربما أبعد. وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى انفجرت المشكلة سلباً على الأكراد، عندما تم توزيعهم بين أربع دول: سوريا وتركيا والعراق وإيران. وكانت بداية الجلجلة الكردية حين انتفض الأكراد حيثما وجدوا من أجل مقاومة تقسيمهم وتشتيتهم؛ لكن التحرك الكردي في العراق كان الأكثر إعطاء لنتائج تعكس تطلعات الشعب الكردي، فكان التدرج من الحكم الذاتي عام 1970، إلى إرساء أسس الكيان في التسعينات، وصولاً إلى الفيدرالية عام 2005؛ وفي سورية كان الحراك الكردي نوعياً، عندما نجحوا خلال أقل من ثلاثة أو أربعة أعوام في تشكيل حالة خاصة بدعم من الولايات المتحدة. وكادوا يسيطرون على كامل الشريط الحدودي المواجه لتركيا.

اليوم مع إصرار مسعود البرزاني على إجراء الاستفتاء والنتائج التي أعلنت بدعم كاسح لمطلب الاستقلال، تغيرت أجندات كل القوى المعنية بالمسألة الكردية في العراق وغير العراق. واضاف الكاتب: للمسألة الكردية المنفجرة الآن في العراق وجه آخر، وهو أن قيام الدولة الكردية يواجه ظروفاً غير مؤاتية تتيح لها أن تعيش بسلام مع جيرانها، خصوصاً أنهم جميعاً يعارضون إعلان الاستقلال، وأن الدعوة للاستفتاء جاءت في ظروف غامضة، حيث لايزال العراق يواجه الإرهاب، كما أن الظروف السياسية الداخلية لم تشف من الخلافات، بحيث بدا الأمر وكأن البرزاني يستغل الظروف العراقية الصعبة لتحقيق هدفه. كما أن ما أحاط بالاستفتاء من مواقف وأخطاء متبادلة بين الأكراد وبين «جيرانهم»، كان الأكثر خطورة على مستقبل العلاقات بين شعوب هذه المنطقة؛

أولاً، أن زعماء أكراد العراق لم ينجحوا في خوض معركة استقلال نظيفة؛ فالاجتماعات التي تكررت بين بعضهم وبين مسؤولين «إسرائيليين» في السنوات الماضية، والمهرجانات التي انعقدت في أربيل وشكر فيها الأكراد دعم «إسرائيل» لاستقلالهم، والأعلام «الإسرائيلية» التي ارتفعت في أماكن متعددة من كردستان العراق، والدعم العلني من نتنياهو للاستقلال من دون أي تعليق من جانب أربيل، كذلك عدم إنكار أكراد العراق رغبتهم في إقامة علاقات مع «إسرائيل» بعد إعلان الاستقلال.... كلها كانت تثير وعن حق ريبة الجوار الكردي في أن هذه الدولة الجديدة ستكون حتماً قاعدة «إسرائيلية» تعمل على تخريب وحدة الدول الأخرى في المنطقة؛ لم ينجح الأكراد العراقيون في إدارة معركتهم، ولم يدركوا أن اللجوء إلى الشيطان ليس هو الطريق الموصل إلى حقوقهم. وأوجز الكاتب: على الأكراد أن ينظفوا أنفسهم من التعامل مع العدو «الإسرائيلي»، ولو كان بعض العرب، كما تركيا، لهم علاقات مع العدو، فهذا لا يشكل معياراً. وفي المقابل فإن على العرب والأتراك والإيرانيين ألا يروا في الشعب الكردي عدواً. أما وقد انتهى الاستفتاء فمحاسبة الذات ومراجعة الأخطاء - الخطايا وتصحيحها لدى كل الأطراف ، وحدها يمكن أن تحقق الاستقرار والسلام والأخوة والحرية والأمن للجميع.

وكتب راجح الخوري في الشرق الأوسط: عملياً هذه ليست مسألة استفتاء على استقلال كردستان. لقد فتحت الأبواب على قرع طبول التهديدات العسكرية، مناورات على الحدود وتلويح بالغزو، إنها في النهاية بوابة تفتح على طريقين: إما عقلانية تنزل على الرؤوس الحامية في أنقرة وطهران وبغداد وحتى دمشق، بحيث يمكن التفكير بضرورة تطوير النظم السياسية على قواعد من الفيدرالية التي تحترم خاصية الجماعات وحقوقها، وإما الذهاب إلى صدام عسكري لن يكون من نتائجه سوى المزيد من الكوارث، وفي مقدمها طبعاً عودة «داعش» والإرهابيين الذين خرجوا من بوابات المدن ويمكنهم العودة من نوافذ الصراع الجديد، وهذا أمر يعرفه العبادي جيداً.

