تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: البنتاغون يقرّ بعجزه أمام أسلحة روسيا الفرط صوتية.. والكرملين يكشف تفاصيل المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب.. سيلتقيان..؟!

مصدر الصورة
sns

اعترف رئيس القيادة الأمريكية الاستراتيجية الجنرال جون هيتن، بأن الدفاع الصاروخي الأمريكي غير قادر على مواجهة الأسلحة الروسية الجديدة الفرط صوتية. وأوضح هيتن في جلسة استماع أمام أعضاء مجلس الشيوخ الثلاثاء أن الولايات المتحدة لا تملك أي وسائل حماية مباشرة من الأسلحة الروسية الفرد صوتية، وقال: "لا يوجد لدينا أي نوع من الحماية، ولا يمكننا منع استخدام هذه الأسلحة ضدنا". وأشار هيتن إلى أن الدفاع الأمريكي الوحيد ضد هذا النوع من الأسلحة في حال استُخدمت ضد بلاده هو "التهديد بالرد النووي"، مضيفا أنه "بإمكاننا أن نرد فقط من خلال قوى الردع التي تتضمن الثالوث النووي والقدرات النووية، التي نمتلكها للرد على مثل هذه التهديدات"، وفقاً لروسيا اليوم.

إلى ذلك، وصف الكرملين المكالمة الهاتفية بين الرئيسين بوتين وترامب بـ"البناءة"، مشيرا إلى أن الزعيمين تطرقا خلالها إلى إمكانية عقد لقاء محتمل بينهما. وأعلن المتحدث باسم الكرملين، أن الرئيسين بوتين وترامب اتفقا على تكليف وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف ومايك بومبيو ببدء إعداد وتنظيم لقاء بين الرئيسين. أشار المتحدث إلى أن الرئيسين اتفقا على رفض الرغبة في سباق تسلح بين البلدين، إلا أنهما لم يتطرقا إلى إمكانية بدء محادثات بشأن الحد من الأسلحة. وأفاد المتحدث بأن بوتين ترامب ناقشا فكرة عقد قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إلا أن الحديث لم يدور حول استضافة روسيا لهذا اللقاء.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس ترامب أعرب لنظيره الروسي خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء، عن قلق بلاده إزاء الأسلحة الروسية الجديدة. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع في البيت الأبيض، أن ترامب أكد لبوتين أنه قلق لما نشر عن تصميم روسيا صواريخ بالستية جديدة عابرة للقارات "لا يمكن اصطيادها" وطوربيدات نووية يمكنها تضليل كل النظام الدفاعي الأمريكي. وأشارت إلى أن ترامب أكد لنظيره الروسي خلال المكالمة، أن الإدارة الأمريكية خصصت 700 مليار دولار لتطوير القوات المسلحة الأمريكية. ولفتت إلى أن ترامب بحث موضوع "التهديد النووي الروسي" مع رئيسة وزراء بريطانيا والمستشارة الألمانية.

من جهتها، أكدت صحيفة واشنطن بوست، أن الرئيس ترامب لم يقبل بنصيحة مساعده لشؤون الأمن القومي الذي نهاه عن تهنئة الرئيس بوتين بالفوز في الانتخابات. ونقلت الصحيفة عن مصدر في البيت الأبيض، أن بعض مستشاري الرئيس الأمريكي قدموا له الثلاثاء قبيل تحدثه بالهاتف مع نظيره الروسي، مقترحات مكتوبة بخط اليد حول القضايا الرئيسية الممكن بحثها خلال الحديث الهاتفي.. وقال مصدر الصحيفة: "على الأوراق المتضمنة المقترحات كتبت عبارة "عدم تهنئة بوتين"، ولكن ترامب تجاهل هذه النصيحة كما تجاهل أيضا نصيحة مستشاريه الذين طلبوا منه التطرق خلال الحديث مع بوتين إلى موضوع تسمم عميل لندن السابق في بريطانيا سيرغي سكريبال في بريطانيا.

