تعتبر الولايات المتحدة مواجهة روسيا والصين من أولويات استراتيجيتها الدفاعية، التي كشف عنها البنتاغون أمس. وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، في مؤتمر صحفي أعلن خلاله عن الاستراتيجية الجديدة: "المنافسة بين الدول العظمى، وليس الإرهاب، تتصدر الآن الاهتمام فيما يخص الأمن الوطني". وأضاف: "نحن نواجه تهديدات متزايدة من قبل مختلف الدول الضالة مثل الصين وروسيا، التي تسعى لبناء عالم يتوافق مع نماذجها الاستبدادية، وتسعى لفرض الفيتو على القرارات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية لدول أخرى".
ولفت إلى أن "المنافسة الاستراتيجية الطويلة الأمد مع الصين وروسيا تعتبر الأولويات الرئيسية لوزارة الدفاع، وتتطلب مزيدا من التمويل، نظرا لدرجة المخاطر التي تمثلها اليوم على أمن الولايات المتحدة وازدهارها". وقال ماتيس كذلك إن "الأنظمة المارقة، مثل كوريا الشمالية وإيران، تواصل بإصرار أعمالها غير الشرعية وتهدد ليس فقط الاستقرار الإقليمي، بل والاستقرار العالمي". ووفقا للاستراتيجية الجديدة، ستقوم الولايات المتحدة بتطوير تحالفات ثابتة للحفاظ على ما تم تحقيقه في أفغانستان والعراق وسوريا، من أجل إلحاق الهزيمة بالإرهابيين لأمد طويل، وقطع قنوات دعمهم. وستعمل هيئة الأركان المشتركة الأمريكية على ردع العدو في 3 مناطق رئيسية، هي منطقة المحيطين الهندي والهادي، وأوروبا والشرق الأوسط. كما ستكون هناك استثمارات في مجالات الفضاء والمجال السيبراني والذكاء الاصطناعي وأنظمة حيوية أخرى تحتاج إليها القوات المسلحة الأمريكية.
في المقابل، أعرب سيرغي لافروف، عن أسفه لاتباع واشنطن نهج المواجهة بدلا من الحوار العادي مع روسيا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي بنيويورك، أمس، تعليقا على استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية الجديدة: "من حيث المبدأ نحن نأسف لأن الولايات المتحدة، بدلا من الحوار الطبيعي بناء على القانون الدولي، تسعى لتأكيد دورها الرائد من خلال مثل هذه المناهج الداعية للمواجهة". وأضاف لافروف: "أنا على قناعة بأن هناك كثيرا من ذوي التفكير السليم، الذين يفهمون أنه يجب الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي، ويدركون أن كافة المخاطر التي تواجهه يجب التصدي لها، وأن ذلك مستحيل بدون التعاون بين روسيا والولايات المتحدة". وأضاف لافروف أنّ واشنطن لم تقدم أدلة على عدم التزام روسيا بالعقوبات ضد بيونغ يانغ. ودعا لافروف لبدء العمل على تسوية الخلافات بين الدول الخليجية وإيران، مؤكدا استعداد روسيا للمساهمة في هذه الجهود. وتابع لافروف: مقترحنا حول لقاء نتنياهو وعباس في موسكو لا يزال على الطاولة. كما انتقد لافروف القرار الأمريكي تقليص تمويل وكالة "الأونروا".
