تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: «النووي» يزيد التوتّر بين واشنطن وأوروبا.. أم العكس: إلغاء الاتفاق يزيد من خطر الحرب..

مصدر الصورة
sns

بدا من الواضح، خلال اليومين الماضيين، أن عدم تصديق ترامب على الاتفاق النووي، أوجد نوعاً من المواجهة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، الذين أبدوا شجبهم لموقفه. وفيما تعالت صيحات الاستهجان والشجب في هذا الإطار، حاول مسؤولون أميركيون التقليل من أهمية خطوة ترامب، على اعتبار أنه لا يريد الانسحاب من الاتفاق، في وقت هدّدت فيه طهران بالانسحاب منه إذا تأكدت من أن الإجراءات التي تتخذها «الأطراف الأخرى» لا تكفي لرفع العقوبات. ولفتت صحيفة الأخبار، إلى أنه ورغم أن تيلرسون دافع عن استراتيجية رئيسه إزاء إيران، وعدم مصادقته على الاتفاق النووي، إلا أنه أشار في حديث مع شبكة «سي إن إن»، إلى أنه يتفق مع وزير الدفاع جيمس ماتيس بشأن ضرورة عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، موضحاً أن هذا الاعتقاد موجود لدى الرئيس الأميركي، أيضاً، وأنه لهذا السبب لم يعلن انسحابه من الاتفاق. وشدد تيلرسون على أن إدارة ترامب تريد أن يُطبق الاتفاق بصرامة، وبالتوازي مع معالجة «عيوبه»، مثل غياب تفاهم بشأن الصواريخ البالستية، وذلك من خلال التوصل مع الأطراف الموقعة عليه إلى اتفاقية ثانوية أو فرعية. بدورها، صرّحت هيلي بأن واشنطن تتوقّع الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، مضيفة أن إدارة ترامب تريد التوصل إلى رد «متناسب» مع تصرفات طهران على المسرح العالمي.

أوروبياً، تمسكت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالاتفاق النووي الإيراني، وأعربت في بيان مشترك عن قلقها من «التبعات المحتملة لموقف ترامب الذي يصب باتجاه عدم المصادقة على الاتفاق النووي». في غضون ذلك، تناولت صحف أميركية العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا. وأشارت «واشنطن بوست»، في تقرير لها، إلى أن «التباعد بين الجانبين بدأ يتزايد، إذ يرى ترمب أن الحلفاء الأوروبيين استغلاليون ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية، ويجب تذكيرهم بقوة الولايات المتحدة»، مضيفة أن «الأوروبيين يعتبرون ترامب قوة فوضوية ويجب كبحه، في وقت يقوم فيه بتبديد هيبة القيادة الأميركية»، أفادت الأخبار.

وقال علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، إن بلاده تعوّل على الاتصالات مع موسكو، في ظل موقف جديد للرئيس ترامب من اتفاق إيران النووي. وقال لاريجاني: "الحوار (مع روسيا) قد يكون مفيدا جدا، وآمل في أن هذا الموضوع سيبحث خلال لقاءات (ثنائية) مقبلة بيننا". وأضاف رئيس البرلمان الإيراني، أن تعاون موسكو وطهران يلعب دورا في غاية الأهمية فيما يتعلق بتسوية الأزمة السورية وتحسين الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

في المقابل، ووفقاً لروسيا اليوم، حذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أمس، من السماح لإيران بأن تكون كوريا شمالية أخرى. وقالت لقناة "إن.بي.سي" الأمريكية: "السبب في أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب الاتفاق النووي مع إيران هو تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية بسبب برنامجها النووي، وما نقوله الآن فيما يتعلق بإيران، هو لا تسمحوا لها بأن تكون كوريا الشمالية المقبلة". وأشارت هايلي في حديثها إلى أن واشنطن تتوقع الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، مضيفة أن إدارة ترامب تريد إيجاد رد "مناسب" لتصرفات طهران على المسرح العالمي.

وأفادت العرب الإماراتية، أنّ ترامب أراد تجميد الاتفاق سياسيا دون الإقدام على تجميده من الناحية القانونية، ضمن رغبة أجمع عليها مساعدوه، خصوصا من يحملون خلفية عسكرية، لاتباع استراتيجية تجاه إيران تشبه استراتيجية واشنطن في تعاملها مع كوريا الشمالية، عبر وضع ضغط لا متناه على نظامها على أمل تعديل سلوكه أو انهياره. وأضافت أنّ من غير المتوقع أن يعيد الكونغرس مجددا فرض عقوبات على إيران، وسط معارضة الديمقراطيين وجانب كبير من الجمهوريين لخطوة ترامب بعدم التصديق على الاتفاق. لكن مواقف الكونغرس لن تزعزع في الوقت نفسه روح استراتيجية ترامب التي بدأها بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني.