وفي السياق، أعلنت الدفاع الروسية أن الاستفزازات باستخدام مواد كيميائية سامة في سورية وبريطانيا تدل على استعداد الغرب للجوء إلى أي وسيلة للإساءة إلى سمعة روسيا. وقال قائد قوات الحماية من الإشعاعات والأسلحة الكيميائية والبيولوجية في الوزارة اللواء إيغور كيريلوف، إن "المقارنة بين تطورات الأحداث في سالزبوري وما نفذ من استفزازات سابقا في الغوطة الشرقية تدفع للاستنتاج الواضح بأن دول الغرب مستعدة للجوء إلى أي وسيلة مشكوك فيها وغير شرعية، للإساءة إلى سمعة الاتحاد الروسي والحكومة الشرعية". وأعاد اللواء كيريلوف إلى الأذهان أن بريطانيا كانت ولا تزال إحدى الدول التي تطور برامج الأسلحة الكيميائية الجديدة. ولفت إلى أنه من أهم المواقع البريطانية التي جرى فيها تطوير ودراسة المواد السامة مختبر في بورتون داون على بعد عدة كيلومترات من مدينة سالزبوري.

وتحت عنوان: ينصحون بوتين بتخفيض حدة خطابه الحربي، تناول إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، ما ينتظره الغرب من روسيا في ولاية بوتين الرئاسية الرابعة، وكيف يمكن لموسكو أن تقنع الغرب باستعدادها للحوار. وأوضح: عدم وجود مفاجآت- هذا بالذات ما ركز عليه المحللون الغربيون، تعليقا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في روسيا.

ونقلت الصحيفة عن ريتشارد ويتز، مدير مركز التحليل السياسي العسكري بمعهد هدسون، تعليقه على التغيرات المحتملة في السياسة الخارجية الروسية، قوله: "النقطة القابلة للنقاش هي كيف سيستغل بوتين ولايته الجديدة. الخطوة التالية، أمام موسكو. فقد تتخذ موقفا أكثر تشددا تجاه الغرب. ومن ناحية أخرى، يمكنه (بوتين) تقديم تنازلات كبيرة وخفض التوترات. فيمكنه، على سبيل المثال، القول إن روسيا لم تعد تشعر بالقلق إزاء التوسع العسكري لحلف شمال الأطلسي، أو نحو نظام الدفاع الصاروخي بسبب حقيقة أن روسيا أعلنت مؤخرا عن أسلحة فائقة الحداثة".

بدوره، يرى شتيفان مايستر، مدير برنامج أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية أن "بوتين إذا ما أراد تحسين العلاقات فيمكنه التعامل مع وقف إطلاق نار حقيقي في شرق أوكرانيا وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء أوكرانيا. يمكنه الحد من خطابه العدواني حول الإنفاق العسكري والأسلحة. ويمكن أن يفتح قنوات لتدابير بناء الثقة، ومناقشات حول مراقبة الأسلحة داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو مجلس روسيا- الناتو. ويمكنه إضافة وضوح إلى قضية سكريبال. ولكن ما مدى واقعية كل هذا؟". ويضيف مايستر أن المسألة السورية تبقى مجالاً آخر تستطيع القيادة الروسية من خلاله أن تثبت للغرب الرغبة في التفاوض، فقال: "بالطبع، يمكن أن تصبح سورية مجالا لتقديم تنازلات. إلا أن بوتين يقاتل هناك مع الأسد حتى النصر. وهناك فهم مختلف للإرهاب (بين روسيا والدول الغربية). ولا توجد أفكار حول كيفية التعامل مع إعادة إعمار سورية".

من جانبها، تقول أولغا أوليكير، مستشارة مركز الأبحاث الاستراتيجية والدولية في واشنطن، في الإجابة عن سؤال الصحيفة عما إذا كان يمكن للغرب القيام بالخطوة الأولى لتحسين العلاقات مع روسيا: "من الصعب تصور أن يقدم الغرب لروسيا أي تنازلات، خاصة في ضوء الأحداث الأخيرة هذا ممكن، لكنه ضعيف الاحتمال".