واضاف الكاتب: يبدو الاستفتاء على الاستقلال في كردستان وكأنه الفالق الزلزالي الذي يمكن أن يضرب عميقاً في المنطقة، لأنه سيؤجج طموح وأحلام الكرد في تركيا وإيران وسورية للمطالبة بحق تقرير المصير، وإذا تحققت أحلامهم فذلك يعني على سبيل المثال لا الحصر، أن تركيا ستخسر 32 في المائة من مساحتها، أما إيران فلن تكون في مواجهة طموحات الكرد وحدهم، وخصوصاً مع وجود الحركات المطالبة بالانفصال في سيستان - بلوشستان وأيضاً في خوزستان العربية؛ لهذا يبقى السؤال دائماً، لو كانت الأنظمة تحترم الديمقراطية والحقوق في أطرها التعددية، هل كانت المسألة الكردية ستتحوّل فالقاً يزلزل المنطقة كلها؟

وكتب حازم صاغية في الحياة: لقد قيل مراراً إنّ المشكلة تكمن في أنظمة طوّرت أسوأ ما في الاجتماع الوطنيّ لبلدانها، وبدل أن تضيّق الفجوات الموروثة وسّعتها وأكسبتها طابعاً مراتبيّاً خشناً وماهويّاً. وفي حالة العراق تحديداً، كان التعثّر الداخليّ سبباً في عدوانيّة خارجيّة عبّرت عن نفسها مع عبد الكريم قاسم حين هدّد الكويت، ومع صدّام حسين حين غزاها، وفي الحرب مع إيران، وفي التنازع الدائم مع سوريّة التي كانت تبادل العراق العدوانيّة نفسها، لأنّها تعاني التأزّم الداخليّ نفسه الذي يعانيه العراق؛ وهذا، في العمق، ما انتفضت ضدّه أغلبيّات الشعوب العربيّة، طالبةً الحرّيّة التي لا بدّ أن تفضي إلى مفاوضة اجتماعها الوطنيّ القائم والقامع. وهذا أيضاً ما أراده ويريده الأكراد في شمال العراق بعدما انهزم الطلب الأوّل على الحرّيّة. أمّا الطلب الثاني عليها فينبغي ألاّ يُهزم، وإلاّ صارت المنطقة كلّها مرادفاً للطغيان والعسف.

بدوره، كتب مصطفى زين في الحياة، تحت عنوان: ربيع الأكراد خريف الشرق الأوسط: تغيرت إيران بعد الخميني، وتغير العراق بعد الاحتلال الأميركي، ووجدت إسرائيل فرصتها الذهبية «لتثأر من بابل»، فكثّفت وجودها في الإقليم الكردي، بعدما استقل عملياً عن بغداد بمساعدة واشنطن والحكام الجدد الذين تقاسموا الحكم و«الغنائم» والمناصب مع الأكراد. وأصبح لدى بارزاني مستشارون من كل الجنسيات يستثمرون في السياسة، ويخططون معه لإبقاء بغداد ضعيفة. كما وجدوا فرصة في الربيع العربي وبروز «داعش» لنشر المزيد من الفوضى والدمار، فأعادوا طرح مشروع جو بايدن الذي اقترح تقسيم العراق إلى ثلاث دول، حتى قبل أن يصبح نائباً للرئيس. وبدأ بارزاني يستولي على «الأراضي المتنازع عليها»، وهي في معظمها خليط من الأقليات الدينية والعرقية فهجر منهم من هجر، وأقام مراكز لقواته، ورفع شعاره المعروف: لن نتخلى عن الأراضي التي حررت بالدم، مختلقاً قضية يجب أن تحل بالحوار، بناء على المادة 140 من الدستور. ولتأكيد ضم هذه المناطق إلى إقليمه أصرّ على إجراء الاستفتاء فيها، علماً أن سكانها المهجرين لم يعودوا إليها بعد، وهي شبه خالية.

ولكن لماذا الاستفتاء الآن؟ في ظن بارزاني أن الظروف الحالية لن تتكرر. في الإقليم لا تستطيع القوى المناهضة له الوقوف ضده لأنها ستبدو في نظر الشعب خائنة، وكذلك كل من العراق وإيران وتركيا وسورية لأسباب مختلفة تخصّ كل طرف من هؤلاء؛ أما إسرائيل التي لا تنفك تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط فوجدت في الخطوة الكردية فرصة تاريخية، خصوصاً بعدما بدأ «داعش» ينهار وبدأ العراق يتخلص من إرهابه. وهي فرصة تنتهزها كي تشكل مع الإقليم الكردي قاعدة عند الحدود الإيرانية والعراقية إذا خطر لحكام بغداد يوماً إشهار العداء لها. لهذا جاءت احتفالاتها بانتصار مؤيدي الانفصال، وهي حكماً لن تكتفي بالاحتفال.

وكتب زهير ماجد في الوطن العمانية: ليس كل ما تتمناه دول من حروبها سوف ينفعها، بل أحيانا تصبح لعنة أو فخا؛ تبدأ الحروب على أسس وخطط واضحة، وكلما طال وقتها تدخل في حيثيات غير محسوبة، وغير المحسوب عادة هو الذي يقلق صاحب الحرب ومفجرها، بل يأخذه إلى التوهان وإلى البحث عن مخارج، يستعين بها من كبار أو يرسل وفوده بطريقة غير مباشرة إلى من يقاتله؛ لذلك إياكم التفكير بحرب ضد الأكراد وعلى أرضهم، افعلوا ما تشاؤون لكن لا تسيروا جيوشكم. وأضاف: من قال إن إسرائيل مشروع ثابت على أرض ليست لها .. هي مرحلة كثيرا ما عبرت في التاريخ ثم تغيرت وتبدلت. لا يمكن للإسرائيلي وخصوصا القيادي إلا وفي داخله شعور الخوف من هذه النقطة بالذات، لذلك هو محارب كي يحاول الخلاص منها، لكنه كلما فعلها حربا تورط فيها أكثر وصار توقيت رحيله مسألة وقت فقط.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.