وعنونت الشرق الأوسط السعودية: توافق أميركي ـ أوروبي لمواجهة إيران. ونقلت تأكيد الملك السعودي، تأييده وترحيبه بالاستراتيجية الحازمة التي أعلنها ترمب تجاه إيران، وأنشطتها العدوانية، ودعمها للإرهاب في المنطقة والعالم. إلى ذلك، برز أمس، توافق أميركي - أوروبي على مواجهة سلوك إيران الإقليمي. وقالت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إنها ناقشت، أمس، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاتفاق النووي مع إيران، كما اتفقتا على ضرورة مواصلة التصدي لأنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار، حسب «رويترز». بدوره، رجح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مقابلة مع «سي إن إن» بقاء واشنطن في الاتفاق النووي، لكنه أكد أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى التعامل «مع جميع تهديدات إيران للمنطقة والأصدقاء والحلفاء والأمن القومي الأميركي».

وكتب غسان شربل رئيس تحرير الشرق الأوسط: لم يمزق ترامب الاتفاق النووي الـ«سيئ جداً»،اكتفى بهزه بقوة وهزّ معه الصورة التي حاولت إيران تسويقها على الصعيد الدولي بعد توقيع الاتفاق؛ لم يكن الشق المتعلق بالاتفاق، الجانب الأهم في كلام الرئيس الأميركي. الجانب الأهم كان الرسالة المتضمنة في الكلام، وهي أن مشكلة العالم والشرق الأوسط مع إيران تتعلق بدورها خارج حدودها قبل أن تتعلق بحلمها النووي. وكأنه أراد القول إن الدور أخطر من القنبلة، وأن التفكير بالقنبلة ربما يهدف إلى حماية القدرة على الاستمرار في هذا الدور.

وأضاف شربل: لقد أعاد ترامب وضع إيران في صورة الخطر الأول بعدما احتلت كوريا هذا الموقع في الأسابيع الماضية. وبدا واضحاً أن ترامب يعتبر أن الامتحان الأول لإدارته هو في الشرق الأوسط وليس على حدود الصين. ثم إن ترامب أعاد تظهير الخطر الذي يمثله الدور الإيراني، والمتمثل في هجوم واسع على مستوى إقليم الشرق الأوسط. أي في منطقة يبقى العالم معنياً بثرواتها واستقرارها وتوازن القوى فيها. والرسالة الثالثة هي أن أميركا التي وقّعت الاتفاق النووي مع إيران ليست في وارد، وخصوصاً في ظل الإدارة الحالية، أن تشرعن الاختراقات التي حققتها إيران في عدد من الدول العربية كأمر واقع لا بدّ من التسليم به. وهذا يعني عملياً أن واشنطن لا تسلّم بحق طهران في أن تكون صاحبة الكلمة الأخيرة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وأن يكون قاسم سليماني جنرال الجنرالات في العواصم الأربع.

وتابع الكاتب: تحولُ خطاب ترمب إلى سياسات على أرض الواقع، سيشكل بالتأكيد انقلاباً على النهج الذي اتبعه أوباما في سنواته الأخيرة؛ تحولُ خطاب ترامب إلى سياسات محددة ترمي إلى احتواء الاندفاعة الإيرانية في الإقليم، وبالتنسيق مع الأصدقاء التاريخيين لواشنطن، سيشكل بالتأكيد أوسع رد على الانقلاب الإيراني الكبير الذي كان يرمي إلى محاصرة الدول المؤثرة في الإقليم وزعزعة استقرارها والتقليل من أهميتها الاستراتيجية؛ لا عودة إلى قدر من الاستقرار في الإقليم ما لم يتم تعديل ميزان القوى بضوابط جديدة تلزم الجيوش بالمرابطة داخل بلدانها وتلزم الميليشيات بمغادرة أراضي الآخرين. ولا يرى المعتدلون العرب فرصة من هذا النوع من دون دور أميركي يعيد إحياء الخطوط الحمر في وجه تتابع الانقلابات وتجوال الميليشيات.

وكتب جورج سمعان في الحياة: غسل ترامب يديه من الاتفاق النووي. لم يعلن انسحاب بلاده من هذا العقد الدولي. ولم يضع «الحرس الثوري» على لائحة الإرهاب. اكتفى بالدعوة إلى فرض عقوبات عليه. رمى بالمسؤولية على كاهل الكونغرس، وعلى الحلفاء أيضاً المعنيين بالاتفاق. نجح رجال إدارته في الخارجية والدفاع في كبح جموحه... ولكن: لم يعد هناك مجال للديبلوماسية بين واشنطن وطهران. والمشهد الاستراتيجي الجيد يتبلور خلال الأيام الستين التي سيعمل الكونغرس خلالها على ترجمة سياسة ترامب ستنقضي سريعاً. بالتأكيد، لا أحد من الطرفين يرغب في مواجهة عسكرية مباشرة بينهما، سيعولان على حروبهما بالوكالة. بعضها مشتعل وبعضها الآخر قنابل موقوتة تنتظر شرارة. ووكلاء الطرفين على سلاحهم. فهل يستمع ترامب الذي قد لا يدرك أن الوقت ربما فات لاعادة تغيير الوقائع على الأرض، إلى رجاله العسكريين والديبلوماسيين المجربين وكيف سيرغم إيران على وقف سياسة التوسع؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.