وكتب وليد شرارة في صحيفة الأخبار: مطالبة الرئيس بوتين القوى الغربية بالتعامل مع بلاده بنديّة، حتى لو لم تجد آذاناً صاغية منها حتى الآن، لها أصداء كبرى في عالم الجنوب. فمطلب الندية يختصر مجمل مطالب الشعوب المستعمرة سابقاً وتطلعاتها، والتي لا تزال تعاني من سياسات النهب والسيطرة الغربية؛ بوتين لم يتكفِ بالمطالبة بالندية. لقد أفشل عبر تدخله في سورية عملية تغيير نظام بإشراف وتدخل غربي كما حصل في الحالتين السابقتين، العراقية والليبية. البعد السياسي والرمزي لهذا التدخل كبير جداً. لم تعد الولايات المتحدة وحلفاؤها يقررون وحدهم مصائر بلدان العالم غير الغربي وشعوبه. وقد أتى هذا التطور المهم في سياق دولي، من سماته البارزة تقارب جدي روسي ــ صيني، أكد عليه بوتين في خطابه بعد إعادة انتخابه، وتقدم عملية البناء الأوراسي التي ستفضي إلى تعديلات معتبرة في التوازنات الدولية الاقتصادية والسياسية، وهو أمر يتيح لبلدان الجنوب الاستفادة من وجود عدة لاعبين كبار على الساحة الدولية. بوتين يغيظُ الغربيين، وبدرجة ما هو يخيفهم، ولهذا السبب نحن نحبّه!

ومما كتب عبدالوهاب بدرخان في الحياة: قد تكون الغوطة الشرقية الموقعة الأولى في الحرب السورية التي يمكن إدراجها في «الحرب الباردة» بنمطها البوتيني المحدث، والمعلن.... لم تكن سورية بالنسبة إلى بوتين الساحة التي يجرّب فيها أحدث أسلحته الفتاكة فحسب، كانت أيضاً الساحة التي مكّنته من الذهاب أبعد من الاتحاد السوفياتي الذي حاول ولم ينجح في تطويع القانون الدولي لئلا يبقى غربياً ولئلا يُنفّذه الغرب بمفاهيمه فتسود قيمه، أما بوتين فقد مزّق «كتاب القواعد الدولية»، وفقاً لتعبير وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون.... مع بوتين في ولايته الرابعة المديدة، حتى عام 2024، لا بدّ من توقع نماذج مشابهة من السياسة المتشدّدة وقد يجد العالم أنه لم يرَ شيئاً بعد من مفاجآت الرئيس الروسي. ومن أبلغ العبارات ما آل إليه النظام الدولي الراهن أنه بات مُتَنَازعاً «بين جنون ترامب وإجرام بوتين».

في المقابل، كتب جميل مطر في الخليج الإماراتية: لا مبالغة كبيرة في القول بأن الكراهية للغرب كانت الطاقة التي شجعت الناخب الروسي على أن يخرج في يوم قارس البرودة وفي درجة حرارة تحت الصفر لينتخب الرئيس القائم منذ سنوات عديدة رئيساً لفترة جديدة. لم تكن هناك حملة انتخابية بالمعنى السائد ولكن المتابعة العادية لمنتجات الإعلام الروسي خلال الأسابيع الأخيرة كشفت لي عن طفرة في المعلومات عن الغرب بعضها مبالغ فيه أو معالج بتدخلات شتى. وكشفت أيضاً عن عمق وانتشار الرأي المناهض للغرب. كادت الحملة ضد الغرب تطغى على إنجازات بوتين الداخلية والخارجية.... روسيا عادت في ظل حكم فلاديمير بوتين دولة كبرى لها تأثير. لا يجوز بعد اليوم الاستهانة بهذه الدولة ولا بكفاءة وقدرات حاكمها الأوحد، بخاصة بعد أن أصبحت نموذجاً يحتذى.

ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية: مؤشرات على التعقل، أنه وسط هذا الاستنفار، تلوح بوادر تعقل لإبعاد شبح المواجهات العسكرية، وتقليص مخاطر سباق التسلح. وجاء الحديث عن قمة مرتقبة بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي في أيار المقبل، وحديث بيونغ يانغ عن استعدادها للتخلي عن برنامجها النووي العسكري، ثم الاتصال الهاتفي الذي هنأ فيه الرئيس الأمريكي ترامب الرئيس الروسي بوتين لمناسبة فوزه بالرئاسة للمرة الرابعة، إشارة واضحة إلى الرغبة في تخفيف حدة التوتر وإبعاد العالم عن حافة الهاوية، خصوصاً بعد الإعلان عن قمة قريبة بين الرئيسين لبحث مسألة سباق التسلح التي بدأت تخرج عن نطاق السيطرة، وإعادة ضبط العلاقات الثنائية لما فيه مصلحة البلدين والعالم.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.