تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: تركيا والولايات المتحدة تغلقان الأبواب بعضهما في وجه بعض..؟!

مصدر الصورة
sns

يرى محللون ومراقبون أتراك أن إقدام تركيا على خطوات في سورية والعراق وعلى رأسها عملية “درع الفرات” لحماية أمنها القومي، كان لها دور في اتخاذ الولايات المتحدة قرارات معينة ضد أنقرة التي أفشلت مخططات ومؤامرات عديدة تستهدف المنطقة برمتّها. ويعتقد هؤلاء أن اتفاق تركيا مع روسيا وإيران على تشكيل منطقة خفض التوتر بمحافظة إدلب السورية، ونشر قوات مراقبة فيها، أفشل خطة أمريكية للتدخل بالمحافظة من خلال “بي واي دي” بحجة محاربة عناصر تنظيم القاعدة، الأمر الذي انعكس بالسلب على العلاقات الثنائية بين البلدين.

أما الملف الآخر الذي أثار جدلا في أروقة حلف الناتو، فهو اعتزام تركيا استيراد صواريخ “إس-400″ الروسية للدفاع الجوي، حيث لقيت الخطوة التركية انتقادات بذريعة عدم مُوائمة صواريخ “إس-400″ منظومَات الناتو. ووفقاً لترك برس، باتت العلاقات التركية الأمريكية التي تعود جذورها إلى القرن19، وارتقت إلى مستوى “التحالف” في القرن الماضي، في مهب الرياح الباردة، مع تعليق إصدار تأشيرات الدخول بشكل متبادل بين تركيا والولايات المتحدة مؤخرا.

ويشير معلق صحيفة "كوميرسانت" السياسي سيرغي ستروكان إلى أن واشنطن وأنقرة، لم تعودا حليفين استراتيجيين. وأوضح: تمر العلاقة بين واشنطن وأنقرة بأزمة حادة لم تشهدها خلال السنوات العشر الأخيرة. فقد أشار رئيس الحكومة التركية في تعليقه على توقف الولايات المتحدة عن منح تأشيرات الدخول لغير المهاجرين، إلى أن ذلك لا يتوافق مع الشراكة الاستراتيجية. وقد اتخذت الولايات المتحدة قرارها، الذي تسبب في انهيار قيمة الليرة التركية وتقييد حرية حركة ألوف الأشخاص، ردا على اعتقال اثنين من موظفي قنصليتها (يحملان الجنسية التركية) في اسطنبول، بتهمة المشاركة في مؤامرة ضد الحكومة؛ وإن التصريح، الذي أصبح شهادة على تفاقم العلاقة بين واشنطن وأنقرة، أدلى به بن علي يلدريم خلال لقائه كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، عقب انهيار البورصة والانخفاض الحاد لقيمة الليرة التركية.

وأوضح الكاتب أنه في الوقت، الذي يصر فيه الجانب التركي على حقه في القيام بملاحقات جنائية ضد مواطنيه، من دون التشاور مع واشنطن، تعتقد الولايات المتحدة أن تنسيق العمل ضروري في إطار الشراكة الاستراتيجية مع أنقرة. وتعتقد واشنطن أن السلطات التركية تتستر بالقانون وتمارس الملاحقات السياسية التي أصبح موظفا القنصلية من بين ضحاياها. إلى ذلك، فقد زادت الفضيحة الجديدة من غموض مستقبل العلاقات بين البلدين، التي لم تتحسن حتى بعد اجتماع أردوغان وترامب في شهر أيار الماضي. وإن عدم رغبة واشنطن في تسليم فتح الله غولن الذي يعده أردوغان الخطر الأكبر على سلطته، يبقى أحد العوائق في طريق تطبيع العلاقات بينهما.

كتبت افتتاحية رأي اليوم الإلكترونية: لا نَعتقد أن اعتقال السّلطات التركيّة لمُوظّف مَحلّي في السفارة الأمريكيّة في أنقرة بتُهمة التّواصل مع مَسؤولين في حَركة “خِدمة” التّابعة للسيد فتح الله غولن، هي السّبب الرئيسي في تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن، بًل ربّما هي بَمثابة النقطة التي أدّت إلى طَفح الكَيْل؛ كلمة السّر التي تَكمن خَلف هذا التوتّر هي الدّعم الأمريكي العَسكري المُتصاعد للأكراد ورَغباتهم الانفصاليّة سَواء في شمال سورية والعراق وشرق تركيا بالطّبع؛ فالأتراك يَعتقدون أن هذا الدّعم الذي يَشملُ أسلحة ومُعدّات ثقيلة لا يُمكن أن يكون بهَدف قِتال “الدولة الإسلاميّة”، مِثلما يَقول المَسؤولون الأمريكان؛ تركيا قَلقةٌ من التحرّكات “المُريبة” للحَليف الأمريكي، وزاد هذا القَلق عندما رَفضت القيادة العَسكريّة الأمريكيّة بَيعها صواريخ “باتريوت”، مِثلما رَفضت أيّ دَورٍ لها في مَعركتي المُوصل والرقّة، وأعطت للأكراد الدّور الأبرز في اقتحام الأخيرة، ووفّرت لها الدّعم الأرضي والغِطاء الجَوّي؛ وأردفت الصحيفة أنّ التقارب التركي الإيراني الروسي الذي أدّى إلى فَرض الهُدوء، وإقامة عِدّة مناطق تخفيض التوتّر في سورية، عَمّق القطيعة التركيّة الأمريكيّة، لأن الإدارة الأمريكيّة رأت فيه تَحرّكًا ضِد حُلفائها الأكراد، ومُحاولة لنَسف وِحدة أراضي كَيانِهم التي باتت تتبلور في شمال سورية بشَكلٍ مُتسارع.

وتابعت الصحيفة: أن يَصل الأمر بصحيفة “الصباح” التركيّة المُقرّبة من أردوغان وحزبه، إلى اتهام أمريكا بحِصار تركيا بطَوقٍ من القواعد العسكريّة والعَتاد الثقيل، فهذا اتهامٌ خطيرٌ جدا، خاصةً الذّهاب إلى درجةِ التحذير من أن أمريكا تَهدف من وراء هذهِ التحرّكات إلى تفكيك تركيا تمامًا مِثلما فَكّكت الاتحاد السوفييتي؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.